• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
6 أكتوبر 2016
المشاركات
13
مستوى التفاعل
25
النقاط
17
بسم الله الرحمن الرحيم


- الدَّوْلَةُ الإِسْلامِيَّةُ فِي العِرَاقِ وَالشَّامِ: هل هي بَاقِيَةٌ تتَمَدَّدَ؟ -






تأسست الدولةُ الإسلاميةُ في العراق في عام ١٤٢٧هـ، وكان أميرها (أبو عُمَرْ الَبَغْدَادِي) الذي قُـتل فيما
بعد - رحمه الله -، فخَلَفَهُ أبو بكرٍ البغدادي, ثم لما حدثت الثورة السورية دخلت الدولة الإسلامية إلى
الشام، وأصبح لها وجودٌ في أرضه, وتم إعلانُ الدولة الإسلامية في العراق والشام- والتي تُعرَف اختصارًاعند البعض باسم
(داعش)-, اتخذ أتباعُ الدولة وأنصارها شعار [ باقية تتمدد]، وهو شعارٌ يُحرِّكُ

العواطفَ، ويُلهِبُ حماسَ الشباب الأتباعِ والمناصرينَ، المُتطلِّعين إلى ذلكَ الأملِ المنشود والحُلم الكبير:
ألا وهو عودةُ الخلافة الراشدة، وإقامة حُكمِها.

والسؤالُ الذي يطرحُ نفسهُ هُنا:


هَل الدولةُ الإسلاميةُ في العراقِ والشامِ باقيةٌ تتمددَّ فِعْلًا أمْ لا؟
وهل يُغيِّرُ إعلانها الخلافة وتنصيبُها أبا بكرٍ البغدادي خليفةً في غُرَّةِ رمضان 1435هـ

شيئًا في هذا الأمر؟

إنه بالنظرِ إلى العرضِ الذي قدّمناه فيما يتعلق بأمر الخلافةِ والمهديِّ ، فإنه يمكن استخلاص النتائجَ
التالية في تقرير الجواب عن هذا السؤال:

أولًا: ليسَ هُناك خليفةٌ راشدٌ وإمامٌ عامٌ للمسلمينَ تَنْعَقِدُ لهُ البيعة يسبقُ المَهْدِي

, وإنْ قُدِّرَ أنْ يحصل ذلك، فستكون تلك خلافة ليست راشدة، ولا على مِنهاج النبوة، ولن تعدوَ أن تكونَ صورةً من صورِ
المُلك الجبري- حتى وإنْ أُلبسَت لباسَ الخلافة-.

ثانيًا: ليس هُناك مكانٌ يَتم فيهِ تأسيسُ الخلافةِ وعَقْدُ البيعةِ للإمامِ غيرُ مَكَّةَ

- شرّفها الله -.

ومن هاتينِ النتيجتينِ نُدركُ أنَّهُ ليس هناك خليفةٌ ولا خلافةٌ تقومُ في غيرِ مكةَ - لا في العراقِ ولا
في الشامِ ولا في غيرهما -. نعم يمكن أنْ تقومَ إماراتٌ تسعى لتطبيقِ الشريعةِ، ولكنها لا يُمكن أن تصلَ
إلى حد أن تكون دولةَ الخِلافة.


والقول بوجود خلافةٍ جزئيةٍ قبل المهدي قولٌ لا تدل عليه النصوص والآثار النبوية في هذا الخصوص؛
وإنما هي إمارةٌ أو إماراتٌ إسلاميةٌ، لا يصح إطلاق وصف الخلافة عليها؛ لانتفاء ذلك شرعًا وواقعًا، وقد
يلزم من هذا القول وجود أكثر من خلافةٍ جزئيةٍ في الواقع، وهو محالٌ، باعتبار ما دل عليه الحديث من
عودة الخلافة المتصفة بكونها على منهاج النبوة، لا باعتبار ما حصل في مراحل الحكم في التاريخ الإسلامي،
فتلك وصفها الحديث بالمُلك العضود والمُلك الجبري، وقد تقدم بيان هذا فيما سبق.

وليسَ من الرشد في شيءٍ أنْ تكون هناك أكثر من خلافة جزئية وأكثر من إمام وتوصف كُلها بأنّها
راشدة وعلى منهاج النبوة, فلم تكن الخلافة الراشدة في يومٍ من الأيام يتعددُ فيها الأئمة والخلفاء ! حتى لمّا
حصلت الفتنة بينَ عليٍّ ومعاوية -رضي الله عنهما- كان عليٌّ- رضي الله عنه- هوَ الخليفةُ فقط.

ثالثًا: أن السفياني يَغلبُ على العراقِ ويكونُ حُكمه هو الظاهرُ فيها - وذلكَ قبلَ خُروجِ المهدي -، ولهُ

جيوشٌ يبعثُ بها إلى خارجِ العراق.
ومن هذه النتيجة نُدرك أن بقاء الدولة- حتى بعد إعلانها الخلافة- سينتهي بظهُورِ السفياني وغلبتهِ
على العراق - إنْ قُدّرَ لها أنْ تبقى حتى وقتِ ظُهوره -.


