• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( الباعث )

المعنى اللغوي :
باعِث فاعل من بَعَثَ ، الإثارةُ والإنهاض .
بعَثَ في يبعَث ، بَعْثًا وبِعْثةً وبَعْثةً ، فهو باعِث ، والمفعول مَبْعوث . وبِمَعْنَى :- الْمُحْيِي .
بعَث الشَّخصَ : أرسله .
الباعِث اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه : باعث الخلق يوم القيامة للحساب ، وباعث الرّسل إلى الخلق لهدايتهم .
بعَث اللهُ الخلقَ : أحياهم بعد موتهم : سلَّطْنا .


معنى الاسم في حق الله تعالى : له عدة معاني :
الأول : باعث الخلق يوم القيامة , { إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } الأنعام 36 .

الثاني : باعث الرسل إلى الخلق ، { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ } النحل 36 .

الثالث : أنه يبعث عباده على الفعال المخصوصة بخلقه للإرادة والدواعي فى قلوبهم { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ.. } يونس 22 .

الرابع : أنه يبعث عباده عند العجز بالمعونة والإغاثة وحظ العبد من الاسم أن يبعث نفسه كما يريد مولاه فعلا وقولا فيحملها على ما يقربها من الله تعالى لترقى النفس وتدنو من الكمال .

- الباعث : هو المرسل أو المخرج لشيء لأمر ما مع الإثارة والعلم لضرورة البعث وأهميته وقد ترافقه السرعة ، وفيه معنى كون الباعث قادر قاصد لما يبعث وعارف بغايته وغرض ما يبعثه ، والمبعوث عليه الإطاعة لأمر الباعث إما لحق أو لقدرة الباعث عليه ، كما أن المبعوث به أمرا قد يكون تكويني أو رسالة وتعليم ، والغرض منه إما تشريف أو تخويف وقد يكون استدراج وإمهال أو جزاء بثواب أو عقاب .


وروده في القرآن الكريم :
اسم الباعث غير وارد بصيغة الاسم في القرآن الكريم ، وإنما بصيغ الأفعال " بعث " " يبعث " :
- قال تعالى: { ...... وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } الحج 7 .
- وقوله { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً } الاسراء 79.

من السنة :
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلي فراشه، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم قال : { اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك } .
- وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الاستيقاظ : { الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا وإليه النشور } .


الآثار الإيمانية لاسم الله الباعث :
1- هو ما بعثه للظهور بتعليم شؤون عظمته ، وأثار به عقول الناس ، وحث ما مغروز من طلب الكمال والهدى الحق بالفطرة ، وبالفكر في النفس أو الكون وكل شيء فيهما أو بالأحداث المرافقة لهما ، أو إهلاك الأمم العاصية ، وتُرى عظمة جلاله وكبريائه مما يقف العقل أمامها متعجب ولهاً متحيرا ، فتُشعره بقرار نفسه وبوجدانه الصاحي إنها من تدبير عليم حكيم ، وهو الذي بعث أمورا في الكون وفي نفسه وفي الأمم لينبه لعظمته وكبريائه ووجوب إطاعته والعبودية له بل وشكره على ما تفضل به وأنعم في كل شيء ويطلبه مخلصا بكل هداه .

2- مِن أدب المؤمن مع اسم الباعث أنه إذا تحقق وأيقن، أن الله سبحانه وتعالى يبعث الناس بعد الموت ثم يجزيهم بالثواب والعقاب، فعندئذٍ يشغل وقته كلّه بطاعته، والتزود للدار الآخرةِ وتصفُّحِ أعماله ومحاسبة نفسه حساباً دقيقاً .

3- المتخلّق باسم الباعث ينبغي أن يبعث نفسه دائماً كما يريد مولاه فعلاً وقولاً أي أنْ تأتي أفعاله مطابقة لكتاب الله ، { عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ أَخْبِرِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ } .


خاتمة :
والملخَّص.. أنَّ الإنسان حينما يموت تبتعد نفسه عن جسده، المؤمن يستعرض حياته كلَّها طيلة حياته ، ويُقيِّم أعماله كلَّها وفق مقياسٍ واحد هو مدى ما ينفع بها عباد الله، ويرى أن أعماله ولو عظمت إن لم ينتفع بها أحد فلا قيمة لها فإن خير عباد الله أنفعهم للناس .
فالإنسان حينما يُدقق، أو حينما َيعلمُ علم اليقين أنَّه سوف يدخل في القبر، وأنَّ هذا القبر حياةٌ برزخيَّة تسبق الحياة الأُخرويَّة، وأنَّ هذه الحياة في القبر نعيمٌ أو جحيم ينبغي ان يعُدَّ ألف مرَّة قبل أن يقترف المعصية .

الإمام القُشيري يقول : " الباعث هو الذي يبعث الخواطر الخفيَّة في الأسرار، فمن دواعٍ ما يبعثها إلى الحسنات، ومِنْ دواعٍ ما يبعثها إلى السيِّئات " .
فالعمل أساسه إرادة، الإرادة تتحرَّك بالباعث والباعث هو الله سبحانه وتعالى يبعثنا إلى أعمالٍ اخترناها صالحة، أو إلى أعمالٍ اخترناها سيِّئة، فلذلك حينما قال الله عزَّ وجلَّ :
{ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ }
ما هو الكسبُ ؟ أنت حينما تقول : أنا سأُصلِّي هذا هو الباعث، هذا هو الكسب. الله سبحانه وتعالى يُمِدُّك بقوةٍ منه، فالله جلَّ جلاله حينما يراك تريد أن تُصلِّي يعينك على أداء الصلاة، هو الذي يحقق أفعال العباد، الأفعال بيد الله، والإنسان يملك الانبعاث، يملك الإرادة، يملك الاختيار، يملك الكسب، وما سوى ذلك من خلق الله عزَّ وجلَّ وهذه هي عقيدة أهل السُنَّة والجماعة .
" وقيل الباعث ... " هو الذي يبعث الهمم إلى الترقّي في ساحات التوحيد " .
فالإنسان أحياناً إذا وصل إلى مستوى معيَّن ولم يتجاوزه إلى مستوىً أعلى قد يصاب بالسأم والضجر والملل.. من لم يكن في زيادة فهو في نقصان، فقرار الهُدى قرارٌ مستمرٌ فكلَّما ازددت علماً ارتقيت عند الله، وكلَّما ارتقيت عند الله ارتفع مستوى عملك، وكلَّما ارتفع مستوى عملك زاد إقبالك، فهي سلسلة متتابعة، فالذي يبقى في مرتبةٍ واحدة هذا معرَّض بأن يقول: مللت، والله سبحانه وتعالى لا يملّ حتى تملّوا، فإذا لم يكن هناك ازدياد علمي ورقي علمي فلن يكون رقي عملي، ولن يكون هناك عمل صالح ترقى به. وربَّما انعكس هذا سلباً على مكانة الإنسان عند الله عزَّ وجلَّ .


يالله يا باعث يا شهيد يا ولي يا تواب بحق من اصطفيت من خلقك واخترتهم وبررتهم بالكتاب والحكمة ، برنا بمولاتهم ، والدخول من بابهم لمدينة رضاك وبرك بصراط مستقيم لكل هدى ونعيم لهم ، فتجعلنا مع نبينا وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم ، قد تبت علينا وغفرت لنا وتشكر سعينا وتحمد فعلنا فتجعلنا نحف بالمقام المحمود عندك آمنين مكرمين .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( الباقي )
المعنى في اللغة :

الباقي : اسم
الباقي : اسم من أسماء الله تعالى ومعناه : المستأثر بالبقاء والدّوام ، وهو نتيجة كونه واجبَ الوجود لذاته ، فهو الأوّل بلا ابتداء ، والآخر بلا انتهاء .
الباقي الثابتُ بعد غيره . وبقية الله طاعته وانتظار ثوابه .


معنى الاسم في حق الله :
البقاء ضد الفناء ، والباقيات الصالحات هي كل عمل صالح ، والله الباقي الذي لا ابتداء لوجوده ،الذي لا يقبل الفناء ، هو الموصوف بالبقاء الأزلي من أبد الأبد إلى ازل ازل الأزل ، فدوامه في الأزل هو القدم ودوامه في الأبد هو البقاء .



وروده في القرآن الكريم :
لم يرد اسم الباقي بلفظه في القرآن الكريم ولكن مادة البقاء وردت منسوبة الى الله تعالى :
- قال تعالى: { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ } الرحمن الآية 27 .
- وقوله : { وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } طه الآية 73.


من السنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ } رواه البخاري ومسلم .


الآثار الإيمانية لاسم الله الباقي :

1- قال العلماء: حظُّ العبد من ذكر اسم الباقي أنَّك إذا أكثرت من ذكر اسم الباقي كاشفك الله بالحقائق الباقية وأشهدك الآثار الفانية .

2- - مِن أدب المؤمن مع اسم الباقي أنه إذا تحقق وأيقن، أن الله سبحانه وتعالى هو الباقي وما سواه فناء وأنه لن يخلد في الأرض وسيكون يوم القيامة جزاء وعقاب ، فعندئذٍ يشغل وقته كلّه بطاعته، والتزود للدار الآخرةِ وتصفُّحِ أعماله ومحاسبة نفسه حساباً دقيقاً .


خاتمة :
قال تعالى : { بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ }
بقية الله أي طاعته خيرٌ لكم .
الله جلَّ جلاله أودع في الإنسان الشهوات، هذه الشهوات حيادية يمكن أن نستخدمها وفق منهج الله وبخلاف منهج الله، إن مارست الشهوات وفق منهج الله فأنت أخذت بقية الله، كسب المال أنواعٌ كثيرة محرمة ، أما التجارةٌ الشرعيةٌ عن قبولٍ ورضىً وصدقٍ وأمانةٍ هذه بقية الله خيرٌ لكم ، لذلك المؤمن لو عرض عليه مالٌ كثير إن لم يكن شرعياً يركله بقدمه يقول الله هو الغني، ويسأل الله الغني أن يغنيه الله مالاً حلالاً من فضله .

أحياناً الطاعة تكون مجهدةٌ ومتعبة وفيها كلفة، ماسمي التكليف تكليفاً إلا لأنه ذو كلفة، لكن هذه الكلفة تمضي ويبقى الثواب، أما المعصية ممتعة، والمتعة تمضي ويبقى العقاب، فهذا كله شيء عابر، متاعب الطاعة عابرة، متاعب المعاصي عابرة.. ماالذي يبقى إلى أبد الآبدين ؟ ثواب الطاعة، وجزاء المعصية. فالمؤمن يفكر فيما سيبقى، لا فيما سيفنى .

وأنت كمؤمن تعيش في زمنٍ صعبٍ، في زمن الفتن، في زمن النساء الكاسيات العاريات، في زمن الشهوات المستعرة، في زمنٍ القابض على دينه كالقابض على جمر، في زمن ترى أنَّ كلَّ ما حولك يدعوك إلى المعصية، في زمن ترى أنَّ استقامة الإنسان على أمر الله مجهدة .
أنت إذا فعلت هذا وضبطت نفسك، وحملت نفسك على طاعة الله ماذا بقي لك ؟ بقي لك ثواب الطاعة، بقي لك الإقبال على الله، بقي لك التوفيق .
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسمي الله ( الرقيب - الشهيد )

المعنى اللغوي :
اسم الله الرقيب :
قال ابن عبّاس : رَقِيباً أي حفيظاً ، وقال مجاهد وابن زيد عليماً .
واشتقاقه من رقبتُ الشّيء أرقبه إذا كنت أحيط به العلم، ومنه المَرْقَب، وهو المكان العالي المشرف يقف عليه الرّقيب، ومنه المراقبة .
قال ابن منظور في لسان العرب : ورقيب بمعنى حفيظ وحافظ .


اسم الله الشهيد :
" الشهيد " صيغة مبالغة من اسم الفاعل شاهد, فعله شهد .
( شهد الله ) بمعنى : علم، وكتب، وقضـى، وأظهر، وبيَّن .
الشهيد : هو الأمين في شهادته ، وقيل : هو الذي لا يغيب عن علمه شيء ، والشهيد الحاضر ، وهو أيضاً الذي يشهد على الخلق يوم القيامة ، وهو سبحانه قد دلّ على توحيده بجميع ما خلق .
والشهيد ، والخبير ، والعليم : كلها ترجع إلى العلم فالأول يرجع إلى الأمور الظاهرة ، والثاني إلى الأمور الباطنة ، والثالث يشملهم .


معنى الاسمين في حق الله :
الرقيب :

- قال ابن الأثير الجزري في " جامع الأصول " :
" الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء "، والمقصود بالحفظ هنا: حفظ الأعمال والأقوال والحركات والسّكنات، فلا يغيب عنه شيء " .

- وقال السّعدي رحمه الله : " الرّقيب: المطّلع على ما أكنّته الصّدور، القائم على كلّ نفس بما كسبت، الّذي حفظ المخلوقات، وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير " .

