- إنضم
- 28 سبتمبر 2014
- المشاركات
- 1,173
- التفاعل
- 3,371
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة زيارتي لمسقط رأس والدي حفظه الله تعالى وقد كنت بعمر السادسة من عمري واسم بلدنا مرخة ولكن يرجع اصلنا إلى وادي عمد وقد نزح منه أجدادنا لشظف العيش فيها وقلة الموارد المائية واستوطنو مرخة وأذكر بيوتها الطينية وشوارعها الترابية ووجوه أهلها الطيبة ومعيشتهم البسيطة وقلوبهم السليمة من الضغائن فكلهم يعرفون بعضهم من كبيرهم حتى وليدهم ولما قدمت إليها شعرت أني ذهب لكوكب آخر فقد كنت اكره المكان لإنه لا يمت بحضارة التلفاز التي كنا ننهل منها حينما كان التلفاز مشاركة الاهل بتربية النشأ دون الخوف عليهم من برامجه لكن في ذاك الكوكب لم يكن لديهم اي شيء للترفيه فكان جدولهم النهوض لصلاة الفجر وبعد الصلاة الفطور ثم يذهب كل مرء إلى شأنه وتقمن النساء بزيارة أقاربهم وبالمناسبة كانت بيواهم قريبة من بعضها وكلهم تقريبا من أقربائي ثم تحضير الغداء بطريقة بسيطة جدا المصيبة كنت اكره كل شيء هناك كأني أتيت من امريكا او من فرنسا ولا أعلم لم هذا التكبر المهم ثم القيلولة وهذا أمر مهم في كل بيت في البلاد وهذا الذي نفتقده الان وعلى الرغم من قسوة المعيشة عندهم إلا أنهم يتمتعون بصحة جيدة وأطفالهم أذكياء وملسونين ماشاءالله عليهم وقد كنت اتنقل من بيت إلى بيت مع إبنة عمي هي تقول لي هذا يقرب لنا من الجد وذاك زوجته تقرب لنا من جد خال العم والله كأنها شبكة معقدة من التعاريف الحمدلله لم يكن عليها علامات ولا كان سقطت فيها هذا غير حديثهم الذي لم اكن اعرف جله إلا إذا ترجمو كلاهم إلى لغتي باعتباري جيت من المريخ عن جد لم أكن افهمه إلا إذا قلت لابنة عمي او عمتي ماذا يقولون وعلى الرغم من صغر عمري إلا إني كنت شايفة حالي عليهم وعلى أيش مادري يمكن عشان درست اولى ابتدائي وعلى بالي إني خلصت الجامعة وتوضفت لا أدري لماذا اما اولادهم فكانت تقتصر الدراسة على الاولاد فقط اما البنات فلا يدرسن إلا من أراد من أهلها فيصبح منبوذ لإن الدراسة للبنات يعد عيبا ولم تكن الدراسة اختلاط فكلن له المدارس الخاصة به فكن قلة من البنات الائي درسن اما.طبيعة الجو فكان حارا صيفا ودافيء شتاء والامطار متوسطة وقد كنت اتذكر حينا كنت انام استيقظ عند الساعة الرابعة فجرا على صوت هدير قوي مع هزة بسيطة وكأنه زلزال وحينا اسأل يقولون لي هذا السيل عندما تكثر الامطار وقد كان بيت عمتي الكبرى بالقرب من مجرى السيل فنذهب ونشاهد هذا السيل وقد اكتست الارض بأبها ألوان الجمال وامتزجت برائحة الماء والطين وهي عندي احلى من عطور فرنسا ووالله إني اشتاق لرائحتها كلما نزل المطر وقد كنا نحب ان نلعب بالماء حينما يهدأ السيل وحينما نريد ان نشرب الماء نسكبه من القربة وهي عبارة عن جلد الماعز المدبوغ جيدا ثم يصبح صالح لاحتفاض الماء فيه وكان اطعم ماء شربته بحياتي وبارد على الرغم أن ليس لديهم ثلاجات والكهرباء مقننة ولا يوجد هاتف إلا في بيت العمدة فقط ولما حل رمضان كان من أجمل ايام حياتي إن كان من إجتماع الأهل حتى لو أتو من أماكن بعيدة فهم يتحملون مشقة السفر لصلة الرحم وزيارة الاقارب وكان اطيب طبق عندي هي الشوربة ولإن أغنامهم تربى بطريقة طبيعية وليس فيها أي حقن او علف منتج وراثيا فقد كان له طعم جميل