• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نتعامل مع مجموع الأحاديث التي تتكلم عن ظاهرة مثل ظاهرة المهدي نتحير في الجمع بين الآحاديث ، وأحياناً نبدأ تصور أن هناك أكثر من مهدي
أو نتصور أن الأحاديث تتكلم عن أكثر من ظاهرة
ومن يدخل المنتديات التي تخصصت بالفتن لا يخرج منها إلا وهو محمل بجبل من الاستفهامات التي لا يجد لها إجابة خاصة عندما يتعاطون مع الأحاديث الثابته بطريقة جزئية

الذي اقتنعت فيه أن مرحلة المهدي لن نفهمها على حقيقتها إلا إذا عايشناها ، ونسأل الله أن يمن علينا باتباعه إن كنا في زمنه
لا أطيل عليكم : هذا جزء من بحث أعجبني يجيب على كثير من الإشكالات التي تبرز طبيعة مرحلة حكم المهدي أسأل الله أن يكون صاحبه قد وفق في طرحه ، وإن لم يكن فارجو من الإخوة أن يدلوا بدلوهم لكي نستفيد ونتعلم خاصة أنني بالمجمل قبلت الاجتهادات المذكورة فيه
لن أطيل عليكم
وهذا الجزء الذي تيسر لدي
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

مدة بقاء المهدي وطبيعة عهده
هذا المبحث فيه بعض الإشكالات من التعارض الظاهري بين بعض النصوص ؛ لذا أقوم بذكر هذه النصوص مع بيان الإشكالات المحتمل تصورها ، وأقوم بتوجيه أوجه الجمع بينها ، والله أعلم بوجه الصواب فيها :

أولاً : عمر المهدي t عند توليه الأمر .

/ - عن السميط (_ ) قال : » اسمه اسم نبي وهو ابن إحدى أو اثنين وخمسين يقوم على الناس سبع سنين ، وربما قال ثمان سنين . « ([1])

أقول :

هذا الأثر الوارد عن أحد التابعين هو أصح الآثار الدالة على عمر المهدي عند توليه الأمر في مكة ، وفيه تصريح بأن عمره وقتذاك يكون إما واحد وخمسين وإما اثنين وخمسين ، وعلى الروايات القائلة بأنه يملك سبع أو ثمان أو تسع سنين تكون وفاته قريب من سن الستين .

وعلى هذه الرواية يشبه الحدث المرحلة المدنية من وقعة بدر سنة 2 هـ إلى وفاة النبي r ، سواء في المدة أو في بعض تفاصيل الأحداث ، فقد بدأت نواة لدولة الإسلامية الثانية بالمبايعين الذين ورد في بعض الآثار أن عدتهم تكون كعدة أهل بدر ، وقد عاش النبي r بعد وقعة بدر بين السبع والثماني سنوات حتى تم التمكين في الأرض الذي أكمله خلفاؤه بعده .

وهناك آثار ضعيفة أخرى تشير إلى أن عمر المهدي t عند توليه الأمر يكون أربعين سنة ، وبعضها أشار إلى أنه يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين . ([2])


ولعل أوجه الآراء الأول ، ويحتمل أن يكون عند توليه الأمر ابن أربعين ، فهذه السن هي بداية سن الكهولة الممزوجة بالحكمة مع بقاء عود الشباب وحيويته وهي زمن مبعث جده النبي محمد r .

ثانياً : مدة بقاء المهدي t .


/ - عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : } إِنَّ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيَّ يَخْرُجُ يَعِيشُ خَمْسًا أَوْ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا زَيْدٌ الشَّاكُّ قَالَ : قُلْنَا : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ سِنِينَ قَالَ فَيَجِيءُ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي أَعْطِنِي قَالَ : فَيَحْثِي لَهُ فِي ثَوْبِهِ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ{ ([3])

/ - عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : } يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا . { ([4])

/ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : } الْمَهْدِيُّ مِنِّي أَجْلَى الْجَبْهَةِ أَقْنَى الْأَنْفِ يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا ، كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ . { ([5])

/ - عن ابن سيرين قال : » المهدي من هذه الأمة وهو الذي يؤم عيسى ابن مريم« ([6])


أقول :

هذه الآثار متقاربة المعنى ويفسر بعضها بعضاً ، وفيها إشارة واضحة إلى أن مدة بقاء المهدي بعد بيعته من سبع إلى تسع سنين ، ويتضح من الروايات أنها تكون سنين خير وعدل بين الناس .

ثلاثة إشكالات تضمنتها الأحاديث السابقة

الإشكال الأول :

يتضح من الآثار السابقة أن مدة بقاء أو عيش المهدي t من 7-9 سنوات ، وقد ورد في بعض الآثار أن الذي يؤم بعيسى r في مرحلة الدجال هو المهدي t ، ولو حسبنا السنوات من البيعة في مكة إلى خروج الدجال لوجدناها تزيد على العشر سنوات ، ففي البداية تكون البيعة ، ثم تكون وقعة كلب ، ثم بعد ذلك يتوجه المهدي إلى دمشق لتكون عقر دار المسلمين قبل الملاحم ، وتكون الهدنة ، والله أعلم مدة الهدنة ، ثم المعركة التحالفية المشتركة ، ثم غدر الروم ، وقدومهم للملحمة العظمى ، وورد في بعض الآثار أن مدة تجييش جيش الملحمة يستغرق تسعة شهور ، أي قرابة السنة ، ثم بين الملحمة وبين فتح القسطنطينية ست سنوات ، ثم يخرج الدجال في السابعة ، ففي مثل هذه الأحداث المتلاحقة لا يتصور أن تنقضي في أقل من عشر سنوات ؛ إذ فقط منذ استعداد الروم للملحة إلى خروج الدجال ثماني سنوات ، وهذا وجه الإشكال ؛ لذا كيف يتصور أن مدة بقاء المهدي فقط من 7-9 سنوات وأنه هو الذي يؤم بعيسى r في آخر مرحلة الدجال .