رابعًا: أن الرايات السود القادمة من المشرقِ من خُراسان سيكونُ لها أثرٌ كبيرٌ في نُصرةِ المهدي والبيعةِ
لهُ ودفعِ الرايةِ إليه.
ولو كان للدولة وجودٌ في العراق؛ لكانت هي أقرب من الذين في خُراسان، ولخرجت الراياتُ السودُ - إن
كانت الدولةُ تمثُّلها - من العراقِ لنصرةِ المهدي وبيعتهِ، ودفعِ الرايةِ إليهِ؛ حتى تُسهمَ في نشأة وتكوين
الخلافة.
خامسًا: بعد تأييد مُلْكِ المهدي بالخسفِ بالجيشِ القادمِ من الشام يأتيهِ أبدالُ أهل الشامِ وعصائبُ

أهلِ العراق ليبايعوه.
و لو كانَ للدولةِ وجودٌ في الشامِ؛ لحالتْ دونَ انطلاقِ هذا الجيشِ الظالمِ لقتالِ المهدي في مكة. ومن هنا
نُدرك أنَّ عصائبَ أهلِ العراقِ وأبدالَ أهلِ الشامِ لا يُشكِّلون أو يُمثلون دولة؛ بل قد يكونون من عامّةِ
الناسِ، أو من أهلِ العلم والفضل والصلاح فيهم، أو من المجاهدين ولكنهم ليسوا تحت رايةٍ واحدةٍ - على
الأقل في العراق -؛ لأن لفظ "عصائب" من ألفاظِ الجمع, ولو كانوا يمثلون دولةً وكانوا تحت رايةٍ واحدةٍ
لكانَ الخبرُ عنهم بلفظ الإفرادِ لا الجمع.

من هذه النتائج الخمس يتبين- بوضوحٍ وجلاءٍ- الجوابُ عن السؤال السابق، فنقول- بناءً على ما تقرّر- :
إنه ليس هناك بقاءٌ ولا تمددٌ للدولة الإسلامية - لا في العراق ولا في الشام -!


وأمَّا الحديثُ الذي رواهُ أبو داود وأحمد عن عبدِ اللهِ بن حَوالَة - رضي الله عنه - عن النبيّ - عليه الصلاة
والسلام- أنهُ قال: " سيصيرُ الأمْرُ إلى أنْ تَكونَ جُنودٌ مُجنَّدةٌ: جُندٌ بالشَّام, وجُندٌ بالْيَمنِ, وجُندُ بالْعِراقِ

فقالَ ابنُ حَوالَة: خِرْ لي يا رَسولَ اللهِ إنْ أدْرَكْتُ ذاك. قالَ: "عليْكَ بالشَّامِ؛ فإنَّهُ خِيَرَةُ اللهِ منْ أرضهِ, يجتبي إليهِ خِيرَتَهُ مِن عباده, فإنْ أبَيْتُمْ فعليْكُم بيَمنِكُم, واسْقُوا مِنْ غُدُرِكُم, فإنَّ اللهَ - عَزَّ وّجلَّ - قَدْ
تَوَكَّلَ لِي بالشَّامِ وَأَهْلِه"[1].
فهذا الحديثُ يدلُّ على افتراقِ النَّاس إلىَ هذهِ الفِرق الثلاثة: جندٌ في الشَّام, وجندٌ في اليمن, وجندٌ
في العراق، وهو ظاهرٌ في اختصاصِ كُلِّ جندٍ بالأرض التي هو فيها, ولا يدل على أنَّ هناك دولةً لها
وجودٌ في العراق والشام معًا !

وحتى يتضح ذلك نقول:
لو قدَّرنا وجود دولةٍ في العراق والشام، وأراد أحد الجُند أن يَقْصِد إلى الجُزء المختص بالدولة في الشام؛ حتى
يمتثل للتوجيه النبوي باللحوق بجندِ الشام, ثم طلب منه أمير الدولة أن يذهب إلى العراق ويبقى فيها- لأي
سببٍ أو مصلحةٍ-؛ فإنّهُ يلزمه طاعة الأمير والذهاب إلى العراق والبقاء فيها, وبذلك لن يتحقق له ما
أراده من اللحوق بجند الشام, بخلاف ما لو قدَّرنا وجود إمارةٍ مستقلةٍ في الشام وأراد هذا الجندي اللحوق
بهؤلاء الجند في الشام؛ فهنا لن يعكر عليه شيءٌ ويحول دون امتثاله توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
بالبقاء مع جند الشام, وحتى لو كُلِّف بالقيام بعملٍ خارج الشام، فإنَّهُ بعد الفراغ منه سيعود إليها، وبهذا
يُعتبَر باقيًا على حكم لحوقه بجند الشام، مستمِرًّا في الانتساب إليه.

