أ
أبو الحسن
زائر
ضيف
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد
سورة البقرة
سورة مترامية الأطراف جمعت من أغراض السور ما كان مصداقاً لتلقيبها فسطاط القرآن فلا تستطيع إحصاء محتوياتها بحسبان
ومع ذلك يمكن تقسيم هذه السورة العظيمة الطويلة
إلى غرضين أساسيين
إذا استحضرتهما أثناء قراءتك سهل عليك فهم الرابط العام الذي يربط بين آياتها
وهذا هدف هذه السلسلة
وقبل أن نتعرف على هذين الغرضين
نطوف سريعاً في الأجواء المحيطة بالسورة
السورة مدنية وهي أول السور نزولاً بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة
قبل الهجرة لم يكن سوى مؤمنين وكافرين
أما بعد الهجرة دخل في المعادلة الاجتماعية - إن صح التعبير - صنفان آخران جديدان على المجتمع المسلم
المنافقون وأهل الكتاب
بدأت السورة الكريمة بالتنويه بشأن القرآن الكريم وبينت وظيفة الكتاب العزيز
الهداية
وبين الله سبحانه وتعالى أنه لا يستفيد من هداية الكتاب إلا صنف واحد من الناس
أهل التقوى
ذلك لأنهم عرفوا الحق وعرفوا مغبة عدم الانصياع له
فأشفقوا على أنفسهم من سوء العاقبة
فأقبلوا إقبالاً طلباً للهداية والنجاة من غضب الله وعذابه سبحانه وتعالى
وهؤلاء هم الصنف الأول
وصنف آخر من الناس لم يحسب حساب عاقبة أفعاله
فجحد الحق بعدما عرفه
وآثر العمى على الهدى وهؤلاء هم الكفار
وصنف ثالث، صنف جديد على المجتمع الإسلامي
صنف مذبذب ضائع تائه
فأكثرت الآيات في وصفه وفضحت مكنون نفسه
وهذا صنف المنافقين
ثم انتقلت السورة إلى صنف رابع جديد هو الآخر
لم يسبق للمسلمين الاحتكاك به
أهل الكتاب ولا سيما اليهود
لجوارهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة
وهؤلاء استغرقوا من السورة آيات طويلة
لغرض مهم
فقد كان العرب حتى في جاهليتهم يكنون احتراماً وتوقيراً لأهل الكتاب
وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم
فهم كما سماهم العرب: أهل كتاب
بينما لم يكن للعرب كتاب
وظل هذا الشعور تجاه أهل الكتاب في نفوس العرب حتى بعد دخولهم في الإسلام
بل إن رسول الله كان يتألفهم بموافقتهم في بعض الأمور العادية التي لا مخالفة فيها للشرع
رجاء أن يكونوا أقرب إلى الهداية لكونهم أهل الكتاب
ولذلك أراد الله عز وجل أن يقضي على ذلك قضاء تاماً
وأن يبرز فضل هذا الدين وفضل أهله ويفضح مخازي أهل الكتاب
لذلك ما إن بدأ ورود ذكر أهل الكتاب في السورة الكريمة
إلا وبدأت فضائحهم ومخازيهم في الظهور الواحدة تلو الآخر
وتوج ذلك بنص صريح من رب العالمين
يقطع طمع المؤمنين فيهم قطعاً تاماً
وثبت الله المؤمنين وأكسبهم الثقة في أنفسهم
وأنهم باتباعهم الرسول واجتنابهم لأخطاء الأمم السابقة
مؤهلون لقيادة العالم
وسماهم الأمة الوسط
الأمة الوسط
وهذا هو الغرض الأول
إثبات سمو هذا على ما سبقه وعلو هديه
والقضاء على أية بقية من توقير في نفوس المؤمنين لأهل الكتاب لشبهة الكتاب الذي لديهم
وتأهيل الأمة الإسلامية نفسياً لتولي القيادة
بإكسابها الثقة في نفسها