ويمكن دفع هذا الإشكال بعدة وجوه منها :

الوجه الأول :

إن هذه الآثار تشير إلى مدة ملك المهدي t ملكاً مستقراً ؛ أي أنها تشير إلى فترة الرخاء الذي يعيشها الناس مع المهدي t بعد الحروب ، وليس المراد بها كل المدة التي يقضيها المهدي من البيعة إلى ما بعد مرحلة الدجال ، ويعزز هذا الوجه أنه في بعض روايات الحديث جاءت الإشارة إلى مدة ملك المهدي t ، وحقيقة ملك المهدي لا تتضح إلا بعد الملاحم ، وكذلك جاء الربط بين تلك السنوات وانتشار العدل وعموم الرخاء مما يشير إلى أن المراد بها مدة استقرار الملك الذي يتضح به العدل وتظهر من خلاله بوادر الرخاء ، وإلا فالمراحل الأولى من بيعة المهدي إلى نزول عيسى r تعتبر مراحل فتن وملاحم وشدائد فقط .

وكذلك يعزز هذا الرأي ما ورد في بعض الآثار الضعيفة أن المهدي يكون إحدى أو اثنتين وعشرين عاماً . ([7]) حيث عبر بلفظة يكون إشارة إلى كل مدته منها سبع سنوات ملك مستقر ورخاء ، وكذلك أورد السلمي عدة آثار تشير إلى مدة غير الذي ذكرت فأورد عن علي t أثراً بأن المهدي يلي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة ، وعن دينار بن دينار قال : « بقاء المهدي أربعون سنة » ، وعن محمد بن الحنفية قال: « يملك أربعين سنة تكون هدنة الروم على يديه في تسع سنين بقين من خلافته » وعن أرطأة : « أن المهدي يعيش أربعين سنة » ، وعن الحسين بن علي : « أن المهدي يملك تسعة عشر سنة وأشهراً » . ([8])

فهذه الآثار المختلفة واردة ، ويلحظ فيها اختلاف واضح في مدة بقاء المهدي t ، ووجه الجمع بين أحدها وبين الأحاديث الصحيحة السابقة بأن مدة المهدي أكثر من تسع سنوات ، لكن المدة التي يستقر فيها ملكه ويعم الرخاء والعدل فيها هي من 7-9 سنوات .

الوجه الثاني :

قد تكون هذه هي مدة بقاء المهدي حقيقة ، وتكون وفاته قبل الدجال ، ويكمل مسيرته خليفته ، وقد أشارت بعض الآثار إلى هذا المعنى ، منها ما أورده نعيم عن أرطاة (_ ) قال : « على يدي ذلك الخليفة اليماني الذي تفتح القسطنطينية ورومية على يديه يخرج الدجال و في زمانه ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ، و في زمانه على يديه تكون غزوة الهند - وهو من بني هاشم - غزوة الهند التي قال فيها أبو هريرة » ([9])

فهذا الأثر عن أحد التابعين يشير صراحة إلى أن الذي ينزل عليه عيسى ابن مريم هو رجل غير المهدي ، بل هو الخليفة اليماني وعلى يديه تكون الملاحم ، وقد يكون هو القحطاني الذي يسوق الناس بعصاه (_ ) ، وقد جاء في بعض الروايات أنه يخلف المهدي ، وأنه لا يكون أقل منه في الهدى والرشاد .

أما بالنسبة للرخاء الذي يعيشه الناس أو العدل الذي يعم الأرض في زمان المهدي ، فبوادره تتضح بعد غنيمة كلب وبعد غنيمة الحرب التحالفية التي جاء فيها تسلمون وتغنمون ، وكذلك غنائم الملحمة العظمى ، يضاف إلى ذلك ما يقع بين يدي المهدي من كنوز الفرات وغيرها وهذا محتمل ، ففي تلك المرحلة يظهر العدل والرخاء بالنسبة للمسلمين ، ويعطي لهم الخليفة من تلك الكنوز الكثيرة التي غنمها ، بما يصدق في حقه أنه ملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، فالعدل هو بإعادة تطبيق شرع الله في كل ما يملكه ، وما يترتب على ذلك من وفور البركات عليهم من السماء .

وعلى هذا القول يمكن اعتبار أن الذي يؤم بعيسى r ليس هو المهدي t بل خليفته، والحديث العمدة الذي يشير إلى إمامة المهدي بعيسى هو ما ورد عن جابر t أن رسول الله r قال : }
ينزل عيسى بن مريم r ، فيقول أميرهم المهدي : تعال صلّ بنا ، فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة . { ([10])

فالأمير المهدي هنا ليس محمد بن عبد الله t ، بل خليفته ، ويكون ذكر كلمة المهدي هنا من باب الوصف لا العلمية ، وهذا وارد في كل خليفة راشد فإنه يصدق أن يسمى الأمير المهدي ، ويشهد لهذا الفهم قول النبي r في حق الخلفاء الراشدين : } فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ . { ([11])

فعمر t الله عنه يصدق فيه وصف الأمير المهدي وكذلك خليفة المهدي t يصدق فيه وصف الأمير المهدي ، وهذا وجه من الجمع بين النصوص محتمل ؛ ويعزز هذا الفهم أن عبارة النص هنا جاءت على غير المعهود ؛ حيث لم يقل : فيقول المهدي على ما هو متعارف عليه في أكثر النصوص ، بل قال : فيقول أميرهم المهدي ، وفي رواية فيكون عليهم رجل صالح ، فمثل هذه الصيغة قد يراد بها غير المهدي والله أعلم ، ويكون وصف المهدي للأمير هنا للإشارة إلى صلاحه ، ولا يراد بها العلمية التي يقصد بها الشخصية المعروفة .

أما الأثر الذي أوردته سابقاً عن ابن سيرين وفيه تصريح منه بأن المهدي هو الذي يؤم بعيسى r ، فيحتمل أنه اجتهاد منه أو فهم له تحصل عنده من الحديث السابق .


الإشكال الثاني :

والإشكال الثاني مبني على الأول ؛ حيث إن القول بأن كل مدة المهدي تكون 7-9 سنوات ، وفيها يعم الرخاء لا يتفق وسياق المرحلة الأولى والتي يتصور أنها تمتد أكثر من عشر سنوات ، وهي كما يتضح كلها فتن وحروب ، فأين الرخاء المقصود في الأحاديث .