وإذا اتضح هذا، ظهر أن جميع الجند في أي بلدٍ يخضع لدولة العراق إنما ينتسبون إلى جند أرضها؛ فهي
تبقى أرض التأسيس- مهما تمدّدت رقعتها-، والعاصمة حتمًا تكون فيها ؛ ولذا فإنه لا يُحكَم لجنديٍّ لها
بالشام بأنه من جند الشام؛ بل هو في هذه الحالة تابعٌ لجند العراق، فتنبّهْ لهذا.

وباختصار : فليس في التقسيم النبوي قِسمٌ يمثل جندًا في العراق والشام في آنٍ واحد، وليس في التوجيه النبوي
توجيهٌ باللُّحوق بجندٍ في العراق والشام في آنٍ واحد، وإنما هو: إما جندٌ في العراق، وإما جندٌ في الشام، والتوجيه للُّحوق بالجند في الشام.


ومن هذا يتبين أن وصف التمدد الموجود في شعار الدولة ليس صحيحًا؛ فلن يكون هناك تمددٌ بدلالة

هذا الحديث، وبقي أن يُقال: إن الحديث لا يمنع من وجود دولةٍ في العراق؛ لأنها قد تكون هي جند العراق.
فنقول: نعم، وهي في هذه الحال مجرد إمارة، وأما أن تنهض وتقوم بأعباء مشروع الأمة الكبير (عودةالخلافة)

فهيهات؛ وإنما يُنتَظَر دورها إذا ظهر المهدي، وأيده الله بالخسف بالجيش، فعندها تذهب لتبايع له
- إن كانت هي المعنية بجند العراق أو عصائب أهل العراق -، وأما قبل ذلك، فلا دور لها في التوطئة
والتمكين للخلافة والخليفة المهدي - إن قُدّر لها البقاء حتى ذلك الوقت -، غير أن أحاديث السفياني وما
دلّت عليه من الظهور والتغلُّب على العراق وغيره كافيةٌ في إثبات نهاية الدولة كإمارةٍ[2] - لو قُدِّر لها بقاءٌ
حتى يظهر السفياني -.

ولا يخفى ما في الحديث من توجيهٍ للجندي المجاهد في أن يلحق بالجند في الشام، وإن لم يمكنه ذلك
فيلحق بالجند في اليمن، ولم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - العراق كبديلٍ آخر بعد اليمن وإنما سكت

عنه، وفي هذا من التحذير ما لا يخفى.
ومن استقرأ التاريخ وما وقع في الماضي والحاضر من فتنٍ في العراق؛ يُدْرك سرَّ هذا التوجيه النبوي في
اللحوق بجند الشام أو بجند اليمن والسكوت عن جند العراق[3].
أقولُ هذا؛ حتى لا نغرقَ في التفاؤل، وحتى لا نُصابَ باليأسِ والإحباطِ إذا انْحسرتِ الدولةُ، وانْكمشت
وزالَ وجُودها واختفى اسمها, ولله في ذلكَ الحكمةُ البالغةُ وهو - سبحانهُ - أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالتَه.
أما أسباب ذلك، فهي كما قال الله - سبحانه وتعالى -:
( أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ )[4].


هذا من حيث دلالات النصوص والاستنباط منها, وأمّا من حيث دلالات الرؤى فهو ما سأتحدثُ عنه في المبحث الآتي.






[1] أخرجه الحاكم (ج4، ص51 )، وأحمد (ج5، ص33) ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج1,ص47-56). وقال الحاكم :" صحيح الإسناد" ووافقهُ الذهبي. وقد حكم الألباني بصحتهِ في صحيح سنن أبي داود , وفي صحيح الجامع الصغير, وتخريج المشكاة, وحسّنه الوادعي في صحيح دلائل النبوة, وابن حجر في تخريج المشكاة, وقال المنذري في الترغيب والترهيب: رجاله ثقات, وكذا الهيثمي في مجمع الزوائد. وانظر (تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق) للألباني ,ص:10.
[2] وهذا هو المقصود تقريره في هذا البيان: أنَّها لن تبقى بوصف الخلافة أو بوصف الإمارة، وأما بقاؤها كجماعة أو فصيل جهادي فهذا ممكن, وقد تكون عند ذلك هي المعنية بوصف عصائب أهل العراق، وتكون هيَ أحد هذه العصائب بالإضافة إلى غيرها من الجماعات الجهادية, وهذا نقوله على سبيل الاحتمال- إن قُدِّر بقاؤها بعد ظهور السفياني، أو غلبة حكم البعث على العراق- كما سيأتي, والله أعلم.
[3] اقرأ في هذا الخصوص كتاب (العراق في أحاديث وآثار الفتن) لمشهور بن حسن آل سلمان.
[4] سورة آل عمران, آية: 165.