- وقال القرطبي في " الكتاب الأسنى" نقلا عن " النّهج الأسنى " : " راجعة إلى العلم والسّمع والبصر، فإنّ الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدّس عن النّسيان، ورقيب للمُبصَرات ببصره الّذي لا تأخذه سِنة ولا نوم ، ورقيب للمسموعات بسمعه المدرِكِ لكلّ حركة وكلام، فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصّفات، تحت رِقبته الكلّيات والجزئيّات، وجميع الخفيّات في الأرضين والسّماوات ، ولا خفيّ عنده، بل جميع الموجودات كلّها على نمطٍ واحد، في أنّها تحت رِقبته التي هي صفته " .


معنى الشهيد :
- قال ابن الأثير: ( الشهيد : هو الذي لا يغيب عنه شيء، يقال : شاهد وشهيد ؛ كعالم وعليم ؛ أي أنه حاضر يشاهد الأشياء ويراها ) .

- وقال الشيخ السعدي : ( الشهيد أي : المطلع على جميع الأشياء، سمع جميع الأصوات خفيها وجليها، وأبصر جميع الموجودات دقيقها وجليلها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه ) .

- والله عز وجل لما كانت الأشياء لا تخفى عليه كان شاهداً وشهيداً ، أي عالماً بها وبحقائقها علم المشاهد لها لأنه لا تخفى عليه خافية .
كما أنه سبحانه الشاهد للمظلوم الذي لا شاهد له ، ولا ناصر على الظالم المعتدي الذي لا مانع له في الدنيا لينتصف له منه .


ورودهما في القرآن الكريم :
- اسم الله الرقيب قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } .
- قولـه تعالى لاسمه الشهيد: { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } الحج : 17 .


من السنة :
- حديث حجة الوداع، وفيه : { ..... اللهم اشهد ! فليبلغ الشاهد الغائب ..... } .
- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم بَارِزًا يَوْماً لِلنَّاسِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ { الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ » . قَالَ مَا الإِسْلاَمُ قَالَ « الإِسْلاَمُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكَ بِهِ ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ ، وَتُؤَدِّىَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ » . قَالَ مَا الإِحْسَانُ قَالَ « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ } .


الرّقيب والشّهيد بمعنى واحد :
فإنّ مراقبة الشّيء تقتضي الشّهادة والحضور، لذلك فسّر بعض السّلف اسم الرّقيب بـ الشّهيد
قال الشّيخ السّعدي رحمه الله في شرح القصيدة النّونية ص89 :
ومن أسمائه الحسنى ( الرّقيب ) وهو واسمه ( الشّهيد ) مترادفان، كلاهما يدلّ على حضوره مع خلقه ، يسمع ما يتناجون به، ويرى ما يخوضون فيه، ويعلم حركات خواطرهم، وهواجس ضمائرهم، وتقلّب لواحظهم ، لا يغيب عنه من أمرهم شيء يقولونه أو يفعلونه ، كما قال تعالى : { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } يونس : 61 . وقال : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } المجادلة :7 .

وانظر كيف جمع عيسى عليه السّلام بين هذين الاسمين الكريمين حيث قال : { مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } المائدة :117 .


ثمرات هذين الاسمين :
الثّمرة الأولى : تعظيم الربّ سبحانه، ومعرفة حقّ قدره :
فلا شكّ أنّ هذين الاسمين الكريمين فيهما من العظمة والمهابة ما لا يخفى، فهما يدلاّن على علم الله الشّامل وإحاطته الكاملة ، والآيات في إثبات ذلك أكثر من أن تُحصى كقوله تعالى : { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .

الثّمرة الثّانية : معرفة الله على الوجه الصّحيح :
فإنّ صفة المراقبة قد يدركها العبد بفطرته ، ولكنّ مراقبتَه لكلّ صغير وكبير ممّا قد يخفى العبد .

الثّمرة الثّالثة : إدراك رحمة الله بالعباد، وعدله بينهم :
وذلك بأنّ الله له أن يُحاسِب العبادَ بمقتضى علمه وإحاطته، ومع ذلك فقد أقام على العباد حجّته بأمور كثيرة :
أوّلها : كتابة الأعمال بوساطة الملائكة ، قال تعالى : { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ } ،مع أنّه لا يخفى عليه شيء فقد قال تعالى على لسان الملائكة : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً }

ثانيها : قراءة كتاب الأعمال، قال تعالى : { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً } الكهف : 49 .

ثالثها : وضع الميزان حتّى يرى بنفسه أنّه مستحقّ للثّواب والعقاب، قال تعالى : { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } الأنبياء : 47 .


الثّمرة الرّابعة : أن يَستحضرَ العبدُ شهودَ الله له عندَ كل عمل يعمله، أو كلام يقوله، أو نيِّة يعقدها :
ولهذا كانت المراقبة من أجلّ أعمال العباد، وجعلها الله ممّا يرفعهم إلى مرتبة الإحسان، ففي الحديث :{ الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ } .
وها هي وصيّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لأصحابه بقوله :{ اِتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ } فإنّ العبد إذا استحضر في غالب أحواله أنّ حركاته وسكناته الظّاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها، فلا شكّ أنّه سيصلح حاله، ويحسن مآله .


قصص :
كان شيخ يعظم غلاما ويقربه دون بقية تلاميذه فلما شكوا ذلك أراد أن يعطيهم درسا فأعطي كل واحد منهم طائرا وقال ليذهب كل واحد منكم إلي حيث لا يراه أحد ويذبح طائره فذهب الجميع وعادوا وقد ذبحوا الطيور إلا هذا الغلام واعتذر بأنه كلما ذهب إلي مكان وجد من ينظره ويطلع عليه (وجد الله مراقبه) ومن هنا قال الشيخ لهذا أقربه
لما يحمل من يقين في قلبه و ترجمة عملية لما يعتقده .


- عمر وبائعة اللبن
كان يتجول ليلاً كعادته للاطمئنان على رعيته، فسمع صوت بائعة اللبن وهي تقول لابنتها: يا بُنيتي ضعي الماء على اللبن، فقالت الفتاة: يا أماه ألم تعلمي أن أمير المؤمنين قد نهى عن خلط اللبن بالماء؟ قالت: يا بنيتي عمر بن الخطاب لا يرانا الآن فقالت الفتاة: يا أماه إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا.. فوضع علامة على البيت وذهب لأولاده، وقال لهم: في هذا البيت فتاة أيكم يجب أن يتزوج هذه الفتاة، والله لا تخرج هذه الفتاة من بيت ابن الخطاب، وإن لم ترضوا أن تتزوجوها أنتم فسأتزوجها فتزوجها عاصم بن عمر بن الخطاب، وعاش معها عيشة رضية هنية، وأنجب منها فتاة اسمها ليلى، تزوجها عبد العزيز بن مروان، فأنجبت منه خامس الخلفاء الراشدين، ومجدد القرن الأول عمر بن عبد العزيز .


- هناك قصة لرجل وقصته كتبت في عدة كتب، كان قد ظُلم في مال وكان مالاً كثيراً، والرجل
لم يتحمل هذه الصدمة فمرض ويبدو أنه كان مرض الموت، فنادى على ابنه الكبير وقال له
إن أنا مت مُر بجنازتي من أمام دكان الرجل الذي ظلمني وأكل مالي، وأعطه هذه الرسالة، واقرأها أمامه وأنت تسير بجنازتي، ومات الرجل ونفذ ابنه الوصية بأن مَرَّ من أمام دكان هذا الرجل وقال له: أرسل لك الميت هذه الرسالة، كتبها قبل أن يموت، ففتح الرسالة وقرأ " إني قد ذهبت إلى الله وهو يعلم ما فعلته أنت بي فهو يراني ويراك، وأنت ستأتي عن قريب. موعدنا يوم القيامة لأسترد حقي ".
قالت امرأة من العرب ذات عقل ودين: سبحانك إلهي، إمهالك المذنبين أطمعهم في حسن عفوك عنهم، سبحانك إلهي، لم يزل قلبي يشهد برضاك لمن نال عفوك، سبحانك إلهي تفضلاً منك وامتناناً على خلقك.



خاتمة :
إن الله شهد على خلقه شهادة إحاطة كاملة، تشمل العلم، والرؤية، والتدبير، والقدرة، إن تحركت فهو يعلم، فهو يراك، وإن تكلمت فهو يسمعك، وإن أضمرت شيئاً فهو يعلمه ، وإن نطقت فهو يسمعك، وإن أضمرت شيئاً فهو يعلمه ، وبما أن الله جلّ جلاله هو "الشهيد" فهو الرقيب على خلقه أين ما كانوا، حاضر، شهيد، أقرب إليّهم من حبل الوريد، يسمع ويرى وهو بالمنظر الأعلى، وعلى العرش استوى فالقلوب تعرفه، والعقول لا تكيفه، يعني استوى على العرش، الاستواء معلوم والكيف مجهول ، فيجب أن نراقب الله في كل مانعمله صغيرا كان أو كبيراً .
من يعمل لنظر الله حساب من يراقب الله من ستحيي من نظر الله إليه ، يا كل من تسول له نفسه أن يرتكب محرما يا من تغشون في تجارتكم يا من تغافلون أصحاب الأعمال فنحن لو تربينا على هذا المعنى لا بد أن تتغير أحوالنا ومجتمعاتنا. ويكون اسم الرقيب أفضل وأقوى للمجتمع من ألف شرطي يراقب الناس، من ألف كاميرا تراقب الناس في المصانع والطرق وغيره. فـ يا آباء وأمهات لو أننا حرصنا على أن نربي أولادنا في مدارسنا وفي بيوتنا على اسم الله الرقيب، وكذلك لو أن حكامنا، والمسئولين في بلادنا، والمدرسين..
هل نتفق على أن نربي أنفسنا على اسم الله الرقيب؟ يا أطباء، يا مهندسون، يا طلاب، يا حرفيون، ماذا سيحدث في مجتمعاتنا إن نحن عشنا مع الرقيب؟ يا إعلام، يا شباب فلننوي أن نحيا بهذا الاسم: سأعيش بهذا الاسم.. لن أغش لن أخدع { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } .


اللّهمّ أصلح أمرنا في السرّ والعلن، ووفِّقنا لمحبّتك ورضاك إنّك سميع قريب مجيب .
 
  • إعجاب
التفاعلات: مستبشرة

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( الحسيب - المحصي )

معنى الاسمين في اللغة :
الحسيب : يجوز أن يكون من: حسبت الحساب ، ويجوز أن يكون من معنى : أحسبني الشيء إذ كفاني فمعنى الحسيب : هو الكافي .

المُحص : اسم ، فاعل من أحصى المحصي : بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه التعداد .
الإحصاء هو الإحاطة بتفاصيل كثيرة للأشياء وليس هو التعداد .


معنى الاسمين في حقّ الله تعالى :
معنى الحسيب :

1- الحسيب هو الكافي – سبحانه – جميع عباده كل ما يحتاجون إليه من المنافع، الدَّافع عنهم كل ما يكرهون من المساوئ.

2- يقول الشيخ السعدي في تعريف هذا الاسم الحسيب : ( هو العليم بعباده، كافي المتوكلين همومهم وغمومهم ، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها .

الحسيب بمعنى الرقيب المحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل ، وبالفضل، و يحفظ أعمال عباده من خير وشر، فهو الذي يحاسب كل الخلائق، يوم يردون إليه ، وقد أحصى منهم كلَّ شيءٍ عددًا، لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرَّة، في الأرض ولا في السموات العلى يُحاسبهم عليها ويُجازيهم بها على حسب مقتضيات أعمالهم ، قال تعالى: { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين } ،وهو الذي يُحصي أعداد المخلوقات، وهيئاتها، وما يميِّزها، ويضبط مقاديرها، وخصائصها، ويحصي أعمال المكلَّفين، في مختلف الدواوين . والله تعالى هو { أسرع الحاسبين } الأنعام ، لا أحد أسرع حسابًا منه، فلا يشغله حساب أحدٍ عن أحد . والحسب هو الكفاية ، ونحن نقول : حسبي الله ونعم الوكيل، ونقصد بأن الله هو كافينا من كلّ شيء. ) انتهى كلامه .

3- يقول الخطابي : ( الحسيب هو المكافئ وقيل : الحسيب أي المُحاسب ومنه قول الله تعالى { اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا }أي محاسبًا ) .

4- الحليمي ذكر معنى آخر فقال : ( الحسيب المدرك للأجزاء والمقادير التي يعلم العباد أمثالها بالحساب من غير أن يحسب ) .

معنى المحصي :
المُحصي : اسم من أسماء الله الحسنى معناه : العالم بأجزاء الموجودات ، وبأفعال العباد ، المُحيط بحساب الأشياء.

الله المحصى الذي يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو العليم بدقائق الأمور ، واسرار المقدور ، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ، هو المحصى للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات .

المحصي : هو الذي أحصى كلّ شيء بعلمه ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة .

- ويدخل في هذاالاسم دقة الصانع وإبداع الخالق، فهو المحصي لحاجات الكون، ومرادات الخواطر،وخافيات النفوس، والظاهر من القول، والباطل من الغيب ، كما يعلم بدقة الإحصاء مسارات الكونوأفلاك الآفاق، وآفاق الآفاق .