ويمكن توجيه الرد على هذا الإشكال بما ذكرت سابقاً ؛ حيث أن هناك احتمالين ، الأول : إن الأحاديث السابقة تحمل على مدة استقرار ملك المهدي فقط وليس كامل مدته ، وفي تلك المرحلة يكون العدل والرخاء . والاحتمال الثاني : في حال حمل تلك المدة على كامل مرحلة المهدي t منذ البيعة إلى وفاته ، فيكون المقصود بها أنه في زمانه وببركة جهده تبدأ عودة العدل إلى جميع الأرض سواء على يديه أو على يدي خلفائه الذين يكملون مسيرته ، فهذا كله ثمرة من ثمرات جهده ، كما أن إظهار الدين في الأرض كلها ، والذي يحدث في زمن المهدي يصدق القول أنه ثمرة من ثمرات الرسول الأعظم محمد r .

أما بخصوص العطاء فهذا يتصور حدوثه في نفس مرحلة الحروب وفي لحظات السلم التي تتخللها ، وكما هو واضح أن الغنائم التي يحصل عليها المهدي t تكون كثيرة خاصة بعد غنيمة كلب والملحمة العظمى والحرب التحالفية ، فيصدق القول أنه في تلك المرحلة يقوم بإعطاء الرعية بشكل ملفت كما توضح الأحاديث ، وتصدق في حقه صورة من صور إتباع جده الرسول الأعظم كما تروي السنن عنه منها حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t : } إِنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ r فَأَعْطَاهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ { ([12])

فهذه سنة القائد الأول للأمة ؛ حيث لا يدخر شيئاً عنده إلا أعطاه لرعيته ، و أولى الناس بهذه السنة حفيده المهدي t ، فيتصور أنه لا يبقي شيئاً من هذه الغنائم إلا ويوزعها فيصدق في حقه الوصف المذكور في الأحاديث .

الإشكال الثالث :

يتضح من الأحاديث السابقة أنها تشير إلى أن مدة المهدي t من 7-9 سنوات ، وهذه مدة قصيرة نسبياً ، فكيف يستطيع المهدي في هذه المدة القصيرة أن يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً ، مع العلم أن الرسول الأعظم قد مكث ثلاثاً وعشرين سنة ، ولم تملأ الأرض في عهده عدلاً ، وإن مهدت لذلك ، وهذا يشكك من الناحية المنطقية في مصداقية الأحاديث السابقة ، بل فيه تقديم لجهد المهدي على جهد سيد المرسلين .

وهذا يجاب عليه بإذن الله من عدة وجوه :

الوجه الأول :

يحتمل أن مدة تملك المهدي ملكاً مستقراً هو هذه السنوات أما مدته الفعلية فهي أكثر من ذلك كما بينت سابقاً .

الوجه الثاني :

على فرض كون هذه مدته الحقيقية ، فلا يمتنع عقلاً ولا شرعاً أن يقدر الله سبحانه وتعالى على يديه صلاح الأرض بهذه المدة القصيرة ، ولا يشترط أن يعم العدل في الأرض في عهده ، بل يعم الأرض بجهده الذي يكمله خلفاؤه ، كذلك من تتبع الإرهاصات الخاصة بالمهدي t يجد أنها قد مهدت بشكل واضح له لتحقيق العدل في الأرض بأسرع وقت ، يضاف إلى ذلك أن هناك اختلافاً جوهرياً بين المرحلة النبوية ومرحلة المهدي ، ففي المرحلة النبوية تم تأسيس الأنصار الذين يحملون عبء الرسالة من عدم ، بينما في مرحلة المهدي فالجيل القرآني قد أُسس قبل خروج المهدي وارتقى عبر ممحصات عدة ، بل هذا الجيل هو الذي استخرج المهدي وبايعه ، إذا هناك فرق بين دعوة بدأت بواحد ، ودعوة بدأت برعيل متكامل مهيأ لحمل أعباء الرسالة ؛ لذا أشبهت مرحلة المهدي مرحلة طالوت الذي وجد الجيش أمامه ، فدخل به بعض الممحصات للغربلة ، ثم تم له النصر .

وهي أشبه في بعض الجوانب بمرحلة عمر بن عبد العزيز الذي ملأ الأرض عدلاً في سنتين فقط ، مع العلم أن كثيراً من أشكال الجور كانت قبل خلافته .

إذا لا يمتنع شرعاً ولا عقلاً حصول ذلك ، وإذا قدر الله أمراً هيأ له أسبابه ، فمحمد r مضى بدعوته ثلاثاً وعشرين سنة فتم له نشر دعوته عالمياً إلى يومنا هذا وآمن به الأحمر والأبيض والأسود ، ونوح عليه السلام استمر في دعوته ألف عام إلا خمسين ولم يؤمن معه إلا قليل ، ولكل زمان ظروفه وممهداته ، ويحكم ذلك كله قدر الله النافذ ، وما علينا إلا التسليم لقضائه مؤمنين بأن ما أخبر به نبينا محمد r هو الحق ولا يجوز تقديم تصوراتنا العقلية القاصرة عليه .

أما القول بأن في ذلك تعظيماً أو تقديماً لجهد المهدي على جهد النبي r ففهم خاطئ قد يقع به البعض ، لأن هذا الغصن الفارع ( المهدي والطائفة المنصورة معه ) ما هو إلا من تلك الشجرة العظيمة ( محمد r ) فهي التي تمده وتغذيه ؛ لذا لا تنسب حقيقة الفضل إلا للشجرة ، وإن كان للغصن نوع فضل فمرده إلى أصله في الحقيقة ؛ لذا ما من جهد للحق في الأرض إلى قيام الساعة إلا هو ثمرة من ثمرات النبي r وفي صحيفته ، بل لا أجانب الصواب إن قلت أن هذا العدل الذي سيملأ الأرض كلها هو في صحيفة أبي بكر الصديق الذي يعتبر أحد أتباع النبي r فضلاً عن كونه ثمرة من ثمرات الحبيب المصطفى ، وهذا معنى قول النبي r في حق أبي بكر بأن إيمانه لو وزن بالأمة جميعاً لرجح إيمانه على إيمانها ، فإن كان لأبي بكر كل هذا الفضل على العالمية الثانية للإسلام في عهد المهدي بكيف برسول الله r ومن نظر إلى قوله تعالى « هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ » ([13]) ففي بعض التفاسير أن تحقيق هذه الآية على أرض الواقع لم يقع في العهد النبوي ، وإنما يكون في عهد المهدي وعيسى عليه السلام ، لكن نلحظ في الآية أن الله سبحانه وتعالى لم ينسب لهم الفضل بذلك في الآية بل نسبه لصاحبه الحقيقي ومؤسس بذرته في الأرض وهو الحبيب محمد r .