- نِهَايَةُ الدَّوْلَةِ وَعَوْدَةُ حُكْمِ البَعْثِ -










إنَّ من قدرِ اللهِ الذي كشفهُ الله لعبادهِ - عن طريقِ الرؤى - أنَّ المُجاهِدينَ سيخوضون حربًا ضَروسًا ضدَّ
الاحتلالِ الأمريكي في العِراقِ وأنَّ هُناك من سوفَ يقطفُ ثمرةَ ذلك الجهادِ، ألا وهو حِزبُ البعْث!

قبل عَقْدٍ منَ الزَّمانِ، وبعد سقوط بغداد حدثني أحدهم فقال: "إنّي رأيتُ فيما يرى النائم كأن المتحدث

الإعلامي الرسمي العراقي يقول: لقد تمكن الرئيس العراقي صدام حسين من العودة إلى الحكم بفضل الله ثم
بفضل هذا, وأشارَ إلى تمثال على هيئة الشيخ أُسامة بن لادن, و كان العراقيون يُقبّلون يد هذا التمثال".

و قد انتشرت هذه الرؤيا بين أتباعِ القاعدة، وأخبرني صاحبها بأنَّهُ بعثها إلى مُعبّر القاعدة ( بشير النجدي)

ففسرها له بقوله: سيتمكنُ صدَّام مِن العَودَة إلى الحُكم بفَضْلِ اللهِ ثُمَّ بِفَضْل مُسَاعَدَةِ المُجَاهِدِيْنَ لَهُ !

و أنا اليوم أُذَكِّرُ المجاهدين التابعين للدولة وغيرهم بهذه الرؤيا القديمة، وأقول:

إنَّ عَوْدَة البَعثِ لحُكْمِ العِرَاقِ باتَ أمرًا قريبًا, وإنَّ الرؤيا تدل بوضوح على أنَّ حزب البعث سيقطف ثمرة الجهاد في
العراق, وأنَّ رمز صدام حسين في الرؤيا قد يتعلق بشخصه أو بحزبه, فإن تعذر تفسير الرؤيا بشخصه - كما
فسرها النجدي - فعندها يمكن تفسير رمز عودته بعودة حزبه إلى الحكم.

ولا يمكن أنْ يأتي هذا الأمر فجأة؛ وإنّما هناك أسبابٌ بعضُها قد يكونُ خافيًا وبعضُها قد يكونُ واضحًا جلِيّا،
و من ذلكَ أنَّ الكثرة الكاثرة من جيش البعث المُنْحَل- التي انخرطت ضمن صفوف المجاهدين في الدولة
الإسلامية في العراق والشام ، والتي وصل بعضُ أفرادها إلى مكانٍ قريبٍ من مراكز القيادة واتخاذ القرار
في الدولة- قد يكون لها دورٌ كبيرٌ وفعّالٌ في قطف ثمرة الجهاد على أيدي البعثيين، وعودتهم للحُكم ثانية،
وهذا ما ستكشفُ عنهُ الأيام، وخاصّةً أن كثيرًا من هؤلاء هم من الضبّاط الذين لهم رُتب عاليةٌ في جيش
البعث المُنحَل.

وإنّما ذَكرْتُ هذه الرؤيا القديمة والمعروفة عند كثيرٍ من أتباع القاعدة؛ حتى لا يُقال إن هذا البيان الذي
أُبيّنه الآن في شأن نهاية الدولة الإسلامية في العراق والشام ناتجٌ عن التأثرِ بالأوضاعِ الحاصلةِ بين المجاهدين
في أرض الشام، أو متأثرٌ بالأخبارِ الواردة في شأن الدولة، فأنا قد قطعتُ العلاقةَ بالأخبارِ الأرضيةِ[1] التي
ربما يَصْعُبُ توثيقها في حقِّ أيِّ طرفٍ من الأطرافِ المتنازعة والمتقاتلة، وعمدتُ إلى الأخبار المستندة إلى
الوحي، وما ورد في السنة النبوية، وكذلك ما دلَّ عليهِ "الوَحْي المَنَامِي" ألا وهو: الرؤى كما يسميها بذلك

الشاطبي - رحمه الله -.

وهناك رؤًى أخرى ذكرها النجدي في عودة صدام يمكن أن تُفسَّرَ بعودة حزبهِ, ولكنني أعرضتُ عن
ذِكرها؛ لأنّني لم أسمعها من أصحابها - وإنْ كانَ ظاهِرُ هذه الرؤى الصحة -, واللهُ أعلم[2].

وقد وردتني رؤيا حديثة تؤكِّدُ هذا المعنى- أعني عودة حكم البعث-، وهي:

· ظهور فتنة البعث:

في العام الماضي: 1436هـ، حدثني أحد الإخوة برؤيا رآها. قال فيها:
" سمعتُ النبي- صلى الله عليه وسلم -في المنام يقول: ( ستنتهي فتنة الشام، وتبدأ فتنة البعث )".