جدا يختلف عما كنت اطعمه من قبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة زيارتي لمسقط رأس والدي حفظه الله تعالى وقد كنت بعمر السادسة من عمري واسم بلدنا مرخة ولكن يرجع اصلنا إلى وادي عمد وقد نزح منه أجدادنا لشظف العيش فيها وقلة الموارد المائية واستوطنو مرخة وأذكر بيوتها الطينية وشوارعها الترابية ووجوه أهلها الطيبة ومعيشتهم البسيطة وقلوبهم السليمة من الضغائن فكلهم يعرفون بعضهم من كبيرهم حتى وليدهم ولما قدمت إليها شعرت أني ذهب لكوكب آخر فقد كنت اكره المكان لإنه لا يمت بحضارة التلفاز التي كنا ننهل منها حينما كان التلفاز مشاركة الاهل بتربية النشأ دون الخوف عليهم من برامجه لكن في ذاك الكوكب لم يكن لديهم اي شيء للترفيه فكان جدولهم النهوض لصلاة الفجر وبعد الصلاة الفطور ثم يذهب كل مرء إلى شأنه وتقمن النساء بزيارة أقاربهم وبالمناسبة كانت بيواهم قريبة من بعضها وكلهم تقريبا من أقربائي ثم تحضير الغداء بطريقة بسيطة جدا المصيبة كنت اكره كل شيء هناك كأني أتيت من امريكا او من فرنسا ولا أعلم لم هذا التكبر المهم ثم القيلولة وهذا أمر مهم في كل بيت في البلاد وهذا الذي نفتقده الان وعلى الرغم من قسوة المعيشة عندهم إلا أنهم يتمتعون بصحة جيدة وأطفالهم أذكياء وملسونين ماشاءالله عليهم وقد كنت اتنقل من بيت إلى بيت مع إبنة عمي هي تقول لي هذا يقرب لنا من الجد وذاك زوجته تقرب لنا من جد خال العم والله كأنها شبكة معقدة من التعاريف الحمدلله لم يكن عليها علامات ولا كان سقطت فيها هذا غير حديثهم الذي لم اكن اعرف جله إلا إذا ترجمو كلاهم إلى لغتي باعتباري جيت من المريخ عن جد لم أكن افهمه إلا إذا قلت لابنة عمي او عمتي ماذا يقولون وعلى الرغم من صغر عمري إلا إني كنت شايفة حالي عليهم وعلى أيش مادري يمكن عشان درست اولى ابتدائي وعلى بالي إني خلصت الجامعة وتوضفت لا أدري لماذا اما اولادهم فكانت تقتصر الدراسة على الاولاد فقط اما البنات فلا يدرسن إلا من أراد من أهلها فيصبح منبوذ لإن الدراسة للبنات يعد عيبا ولم تكن الدراسة اختلاط فكلن له المدارس الخاصة به فكن قلة من البنات الائي درسن اما.طبيعة الجو فكان حارا صيفا ودافيء شتاء والامطار متوسطة وقد كنت اتذكر حينا كنت انام استيقظ عند الساعة الرابعة فجرا على صوت هدير قوي مع هزة بسيطة وكأنه زلزال وحينا اسأل يقولون لي هذا السيل عندما تكثر الامطار وقد كان بيت عمتي الكبرى بالقرب من مجرى السيل فنذهب ونشاهد هذا السيل وقد اكتست الارض بأبها ألوان الجمال وامتزجت برائحة الماء والطين وهي عندي احلى من عطور فرنسا ووالله إني اشتاق لرائحتها كلما نزل المطر وقد كنا نحب ان نلعب بالماء حينما يهدأ السيل وحينما نريد ان نشرب الماء نسكبه من القربة وهي عبارة عن جلد الماعز المدبوغ جيدا ثم يصبح صالح لاحتفاض الماء فيه وكان اطعم ماء شربته بحياتي وبارد على الرغم أن ليس لديهم ثلاجات والكهرباء مقننة ولا يوجد هاتف إلا في بيت العمدة فقط ولما حل رمضان كان من أجمل ايام حياتي إن كان من إجتماع الأهل حتى لو أتو من أماكن بعيدة فهم يتحملون مشقة السفر لصلة الرحم وزيارة الاقارب وكان اطيب طبق عندي هي الشوربة ولإن أغنامهم تربى بطريقة طبيعية وليس فيها أي حقن او علف منتج وراثيا فقد كان له طعم جميل جدا يختلف عما كنت اطعمه من قبل