ثالثاً : طبيعة مرحلة حكم المهدي t :

/ - قال الله سبحانه وتعالى : }
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ { ([14])

/ - قال الله سبحانه وتعالى : } أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ { ([15])

أقول :

الآية الأولى تشير إلى طبيعة كل الرسالات السابقة حيث بينت الآية قضية كلية ، وهي أنه ما من كتاب أنزل وما من رسول أرسل إلا ليقوم الناس بالقسط ؛ أي لأجل إحقاق العدل في الأرض ، والذي لا يمكن تصور تحقيقه إلا بتحكيم كامل لشرع الله سبحانه وتعالى .

أما الآية الثانية فقد جاءت بعد ذكر لسير الأنبياء السابقين ، وفيها توجيه لرسول الله r بأن هؤلاء هم أئمة الهدى في الأرض قبلك ، بسنتهم وهداهم اقتدِ ، ومن سنتهم كما وضحت الآية الأولى تقرير العدل وتحقيقه في الأرض .

ووجه الربط بين الآيتين وموضوعنا هنا هو أن أهم صفة صرحت فيها الأحاديث في مرحلة المهدي t أنه يملأ الأرض عدلاً ؛ أي أن أهم إنجاز من إنجازاته هو تحقيق العدل في الأرض ، وهذه الخاصية كما بينت الآية هي المقصد الأول لبعثة الرسل وإنزال الكتب السماوية ؛ لذا لا غرابة من تأكيد الأحاديث على هذا المقصد بالذات ، وكذلك الآية الثانية تشير إلى ضرورة الإقتداء بأئمة الهدى من قبلنا من أنبياء ورسل ، والمهدي الذي أخذ وصف الهداية حتى أصبح يعرف به على وجه العلمية هو الأولى بالاقتداء في هديهم في إقرار العدل في الأرض .

/ - قال الله سبحانه وتعالى : }
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ { ([16])

أقول :

هذه الآية الكريمة تشير إلى سنة ربانية ، ونتيجة حتمية مبنية على مقدمة ، وهي أن الإيمان والتقوى لا محالة يترتب عليه عموم البركة والرخاء في الأرض ، وهذا يفسر لنا سبب الرخاء الذي يكون في عهد المهدي بعد إحقاق العدل ، والعدل المراد هنا ليست صفة خلقية فقط بل هو مقصد عام يرادف معنى تطبيق الشريعة بكل تفاصيلها ؛ لأن الشريعة كلها عدل ، وكل قصور في تطبيق جانب منها نوع من الجور يقع فيه أهل الأرض .

/ - عن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ t قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ r : }
يَكُونُ مِنْ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ فَإِنْ طَالَ عُمْرُهُ أَوْ قَصُرَ عُمْرُهُ عَاشَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا وَتُخْرِجُ الْأَرْضُ نَبَاتَهَا وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا . { ([17])

/ - عن أبي سعيد الخدري t أن رسول الله r قال : }يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ ، تُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَيُعْطَى الْمَالُ صِحَاحًا تَنْعَمُ الأُمَّةُ ، وَتكْثُرُ الْمَاشِيَةُ ، وَيَعِيشُ سَبْعَ سِنِينَ ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ{ ([18])

/ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : } أُبَشِّرُكُمْ بِالْمَهْدِيِّ يُبْعَثُ فِي أُمَّتِي عَلَى اخْتِلَافٍ مِنَ النَّاسِ وَزَلَازِلَ فَيَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الْأَرْضِ يَقْسِمُ الْمَالَ صِحَاحًا فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مَا صِحَاحًا ؟ قَالَ : بِالسَّوِيَّةِ بَيْنَ النَّاسِ . قَالَ : وَيَمْلَأُ اللَّهُ قُلُوبَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ r غِنًى وَيَسَعُهُمْ عَدْلُهُ حَتَّى يَأْمُرَ مُنَادِيًا فَيُنَادِي فَيَقُولُ : مَنْ لَهُ فِي مَالٍ حَاجَةٌ ؟ فَمَا يَقُومُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا رَجُلٌ فَيَقُولُ ائْتِ السَّدَّانَ يَعْنِي الْخَازِنَ فَقُلْ لَهُ إِنَّ الْمَهْدِيَّ يَأْمُرُكَ أَنْ تُعْطِيَنِي مَالًا فَيَقُولُ لَهُ احْثِ حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ وَأَبْرَزَهُ نَدِمَ فَيَقُولُ كُنْتُ أَجْشَعَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ r نَفْسًا أَوَعَجَزَ عَنِّي مَا وَسِعَهُمْ قَالَ : فَيَرُدُّهُ فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ فَيُقَالُ لَهُ : إِنَّا لَا نَأْخُذُ شَيْئًا أَعْطَيْنَاهُ فَيَكُونُ كَذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ أَوْ تِسْعَ سِنِينَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَهُ أَوْ قَالَ ثُمَّ لَا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ بَعْدَهُ
. { ([19])

أقول :

هذه بعض الآثار الدالة على طبيعة مرحلة المهدي t ، وقد سبق ورود غيرها وهي تشير إلى حالة رخاء غير معهودة على مدار البشرية كلها ، وكأنها تتكلم عن جنة مصغرة على الأرض ، ولي مع هذه النصوص بعض الوقفات التأملية :

الوقفة الأولى :

على فرضية أن مدة استقرار ملك المهدي هي 7-9 سنوات ، وهي السنوات التي يكون فيها هذا الرخاء العظيم ، وعلى فرضية أن هذه المدة تبدأ بعد انتهاء الملاحم كلها أي بعد الدجال ، فيتصور أن مدة الرخاء هذه هي نفس المدة التي يكون فيها عيسى r ؛ لذا بعض الأحاديث نسبت هذه المرحلة من الرخاء لعيسى r كما سيأتي وبعضها نسبها للمهدي t ، ولا تعارض بين الأمرين ، فلكليهما الفضل في ذلك ، والنبي العظيم r نوع من أسلوبه لينال الفضل كل أصحابه ؛ لذا في موطن عزاه لعيسى r وفي موطن آخر عزاه للمهدي .