وهذه رؤيا ظاهرة واضحة مُبشِّرة بانتهاء فتنة الشام، ومنذرة بظهور فتنة جديدة، وهي فتنة عودة البعث إلى
الحكم، وأن الناس رُبّما يُفتنون بهذا الحكم، ويعظم أمر هذه الفتنة- كما عَظُمَ أمر فتنة الشام-، وهذا يدل
دلالة واضحة على نهاية حكم جماعة الدولة في العراق والشام، ونهاية الفتنة بهم.

ومما قد يكونُ سببًا في قطْفِ ثمرة الجهاد وعودة الحكم إلى حزب البعث في العراق ما قد ينشأ من النزاع
والانشقاق في صفوف جنود الدولة، والذي تدلُّ عليه الرؤيا التالية:

· التَّصَادُمُ بَيْنَ جُنُودِ الدَّوْلَة:


بعثَ إليَّ أحدُ الإخوة[3] في عام 1435هـ برؤيا اعتذرت له عن تعبيرها حينما بعث بها إليّ, ولكنّني أُبينُ ذلك
الآن, يقولُ فيها: "رأيت أن جنود الدولة الإسلامية في العراق بسياراتهم ( الهايلكسات) المرتفعة يمشون بالليل في العراق حتى لا يراهم الأعداء, وبينما هم مجموعةٌ يمشون إذا بطائرةٍ بدون طيّار روسية تقصفهم فتصيب إحدى سياراتهم, ثم حاول الإخوة الإسراع والذهاب من موقع القصف فتصادمت سيارتان من الإخوة ببعضهما؛ نتيجة الارتباك (إحداهما هايلكس غمارة) , وأقول لو أن الإخوان في الدولة يزيدون من أَمْنِيَّاتهِم ويجدون حلًاًّ لهذه الطائرات وأنّ تنقلاتهم بالليل مكشوفة ولا تمنع هذه الطائرات, ورأيت أن مطاردة هذه الطائرات لجنود الدولة منقولة في التلفاز على قناة (السعودية), وسيارات الدولة تمشي جهة آخر العراق وقريبة من حدود سوريا, وأقول في نفسي: يريدون - أي السعودية - أن يقنعوا الناس ويبرروا لهم مطاردة الدولة الإسلامية، وأنها على خطأ، وأن هذا تعاون مخطط له على الدولة".


و يظهرُ من هذه الرؤيا أنَّ هناك شِدَّةً وكربًا[4] سوف يتعرض لهُ جنود الدولة في العراق، وأنَّ خلافًا
و تصادمًا سيقعُ بين جنودها[5]؛ فإنَّ الليل والظلام يرمزانِ للشِدَّة, وإن ما وقع من تصادمٍ بينَ سياراتها رمزٌ
يُفسَّرُ بوقوع خلافٍ وتصادمٍ بين جنودها وأتباعها. وكونُ سياراتهم تمشي في آخر العراق قد يرمزُ إلى
الانحسار وتقلُّص الوجود, بل وربما الهزيمة والفِرار.
وإذا حدثَ هذا لم يكُنْ مستبعَدًا أنْ يَقْطِفَ البعْثيُّونَ ثمرة الجهادِ ليعودوا إلى حُكم العراق, واللهُ المستعانُ.





[1] وليس معنى هذا أني لست على اطلاعٍ على ما يصدر في هذا الشأن؛ فقد قرأت العديد من التغريدات والمقالات وشاهدت وسمعت العديد من مقاطع الفيديو والتسجيلات المتعلقة بجماعة الدولة وغيرها من الفصائل الجهادية، ولأن مقتضى العدل عدم الأخذ بطعن الخصوم بعضهم في بعض، ولأنّ التحقق من البينات التي تؤيد بعض هذه الطعون متَعَذّر ؛ أعرضتُ عن هذا كله وسلكت مسلكًا آخر في البيان والتوضيح على ما ذكرته في رسالتي هذه.
[2] انظر ما كتبه النجديُّ في مقالهِ : (هل ما يحدُثُ في العراقِ يُخالف ما جاءتْ بهِ الرؤى؟).

[3] وقد يكون من مناصري الدولة, ولمّا كان تعبير الرؤيا سيئًا بالنسبةِ له؛ اعتذرتُ له عن تعبيرها, وربما حَمَلَهُ حُبُّهُ للدولةِ على عدم الاقتناعِ بالتعبير مع وضوح الرموز ودلالاتِها, ولكن لعله إذا قرأ رسالتي هذه وما ذكرتُ فيها من نصوصٍ شرعيةٍ ورؤًى قديمةٍ وحديثةٍ أصبح التعبير عنده مقبولًا.
[4] كتبت هذا الكلام قبل ما يقارب السنتين, وقد يتنزل وصف الشدة والكرب على ما هو حاصل الآن من استهداف التحالف لهم بالقصف عن طريق الطائرات, فهذه علامة ! وبقي حصول العلامة الثانية وهيَ الاختلاف والتصادم فيما بينهم.
[5] وهذا الخلاف قد يكون سببًا من أسباب هلاك البغدادي وقتله, وستأتي الإشارة إلى هذا في رؤيا (النبيُّ يقتل البغدادي).