الفرق بين الإحصاء والتعداد :
العد شيء والإحصاء شيء آخر، فالعد معروف تقول: عندي ثلاثون كتاباً، أما الإحصاء أن تقول: قرأت كل هذه الكتب وفهمتها صفحة صفحة قيَّمتها، وعرفت أخطاءها وصوابها وفوائدها ؛ فالإحصاء يعني العِلم الدقيق .
والله سبحانه وتعالى هو المحصي الذي يحصي الأعمال و يعدها يوم اللقاء ، يعلم كل أعمالك بدقائقها وتفاصيلها ومناسباتها ودوافعها وأهدافها، كل هذا تراه يوم القيامة رأي العَيْن .


ورودهما في القرآن الكريم :
ورد اسم الله “ الحسيب ” في ثلاث آيات منها :
- قوله تعالى: { ........ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا } النساء : 6
- وورد بلفظ حاسبين في موضعين منها :
- قوله : { ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ } الأنعام : 62 .

- اسم المحصى لم يرد بالاسم في القرآن الكريم ولكن وردت مادته في مواضع منها :
- قال تعالى : { إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً * لقد أحصاهم وعدهم عداً } .
- وقوله : { وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيءٍ عدداً } .


من السنة :
- عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: { إن كان أحدكم مادحا لا محالة؛ فليقل: أحسب كذا وكذا – إن كان يرى أنه كذلك - وحسيبه الله، ولا يزكي على الله أحد } متفق عليه .


كفايته سبحانه لعباده نوعان :
الأولى : كفاية عامّة .
الثانية : كفاية خاصةلعباده الموحِّديـن المخلصيـن لـه فـي العبوديـة ، بالنصر والتمكين ، الدافع عنهم في كلِّ ما يكرهون الكافي لكل أمورهم في الدنيا والدين، قال تعالى :{يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين } الأنفال ، أي كافيك وكافي أتباعك ، فعلى قدر المتابعة تكون الكفاية والنصرة والعناية .

أخَصّ من ذلك : أنه الحسيب للمتوكِّلين، قال تعالى : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي : كافيه كل أموره الدينية، والدنيوية ، فيغنيه عن كلِّ ما سواه من البرية ، فكفاية الله تعالى لعبده بحسب ما قام به من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا وقيامه بعبودية الله تعالى .


الآثار الإيمانية لاسمي الله الحسيب والمحصي :
1- إن الله سبحانه وتعالى هو الكافي لعباده ، وأما المخلوق فقد يكفي مؤونة أحد لكنّه لا يكفي مؤونة كلّ أحد، والله الذي لا غنى لهم عنه أبداً، بل لا يتصور لهم وجود بدونه، فهو خالقهم وبارئهم ورازقهم وكافيهم في الدنيا والآخرة، لا يشاركه في ذلك أحد أبداً، وإن ظن الناس أن غير الله يكفيهم فهو ظن باطل، وخطأ محض، بل كل شيء بخلقه وتقديره وأمره .

2- الثقة بالله سبحانه وتعالى والركون إليه، واستشعار معيّة العبد للخالق في جميع الأوقات ومختلف الأحوال، بحيث يكفيه همّه كلّه، ولا يحوجه إلى أحدٍ غيره، كيف لا وهو سبحانه له مقاليد السماوات والأرض، وبيده الأمر كلّه ؟

" حسبنا الله ونعم الوكيل " ما حقها منك ؟
انظر إلى قول الله تعالى لنبيه : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } الأنفال : 64
لو تصورتِ الآن بخيالك وقع هذا الكلام على قلب النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه !! أدركها النبي صلى الله عليه وسلم ففرح واستبشر، فمن كان الله معه ماذا فقد ومن كان الله عزّ وجلّ بعيداً عنه فماذا وجد ؟ .

3- وأعمالك أيها الإنسان كلها محسوبة محصية، لا يضيع منها شيء، ولا يزاد عليك شيء فتجزى بها يوم القيامة ولا تظلم ، قال تعالى { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } لذلك كان لزاماً علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، وأن نزن أعمالنا قبل توزن ، وأن نراقب ربنا في أقوالنا وأفعالنا ، وأن نشغل الوقت بذكر أنعامالله علينا قال تعالى : ( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) .

هل يُسمى الله بـ " الحاسب " :
أورد بعض العلماء تسمية الله تعالى باسم الحاسب واستدلّوا على هذا الاسم بقول الله تعالى : { وكفى بنا حاسبين} الأنبياء :47
وقوله تبارك وتعالى : { وهو أسرع الحاسبين } الأنعام :6
وعلى الرغم مما ذكروه إلا أنه لا يظهر مشروعية تسمية الله تعالى بهذا الاسم ، فلا ينبغي أن نثبته له ، فإن الأدلّة التي قاموا بإيرادها لا تدلّ صراحةً على هذه التسمية، وإنما استنبط العلماء هذا الاسم من الألفاظ القرآنيّة الدالة على الصفة فحسب، لذلك نجد أن أكثر العلماء من الذين اعتنوا بجمع أسماء الله وتحقيقها لم يوردوا هذا الاسم .


أمثلة من محاسبة السلف لأنفسهم :
- أرسل رجل مؤمن طعامًا إلى البصرة عن طريق وكيل وقال : " بع الطعام بسعر يومه "، فلما وصل هذا الوكيل إلى البصرة استدعى التجار ونصحوه أن يؤخر البيع أسبوعاً فقط ليرتفع السعر، فأخّر اسبوع وربح أرباحًا طائلة وبشّرموكله بهذه الأرباح وجاء الجواب : " ادفع الثمن كله لفقراء البصرة فقد دخل على مالي الشبهة " .
لأنه حبس الطعام ليزداد سعره فصار محتكرًا والنّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: { المحتكر ملعون } .

- كان عمر ابن عبد العزيز إذا كلمه أحد بمسألة شخصية يطفأ السراج الذي يوقد من بيت المال .

- وهذا عمر رضي الله عنه رأى إبلًا سمينة فقال: "لمن هذه الإبل؟ فقالوا: هي لابن عمر، قال: ائتوني به، فقال: لمن هذه الإبل؟ فقال: هي لي، اشتريتها بمالي الحلال وبعثت بها إلى المرعى لتسمن فماذا فعلت؟! قال عمر رضي الله عنه: ويقول الناس يا بنيّ: ارعوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين اسقوا هذه الإبل فهي لابن أمير المؤمنين، وهكذا تسمن إبلك يا ابن أمير المؤمنين! هل علمت لماذا هي سمينة؟ لأنك ابني، بع هذه الإبل وخذ رأس مالك وردّ الباقي إلى بيت مال المسلمين".


خاتمة :
قول الرجل للآخر : ( حسيبك الله ) له أربعة معان:الأوّل : العالِم ، فيكون الكلام قد خرج مخرج التهديد، فهو كقوله : الله مطّلع وعالم بما تفعله.والثاني : الاقتدار ، فكأنّه يقول: الله قديرٌ عليك .والثالث : الكفاية ، فالله كافيك وناصرك .والرابع : المحاسبة ، فيكون المقصود : الله محاسبك على أفعالك .

- لكي تعرف كم ذرة رمل في جبل فهذا أمر يعجز عنه البشر! اللهم إلا إذا وجدت تقنيات عالية تصنع مثل هذا الأمر، لكن إن صنعته ستصنعه عن حساب كالحاسوب أو غيره، أما الله عزّ وجلّ فيحسب دون حاجة إلى حساب، الله سبحانه وتعالى يدرك هذه الأجزاء ومقاديرها، هذا جبل الحسنات وهذا جبل السيئات لا يحتاج إلى أن يحسب أو يجند ملائكته لكي يحسبون، الله سبحانه وتعالى يدرك الأجزاء والمقادير التي يعلمها العباد بالحساب من غير أن يحسب .

حاسب نفسك بحرص وعناية ابدأ أولاً بالأمور العظام الكبار وانظر فيها فإن وجدتها خفيفة عندك فاعلم أن هذا وزنك يعني :
ماشأن الصلوات عندك؟
عظيمة هي عند الله ، ما شأنها عندك وما وزنها ؟
هل هي عظيمة في قلبك ؟

وانظر لـ أخلاقك وسلوكياتك ! فالأخلاق عظيمة عند الله
ألم يأتي في الحديث : { الرجل يدرك بحسن خلقه منزلة الصائم القائم } فهل للأخلاق مكانة عندك ؟

وهكذا سلَّ نفسك كثيراً هذه الأسئلة ، ابدأ بأعظم الأعمال عند الله ثم تدرج شيئا فشيئا إلى أن تصل بالمحاسبة إلى خطرات النفوس ثم النواهي فتعرف ما الكبائر التي تقع فيها فتسارع في التوبة منها والإقلاع عنها لعل الله يكفر عنك ما سواها .

- إذا ولّى الزمان، وجفا الإخوان، وأعرض القريب، وشمت العدو، وضعفت النفس، وأبطأ الفرج، فاثبت لأن حسبك الله .

- إذا داهمتك المصائب، ونازلتك الخطوب ، وحفّت بك النكبات ، وأحاطت بك الكوارث ، فاثبت لأن حسبك الله .

- لا تلتفت إلى أحد من الناس، ولا تدعِ أحداً من البشر، ولا تتجه لكائن من كان غير الله
لأن حسبك الله .

- إذا ألمّ بك مرض، وأرهقك دين، وحلّ بك فقر، أو عرضت لك حاجة ، فلا تحزن لأن حسبك الله .

- إذا أبطأ النصر، وتأخر الفتح، واشتد الكرب ، وثقل الحمل ، وأدلهمّ الخطب
فلا تحزن لأن حسبك الله .

- إذا وقعت في ظلمٍ شديد وضاقت بك الأرض بما رحبت ولم تجد أحداً ينصفك ، لا تقلق لأن حسبك الله ، يكفيك ما أهمّك ، ينصرك على من ظلمك ، يقيكِ كلّ ذي شرّ .

جددي علاقتك مع الله ، كوني منه أقرب ..
استشعر هذا الاسم العظيم واربطه بجوانب حياتك ، علق قلبك بالله ، وانظر لازدهار حياتك حينها

استيقن أنّ الله هو حسبك وكفى به حسيباً .
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسمي الله ( المحيي – المميت )

صفتا المحيي والمميت ثابتة بالكتاب والسُّنَّة، وهما صفتان فعليتان خاصتان بالله عزَّ وجلَّ وليستا من أسمائه .

معنى المحيي :
الله المحيى : الذي يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها، وهو محي الحياة ومعطيها لمن شاء، ويحيى الأرواح بالمعارف، ويحيى الخلق بعد الموت يوم القيامة ، يحيي القلوب بمعرفته والإقبال عليه .

المحيي ورد بمعاني متعدِّدة :
المعنى الأول : أنَّ الله سبحانه وتعالى يُحيي الأجساد بإيجاد الأرواح فيها ، يعني العلقة في رحم الأم تنمو، لكن بعد أن تنمو يلقي الله فيها الروح، فتتحرَّك والقلب ينبض، والأجهزة تتكامل إلى أن يصبح الجنين طفلاً سوياً .

المعنى الثاني: يحيي النفوس بعد موتها ، الجماد حيّ والنبات حي والحيوان حي والإنسان حي والله هو المحيي .
كلُّ ما في الكون يسبح في أفلاك مغلقة، بدأً من الذرَّة وانتهاءً بالمجرَّة ، من الذي أودع الحياة في الجماد ؟ إنه الله المحيي.
الإحياء له معنيين :
الأول : الإحياء من العدم،
والإحياء الثاني : الإحياء بعد الموت قال تعالى : { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ} .

المعنى الثالث : يحيي القلوب بمعرفته والإقبال عليه ، تجد المؤمن حيِّ القلب، إذا قرأ القرآن تدمع عينيه، إذا قرأ القرآن يقشعرُّ جلده، يَجِفُ قلبه ويضطرب، يحبُّ ربَّه، يحبُّ طاعته، يحبُّ الخير، يصغي إلى الحق قال تعالى { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ... } .
في المقابل شخص لا يعبأ بقيمة ولا بخلق ولا مبدأ ولا بدين ولا بعقيدة، كائن يبحث عن طعامٍ وشراب وعن لذَّةٍ يقتنصها، لو فحصته فهو في أحسن حال لكنَّه ميِّت ، قلبه ميِّت .


معنى المميت :
المميت : هو الذي يميت الأحياء ، ويوهن قوة الأصحاء ، وهو سبحانه كتب الفناء على كل الأشياء ، وله وحده البقاء .

الموت ورد في القرآن الكريم بمعاني متعدِّدة وهي خمسة معانٍ تقريباً :
المعنى الأول : الموت وهو انعدام القوَّة النامية في الإنسان والحيوان والنبات لقوله تعالى: ﴿يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾
المعنى الثاني : زوال القوَّة الحساسة في الإنسان كما جاء في القرآن الكريم على لسان السيِّدة مريم عليها السلام: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ...﴾ .

المعنى الثالث.. زوال القوَّة العاقلة كما قال تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ كان مغفَّلاً وكان جاهلاً فاستيقظ وأصبح حيّاً، فعدم النماء موت، عدم الإحساس موت عدم الإدراك موت.

المعنى الرابع: الحزن والألم والكدر، والضيق موت قال تعالى: ﴿ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ﴾ .

المعنى الخامس : النوم، فالنوم موتٌ خفيف، والموت نومٌ ثقيل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ ثُمَّ لِيَضْطَجِعْ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ لِيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ} صحيح البخاري .


ورودهما في القرآن الكريم :
- قال تعالى : { فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير}.
- وقوله : { وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } .


من السنة :

- ومن دعائه صلوات الله وسلامه عليه حين يأخذ مضجعه : { اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها ، لك مماتها ومحياها ، إن أحييتها فأحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها } .
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح :{ اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ،وإليك المصير } وكذلك في المساء .


الآثار الإيمانية لهاتين الصفتين :
1- الإكثار من ذكر الحيّ حتى يحيي القلب بنور المعرفة، وتُضيء النفس بأسرار المكاشفة ، والإكثار من ذكره ولاسيما في جوف الليل ، أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيَّ القيوم وأتوب إليه نقولها بعد الصلاة مصدر حياة قلوبنا، مصدر حياة أرواحنا .

2- حظُّ المؤمن من اسم المميت أن يذكره كثيراً، قال عليه الصلاة والسلام : { أكثروا ذكر هازم اللذات مفرِّق الأحباب مشتت الجماعات } ، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: { عش ما شئت فإنَّك ميِّت، أحبب ما شئت فإنَّك مفارق، اعمل ما شئت فإنَّك مجزيٌّ به } .


قصص :
- قال أحد العارفين بالله الفضيل بن عياضٍ كان مضرب المثل بالصبر سُئل مرةً يا فُضيل ممن تعلَّمت الصبر؟ قال:من طفلٍ صغير، قالوا: كيف ؟ قال:كنت في أحد سكك المدينة، فإذا بابٌ يفتح ويلقى منه طفلٌ صغير ويغلق الباب، هذا الطفل بدلاً من أن يعدو مبتعداً عن بيته وقف على عتبة البيت يبكي ويستعطف ويرجو ويعِد، إلى أن فتحت له أُمُّه الباب وضمَّته وقالت: يا ولدي من لي غيرُك ! الفضيل صار يبكي، قال: سبحان الله لو صبر الناس على باب الله لفتحه لهم ) .


- يقول الشيخ النابلسي :
1- جلست مع إنسان ساعة تقريباً حدَّثني عن طموحاته إلى عشرين عاماً.. سيسافر من البلد الفلاني إلى البلد الفلاني إلى البلد الفلاني إلى الفلاني، وسيعود وسيفتح محلاً تجارياً، ويكبر أولاده، وفي اليوم نفسه رأيت نعوته على الجدران مساءً.لا أحد منا يعرف متى سيموت ؟ هل سيموت في الستين من عمره أم في الخامسة والخمسين أم في التسعين من عمره ؟ لا أحد يعرف .


2- إنسان مات قبل عامين ترك ألف مليون، أحد الورثة نصيبه تسعين مليون، أغلق محلَّه التجاري وبدأ في متابعة المعاملات فذلك أربح من كل عمله، و ستَّة أشهر بالتمام والكمال من دائرة إلى دائرة لاستخراج براءة الذمَّة، ودخل إلى الحمام فإذا به يموت فجأة قبل أن يقبض قرشاً واحداً، فيا ترى وهو يبحث من مكان إلى مكان هل كان يتصوَّر أنَّه سيموت قبل أن يقبض هذا المبلغ ؟ الذي مات مسكين ما زال شاباً لن يدركه الموت بعد .



خاتمة :
كفى بالموت واعظا ً :
الموت مما قهر الله به عباده .الله قدَّر الموت على العباد، فالأنبياء ماتوا وسيِّدنا محمد عليه السلام مات والأغنياء والفقراء، الأقوياء والضعفاء، الأصحاء والمرضى، الأذكياء والأغبياء، الظُلاَّم والمظلومين كلُّهم ماتوا فعادوا إلى الأرض وطواهم التراب.. فأكبر موعظة إن كان لديك وقت فراغ ورأيت جنازة فامشِ وراءها، فلاحظ عندما يضعون النعش على قبره ويرفعوا الغطاء ويحملون الميِّت، وينزل شخصٌ إلى القبر ليستلقيه ويضعونه ويكشفون عن وجهه ويلقِّنونه، ويطلع الحفَّار من حفرة القبر ويضع بلاطات من الأحجار ويجرف عليها التراب، ويقف أولاده يتقبلون التعازي في والدهم حتى ملابسه لكي لا يتذكَّروه يعطونها للفقراء على الفور فكأنه صفحة وانطوت ، وفي بيته لا أحد يسأل لماذا فلان لم يَعُد ؟ لن يرجع وانتهى الأمر بموته، أما إذا كان حيّاً يسألون عنه وعن سبب تأخيره حتى الساعة الثانية عشر فأين هو، وإن كان يزور أخته فيخبرونه ويسألون عنه .

فالإنسان عندما يولد كلُّ من حوله يضحك وهو يبكي وحده، وإذا مات كلُّ من حوله يبكي.. فإذا كان بطلاً يضحك وحده، فالآن يجب علينا جميعاً أن نعمل ونشتغل بطاعة الله وبذكره بالعمل الصالح بطلب العلم بتعليمه، بالأمر بالمعروف بالنهي عن المنكر، بالأذكار بالأوراد، بالتلاوة للقرآن، فباب الله مفتوحٌ للكل.. يجب أن نستعدَّ للموت بطاعة الله، أن نستعدَّ للموت بالتوبة إلى الله، أن نستعدَّ للموت بالعمل الصالح، ومفهوم الغِنى والفقر بعد العرض على الله، هو الغنى غنى العمل، والفقر فقر العمل .

إنَّ أكيسكم - يعني أعقلكم - أكثركم للموت ذكرا، وأحزمكم أشدَّ استعداداً له، وإنَّ من علامات العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزوِّد لسكنى القبور، والتأهُّب ليوم النشور .
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسمي الله (المبدئ - المعيد )

المعنى اللغوي :

- المبدىء : بمعنى بدأ وابتدأ .

- المعيد : هو العود والرجوع , العود هو الرجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه انصرافا بالذات أو بالقول والعزيمة .


معنى الاسمين في حق الله :
- الله المبدىء هو المظهر الأكوان على غير مثال ، الخالق للعوالم على نسق الكمال ، وقيل هو الذي انشأ الأشياء وابتدعها من غير سابق مثال .

- قال الإمام الغزالي رحمه الله : المبدئ مَعْنَاهُ الموجد لَكِن الإيجاد إِذا لم يكن مَسْبُوقا بِمثلِهِ سمي إبداء وَإِذا كَانَ مَسْبُوقا بِمثلِهِ سمي إِعَادَة وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَدَأَ خلق النَّاس ثمَّ هُوَ الَّذِي يعيدهم أَي يحشرهم والأشياء كلهَا مِنْهُ بدأت وَإِلَيْهِ تعود .

- المُبدِئُ المُعيدُ : هو الذي ابتدأ الأشياء فأوجدها عن عدمٍ . والمعيدُ هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيده بعد الموت إلى الحياة ، وقيل هو الذي يعيد الخلق للحساب ويحشرهم ويرفع عنهم الحجاب ويجازي لك مخلوق بعمله وقوله .


ورودهما في القرآن الكريم :
الآيات القرآنية التي فيها ذكر لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما .
- قال الله تعالى : { أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ .........} .
- قال تعالى: { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ } .

من السنة :
- ان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من النوم يقول : { الحَمْـدُ لِلّهِ الّذي أَحْـيانا بَعْـدَ ما أَماتَـنا وَإليه النُّـشور } .
- وقال صلى الله عليه وسلم : { إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي, وعافاني في جسدي, وأذن لي بذكره }. رواه الترمذي والنسائي .


الآثار الإيمانية للاسمين :
1- على المؤمن أن يتخلق بحسن الخلق , لأن الذي خلق الخلق سيعيدهم إليه ليبلوهم أيهم أحسن عملاً .
2- ، وأدب الإنسان مع الله المبدىء يجعله يفهم أمرين :
أولهما : أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من الماء المهين .

ثانيهما : أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب عنه الغرور .

3- الإكثار من ذكرهما فبذلك نتذكر العودة إلى المولى سبحانه وتعالى الذي بدأ خلقنا فتصفا قلوبنا .
4- ذكر اسم الله المبدئ والمعيد له نور يشرق على قلوب المحبين فيطيرون شوقا إلى رب العالمين ,لأنهم تذكروا البداية فحنوا وتفكروا في الأصل فتأدبوا مع الله .
5- كلَّما تأمَّلت في خلق السماوات والأرض ذابت نفسك خشوعاً لله عزَّ وجلَّ وتعظيماً له .


قصص :
- يروي القشيري قصة عن داود عليه السلام :

إنه لما كثر بكاء داود أوحي الله تعالى إليه :لما تبكي ؟ إن كان بكاؤك خوفا من النار فقد أمنتك ,وإن كان رجاء الجنة فقد أعطيتك ,وإن كان لحديث الخصم فقد أرضيتك .فزاد داود في البكاء وقال :إنما أبكي لما فآتني من صفاء ذلك الوقت فاردده علي , فقال له ربه :هيهات هيهات يا داود لا سبيل إلى رد ذلك الوقت .


- يحكي الشيخ النابلسي
أن أحد الأشخاص اتفق مع شخص آخر على أن يقرضه ثلاثمائة ألف ويُسجِّل له بستاناً جميلاً جداً كرهن، فلما لم يستطع المستقرِض أن يرُدَّ القرض، قال له الآخر: لا كلُّ إنسان معه حقَّه، وكان ثمن البستان مليوناً. فصاحب هذا البستان تألَّم ألماً شديداً لدرجة أنَّه أصيب بأزمة قلبيَّة وشارف على الموت، فأوصى ابنه قائلاً: يا بني إنِّي إن مِت سِرّ بالجنازة أمام هذا الذي اغتصب مني البستان وأوقف الجنازة أمام دكَّانه، وأدخل إليه وأعطه هذه الرسالة، وبعد موت الرجل وكان بيته بطرف المدينة فانتقلت الجنازة للطرف الآخر وسارت إلى جانب دُكَّان المغتصب، وأوقف ابنه الجنازة أمام الناس ودخل إلى هذا المغتصب وقال: هذه الرسالة من هذا الميِّت، قبل أن يموت كتبها لك. ففتحها فقرأ ما كتبه المتوفّى فيها قائلاً: إنني ذاهبٌ إلى الله، فإذا كنت بطلاً فلا تأتي إلينا، سوف أُقاضيك هناك .



خاتمة :
- إنّ الإنسان إذا عرف بدايته من ماءٍ مهين، وأنّه خرج من عورةٍ ودخل في عورة ثم خرج من عورة، هذه هي البداية، ثم بعد هذا الخلق سوف يُعيده الله إلى الموت، وبعد الموت يُعيده الله إلى الحياة، فالبدية أي أصل خلق الإنسان الأول من تراب، وأصل خلقه بالذَّات من ماء مهين، والنهاية موت وبعد الموت هناك حياة أبديَّة، فأدب المؤمن مع هذين الاسمين المبدي المعيد أن يذكر بدايته ونهايته.لذلك.. طوبى لمن ذكر المبُتدى والمنتهى.. ذكر المبتدى أي أنَّه كان نقطة من ماء مهين ثم صار طفلاً ضعيفاً ثم كبُر واشتدَّ عوده ثم بدأ يقول: أنا وأنا، ثم يعود إلى ما كان عليه من الضعف والجهل، ثم يطويه الردى ثم يُعيده الله تارةً أُخرى ليحاسبه على كلِّ أعماله.. فالله يبدأ الخلق ثم يعيده لتجزى كلُّ نفسٍ بما تسعى ، فهناك عودة، وهناك سؤال، ومحاسبة، ودقَّة بالغة وعرض للأعمال، والمعيد هو الذي يُجازي كلَّ مخلوقٍ بعمله وقوله، ويُحاسبه على نعمه

فالوقت لا يعود.. الدنيا ساعة اجعلها طاعة، فمستحيل أن تستعيد الوقت، فالوقت إذا مضى لا يستعاد، لذلك ما مضى فات والمؤمَّل غيب ولك الساعة التي أنت فيها .

- كلُّ الناس هلكى، كلُّ من عليها فان، كلُّ شيءٍ هالك إلا وجهه، فالإنسان مهما علا لابدَّ من أن يعود إلى التراب، لا بدَّ من دخول القبر، الليل مهما طال فلا بدَّ من طلوع الفجر، والعمرُ مهما طال فلا بدَّ من نزول القبر.فالمُعيد هو الذي يُعيدنا إلى الموت بعد أن أحيانا فالموت نهاية كلّ حي، فالموت يأتي فجأةً والقبر صندوق العمل، هذا هو النهاية والمصير .

فهل من مشمر قبل أن يحين الرحيل .

اللهمَّ أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرضى عنَّا، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍ النبيِّ الأميّ وعلى آلهِ وصحبه وسلَّم .
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم ( المنتقم ) ليس من أسماء الله عز وجل

المعنى اللغوي :

اِنتَقَمَ : ( فعل ) انتقمَ من ينتقم ، انتِقامًا ، فهو مُنتقِم ، والمفعول مُنتقَم . انْتَقَمَ منه : عاقبه .قَرَّرَ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ : أَنْ يَأْخُذَ بِثَأْرِهِ ، أَنْ يُعاقِبَهُ على ما بَدَرَ مِنْهُ .