وفي كتابها ونبيها ودينها
وللحديث بقية إن شاء الله
سورة البقرة
سورة مترامية الأطراف جمعت من أغراض السور ما كان مصداقاً لتلقيبها فسطاط القرآن فلا تستطيع إحصاء محتوياتها بحسبان
ومع ذلك يمكن تقسيم هذه السورة العظيمة الطويلة
إلى غرضين أساسيين
إذا استحضرتهما أثناء قراءتك سهل عليك فهم الرابط العام الذي يربط بين آياتها
وهذا هدف هذه السلسلة
وقبل أن نتعرف على هذين الغرضين
نطوف سريعاً في الأجواء المحيطة بالسورة
السورة مدنية وهي أول السور نزولاً بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة
قبل الهجرة لم يكن سوى مؤمنين وكافرين
أما بعد الهجرة دخل في المعادلة الاجتماعية - إن صح التعبير - صنفان آخران جديدان على المجتمع المسلم
المنافقون وأهل الكتاب
بدأت السورة الكريمة بالتنويه بشأن القرآن الكريم وبينت وظيفة الكتاب العزيز
الهداية
وبين الله سبحانه وتعالى أنه لا يستفيد من هداية الكتاب إلا صنف واحد من الناس
أهل التقوى
ذلك لأنهم عرفوا الحق وعرفوا مغبة عدم الانصياع له
فأشفقوا على أنفسهم من سوء العاقبة
فأقبلوا إقبالاً طلباً للهداية والنجاة من غضب الله وعذابه سبحانه وتعالى
وهؤلاء هم الصنف الأول
وصنف آخر من الناس لم يحسب حساب عاقبة أفعاله
فجحد الحق بعدما عرفه
وآثر العمى على الهدى وهؤلاء هم الكفار
وصنف ثالث، صنف جديد على المجتمع الإسلامي
صنف مذبذب ضائع تائه
فأكثرت الآيات في وصفه وفضحت مكنون نفسه
وهذا صنف المنافقين
ثم انتقلت السورة إلى صنف رابع جديد هو الآخر
لم يسبق للمسلمين الاحتكاك به
أهل الكتاب ولا سيما اليهود
لجوارهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة
وهؤلاء استغرقوا من السورة آيات طويلة
لغرض مهم
فقد كان العرب حتى في جاهليتهم يكنون احتراماً وتوقيراً لأهل الكتاب
وكانوا يرون لهم فضلاً عليهم
فهم كما سماهم العرب: أهل كتاب
بينما لم يكن للعرب كتاب
وظل هذا الشعور تجاه أهل الكتاب في نفوس العرب حتى بعد دخولهم في الإسلام
بل إن رسول الله كان يتألفهم بموافقتهم في بعض الأمور العادية التي لا مخالفة فيها للشرع
رجاء أن يكونوا أقرب إلى الهداية لكونهم أهل الكتاب
ولذلك أراد الله عز وجل أن يقضي على ذلك قضاء تاماً
وأن يبرز فضل هذا الدين وفضل أهله ويفضح مخازي أهل الكتاب
لذلك ما إن بدأ ورود ذكر أهل الكتاب في السورة الكريمة
إلا وبدأت فضائحهم ومخازيهم في الظهور الواحدة تلو الآخر
وتوج ذلك بنص صريح من رب العالمين
يقطع طمع المؤمنين فيهم قطعاً تاماً

وثبت الله المؤمنين وأكسبهم الثقة في أنفسهم
وأنهم باتباعهم الرسول واجتنابهم لأخطاء الأمم السابقة
مؤهلون لقيادة العالم
وسماهم الأمة الوسط

الأمة الوسط
وهذا هو الغرض الأول
إثبات سمو هذا على ما سبقه وعلو هديه
والقضاء على أية بقية من توقير في نفوس المؤمنين لأهل الكتاب لشبهة الكتاب الذي لديهم
وتأهيل الأمة الإسلامية نفسياً لتولي القيادة
بإكسابها الثقة في نفسها
وفي كتابها ونبيها ودينها
وللحديث بقية إن شاء الله