- رُؤى تتعَلّقُ بأبي بكرٍ البغدادِيّ ( أميرِ جمَاعَةِ الدولَة ) -








· مَقْتَلُ البَغْدَادِيِّ:


في نهاية شهر الله المحرم 1435هـ وردتني رؤيا سمعتها من صاحبها- وهو ليس من المجاهدين ولا تربطهُ بهم أيُّ
صلةٍ-، قال فيها: " رأيت في المنام هاتفًا يقول: أبو بكر البغدادي قُتل ".


فَقُلْتُ : إنَّ رؤى الهواتف صريحةٌ لا تحتاج إلى تفسيرٍ غالبًا, وتدلُّ هذهِ الرؤيا على أنَّ البغدادي سَيُقْتَل,
وأخبرتُ بذلك بعض من حولي, وهذا القتلُ يَحْتَمِلُ أنْ يتعلقَ بشخصهِ، ويَحْتَملُ أنْ يكونَ رمزًا فيتعلق
القتل بجماعته ويكون معنى هذا أن الجماعة ستزول ولا تبقى, قال لي بعضهم: لعلها تزول في الشام,
فقلت: الرؤيا إذا تعلقت بجماعته فإنها ستزول في العراق والشام، والأظهر في التعبير أنها تتعلقُ بشخصهِ.

· البَغْدَادِيُّ وَ رُؤْيَا الوَزَغِ:


عندما وقعت الفتنة بينَ الدولة وغيرها من الفصائل المُجاهدة، وردتني رُؤيا حدّثني بِها أحدُ طلبةِ الشيخِ
عبدالعزيز الطريفِي - حفظه الله ورفع قدره -. قال لي إنَّ الشيخَ عبد العزيز الطريفي نفسَه حدَّثه بأنَّه رأى
فيما يرى النائم " وزغةً تمشي على الجدارِ قدْ كُتب عليها اسمُ البغدادي, قال الشيخُ: فضربتُها ضربةً واحدةً فقتلتُها ".

وحينما سمعت هذه الرؤيا أدركتُ أنَّ البغدادي وجماعته لن يرضوا بأي مشروعٍ فيه صلحٌ أو محكمةٌ مستقلةٌ
للفصل فيما بينهم وبين خصومهم, وأنَّ هذا سوف يتبين في الواقع من خلال رفضهم للصُلح والمحكمة
واستمرارهم في القتالِ ضد الآخرين، وأنه سيقع بسببهم شرٌّ وفسادٌ عظيمٌ على المسلمين.
ورمز الوزغ رمزٌ مكروهٌ مشينٌ، يدلُ على الكيدِ والسعيِّ في الفتنةِ والإفسادِ, وقدْ رَغَّبَ الشرعُ في قتلهِ, وسيكون

ما يصدر عن الشيخ من فتاوى وبيانات وغير ذلك فيما يتعلق بالدولةِ أحد الأسبابِ المؤثرةِ في نهايةِ فتنة البغدادي،
وأنَّ هذا لن يستغرق وقتًا طويلًا - بإذنِ الله -؛ لأنَّهُ تمكنَ من القضاءِ على الوزغة من أولِ ضربة.

إن هذه الرؤيا فيها تحذيرٌ من أنَّ مسلكَ البغدادي وجماعته ليسَ مَرضيًّا ولا هو على وفْقِ الشرع،
وإلا لمَا جاء تصويرهُ في الرؤيا على شكلِ وزغة, وإنَّ من أوجهِ جوازِ العملِ بالرؤى ما جَاء على سبيل التحذير،
كما ذكر ذلك الشاطبي -رحمه الله - حيث قال: " ...والثالث: أن يكون فيه تحذيرٌ أو تبشيرٌ ليستعد لكلٍ عدته،
فهذا أيضًا جائزٌ ،كالإخبار عن أمرٍ ينزل إن لم يكن كذا، أو لا يكون إن فعل كذا؛ فيعمل على وفق ذلك
على وِزان الرؤيا الصالحة فله أن يجري بها مجرى الرؤيا " اهـ[1].

ولا يمكنُ العملُ بمقتضى هذهِ الرؤيا وما دَلَّتْ عليهِ من التحذيرِ من البغدادي وجماعته فيما يفعلونه إلّا
باعتزالهم وعدمِ القتالِ تحت رايتهم, والمسلمُ لا يَحْقِرُ أمر الرؤى وما تدلُّ عليهِ من التحذير أو
التبشير؛ِ فإنَّ أمرَ الرؤى عظيمٌ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كيف وقد كان بعضُ السلفِ - رحمهم الله - يتوقفُ عن تكفيرِ شخصٍ معينٍ بسببِ رؤيا رُؤيَت فيه تدل
على إسلامهِ، وهذا كما وقع للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - الذي كان يُكَفِّرُ الحجّاج بن

يوسف الثقفي , حتى رأى رؤيا في الحجاج وكان مما جاء في الرؤيا أنهُ ينتظر ما ينتظره الموحِّدون بعدَ أنْ
عذبهُ اللهُ بكلِ نفسٍ قتلها فتوقّف عُمر بن عبد العزيز عنْ تكفير الحجاج[2].