والفرضيتان اللتان صدرت بهما هذه الوقفة قويتـان جداً ؛ ويعززهما الرواية

الأخيرة عن أبي سعيد الخدري ، والتي جاء فيها أنه لا خير في الحياة أو العيش بعد تلك المدة ، وهي ( 7-9 ) سنوات ، والمعلوم أن عيسى r في أرجح الاحتمالات يعيش 7 سنوات ، فتكون وفاتهما متقاربة ، و تنتهي مرحلة الكمال في الرخاء (_ ) ، بما يصدق معه القول أنه لا خير في الحياة بعدهما ؛ لأن النقص بعد ذلك سيعتري حياة المسلمين تدريجياً إلى أن ينتهي بالريح التي تقبض الأرواح المؤمنة .

الوقفة الثانية :

قد يُطرح تساؤل هنا ، وهو لماذا خصت هذه المرحلة بالذات بهذا الشكل غير المعهود من الرخاء ، ويجاب على ذلك بأن الغُرم بالغُنم ، وكذلك الغُنم بالغُرم أو الأجر على قدر المشقة ، فعلى قدر التضحيات تكون البركات ، وهذه المرحلة بالذات هي من أصعب مراحل صراع الحق والباطل على وجه البسيطة كما صرح النبي r في عدة أحاديث ففيها الملاحم العظام خاصة الملحمة الكبرى التي لم ير وفي رواية لن يرى مثلها ، وفيها فتنة الدجال أعظم فتنة على وجه الأرض ، وتلك المرحلة هي مزيج من الخوف المفزع والجوع الموبق والممحصات المهلكة والعطاءات المترادفة والتضحيات المتتابعة من أهل الحق ؛ لذا هم أحق بعد هذه الجولات المتكررة في أشد مرحلة يمر بها صراع الحق والباطل أن يعجـل لهم بعض البشرى بأن ينالوا جزءً من بركات تضحياتهم في حياتهم الدنيا .

يضاف إلى ذلك أن الدنيا تضيق على المؤمن من باب الحمية رحمة به ومن باب الابتلاء تمحيصاً لإيمانه ، وهؤلاء قد استُخلِصوا لله وأخلصوا العمل لوجهه الكريم وصدقوا في الامتحان ، فخرجوا من الملحمة العظمى بحصانة ربانية لهم بعدم افتتانهم بعد ذلك ، وخرجوا من فتنة الدجال بأعلى درجات الصبر واليقين ؛ لذا لا ضير في التوسعة عليهم من باب البشرى التي لا يشوبها افتتان .

يضاف إلى ذلك أن تلك المرحلة اقتضت سنة ربانية ، وهي أن من بذل الموت وهبت له الحياة من أعرض عن الدنيا جاءته راغمة تحت قدميه ، وهذا ما حصل لهؤلاء العظماء فقد جاءتهم الدنيا راغمة تحت أقدامهم وهم في أعلى درجات الزهد فيها ؛ لذا نلحظ منهم الإعراض عن أخذ المال المبارك الحلال من يد المهدي t ، وما ذلك إلا لزهدهم ، بل من وصف نفسه بأنه أجشع أمة محمد r كما في حديث أبي سعيد لو كان في زماننا لكان آية في الزهد .

الوقفة الثالثة :

نلحظ من الأحاديث السابقة أن هناك تلازماً بين السنن الكونية أو الطبيعية وبين حال البشر من حيث الفساد أو الصلاح ، فالذي خبث لا يخرج إلا نكداً ، وانتشار الفساد في البر والبحر هو نتيجة حتمية لمعاصي البشر ، والإيمان والتقوى سبب مباشر لنيل بركات السماء والأرض ، وانتشار العدل سبب لعموم الرخاء ؛ لذا ازدانت الأرض وتزينت وأخرجت أطيب بركاتها في عهد العدل والقسط والاحتكام لدين الله في الأرض .




(_ ) السميط : هو بن عمير السدوسي البصري ، وهو تابعي روى عن أنس بن مالك وأبي موسى الأشعري [ ابن ماكولا : الإكمال ( 4/372) ؛ الدارقطني : المؤتلف والمختلف ( 2/38) ]

([1]) أخرجه أبو عمرو الداني في سننه برقم 585 [ السنن الواردة في الفتن ( 5/1064 ) ] وقال البستوي عن هذا الأثر مقطوع : وهذا الإسناد صحيح إلى السميط [ البستوي : المهدي المنتظر ( 228) ]

([2]) البستوي : الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة ( 143) ( 165) (167)

([3]) أخرجه الترمذي 2232 ، وقال عنه : هذا حديث حسن ( 4/506) ؛ وابن ماجة برقم 4083 [ السنن (2/1366) ] ،

([4]) أخرجه أحمد برقم 11218 ( 3/33) ؛ وقال عنه البستوي : حسن لشواهده [ البستوي : المهدي المنتظر ( 179) ]

([5]) سبق تخريجه .

([6]) أخرجه ابن أبي شيبة برقم 37649 [ المصنف ( 7/513) ] قال البستوي : إسناده صحيح ، رجاله كلهم ثقات [ البستوي : المهدي المنتظر ( 220) ]

([7]) البستوي : الموسوعة ( 192)

([8]) السلمي : عقد الدرر ( 238 وما بعدها )

(_ ) أرطأة : هو أبو عدي أرطأة بن المنذر السكوني ، تابعي وثقه أبن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم [ الرازي : الجرح والتعديل (2/327) ]

([9]) أخرجه نعيم في الفتن برقم 1152 ، قال محققه : إسناده حسن ( 290)

(_ ) أخرج عبد الرازق عن أبي هريرة قوله : « لا تذهب الليالي والأيام حتى يغزو العادي رومية فيفعل إلى القسطنطينية فيرى أن قد فعل ولا تقوم الساعة حتى يسوق الناس رجل من قحطان . » [ المصنف ( 11/388) ] فالأثر السابق يربط بين فتح رومية والقسطنطينية وبين القحطاني ، وقد يكون هذا الربط من اجتهاد أبي هريرة ، وقد يكون توقيفياً .

