اسم ( رب العالمين )
رب العالمين حينما يغوص القلب باسمه الرب :
سبحان الله الرب الذي يقدر لعباده الأقدار بنوعيها الشاقة والسعيدة ليستخرج منهم عبوديتهم له سبحانه وحتى يستشعروا أنه هو الرب الذي لا بد أن تتعلق قلوبهم به .
إننا كثيراً ما نردد ( يارب .. الله ربي .. رباني الله )
وعلى ذلك نحتاج أن نتعرف عن معنى اسم الله ( الرب )
وكيف نعمل بمقتضى هذا الاسم ونتلذذ بمعايشته ؟
كثيراً ما نردد ( الحمد لله رب العالمين) فما معناها ؟
لغة : الرب هو الذي يربي غيره و ينشئه شيئاً فشيئاً .
و يطلق اسم الرب على المالك و السيد و المدبر و المربي و القيم و المنعم .
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
الرب هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم ، حيث دائما ما نحصر التربية على الأم و الأب و المعلم أو الشيخ المربي أو الداعية
ولكن لو ذهبنا للأصل و فهمنا اسم الله الرب ،
سنعلم أن هؤلاء المربين ( أسباب )
لكن المربي على الحقيقة هو الله
فنحن جميعاً يربينا الله , ستقول كيف ؟
اقرءوا معي هذه الكلمات للشيخ السعدي رحمة الله عليه :
تربية الله لخلقه نوعان عامة و خاصة :
فالعامة : هي خلقه للمخلوقين و رزقهم و هدايتهم لما فيه مصالحهم التي فيها بقاؤهم في الدنيا .
والخاصة : تربيته لأوليائه فيربيهم بالإيمان ويوفقهم له و يكمله لهم و يدفع عنهم الصوارف ، و العوائق الحائلة بينهم و بينه ، و حقيقتها التوفيق لكل خير و العصمة عن كل شر .
انتهى كلامه رحمه الله .
لاحظوا معي في تربية الله العامة ، إنه يربي جميع المخلوقين " كافرهم و مسلمهم "
يرعاهم جميعهم ويرزقهم ويعتني بهم .
وفي التربية الخاصة :
“هي تربيته لأوليائه الذين يحبهم ويحبونه”
أي الذين تقربوا منه بقوة و صار همهم رضاه ،
“يربيهم بإيمانهم”
أي يختبرهم و يصنع لهم المواقف ليرى مدى قوة إيمانهم .
ولننتبه على نقطة مهمة جداً .
أن كل انسان يتعرض لتربية الله الرب بحسب إيمانه ، فقد يضعك الله في موقف و يضع صاحبك في نفسه ، لكنه يربيك تربية تختلف عن تربية الله لصاحبك لأن كل منكما إيمانه يختلف عن الآخر .
إذ أن الله الرب يوفق أوليائه للإيمان .
كأن ترى أن الله قد رزقك حباً عظيماً للقرآن فهذا من توفيق الله الرب .
“و يكمله لهم” أي قد يكون هناك قصور في يقينك في أمر من الأمور و الله الرب يكمل لك يقينك به فهذا من اسم الرب .
“و يدفع الصوارف و العوائق الحائلة بينهم و بينه”
كيف ذلك ؟
قد يتعلق قلبك بابن و يتسبب هذا التعلق ببعدك عن الله ،
فيربيك الله إما بموته أو ببعده عنك ، لأن الله يعلم أن هذه المحبة الكبيرة لهذا الابن قد حالت بينك وبينه مما تسبب بدمار قلبك . (وقيسوا على ذلك ) .
وربما يخطر على أذهاننا سؤال واقعي عملي :
ألا وهو : كيف نتعايش مع اسم الله الرب؟
1- تعلم العلم الشرعي النافع و اعلم أنه أعظم تربية لك .
2- اعلم أن الله هو الذي يربيك و يربي من حولك و يربي أبنائك ، لذلك إذا ابتليت بصعوبة تربية أبنائك فارفع يديك لله الرب و اطلب منه أن يربيهم التربية التي ترضيه عنهم و يعينك على تربيتهم .
3- تبصر بالمواقف و الأقدار التي تقدر عليك واستشعر انها مليئة بتربية الله لك ، واطلب من الرب أن يبصرك بها .
4- كن مربياً فاضلاً لأبنائك ومن حولك و اطلب من الرب أن يعطيك الأسلوب الحسن في التربية .
5- ربِّ نفسك على الطاعة و المجاهدة ، وحينما تبتلى بالذنوب ربِّ نفسك بالتوبة .
ختاماَ :
هناك مواقف كثيرة تحصل لنا في اليوم و الليلة مليئة بتربية الله لنا ،
و لكن هل نفهم و نستشعر أن الله يربينا أم أننا لا نعي لذلك ؟
الله الرب يربيك بكلمة قلتها للناس ثم يختبرك هل عملت بها ؟
الله الرب هو الذي يربيك برزق لطالما انتظرته ،
الرب الذي يربيك بسوء أخلاق البعض ،
الرب الذي يربيك بابتلاء شاق ،
كلما ازددنا فهماً و عبادةً و دعاءً لله باسمه الرب فإنه – سبحانه – بلا شك يعطينا البصيرة به .
نحتاج أن نفهم تربية الله الرب لنا ومراده من أقداره علينا ،
ارفع يديك و قل يارب ثم سمِّي حاجتك .