ولا يُظن بالخليفة - الذي أجمعت الأمة على أنَّهُ خليفةٌ راشدٌ - الجهْل، بل هو محل العلم والصدق والورع
والتقوى، وهناك أناسٌ قد يُطلقونَ أحكامَ التكفير على آخرين - في ظروفٍ شائكة -، وتكون هناك شُبُهاتٌ
أو موانع تمنع من تكفيرهم - لم يفطنوا لها - ، أو يكون تحقيق المَنَاطِ فيها مرتبطًا بأخبارٍ- ظنوا الثقة في رواتها
ومن أَخبَر بها - ؛ فتقعُ لأحدهم رؤيا مُحذِّرةٌ ومنبِّهةٌ له يعصمه الله بها من تكفير أخيه المسلم والخوض في دمه.

وأَقُولُ- كما قال غيري من العلماء والقادة وشيوخ الجهاد- بعدم جواز القتال تحت راية البغدادي؛ لأنَّ ما
يقوم به من قتال الفصائل الجهادية هو قتالٌ باطل وفيه ظلمٌ وجَورٌ واعتداء وبغي، وقد أوجبت النصوصُ
الشرعيةُ ترك هذا القتال، فإذا انضم إلى ذلك هذه الرؤيا الصادقة المحذرة؛ فلا مناص من العمل بها والتزام
ما أفتى به علماء الإسلام وقادة الجهاد وشيوخه.

وإذا ضَمَمتَ هذهِ الرؤيا إلى التي قبلها؛ تَأَكد لك ما سبق وأنْ قَرّرتُهُ في نهايةِ الدولة[3] - بموجب النصوص
الشرعية والرؤيا القديمة -، وظهر لك أن الممارسات والمواقف التي تتخذها الدولة ضدَّ خُصومها تجعلها

بالفعل تستحقُّ هذا الوصف (الوزغ
لأنْ الرؤيا من الله العليم ببواطنِ الأمورِ وما تصير إليه، ولا ننسى أنْ
رؤيا الملك فيما قصَّ اللهُ علينا في سورة يوسف كانت رؤيا حقٍ وصدقٍ - مع أنَّهُ كان كافرًا - وأن يوسفَ
- عليهِ السلام - قد عملَ بها، وكذا رؤيتا صاحبيِ السجنِ؛ فلا يصُدَّنك شيءٌ عن قُبولِ ما دلَّت عليه رؤيا
الوزغ وما تضمنته من تحذيرٍ بهذا الوصف للبغداديّ وجماعته.

وهذا التشبيهُ للبغداديّ وجماعتِهِ بـ(الوزغ)، وما دلَّ عليهِ من معاني الكيدِ والفتنةِ والإفسادِ هو تشبيهٌ في

الجملةِ على سبيلِ العموم وليسَ على سبيلِ التعيين؛ فإنّ فيهم من يُظَنُّ فيه الخير - نحسبُهم واللهُ حسيبُهم،
ولا نُزكّي على اللهِ أحدًا- لكنّ الفتنةَ قد يلتبسُ أمرُها وتَخفى حتى على الأكابرِ

- كما وقعَ بينَ أصحابِ رسول اللهِ- صلى اللهُ عليهِ وسلّم ورضيَ اللهُ عنهم -
فما الظنُّ بغيرهم؟


غيرَ أنَّهُ يجبُ عليهم بعد هذا البيانِ والتحذيرِ أنْ يعتزلوا البغداديّ وجماعتهُ والقتالَ معهم، ويخلعوا بيعته،
وإلّا أشركوهم في هذا الوصفِ الذميمِ- والعياذُ بالله-.
إنّ أمرَ الدّماءِ عظيمٌ وإنّما الطاعةُ في المعروف, ولا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الله.


· البَغْدَادِيُّ يُقَبِّلُ رَأْسَ الظَّواهْرِيّ:



في ثنايا النزاعِ والخلافِ القائم بين الدولةِ والآخرين ، وفي شهر ربيع الأول[4] وردتني هذه الرؤيا, وقد توثقْت
منها، حيث رأى بعض الإخوة رؤيا قال فيها: " رأيت كأن الشيخ البغدادي جاء فقبل رأس الشيخ أيمن الظواهري الذي كان جالسًا

وكان جسمه ضخمًا وذا بنيةٍ قوية ".