([10]) ذكر هذا الأثر الدكتور عبد العليم البستوي ، وعزاه إلى نعيم بن حماد في أخبار المهدي ، والحارث بن أبي أسامة في مسنده ، ونقل عن ابن القيم حكمه على الحديث بقوله : هذا إسناد جيد ، وعقب على ذلك بقوله : إسناده صحيح [ البستوي : المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة ( 180 وما بعدها ) ] وانظر المنار المنيف ( 147) ؛ والحديث صححه الألباني [ السلسلة الصحيحة ( 5/276) ]

([11]) أخرجه الترمذي في العلم برقم 2815 ، وقال : حسن صحيح [ تحفة الأحوذي ( 7/438) ]

([12]) أخرجه البخاري برقم 1469 [ فتح الباري ( 3/392) ]

([13]) الصف : الآية 9

([14]) الحديد: من الآية25

([15]) الأنعام: من الآية90

([16]) الأعراف: من الآية96

([17]) سبق تخريجه

([18]) أخرجه أحمد برقم 11490 [ المسند ( 3/64) ] ؛ و الحاكم برقم 8673 ، وقال عنه : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي [ المستدرك ( 4/601) ] ونقل البستوي تصحيح الألباني له ثم عقب على ذلك بقوله : إسناده صحيح [ البستوي : المهدي المنتظر ( 165) ] ؛ وصححه العدوي [ الصحيح المسند ( 352) ]

([19]) أخرجه أحمد برقم 11332 [ المسند ( 3/46) ] قال الهيثمي : رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلى باختصار كثير ، ورجالهما ثقات [ مجمع الزوائد (7/314) ]

(_ ) المعلوم أن مرحلة الخليفتين أبي بكر وعمر قد ازدادت قوة الدين في الأرض وانتشر في عدة أماكن ، ولكن لا يعني ذلك أن الدين قد زاد في كماله بعد وفاة المصطفى ، بل على العكس بمجرد وفاة النبي r دخل المسلمون في مرحلة الانتقاص التدريجي في دينهم الكامل الذي بلغ قمة هرم الكمال في السنة العاشرة ، وهذا المعنى انتبه له عمر بن الخطاب t عندما نزل قوله تعالى : « اليوم أكملت لكم دينكم » فبكى وقال ما اكتمل شيء إلا دخله النقصان بعد ذلك . وهذا شبيه بقول النبي r لا خير في العيش بعده أي المهدي مما يدل على أنه بموته يبدأ الرخاء الكامل في النقصان تدريجياً .



مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [قـ : 18]

يمكن مسح الرساله وكنابه موضوعك
 
  • إعجاب
التفاعلات: عوف العوفي

ابوحسن وسيف

عضو موقوف
محظور
إنضم
30 يونيو 2013
المشاركات
588
مستوى التفاعل
643
النقاط
102
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اقول وبالله التوفيق ان احاديث ( اليماني) ضعيفه.
في عام 1416هـ سألت الشيخ عبدالله بن جبرين رحمه الله تعالى عن صحه احاديث المهدي
فذكر لي بأن حديثين فقط هما الصحيحان وسأبذل جهدي لوضعهما لاحقاَ
 

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
السلام عليكم
أخي الكريم
اليماني ليس له أحاديث فيما نقلت سابقاً إنما المذكور في النص السابق هو أثر عن أرطأة ، وأرطأة تابعي ، لكن عندنا حديث صحيح عن القحطاني في البخاري
بخصوص التصحيح والتضعيف للأحاديث هناك مناهج عدة للعلماء في ذلك ، وهناك مدارس مختلفة ، أما القول بأن المهدي فيه فقط حديثان صحيحان ، فهذا اجتهاد له احترامه لكنه مخالف للأكثرين في حكمهم على أحاديث المهدي من حفاظ ومحدثين ، وأقصد بذلك جمهور علمائنا السابقين
وفي المسالة سعة
 
إنضم
23 يناير 2014
المشاركات
274
مستوى التفاعل
697
النقاط
102
السلام عليكم
مع احترامي لما كتبت أخي
لكن يوجد عضو اسمه حسبما أتذكر "أبو العز" كتب موضوعا مطولا عن المهدي وكان تحليله منطقي جدا
والله أعلم
 

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
السلام عليكم
أخي هشام
لا أفهم مداخلتك أولاً أنا لم أكتب وإنما نقلت شيء مكتوب أصلاً
ثانيا
ذكرت أن تحليل أبو العز منطقي لكن ما بينت لي ما هو غير المنطقي هنا حتى أتعلم
أرجو توضح لي إذا في مشكلة فيما نقلت لكي نستفيد
 
التعديل الأخير:
إنضم
23 يناير 2014
المشاركات
274
مستوى التفاعل
697
النقاط
102
أخي محمد
هذا لايعني أني لم أعجب بموضوعك بالعكس
لكن أرى بأن زمن المهدي وزمن الرخاء هو قبل زمن الدجال والله أعلم
لأنه كما جاء في الحديث المعروف "لا خير في الحياة بعده"
أي أنه حسب رأيي
في عهده تكثر الخيرات
وسيؤسس دولة اسلامية نموذجية بكل معنى الكلمة
ويوجد حديث عن خروج الدجال أنه يخرج من غضبة يغضبها
فمالذي سيغضب الدجال؟؟
أرى بأنها الدولة النموذجية التي يتركها المهدي ويحاول الخلفاء بعده المحافظة عليها
هذا مجرد رأي أو اجتهاد بسيط
والله أعلم
 