مُنتَقِم : ( اسم ) ، فاعل من اِنْتَقَمَ .
مُنْتَقِمٌ : مُعَاقِبٌ بِالانْتِقَام .


معناه في حق الله :
- المنتقم : المُبالغ في العقوبة لمن يشاء ، المُسلِّط بلاءَه على العُصاة .

- المنتقمُ: هو الذي يبالغُ في العقوبةِ لمن يشاءُ من الظَّالمين وهو الحَكَمُ العَدلُ قال تعالى: {وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ } .

- المنتقم : مشتق من الانتقام والنقمة هي العقوبة ، والله المنتقم الذي يقسم ظهور الطغاة ويشدد العقوبة على العُصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال ، فإنه إذا عوجل بالعقوبة لم يمعن في المعصية فلم يستوجب غاية النكال في العقوبة والله يغضب في حق خلقه بما لا يغضب في حق نفسه ، فينتقم لعباده بما لا ينتقم لنفسه في خاص حقه ، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم شديد عظيم ، وعن الفضل أنه قال : ( من خاف الله دله الخوف على كل خير ) .

- قال بعض العارفين : إن اسم المنتقم من أسماء الجلال والقهر .

ومن لم يعرف أسماء الجلال وأخلاق الكبير المتعال وقع في الضلال والنكال ، فإن عرفت أنه كريم رحيم فاعرف أنه منتقم شديد عظيم .


الآيات الدالة على انتقام الله من الطغاة :
منها :

- قال تعالى : { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } .
- وقوله : { فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ } .
- وقوله : { ......... إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ } .


هل ( المنتقم ) من أسماء الله تعالى ؟ :
يقول الشيخ ابن عثيمين – يرحمه الله - عن اسم المنتقم هل هو من أسماء الله ؟
( وأما المنتقم فليس من أسماء الله، لأن الله تعالى لم يذكر هذا الوصف لنفسه إلا مقيداً، وكل وصف جاء مقيداً فهو ليس من أسماء الله، لأن أسماء الله كمال على الإطلاق لا تحتاج إلى تقييد، والله سبحانه وتعالى إنما ذكر المنتقم في مقابلة الإجرام فقال: { إنا من المجرمين منتقمون } وحينئذ لا يكون المنتقم من أسماء الله .
والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه المنتقم، فذكر في سياقه البر التواب المنتقم العفو الرءوف، ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بل هذا ذكره الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة إلا الترمذي رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق ورواه غيره باختلاف . والله أعلم )

ولدلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة ثلاثة أوجه :
الأول : التصريح بالصفة ...........
الثاني : تضمن الاسم لها ...........
الثالث : التصريح بفعل أو وصف دال عليها كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والمجيء للفصل بين العباد يوم القيامة ، والانتقام من المجرمين ، الدال عليها – على الترتيب
- ....... وقوله { إنا من المجرمين منتقمون } . ) القواعد المثلى " 28 – 29 .

- وقال ابن تيمية – يرحمه الله - :
((وكذلك الأسماء التي فيها ذكر الشر لا تذكر إلا مقرونة كقولنا : الضار ، النافع ، المعطي ، المانع ، المعز ، المذل ، أو مقيدة كقوله { إنا من المجرمين منتقمون } )) .

- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (8/96) :
- ((... ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر وإنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم } وقوله { إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم } وقوله { اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم } وقوله { إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدئ ويعيد *وهو الغفور الودود } فبين سبحانه أن بطشه شديد وأنه هو الغفور الودود .


واسم " المنتقم " ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى { إنا من المجرمين منتقمون } وقوله { إن الله عزيز ذو انتقام } والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه { البر التواب المنتقم العفو الرءوف } ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا ذكره الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه ؛ ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة إلا الترمذي رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق ورواه غيره باختلاف في الأسماء وفي ترتيبها يبين أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسائر من روى هذا الحديث عن أبي هريرة ثم عن الأعرج ثم عن أبي الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء ؛ بل ذكروا قوله صلى الله عليه وسلم { إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة } وهكذا أخرجه أهل الصحيح كالبخاري ومسلم وغيرهما .

ولكن روي عدد الأسماء من طرق أخرى من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة ورواه ابن ماجه وإسناده ضعيف يعلم أهل الحديث أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذان الحديثان كلاهما مروي من طريق أبي هريرة وهذا مبسوط في موضعه . والمقصود هنا التنبيه على أصول تنفع في معرفة هذه المسألة فإن نفوس بني آدم لا يزال يحوك فيها من هذه المسألة أمر عظيم )) . انتهى كلامه .


قصص :
- الناس أحياناً يستهزؤون بكلمة إني سأشكوك إلى الله ، وحبذا لو تعرفون أبعاد هذه الكلمة، فلو قال لك أحدهم سأشكوك إلى الله ولن أسامحك ، والله لو تعرف أبعاد هذه الكلمة لارتعدت فرائصك . .
وهذه امرأة كأنها تنتقد عمر بن الخطاب ، فاستدعاها في اليوم الثاني وأعطاها مبلغاً كبيراً وكتبت له براءة عن تقصيره ، فقال : ضعوها في كفني ، فأنا استسمحت منها .


- سيدنا عمر كان مع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما يتجولان في المدينة ، فقال تعالى نحرس هذه القافلة ونذكر الله عز وجل جلسا لحراسة هذه القافلة ، فبكى طفل صغير فقام عمر وهو عملاق الإسلام إلى أمه فقال أرضعيه ، فأرضعته ثم بكى ، ثم قام إليها ثانية فقال أرضعيه فأرضعته ثم بكى ، وجاءها ثالثة ، وقال يا أمة السوء أرضعيه ، قالت له ما شأنك بنا ، إنني أفطمه ، قال ولم قالت : لأن عمر لا يُعطينا العطاء إلا بعد الفطام ،"هذا هو التعويض العائلي " وتروي الكتب أنه ضرب جبهته وقال : ويحك يا ابن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين بهذا التعويض الذي لا يُعطى إلا بعد الفطام ، فكم من أم فطمت ابنها وهو في أمس الحاجة إلى حليبها ، وصلى صلاة الفجر فلم يفهم أصحابه قراءته من شدة بكائه ، وكان يقول : رب هل قبلت توبتي فأهنئ نفسي أم رددتها فأعزيها .


- قال الشيخ النابلسي :

1- دخل رجل على معمل الحلويات التابع له وهو أشهر معمل في لبنان ، وكنت أسمع أن طائرة شحن تنطلق يومياً إلى دول الخليج ، ليصدر إنتاجه فيها ، إنها ملك الحلويات .. لم يعجبه عمل أحد العمال ، فأمسك العجينة ووضعها على الأرض وعركها بأقدامه وحذائه ، فقال هذا العامل : يا سيدي أتعركها بحذائك فقال إن الناس يأكلون من تحت قدمي ، و مضى على هذا الحادث ثلاثون يوماً فأصيبت رجلاه بالغرغرين ، فقطعتا من ركبتيه ، فهو الآن في بلد غربي بلا أرجل .

﴿ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ ) .

2- إن رجل جالس على أريكة ، وزوجته أمامه ، وله أخت عانس متقدمة في السن ، ألجأتها الأقدار إلى أن تكون عند أخيها وكانت هذه الزوجة تبالغ في التنكيل بأخت زوجها ، إلى حد غير مقبول من امرأة غريبة ، أما أن ينكل بها أخوها ، إذ ركلها بقدمه أمام زوجته ، وقال : أتني بكأس من الماء ، وفي اليوم التالي كان في سفر فأُصيب بحادث فقطعت رجله اليمنى التي ركل بها أخته ليذلها من أعلى الفخذ { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } .


خاتمة :
- يجب أن يكون في قلبك خوف وتعظيم وحب في وقت واحد .
فالدعوة إلى الله يجب أن تتحرك في هذه الخطوط الثلاثة ويجب أن تبين للناس عظمة الله عز وجل ، من أجل أن تطيعه تعظيماً وينبغي لك أن ترى فضله عليك من أجل أن تحبه ، وينبغي لك أن ترى بطشه وشدته وانتقامه أحياناً من أجل أن تخاف منه ، ولا بد من أن يجتمع في قلب المؤن الصادق تعظيم عن طريق الآيات ، ومحبة عن طريق النعم وخوف عن طريق العقوبات ، فالعقوبات لها معنى ، والنعم لها معنى والآيات لها معنى ، تعظمه وتحبه وتخاف منه والآية الكريمة : ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ سورة الأنبياء الآية : 90
رغباً راغبين ورهباً خائفين ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك .

ثم دقق في هذه الآية الكريمة في سورة إبراهيم :
{ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }
وقوله في سورة الزخرف : { فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ }
يرخي الحبل ، فلا يضان الإنسان أن أحداً لن يستطيع أن يوقفه عند حده ، يُشد الحبل فجأة فإذا هو في قبضة الله ، فمن هو العاقل ، ومن هو الموفق ؟ الذي يدخل في حساباته عظمة الله عز وجل ، وقوته وبطشه .

- على المسلم أن يتخلق بأخلاق الله عز وجل ، ولاسيما بكلمة المنتقم ، والمؤمن الكامل ينتقم من أعداء الله تعالى ، فلا يجاملهم و لا يعينهم على معصية ، و لا يغطي انحرافهم ، ولا يباركه ويقف أمامهم بجرأة .
ولهذا يصف الله عز وجل المؤمنين بقوله :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } .
فلا تكن عوناً لإنسان منحرف ، فمن أعان ظالماً سلطه الله عليه .

- قال بعض العارفين : " اسم المنتقم الجبار المتكبر القوي من أسماء الجلال والقهر " .. أما الرحمن الرحيم المنعم المتفضل الحنان المنان فهذه أسماء الرحمة .
فالبحر جميل جداً إذا كان هادئاً ، فإذا هاج الموج فهو يمثل اسم الجبار ، والله عز وجل يتجلّى على شيء باسم الجمال فإذا هو يأخذ بالألباب ويتجلى على شيء باسم القهر .. فانظر إلى الزلازل والبراكين ، فهذا شيء مخيف رهيب .
وربنا عز وجل هو الطبيب ، وقد تجد إنساناً فتسأل كيف يصلح هذا الإنسان ، و يعود إلى الله و يستقيم على أمره ، فتجد أن الله جل جلاله عاقبه بعقاب أو ساق له شدةً تحار لها العقول إذاً هو يقف عند حده ، ويرتدع ويعود إلى ربه ويسلك الطريق القويم ، فالمنتقم كالمربي ، ينتقم ليؤدب ويؤدب ليسعد .

وأحياناً تأتي المصائب من كل جانب و تحيط بالإنسان لكن هذه كلمة رائعة : ( من خاف الله دله الخوف على كل خير )
ونحن مؤمنون بأن هناك خوفاً مقدساً ، فأروع أنواع الخوف أن تخاف من الله ، والنبي عليه الصلاة والسلام سيد الرسل أرسل خادماً بحاجة فغاب طويلاً ، فالنبي غضب لأنه بشر ، فلما عاد هذا الخادم ، قال : { والله لولا خشية القصاص لأوجعتك بهذا السواك } والسواك يؤلم الطفل، والإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله .

- لو أنك في الدنيا رأيت إنساناً شارداً مجرماً عاتياً يقتل ويسرق ويفعل فحينما يُلقى القبض عليه وتُحجز حريته يشعر الناس جميعاً بالراحة لأنه حُجز عن أن يؤذي خلق الله عز وجل ، فالانتقام في هذا المعنى يليق بكمال الله جل جلاله .


إلهي أنت المنتقم من أعدائك الظالمين القاهر بسطوتك المجرمين ، قد انتقمت من النمرود وفرعون وهامان ومحقت أهل الظلم والطغيان فأهلك الظلمة بأمثالهم واخرج المسلمين منهم سالمين .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( العلي – الأعلى – المتعال )

المعنى اللغوي للأسماء :

- العليّ :
صفة على صيغة المبالغة من العلوّ، فيقال ( عليّ )مبالغةً لـ( عال )كما يقال ( قدير ) مبالغة ( لقادر ) .
وقد يكون ذلك من العلو الذي هو مصدر علا يعلو فهو عال ، ويكون ذلك من علاء المجد والشرف، يقال منه: علي يعلى علاء، ويكون الذي علا وجل أن تلحقه صفات الخلق أو تكيفه أوهامهم .

- الأعلى :
من صيغ أفعل التفضيل ، فعله علا يعلو علوا .
الأعلى هو الذي ارتفع عن غيره وفاقه في وصفه . وهي مفاضلة بين اثنين أو الجميع في عظمة الوصف أو بين صاحب العلو والأعلى منه .

- المتعال:
المتعال من تعالى، يتعالى فهو مُتَعالي، صيغة مُتَفاعل. وهو أبلغ من الفعل علا لأن زيادة المبنى دليل على زيادة المعنى .
التعالي هو الارتفاع، تقول العرب في النداء للرجل تعالَ بفتح اللام، والاثنين تعالا، والرجال تعالَوْا، وللمرأة تعالِي وللنساء تعالِين. ولا يبالون أين يكون المدعو في مكان أعلى من مكان الداعي أو مكان دونه ، المستعلي على كلّ شيء بقدرته، وهو المتفاعل من العلوّ مثل المتقارب من القرب .