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
أخي محمد
هذا لايعني أني لم أعجب بموضوعك بالعكس
لكن أرى بأن زمن المهدي وزمن الرخاء هو قبل زمن الدجال والله أعلم
لأنه كما جاء في الحديث المعروف "لا خير في الحياة بعده"
أي أنه حسب رأيي
في عهده تكثر الخيرات
وسيؤسس دولة اسلامية نموذجية بكل معنى الكلمة
ويوجد حديث عن خروج الدجال أنه يخرج من غضبة يغضبها
فمالذي سيغضب الدجال؟؟
أرى بأنها الدولة النموذجية التي يتركها المهدي ويحاول الخلفاء بعده المحافظة عليها
هذا مجرد رأي أو اجتهاد بسيط
والله أعلم
السلام عليكم
أخي الكريم هشام
لو تتبعت الأحاديث التي تتحدث عن المهدي والدجال خاصة الصحيح منها ستجد عدة إشكالات ليس من السهل فهمها ، وليس من السهل إجابة شافية في حقها
الأمر وبكل موضوعية مشكل ولن يتضح بصورته الحقيقية إلا عند وقوعه عندها نعلم تأويله
لكن ما يعزز المقال السابق والفهم المتعلق به أمور وردت في السنة
منها على سبيل المثال
1- فتنة الدهيماءارتبطت بزمان الدجال نصاً في الحديث وكذلك ارتبطت بزمان المهدي بالإشارة
2- ارتباط فتح القسطنطينية بخروج الدجال وما درج عليه العلماءأن فتح القسطنطينة متعلق بالمهدي
3- عند خروج الدجال يكون تمركز المسلمين في بيت المقدس وهم قليل وهذا يوحي بأن العهد عهد المهدي ( راجع حديث أم المؤمنين وسؤالها ( وأين العرب )
4- هناك اجتهادات ودلالة لبعض النصوص الصحيحة أن عيسى عليه السلام يصليخلف المهدي
5- ربط النبي عليه السلام في حديث ابن حوالة بين نزول الخلافة وبين الأمور العظام والزلازل
6- لاحظ أن زمن الرخاء في عهد عيسى عليه السلام فيه نفس المواصفات الموجودة في عهد المهدي وهذا إشكال خطير يوحي بتلاحم المرحلتين
إلى غير ذلك من القرائن التي توحي بالعلاقة بين الأمرين
لكن أقول لك وعن قناعة
لا توجد إجابة شافية كافية نستطيع من خلالها الجمع بين كل الأحاديث في المسألة
لاجل ذلك نفتح هنا المجال لكي نتعلم ونستفيد لعلنا نرزق فهماً متكاملاً لتلك المرحلة
 
  • إعجاب
التفاعلات: باسل سمير

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
والقحطاني هل هو في نفس زمن المهدي!!
ياليت تذكرون القحطاني بشكل مطول لأنه ايضا من الرجال المصلحين اخر الزمان..
السلام عليكم
القحطاني رضي الله عنه لم يرد فيه إلا حديث واحد وحديثه أصح من أحاديث المهدي
ولا يوجد ادلة صريحة تربط بينه وبين المهدي إنما هو اجتهادات وآثار تابعين
لكن ما أتصوره والعلم عند الله وهو محاولة للفهم مني .......... وهذا الفهم حتى أكون صادقاً وموضوعياً هو أشبه بالشطحة منه بالعلم الذي يطمئن إليه
وهو أن هناك عدة تفسيرات لمسالة القحطاني
الأول : المهدي والقحطاني هو شخص واحد ويكون معنى قول النبي عليه السلام يخرج من قحطان معناه الجهة وليس النسب
الثاني : المهدي والقحطاني هما رجلان متعاصران وهم أشبه بالإمام ووزيره ، وهم أشبه بموسى وهارون والقحطاني كناية عن موسى عليه السلام الذي يسوق الناس بعصاه وكلاهما مهدي ، ووفق هذا الرأي تكون الرؤى التي يعبرها الجميع على أنها المقصود بها المهدي هيجاءت للتعبير عن شخصيتين ، ولهذا الوجه تضاربت الرؤى أحياناً في تحديد المكان أو السن للإمام لأنها تشير إلى شخصين وليس شخص واحد وأعجبتني رؤية رآها أحدهم وفيها جاءه هاتف بأن الرؤى عن المهدي لا يقصد بها كلها المهدي
هذه الرؤية تحسم الإشكال إن كانت صادقة ، ويكون ما يراه الكثيرين من رؤى هي تتكلم عن شخصيتين وليس شخص واحد
ما الذي يعزز هذا الرأي
المرحلة شبيهة بمرحلة موسى وفرعون والحالة الوحيدة التي صارع فيها رسولان حالة طغيان كانت هذه المرحلة وأشبه المراحل بمرحلة موسى عليه السلام هي مرحلتنا ، لذا نلحظ ان موسى عليه السلام ذكر قرابة 136 مرة في القرآن لماذا هذه الإطالة .. لأنه يحكي مرحلة ستمر بها أمة محمد عليه السلام في العالمية الثانية مرحلة الاستضعاف والفرعنة والتمكين
وهذه المرحلة كان فيها رسولان احدهما للتعليم والهداية والاخر للمواجهة والمراغمة
وهي في ظني ذاتها مرحلة المهدي والقحطاني ويسوق الناس بعصاه إشارة إلى موسى عليه السلام فهو الوحيد الذي ساق الناس بعصا فيها امر الله
واعجبني هنا أن احد الأعضاء وضع في توقيعه وضع ( وما تلك بيمينك يا موسى ) لا أعلم مغزاه من ذلك
ووفق هذا الفهم أو إن شئت سمها شطحة ( يكون الضميرفي حديث القحطاني - بعصاه - هذا الضمير لا يعود على القحطاني بل على أمر الله أي بعصا الله أو بعصا أمر الله ، كما نقول ناقة الله
فعصا موسى لها عودة مع القحطاني
ومن هذا الوجه يمكن التفريق بين نوعين من الرؤى فالرؤى التي تتحدث عن رسول أو عن موسى عليه السلام فيراد بها القحطاني
والرؤى عن القمر وعن النبي محمد عليه السلام فيراد بها الإمام المهدي ( هناك رؤيا في المنتدى جمعت بين عمربن الخطاب يصبره النبي وبين رجل يصعد لجبل ) فهل الرؤية تتحدث عن شخصين او حالتين
السؤال الذي يطرح هنا
هل القحطاني المهدي أم محمد بن عبد الله المهدي ( كلاهما المهدي )
لكن في ظني أن كليهما جمعاً بين كل الأنساب الطاهرة لآل البيت الإبراهيم ، وفي احدهما اجتمع نسب الغلام الحليم مع الغلام
العليم
وهذا يتناسب مع طبيعة الصراع في آخر الزمان


طبعاً سأكمل وجهة نظري إن شاءالله
طبعاً البعض حسب ما تعودت في هذا المنتدى الآن سيهاجم ..... أين دليلك ؟
أقول اعتبرها أخي ..... أو محاولة للفهم أو محاولة لجمع الخيوط المختلفة من آثار ورؤى واحاديث ونبوءات

 

محمد 68

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
153
مستوى التفاعل
237
النقاط
47
السلام عليكم
أكمل محاولتي للفهم
هناك احتمال آخر لظاهرة المهدي والقحطاني وقبل أن أذكرها أشير إلى أن نعيم بن حماد ذكر في كتابه الفتن أثر ضعيف أن القحطاني يكون وزير المهدي ويتولى بعده
الأثر ضعيف والكثير في فهمهم لظاهرة القحطاني يدورون حوله باعتباره يوضح العلاقة بين القحطاني والمهدي
لكن طرأ لي فهم آخر وهو احتمال لا أكثر
هذا الفهم
القحطاني هو المهدي ( طبعاً لا يعني ذلك أنه ليس قرشياً وموضوع قحطان وعدنان ليس هنا محله ) وهو الذي يفتتح العالمية الثانية بجهوده وهذا إشارته وضحت بأنه يسوق الناس بعصاه إذا هو الذي يقوم بمرحلة التكوين والمراغمة والمواجهة ، وتأليف الجهود الإسلامية المخلصة تحت راية واحدة ومن أتباعه محمد بن عبد الله الذي يتملك بعده ويكون في عهده الرخاء
ووفق هذا المعنى النبي عليه السلام أشار للقحطاني بأنه يسوق الناس بعصاه وهو الذي ذكره كعب وغيره بأنه يهدى لأمر خفي
أما محمد بن عبد الله فهو الذ أشار النبي عليه السلام لمدة حكمه العادل كثمرة من ثمار جهود الإمام المهدي القحطاني
فتكون رمزية محمد بن عبد الله كرمزية العهد العمري العادل
( ملاحظة : قد يقول البعض حديث النبي عليه السلام عن رجل يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً يشير إلى أن القائم بالأمر رجل واحد ، أقول نعم هذا فهم جيد للحديث ، لكن نظرة تأملية للحديث نفسه يفتح المجال لدلالات أخرى وهي أن الحديث يبين أن الرجل يملأها عدلاً والأرض قبله ملئت ظلماً لكن الحديث لا يدل صراحة على أنه لوحده كقيادة طبعاً هو الذي قام بمراغمة رفع الظلم ، بل دلالة الحديث أنه ملأها عدلاً ، أقول بالمعنى السلوكي : في الحديث إشارة إلى تخلية وتحلية ، تخلية من الظلم وتحلية بالعدل ، الرجل قام بالتحلية ( يملأها عدلاً ) لكن ليس صريحاً أنه قام بالتخلية ( مراغمة الظلم وتخليته من الواقع ) بل أقول الحديث يشهد للاحتمال الذي ذكرته وقد اقتضبت هنا في التفسير حتى لا أطيل المشاركة )
لكن
ما الذي سبب الخلط عندنا
السبب بسيط أكثر أحاديث المهدي بطبيعتها فيها اضطراب في النقل وهذا ما حذا البعض بإنكارها بمجملها كرشيد رضا وابن خلدون رحمهم الله ، والبعض يضعف أكثرها كابن جبرين وسليمان العلوان وغيرهم
هذا الاضطراب وأحياناً التضارب أوقع الكثيرين باللبس في فهم الظاهرة ومن اوجه اللبس اعتبار مرحلة المهدي مرحلة رخاء وهي سبع إلى تسع سنوات
وواقع إحياء أمة والانتقال بها نحو التمكين ضمن ملاحم عدة قد يتخللها في آخرها الدجال يوحي بأن المرحلة مرحلة ممحصات وفتن وملاحم بعيدة عن الرخاء
فيكون الجمع الذي ذكرته هنا يرتقي لأن يكون احتمال له وجاهته
طبعاً هذا الفهم قد يشكل على البعض وقد يستبعده لكن من أكرم بقدرة تأملية واسعة ودرس كل الأحاديث من جميع وجوهها قد لا يستبعد هذا الاحتمال
والإشكالية أحياناً في طريقة فكرنا أننا نتمحور على حديث معين ونجعله بؤرة فكرنا ، وهذا لا يصلح مه علم الفتن بل يجب جمع كل الأحاديث والآثار ودراستها بطريقة منهجية متأملة
وقد لفت انتباهي أن بعض علامات الساعة لا يمكن فهمها إلا حال وقوعها
على سبيل المثال
حديث خراب المدينة عمران بيت المقدس
هذا الحديث كنت أفهمه بنفس الطريقة المذكورة في شروح العلماء وكتب السنة بأن عمران بيت المقدس بقيام الخلافة فيه ويترتب على ذلك هجرة أهل المدينة نحوه إضافة لبعض العوامل الطبيعية التي تخرج أهل المدينة من داخلها وهو معنى الخراب
لكن أقول هذا الحديث قد يكون له دلالات أخرى لم ينتبه لها أحد ولم يفهم مدلولها ، بل لن يفهم مدلولها الحقيقي إلا من عاش الحدث ..... أو قلة ممن رزقوا العلم
وأشبه بهذا الحديث
حديث النبي عليه السلام يكون مطر لا تكن منه بيت المدر لا تكن منه إلا بيوت الوبر، أو حديث ليست السنة ( أي القحط ) ألا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا ولا ينبت لكم
هذا الأحاديث يذكرها العلماء دون توضيح الكيفية التي تحمي فيها بيوت الشعر ولا تحمي فيها بيوت الطين أو بيوت الباطون كما في عهدناأو كيف يكون القحط الحقيقي مع نزول المطر
هذا أحاديث اجتهد في محاولة فهمها الدكتور محمد المبيض وربطها بآية الدخان
وقد تكون دلالتها على غير ما اجتهد به
وقد ياتي من يعطينا لها فهم جديد يكون أقرب للصواب
الخلاصة
ظاهرة المهدي وطبيعة أحاديثتها ومرحلتها تفتح المجال واسعاً في التحليل باوجه عدة وقد لا تصيب كل هذه الأوجه

ولا نفهم الظاهرة إلا عند حدوثها
ومن هذا الوجه أقول
أن الاحتمال الذي ذكرته هنا تحصل عندي من دراسة تأملية واسعة وقد أصيب وقد اخطئ لكنه يبقى احتمالاً يعين في فهم الظاهرة ويقلل من دائرة الإشكالات فيها
إن شاء الله أكمل الموضوع في ظاهرة المهدي والقحطاني
أعجبتني مقولة لأحد الحكماء قال
العلم ثلاثة أشبار ( الشبر مسافة )
من دخل الشبر الأول أورث نفسه الغرور بما يعلم وحمل مسحة كِبر
ومن دخل الشبر الثاني تواضع
ومن دخل الشبر الثالث علم أنه لا يعلم شيئاً

( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )
أما نحن فلا نعلم في أي شبر من هذه الأشبار الثلاثة
 
التعديل الأخير:

مواضيع ممائلة