معنى الأسماء في حق الله :
صفة العلو لله عز وجل لها ثلاثة معاني : " العليّ الأعلى المتعال "، على أوزان مختلفة وعلى قياسات مختلفة . مطلقا عن كل نقص وعن الشريك وعن كل ما لا يليق به سبحانه .
الاعلى : وهو الذي على بذاته فوق جميع خلقه ، فاسم الله العلي دل على علو الذات والفوقية ، فالله عز وجل عال على عرشه بذاته ، وبكيفية حقيقية معلومة لله مجهولة لنا

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وهو سبحانه وصف نفسه بالعلو، وهو من صفات المدح له بذلك والتعظيم؛ لأنه من صفات الكمال، كما مدح نفسه بأنه العظيم والعليم والقدير والعزيز والحليم ونحو ذلك، وأنه الحي القيوم، ونحو ذلك من معاني أسمائه الحسنى، فلا يجوز أن يتصف بأضداد هذه، فلا يجوز أن يوصف بضد الحياة والقيومية والقدرة، مثل الموت والنوم والجهل والعجز واللغوب، ولا بضد العزة وهو الذل، ولا بضد الحكمة وهو السفه.فكذلك لا يوصف بضد العلو وهو السفول، ولا بضد العظيم وهو الحقير، بل هو سبحانه منزه عن هذه النقائص المنافية لصفات الكمال الثابتة له، فثبوت الكمال له ينفي اتصافه بأضدادها وهي النقائص ) .

- وقال السعدي: ( " العلي الأعلى " وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه : علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى ، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى ) .

الأعلى دل على علو الشأن ، وهو أحد معاني العلو ، فالله عز وجل تعالى عن جميع النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته ، وتعالى في أحديتهعن الشريك والظهير والولي والنصير ، وتعالى في عظمته أن يشفع أحد عنده دون إذنه ، وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد وأن يكون له كفوا أحد ، وتعالى في كمال حياتهوقيوميته عن السنة والنوم ، وتعالى في قدرته وحكمته عن العبث والظلم ، وتعالى فيعلمه عن الغفلة والنسيان ، وعن ترك الخلق سدي دون غاية أو ابتلاء أو امتحان ، وتعالى في غناه يُطعِمُ وَلا يُطعَمُ ويرزُق ولا يُرزَق ، بل هو على كل شيءقدير ، وكل شيء إليه فقير ، وكل أمر عليه يسير ، لا يحتاج إلى شيء ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، تعالى في صفات كماله ونعوت جلاله عن التعطيل


المتعال : وهو المستعلي على كل شيء بقدرته ، فله علو القهر، الذي قهرهم وعلا عليهم
قال ابن كثير رحمه اللَّه : (( كل شيء تحت قهره وسلطانه وعظمته، لا إله إلا هو، ولا رب سواه؛ لأنه العظيم الذي لا أعظم منه، العلي الذي لا أعلى منه، الكبير الذي لا أكبر منه، تعالى وتقدس وتنزه عز وجل عما يقول الظالمون المعتدون علواً كبيراً .
تعالى اللَّهُ عما يقول الجهميةُ وأشباهُهُم أن اللَّهَ في كل مكان ، وأنه أعلى وأسفل ووسط ومع كل شيء وفي كل موضع من أرض وسماء وفي أجواف جميع الحيوان ، تعالى اللَّه عما يقولون علوًا كبيرًا )) .

فنلاحظ أنّ العليّ أبلغ؛ لأنّها تثبت العلوّ له مطلقا سواء وُجِد من يتعالى أو لا، في حين أنّ الأعلى والمتعالي تشير إلى أنّه أعلى من غيره .


ورودها في القرآن الكريم :
اسم الله (العلي) فقد ورد في كتاب الله ثماني مرات، واسم الله (الأعلى) ورد مرتين في كتاب الله، واسم الله (المتعال) ورد مرة واحدة في كتاب الله .

- قال تعالى : { ......... وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } .
- قال تعالى : { وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ } .
- قال تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } .


الأدلة من السنة :
- عن حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قَالَ : { صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ .. إلى أن قال:ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى " } . صحيح مسلم .
- ورد عن أبي داود، وابن ماجة من حديث عبادة رضي الله عنه أنه من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل { لا إِلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله ، والله أَكبر، ولا حَولَ ولا قُوة إلا باللهِ العلي العظيم } . من دعا بهذا الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام: غفر له .


أنواع العلوّ لله عز وجل :
1- علوّ القدر : وهو علوّ صفاته وعظمتها، فلا يماثله مخلوق، بل لو اجتمع الخلق كلّهم لما استطاعوا أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته سبحانه ، قال عزّ وجلّ { وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .

2- علوّ القهر : كما قال تعالى { وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ } الذي قهر بعزّته وعلوّه الخلق كلّهم، فنواصيهم بيده، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، لا يمانعه ممانع، وليس لأمره من دافع .

3- علوّ الذّات : فهو فوق جميع مخلوقاته في سمائه، عاليا على خلقه، بائنا منهم، ويعلم حركاتهم وسكناتهم وأعمالهم وأقوالهم، لا تخفى عليه خافية ، قال تعالى : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُه } .


الآثار الإيمانية لهذه الأسماء :
1- وجوب الإيمان بالعلو المطلق لله تبارك وتعالى من كل الوجوه
قال ابن القيم رحمه اللَّه : ( وهو العليُّ فكل أنواع ****** العلــوِّ له فثابتةٌ بلا نكران .
إذن فجميع أنواع ومعاني العلوم ثابتة له سبحانه وتعالى دون أن نُعطِّل أو نُؤول شيئًا منها .

2- كلما ازداد العبد تسامحا وعفوا ورفعة عن سفاسف الأمور وأذى الناس كلما كان عبدا ربانيا نال الحظ الأوفر من صفات الله تعالى فيجب علينا أن نتعالى عن أي ذم أو أذى قد يصيبنا من بعض الناس. ولنا في الصديق رضي الله عنه وأرضاه أسوة وقدوة في حديث الإفك وحين قرر ألا ينفق على قريبه لخوضه فى عرض السيدة عائشة رضي الله عنها عاتبه الله تبارك وتعالى وقال له وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكموكلنا نعلم موقف الصديق بعد الآيات .

3- التواضع وذم التعالي والتكبر :قال ابن مسعود رضي الله عنه : من تواضع لله تخشعًا رفعه اللَّه ، ومن تكبَّر تجبرًا قسمه اللَّه .وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس تواضعًا لربه ، فكان يقول : { آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد } .

4- ما علا شيءٌ من الدنيا إلا وُضِع :عن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تُسْبق أو لا تكاد تُسبق ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها ، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فقال : { حقٌ على اللَّه أن لا يرتفع شيءٌ من الدنيا إلا وضعه } . أما التعالي الذي يعني التكبر ورغبة الترفع بالنفس عن الناس يجعل العبد جبارًا متكبرًا حتى يظن نفسه ندًا لله جل جلاله فيكون في ذلك هلاكه كما فعل فرعون ، والمتكبر الذي يريد التعالي عن خلق اللَّه إنما ينازع اللَّهَ صفاته ، وقد قال تعالى في الحديث القدسي : { العز إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني بشيءٍ منهما عذَّبتُه } .

5- الإخـلاص : فإذا علم العبد أن الله تعالى هو العلى الأعلى فوق خلقه فهو فوقهم قاهر وعليهم قادر فلابد وأن يخشاه وحده ويرجوه وحده ويطلب منه الثوابَ وحده وقد وصف الله المخلصين بذلك كما قال تعالى : { وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى } .


من أسباب علو الناس :
1_ الإيمان ، والعلم :قال تعالى : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } .
2- القرءان تلاوته وحفظه والعمل بهعن عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين } .
3- التواضع :لله ما أجمل هذه الصفة وما أعظمها فكم قرَّبت من الله عبدًا بعيدًا وكم أعقبت بعد تعبٍ عهدًا سعيدًا ، وكم أثمرت بعد خمول ذكرٍ صيتًا مجيدًا ، وكم رفعت بعد ذُلٍّ عبدًا رشيدًا .والجزاء من جنس العمل قال تعالى : { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا } .
4- الشهادة فى سبيل الله" :فإن الشهيد قد قاتل لتكون كلمةُ اللهِ هى العُليا وقُتِل من أجل ذلك فجازاه الله بأن رفعه وأعلى درجاته فى الجنة .


مثال على تواضع عمر :
يروى أن سيدنا عمر لما تولى الخلافة، قال: أيها الناس إن الناس خافوا شدتي كنت خادم رسول الله، وجلواذه، وسيفه المسلول، فكان يغمدني إذا شاء، وتوفي وهو عني راضٍ والحمد لله وأنا بهذا سعيد، ثم كنت خادم أبي بكر، وجلواذه، وسيفه المسلول، فكان يغمدني إذا شاء، وتوفي وهو عني راضٍ الحمد لله كثيراً وأنا به أسعد، ثم آلت الأمور إليّ أيها الناس اعلموا أن هذه الشدة قد أضعفت، أنا أمثل دور الشدة كنت مع رسول الله أمثل دور الشدة، هو رحيم، ومع الصديق كذلك، أما الآن الأمر بيدي.بحياة الأب الأم رحيمة، والأب قاسٍ، دوران متكاملان، أما إذا ماتت الأم يصبح الأب أماً وأباً، يأخذ دور الأم الرحيمة.اعلموا أن هذه الشدة قد أضعفت، وإنما تكون على أهل الفجور والعصيان، أما أهل الإيمان والصلاح فأضع خدي لهم على الأرض ليطئوه.أيها الناس خذوا عني خمس خصال، لكم عليّ ألا آخذ من أموالكم شيئاً إلا بحقه، ولكم عليّ ألا أنفق من هذه الأموال شيئاً إلا بحقه، ولكم عليّ أن لا أجمركم في البعوث، وإذا غبتم في البعوث (أي في الجهاد) فأنا أبو العيال حتى ترجعوا، ولكم عليّ أن أزيد عطياكم إن شاء الله تعالى، ولست خيراً من أحدكم، لكنني أثقلكم حملاً .


خاتمة :
الله هو عالٍ في ذاته والفِطَّر تشهد على ذلك .
ما نتيجة فهمنا أنه عال بذاته أنه في السماء؟ ما علاقة الفطرة بتقرير مثل هذه الحقيقة؟
كلنا بفطرنا بعقلنا الغريزي نقول لما يكون هناك أحد عظيم أين مكانه في السفول أو في العلو؟ في العلو،
مادام أنه عظيم لابد أن يكون في العلو، ولهذا الفطرة تقول كالجارية الصغيرة التي سألها النبي صلى الله عليه وسلم قال أين الله؟ قالت في السماء، لأي شيء؟ تعرف أن الله عظيم، فإذا عرفت أن الله عظيم عرفت أن مكانه لابد أن يكون في السماء في العلو .
إذًا علو الذات هذه مسألة فطرية، وهذه المسألة الفطرية لابد أن تكون تامة الوضوح لأننا لما نقف بأبداننا نصلي تتجه أبداننا للقبلة وهي هذا البيت العظيم اتجاه الكعبة، أما قبلة قلوبنا ففي السماء، وهذه القبلة تطلبها طوال الوقت، التائهين ليس لقلوبهم قبلة، لكن أنت طوال ما أنت سائر إذا تحقق عندك أن الله هو العليّ سيصبح لقلبك قبلة.

من هو التائه ؟ كل من فكره مشوش ثم طريقه وهو سائر ضائع، ألا نميز الضائع في الحرم ؟ بلى ..
كم نحن محتاجون لمعرفة هذا الاسم ! هذا الاسم على قدر ما نكرره في آية الكرسي على قدر ما يكاد أن يكون معناه مجهولًا .

فالله عز وجل تعالى عن جميع النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته ،
وتعالي في أحديته عن الشريك والظهير والولي والنصير ،
وتعالى في عظمته عن الشفيع دون إذن أو خضوع ،
وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد وأن يكون له كفوا أحد ،
تعالي في كمال حياته وقيوميته عن السنة والنوم ،
وتعالي في كماله وقدرته وحكمته عن العبث والظلم ،
وتعالي في كمال علمه عن الغفلة والنسيان ، وعن ترك الخلق سدي دون غاية لخلق الجن والإنسان ،
وتعالي في كمال غناه يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ ويرزُق ولا يُرزَق ، بل هو على كل شيء قدير ، وكل شيء إليه فقير ، وكل أمر عليه يسير ، لا يحتاج إلى شيء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ، تعالي في صفات كماله ونعوت جلاله عن التعطيل والتمثيل .
رحمته في علوه سبحانه ، فكل من أصابه شيءٌ من علو الدنيا فإنه يبتعد عن الضعفاء والمساكين ، وقد يأنف منهم .أما اللَّه سبحانه وبحمده قريب في علوه ، رحيم في كبريائه ، ودودٌ في عظمته ، عفوٌ في قدرته ، لا يمنعه شيءٌ عن خلقه إذا دُعي أجاب ، ولا يقف على بابه الحُجَّاب ، قال تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( الجليل – ذو الجلال والإكرام – الجميل )

معانيها اللغوية :
الجليل لغة :
جَلَّ يَجِلُّ أيْ عظم قدره . وﻫﻮ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺪﺭ، ﺑﺎﻟﻌﺰ ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻰ، ﻭﺍﻟﻨﺰﺍﻫﺔ .

الجميل لغة :
جَمِيل : فاعل من جَمُلَ .
جَميل : اسم ، الجمع : جُملاءُ ، المؤنث : جميلة ، و الجمع للمؤنث : جميلات و جمائلُ .
الجَمِيلُ : عَمَلٌ وخُلُقٌ حَسَنٌ ، وإحسانٌ ومعروف : وجمال الصفح يتحقّق بالصبر وترك العتاب والشكوى والإحسان إلى المسيء .
الجميل : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : ذو النُّور والبهجة ، الذي لا تليق به القبائحُ .

معنى الجلال :
جَلال : اسم
مصدر جلَّ / جلَّ على / جلَّ عن
جلالُ الله : عظمته
ذو الجلال : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : المُتّصِف بصفات الجلال والعظمة والمُسْتحِقّ أن يُعرف بجلاله وكبريائه الله جَلَّ جَلالُهُ : الله عَزَّ وَعَظُمَ .

معنى الأسماء في حق الله :
- الجليل هو :
الموصوف بِنُعوت الجلال والجامع لِصفاتها جميعها ، " الغِنى ، والمُلك ، والتقديس ، والعلم ، والقدرة " من الصِّفات التي تُحدِث في النفس تعظيماً . فهو الجليل المطلق ، العظيم الذي يتنزه عما لا يليق به .
- هو العظيم المطلق المتصف بجميع صفات الكمالوالمنعوت بكمالها المنزه عن كل نقص .
- وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في شرح النونية : (( وهو سبحانه الجليل الذي له أوصاف الجلال وهي أوصاف العظمة والكبرياء ثابتة لحقه لا يفوته منها وصف جلال وكمال )) انتهى .
- قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه (الأسماء والصفات) : ((ومنها الجليل وذلك مما ورد به الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الأسامي، وفي الكتاب : (ذو الجلال والإكرام) ومعناه المستحق للأمر والنهي، فإن جلال الواحد فيما بين الناس إنما يظهر بأن يكون له على غيره أمر نافذ لا يجد من طاعته فيه بد، فإذا كان من حق الباري جل ثناؤه على من أبدعه أن يكون أمره عليه نافذًا وطاعته له لازمة وجب له اسم الجليل حقًا .


- معنى ذو الجلال والإكرام :
ذو العظمة والكبرياء؛ وجلالُ الله عظمتُه، والجلل الأمر العظيم، والجلال مصدر الجليل، ولا يقال
( الجلال ) إلا لله عزَّ وجَلَّ، والإكرام مصدرُ أكرم { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ... } .
- ذو الجلال والإكرام : هذا الاسم المركب من اسمين يوحي لنا بأن أسماء الله صنفان :
صنفٌ يشير إلى قدرته، وكمال قدرته، وقهره، وجبروته، وقوته، وصنف يشير إلى كمالاته ؛ فكل الأسماء المتعلقة بالقوة يمثلها اسم الجلال. وكل أسمائه المتعلقة بكمالاته، وإكرامه، وإحسانه، ورحمته، ولطفه، ورأفته، يمثلها اسم الإكرام .
- قال الإمام الغزالي : لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي صادرة منه ؛ فالجلال له في ذاته، والكرامة فائضة منه على خلقه .

- معنى الجميل :
- الجميل : (( من له نعوت الحسن والإحسان ، فإنه جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ، فهو الجميل في صفاته فإنها صفات حمدٍ وثناءٍ ومدح، فهي أوسع الصفات وأعمها وأكثرها تعلقًا، خصوصًا أوصاف الرحمة والبر والإحسان والجودِ والكرم، فإنها من آثار جماله . ولذلك كانت أفعاله كلها جميلة لأنها دائرة بين أفعال البر والإحسان التي يُحمَد عليها ويُثنى عليها ويُشكر عليها، وبين أفعال العدل التي يُحمَد عليها لموافقتها الحكمة والحمد . فليس في أفعاله عبث ولا سفه ولا ظلم، بل كلها هدى ورحمة وعدل ورشد { إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } . وكذلك هو جميل في أسمائه، فإنها كلها حسنى بل أحسن الأسماء على الإطلاق وأجملها قال تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } ، وقال: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } .))

- قولنا الله جميل أن كل أمره سبحانه حسن وجميل، فله الأسماء الحسنى وصفات الجمال والكمال، ومن آثار جمال أفعاله في الكون والإنسان فقد خلق الإنسان في أحسن تقويم وصوره فأحسن صورته .
- وقال ابن القيم في الوابل الصيب : (( والجود من صفات الرب جل جلاله، فإنه يعطي ولا يأخذ، ويطعم ولا يطعم، وهو أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته، فإنه كريم يحب الكرماء من عباده، وعالم يحب العلماء، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال )) انتهى .



ورودهم في القرآن الكريم :
لم يرد اسم الله الجليل بلفظه في القرآن الكريم لكنه ورد بمادته بمعنى الذي له الجلال وذكر " ذو الجلال والإكرام " مرتين في القرآن الكريم في سورة الرحمن :
- قال تعالى: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } آية 27
- وقوله : { تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام }آية 78
- وورد اسم الجليل بمعنى التجلي فكل الأشياء العظيمة يجليها ربها فقال تعالى : { ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺗَﺠَﻠَّﻰ ﺭَﺑُّﻪُ ﻟِﻠْﺠَﺒَﻞِ ﺟَﻌَﻠَﻪْ ﺩَﻛًّﺎ ﻭَﺧَﺮَّ ﻣُﻮْﺳَﻰ ﺻَﻌِﻘًﺎ } .
- قال تعالى : { فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا } وقوله : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } .

من السنة :
- جاء في بعض الروايات أنه اسم الله الأعظم، فقد قيل في ذلك: إنه كان صلى الله عليه وسلم ماراً في الطريق إذ رأى أعرابياً يقول : { " اللهم إني أسألك باسمك الأعظم العظيم الحنان المنان، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه دعاء باسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى } .
- ورد ما يفيد ( التجلي ) في الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : { هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ قالوا لا يا رسول الله ، قال فهل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : فإنكم ترونه كذلك } رواه البخاري ومسلم .
- عن عائشة رضي الله عنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم لا يقعد .. يعني بعد الصلاة .. إلا قدر ما يقول : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ) } رواه مسلم .


الآثار الإيمانية لاسم الله الجليل ذو الجلال والإكرام :
1- أعلم أن الذي أفاض عليك الجمال ظاهرا وباطنا هو الله الجليل جل شأنه .. سواء كان جمال صورة أم جمال حس .. وجمال النفوس هو أعلى من جمال الأبدان ، فتواضع وتذكر الله الذي أفاض عليك النعم تواضع وأخضع لعظمته وكبريائه وجلاله سبحانه .
2- إن من يطلق اسم ( صاحب الجلالة ) أو ( صاحب المقام الرفيع ) أو ) صاحب العزة ) أو ( صاحب العظمة ) من الناس على نفسه أو على غيره فمن لا يستحق من الناس فقد أحتمل بهتانا أو إثما مبينا.. فهذه الأسماء تنسي الناس مقام الله الكريم وتصنع هالات من العظمة الزائفة تسلمهم إلى الهلاك ولا يدرك الناس أن هذه الأسماء والألقاب قد تطغى من تطلق عليهم وتزين لهم الشر كما حدث لفرعون .
3- لا تجعل الله عز وجل ( أهون الناظرين إليك ) من الأدب مع اسم الجليل أن يراقب المؤمن الله في خلوته فيعلم أنه معه حيث كان : فأعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك .
4- من عرف الله بنعوت جلاله وجماله لم يقنت من رحمته أبدا مهما كثرت الذنوب وأشتد البلاء . فإنما الله عز وجل لا يخيب رجاء من دعاه وأحسن الظن به وكان ملازما لطاعته .
5- من الإيمان بصفة الجميل أن نعمل بما يحب الله تعالى من التجمل المشروع. فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { " لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ " ، فقال رجلٌ : إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ } .


قصص :
- من اتقى الله هابه كل شيء ، ومن لم يتق الله، هاب كلَّ شيء. الإمام الحسن البصري كان من كبار التابعين، وكان ذا هيبة عظيمة. ولعل قصة هذا الإمام تحوي على ما يدل على هذا المعنى ؛ لقد أدى واجب العلم، وذكر بعض الأخطاء التي صدرت عن الحجاج، ولما بلغ الحجاجَ مقالةُ البصري، غضب، وأرغى، وأزبد، وتوَعَّد، وأمر بقتله وقال: ائتوني به -طبعاً حينما أمر بقتله جاء بالسَّيَاف ومُدَّ النِّطع أمامه في قصره - بل قال قبل ذلك لمن سمع مقالة الحسن البصري، ولم يرد عليه ؛ قال لهم: والله يا جبناء لأسقِينَّكم من دمه. فلما دخل الحسن على الحجاج ورأى السَيَّاف جاهزاً، والنِّطع ممدوداً، تكلم بكلمات لم يسمعها أحدٌ، فما كان من الحجاج إلا أن وقف له، واستقبله وما زال يقربه حتى أجلسه على سريره، وكان يكنى أبا سعيد قال له: يا أبا سعيد كيف أنت ؟ يا أبا سعيد، أنت سيِّد العلماء. يا أبا سعيد يا أبا سعيد... وقيل: عطَّره، واستفتاه في قضية ثم شيَّعه. هذا السَيَّاف صُعِق جاءوا به ليقطع رأسه ومد النطع، وكأنه قرار القتل نهائي، فتَبِع الحاجبُ أبا سعيد فقال له: يا أبا سعيد لقد جيء بك لغير ما فُعل بك ! فماذا قلت قبل أن تدخل؟قال قلت: يا ملاذي عند كربتي، يا مؤنسي عند وحشتي ؛ اجعل نقمته علي برداً وسلاماً، كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم .

خاتمة :
فُنونُ إكرامه لخلقه كثيرة لا تكاد تنحصر ولا تتناهى { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ }
بدْءاً من جهازه العظمي، وهناك مفصل نحو الداخل. الركبة مفصل نحو الخارج، والرأس يدور.والعمود الفقري يَتَمَفْصل تَمَفْصُلاً محدوداً. الجمجمة مفاصلها ثابتة، وعندما يصاب الشخص بضربة على رأسه فإن تداخُلَ هذه الأجزاء يقي كسر الجمجمة ؛ فكل هذا من إكرام الله له. وأتمنى لو يتفكر كل واحد منا بإكرام الله له.النوم إكرام، تنام بضع ساعات وبعدها تشعر وكأنك حصان قوة و نشاطا، هضم الطعام إكرام تأكل وتتلذذ وانتهى الأمر ؛ لكن لو أن الله أوْكل إليك هضم الطعام فإذا تناولت وجبةً امتنعت عن مقابلة أيِّ شخص كان ثلاث ساعات أو أربع ساعات، لماذا ؟ لأنك مشغول بهضم الطعام فيضيع وقتك .
هَب أن الله أوكل إليك التنفس، لن تستطيع أن تنام الليل، أبداً فالنوم يعني الموت. ولكن أنت نائمٌ والقلبُ يعملُ، والرئتان تعملان و لسان المزمار يعمل بلا كلل ولا ملل ؛ كل هذا وأنت نائم .

فإكرامات كثيرة من الله عز وجل ومتنوعة ؛ الزوجة إكرام، والابن إكرام، والطعام والشراب إكرام... قال تعالى : { أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ (15 ) } .
- أن التخلق باسم ذو الجلال والإكرام له طريقان : كسْبي ووهْبي، إن أقبلت على الله واتصلت به، وهَبك الجلال. وإن اعتدلت في سلوكك، وترفعت عن الدنايا والسفاسف وأقللت من المزاح ومن الثرثرة، والتدخل فيما لا يعني، كنت كبيراً في نظر الناس. فكلِمةٌ ترفعك، وكلمةٌ تجعلُك أسفل السافلين
من عرف جلال الله تواضع له، لذلك لا يجتمع كِبْرٌ ومعرفةُ الله عز وجل ، الإكرام أن تكرم الناس وأن تجعل أساس حياتك العطاء، أما الجلال أن تترفَّع عن السَّفَاسف. فمن كثر مزاحه،َقلَّت هيبته لا تتعلق بالجزئيات والتفاصيل. لا تكن سخيفاً. إن الله يحب مَعالِيَ الأمور، ويكره سفسافها ودَنِيَّها. فاعتدالُك في الأمور وتوازنك واهتمامك بالقضايا الكبرى، وتعلقك بالآخرة، وترفعك عن السفاسف والدنايا، وترفعك عن السَّفاهات، وعن كثرة القيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، وتعلقك بالآخرة، يجعلك ممن تخلق بأخلاق الله، وصار لك هيبة أساسها الاعتدال والسلوك الحسن .
يا ذا الجلال والإكرام ينبغي ؛ أن تعظِّمه بالقدْر الذي تحبه ؛ بِقَدْر ما هو عظيم في قلبك، بقَدْر ما هو كريم في تعامله معك.

- من صفات الله الجميل فلا يحق للمسلم اذا تعايش مع هذا الاسم إلا أن يتواضع لله ثم للناس ويتجنب الكبر فماهو الكبر ؟
قال صلى الله عليه السلام : { لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، فقال رجلٌ : إن الرجلَ يُحبّ أن يكون ثوبُه حسناً ونعلُه حسنةً، قال عليه الصلاة والسلام : إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ }
الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وَغَمْطُ النَّاس :
أما الكبر فشيء آخر، بطر الحق أي ردّ الحق، وغمط الناس ؛ أن تبخسهم مكانتهم، أن ترد الحق، أن ترى نفسك أكبر من الحق، أن تتكبر عن أن تنصاع إلى الحق، أن تتأبى، هذه معصية إبليس : ﴿ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ فلمجرد أن ترد الحق، وأن ترفضه، وأن تتعنت، وأن يركب الإنسان رأسه، وأن تأخذ العزة بالإثم، إذاً: هذا هو الكبر، ولمجرد أن تحتقر الناس، وأن تستهين بهم، وأن ترى نفسك فوقهم، وتغمط الناس فهذا كِبْرٌ.
المؤمن يعترف بفضل الآخرين، يعترف بقيمة الآخرين يعترف بإنجازات الآخرين، هناك من يسلط الضوء على ذاته فقط، ويضع مَن حوله في التعتيم، هذا هو غمط الناس .

* فلا يمكن مخلوقاً أن يعبر عن بعض جمال ذاته ، حتى أن أهل الجنة مع ما هم فيه من النعيم المقيم واللذات والسرور والأفراح التي لا يقدر قدرها إذا رأوا ربهم وتمتعوا بجماله نسوا ما هم فيه من النعيم، وتلاشى ما هم فيه من الأفراح، وودّوا أن لو تدوم هذه الحال، ليكتسبوا من جماله، ونوره جمالاً إلى جمالهم، وكانت قلوبهم في شوق دائم ونزوع إلى رؤية ربهم، ويفرحون بيوم المزيد فرحاً تكاد تطير له القلوب .

يا الله أنت ذو الجلال والإكرام، صاحب الطَّوْل والإنعام، لك جلالٌ يَدُكُّ الجبال، ولك جمالٌ يفتح باب القبول والوِصال ،

يا رب أشرَقَ نور هذا الاسم على لطائف قلبي، حتى تجنبت الرذائل، فكنت جليل القدر، وانشرح صدري بإكرامك، فكنت مُجَمَّلاً بلطائف إنعامك، إنك على كل شيء قدير ، أغننا بالعلم، وزينا بالحلم، وجملنا بالتقوى، وأكرمنا بالعافية .
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,951
مستوى التفاعل
23,964
النقاط
122
اسم الله ( الغني – المغني )
الغنيُّ والمُغني: اسمان من أسماء الله الحُسنى، إلا أنَّ أكثر الذين بحثوا في هذين الاسمين ؛ بحثوا فيهما معاً، وذكروهما معاً، فكان الجمع بينهما من تقليد العلماء الذين درسوا أسماء الله الحُسنى .

المعنى اللغوي :
غَني : ( فعل )
غنِيَ ، غنِيَ بـ ، غنِيَ عن ، والمفعول مَغْنِيّ به
غنِي فلانٌ : كثُر مالُه وصار ثَرِيًّا ، ملَك ما يفيض عن حاجته
غَنِيَ بِمَا لَدَيْهِ : اِكْتَفَى ، اِسْتَغْنَى .
الغنى ضد الفقر ، والغنى عدم الحاجة وليس ذلك إلا لله تعالى .

مَغْنِيّ : ( اسم )
مَغْنِيّ : اسم المفعول من غَنيَ .
المُغْني : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الذي أغنى الخلقَ وكفاهم بما جعل لهم من أموالٍ وبنين ، وما ساقه إليهم من الأرزاق .
هُوَ اللَّهُ الْمُغْنِي : اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الله تَعَالَى ، أَيْ هُوَ الَّذِي يُغْنِي مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
المُغْني : المتكفل ، الدافع للضرر


المعنى في حق الله تعالى :
- الغني :
- هو المستغنى عن كل ما سواه ، المفتقر إليه كل ما عداه ، هو الغنى بذاته عن العالمين ، المتعالي عن جميع الخلائق في كل زمن وحين ، الغنى عن العباد ، والمتفضل على الكل بمحض الوداد .

- الغني : هو الغني بذاته، الذي له الغنى التام المطلق، من جميع الوجوه، والاعتبارات لكماله، وكمال صفاته ،
فلا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، ولا يمكن أن يكون إلا غنياً، لأن غناه من لوازم ذاته، كما لا يكون إلا خالقاً قادراً رازقاً محسناً فلا يحتاج إلى أحد بوجه من الوجوه .
- فهو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض، وخزائن الدنيا والآخرة المغني جميع خلقه غني عاماً، والمغني لخواص خلقه مما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية والحقائق الإيمانية .


- المغني :
الله المغنى الذى يغنى من يشاء غناه عمن سواه ، هو معطى الغنى لعباده ، ومغنى عباده بعضهم عن بعض ، فالمخلوق لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فكيف يملك ذلك لغيره، وهو المغنى لأوليائه من كنوز أنواره .


ورودهما في القرآن الكريم :
ورد اسم الغني في ثمان عشرة آية من كتاب الله ؛ منها :
- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد } .
- قَالَ تَعَالَى: { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم } .


من السنة :
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم : { ليس الغِنَى عن كثرة العرض ، ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفس } .
- عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ... من يَسْتعفف يعفُّه اللَّهُ ومن يَسْتَغني يُغْنِهِ اللَّه }


الآثار الإيمانية للاسمين :
1- أن التخلق بالغنى يناسبه إظهار الفاقة والفقر اليه تعالى دائما وأبدا ، والتخلق بالمعنى أن تحسن السخاء والبذل لعباد الله تعالى .
2- فقر العباد إلى ربهم فقران :
الأول : فقرٌ اضطراري ، وهو فقرٌ عام لا خروج لبرٍ ولا فاجرٍ عنه ، وهذا الفقر لا يقتضي مدحًا ولا ذمًّا ، ولا ثوابًا ولا عقابًا ، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقًا ، ومصنوعًا .

الفقر الثاني : فقر اختياري ، وهو فقر الخشية والطاعة وذلة العبودية . وهو نتيجة علمين شريفين ؛ أحدهما : معرفة العبد لربه ، والثاني : معرفته بنفسه ، فمتى حصلت له هاتان المعرفتان أنتجتا فقرًا هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته ، وتفاوت الناس في هذا الفقر بحسب تفاوتهم في هاتين المعرفتين .

3- ليس كمثله شيءٌ في غناه وهذا من وجوه :
الأول : كثرة ما عند اللَّه قال تعالى : { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
الثاني : غناه دائم ،
فما من مخلوق أصبح غنيًّا إلا بعد فقر أو تكون عاقبتُه إلى فقر أو يفني المال وصاحبه ، أما اللَّه جل جلاله فغناه دائم لا يفنى أبدًا ، قال تعالى : { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } .
الثالث غناه ذاتيُّ
أي أن غنى اللَّه في ذاته وليس فيما يراه الناس من الملك في السماوات والأرض ، فإنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له : كن فيكون ، ولكن غنى الخلق إنما يكون بما يمتلكون من ثروات وأموال ، فكل من وُصِف بالغنى من الخلق فإنما يحتاج إلى ما يملك ، أما اللَّه جل جلاله فإنما يحتاج كل ملكه وكل خلقه إليه .
الرابع : غناه مطلق فإن الخلق يحتاجون إلى ما تقوم به أبدانهم وأرواحهم ، وهذا يجعلهم فقراء إلى رزق اللَّه من كل الوجوه ، فإنهم فقراء إلى الطعام وإلى الشراب ، والنفس والروح والسعادة والزوجة والولد ، والسمع والبصر .. هذا فقرٌ مطلق إلى اللَّه الذي بيده هذه النعم وغيرها مما لا غنى عنه للخلق ، أما اللَّه جلَّ جلاله فإنه غنيّ عن ذلك كله .


قصص :
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءته هديَّةٌ من أذربيجان، فقال لرسول أذربيجان:ما هذه ؟ قال له: هديَّةٌ.. طعامٌ أهداه إليك عاملك على أذربيجان، ففتح العُلبة، فوجد فيها طعاماً نفيساً جداً. فسأل رسول عامله على أذربيجان: هل يأكل عندكم عامَّة المسلمين هذا الطعام ؟ قال: لا هذا طعام الخاصَّة. أخرجها من فمه وقال: قل لصاحبك كيف يعنيك أمر المسلمين إن لم تأكل مما يأكلون ؟ حرامٌ على بطن عمر أن يذوق طعاماً لا يطعمه فقراء المسلمين، خذ هذه الهديَّة ووزعها على فقراء المسلمين في المسجد النبوي.ولم يأكل منها .


- علي كرَّم الله وجهه سُئِل ما الذل ؟ قال:أن يقف الكريم بباب اللئيم ثم يَرُدُّه. ويقول:والله و الله مرتين لحفر بئرين بإبرتين - مستحيل -، وكنسِ أرض الحجاز في يومٍ عاصفٍ بريشتين - أيضاً مستحيل -، ونقلِ بحرين زاخرين بمنْخَلين، وغسلِ عبدين أسودين حتى يصيرا أبيضين، أهون عليَّ من طلب حاجةٍ من لئيمٍ لوفاء دين .

- درس رجل في فرنسا، وحصل على الدكتوراه في العلوم، ووصل إلى منصبٍ رفيعٍ جداً، وتزوَّج وتملك بيتاً وسيّارات ؛ وأقام الحفلات والسهرات، وكان طليقاً في لسانه وجميلاً وأنيقاً. وبعد حين فقد بصره وهو في ريعان شبابه، فكان يأتيه البريد الخاص بعمله إلى البيت، ويقرؤونه له، ويشرحون له مضامين المعاملات، التي يريدون منه أن يوقِّعها. وهو يقول لمن يقرأ له المعاملة: اكتب مع الموافقة.. ثم يوقِّع عليها. ظل شهراً على هذا الحال، وبعد ذلك ليس من المعقول أن يستمر في مثل هذا العمل ؛ فأعفي من منصبه، زاره صديق لي.. فقال له: يا فلان والله أتمنّى أن أجلس على الرصيف، وأن أتسوَّل ولا أملك من الدنيا إلا معطفاً على كتفي، وأن يُردَّ لي بصري - والله كلمته وبالحرف الواحد .
أنت مفتقر إلى عين، مفتقر إلى سمع، مفتقر إلى توازن، مفتقر إلى كُليتين تعملان ، فعندك كليَّة تعمل بصمت، لا تحتاج للانتظار في الدور، ولا لأجرة تدفعها، ولا ضجيج ولا تثقيب شرايين، وغسيل الكلية مرتين في الأسبوع كل اثنين وخميس وباستمرار فهل أنت غني ؟ أنت مفتقر لكلية ؟



خاتمة :
- ومن كمال غناه وكرمه أنه يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم، وإسعافهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه، وما لم يسألوه، ومن كمال غناه أنه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه، فأعطى كلاً منهم ما سأله وما بلغت أمانيه ما نقص من ملكه مثقال ذرة، ومن كمال غناه، وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم، واللذات المتتابعات، والخيرات المتواصلات، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومن كمال غناه أنه لم يتخذ صاحباً ولا ولداً ولا شريكاً في الملك، ولا ولياً من الذل، وهو الغني الذي كمل بنعوته، وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته .

فأين المشمر لعطايا الغني الكريم، وأين الموقن بمن بيده خزائن السموات والأرض وما بينهما؟!
ليتوكل عليه وليعلم أن لا عزة إلا به، ولا نصرة إلا به، ولا وكيل إلا هو، ولا رازق ولا باسط ولا مُنجي ولا واجد إلا هو سبحانه وتعالى، فلتهدأ السرائر ولتسكن النفوس ولتركن إلى الغني المغني .

- فأكمل الخلق أكملهم عبودية ، وأعظمهم شهودًا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة عين .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس افتقارًا إلى ربه ، وكان من دعائه : { اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله ، لا إله إلا أنت } .

- أحيانا الإنسان يستغني عن الناس، لأنَّه مستغنٍ عنهم، يترفَّع عنهم، ويستعلي عليهم، وأحياناً يحتقرهم، يؤذيهم بقوله لكنَّ الله جلَّ جلاله مع أنَّه غنيٌ عن خلقه ؛ لكنَّ كماله مطلق.
تجد غنياً بعيداً عن الله، به كبرٌ، وغطرسة، واستعلاء، وتأفف.. وأحياناً تجد غنياً على حجمه المالي الكبير متواضعاً، قريباً منك.. العظمة أن تكون مستغنياً عن الناس ؛ وأنت معهم، تصغي إلى حديثهم، تتعاطف مع مشكلاتهم، يعنيك ما يعنيهم، يؤلمك ما يؤلمهم، ترجو لهم ما ترجو لنفسك. وهذه صفة عالية جداً، الأنبياء كانوا مع الخلق، يمشون في الأسواق، يعيشون معهم ، فالمؤمن ينأى بأخلاقه عن سقطات مجتمعه، أما بفكره يعيش معهم ؛ يألم لألمهم .

فالغنى غنى النفس .

اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبمعافاتك عن عقوبتك .
 

مواضيع ممائلة