فَرِحَ البعض وتهلّل، واستبشَر وقال بظاهر الرؤيا، وأنَّ البغدادي وجماعته قد يرجعون إلى القاعدةِ الأم،
ويلتزمون توجيهاتها؛ فتنتهي بذلك الفتنةُ بينَ المجاهدين في أرضِ الشام, فقلت: أسألُ الله أنْ تكونَ الرؤيا
على ظاهِرها فيما فَهِمَهُ الإخوة منها, وفي هذه الحال فإنَّ عودةَ البغدادي -أو جماعته- إلى القاعدة تعني انتهاء
الكيان المعروف بالدولة أو بالخلافة؛ لأنَّها متى ما رَجعت إلى القاعدة فقد نقضت كل ما قرره مُتحدثها،
وانتهى بذلك كيانها السياسي، ورجعت إلى كونها جماعة لها أمير يأتمرُ بأمر القاعدة فتكون فرعًا من فروعها
- لا أقل ولا أكثر-، وإنما يكونُ هذا الرجوع في ظروفٍ يَعظُم فيها أمر القاعدة من جديد؛ وذلك لأنَّ الجسم
الضخم والبنية القوية للظواهري إنّما هيَ رمزٌ للتنظيم وليس لشخصه.

ولكن الذي يظهر لي- بعد التأمل- أن تأويل الرؤيا هو أن البغدادي قد يحاول الاعتذار والرجوع إلى
القاعدة ولكن طلبه يُرفَض، وقد يطلب شيئًا آخر فيُواجَه طلبه بالرفض، ويكون ذلك في وقتٍ وظرفٍ
يعْظُم فيه أمر القاعدة بسبب عملٍ قامت به - كما تقدّم-، والله أعلم[5].


· الظَّوَاهِرِيُّ يُسَدِّدُ حَرْبَتَه إلى البَغْدَادِيّ:


قبلَ يومينِ أو ثلاثةٍ من نزول بيانِ القاعدةِ الذي أعْلَنتْ فيهِ عدمَ مسْؤوليتها عما تقومُ بهِ الدولةُ من أعمالٍ،
والذي اعتبرهُ البعضُ بمثابة براءةِ القاعدةِ من جماعةِ وتنظيمِ الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشامِ ، وردتني
هذهِ الرؤيا التي سمعتُها منْ صاحبها, قال فيها: " رأيت الظواهري وفي يده حربةٌ رمى بها في قلب البغدادي".


فَقُلْتُ : سيصدرُ من الظواهري ما يكونُ سببًا في نهايةِ البغدادي وجماعتهِ؛ فإنَّ تسديدَ الحَربة للقلب تعني
إصابته في مقتل. وهناك وجهٌ آخر لتسديد الحربة إلى القلب، يُفَـسَّر بأن يصدُر من الظواهري عملٌ يؤدي
إلى القَلْبِ على البغْدادي - أي الانقلاب عليه -، والنتيجةُ واحدةٌ، والاختلافُ إنّما هُوَ في وجهِ التعبيرِ، فلمّا
نزلَ بيانُ القاعدة قلتُ: لا أدري هَل هذه هي حَرْبة الظواهري؟ أم أنَّ هناك عملًا آخر سيقوم به
الظواهري يكون أقوى وأعظم في حسم الموقف من الدولة وأميرها؛ يؤدي إلى تفرق الجمع عنه، وخلعه
ونبذه من قبل أتباعهِ؟

هناك احتمالٌ واردٌ أنّ هناك عملًا آخر سيقومُ به الظواهري يكون بمثابة الحَربة التي جاءت في هذه
الرؤيا[6]، وهذا كله يكون بتفسير الرؤيا بناءً على أن الظواهري فيها يرمز لشخصه.

وأما على الوجه الثاني في التعبير- وهو أن الظواهري يرمز لتنظيم القاعدة-، فإن الرُّؤيا تُفسّر بأن القاعدة
ستقوم بعمل- قد يكون عسكريًّا- يؤدي إلى القضاء على البغدادي وجماعته.

وهذه الرؤى كلها أفليس في هذا القتال رِيبةٌ بعد أن بلغتْك هذه الحُجج وهذه الرؤى- وظني فيك وفي كل المجاهدين
تؤكد نهاية وزوال الدولة الإسلامية في العراق والشام
ككيان سياسي أو خلافة.


· لقد اخترت هذه الرؤى التي أوردتها في هذا البيان دون غيرها من الرؤى التي

وردتني أو اطلعتُ عليها؛ للأمور التالية:

1- كونها رؤى قصيرة ورموزها قليلةٌ ولا يختلف في تعبيرها المعبرون : فهي من قَبيل الرؤى المحكمة
وإليها تُرد الرؤى الأخرى المُحْتمِلة للتعبيرِ بأكثرَ من وجه، أو الرؤى التي قد يختلفُ فيها أهلُ
التعبيرِ.

2- كونها رؤى ليس لأهلها علاقة بالمجاهدين : فهم ليسوا منهم - في هذا الوقت على الأقل - ، وهذا
يبعد معه أن تكون من قَبيل حديث النفس, بخلاف الرؤى الكثيرة الموجودة على الشبكة والتي
صدرت عن أناس إما أن يكونوا جنودًا في الدولة أو من أتباعها ومناصريها فيتطرق إليها حديث
النفس بقوة.

3- كونها رؤى مرموزة : أي تشتمل على رموزٍ تحتاج إلى تفسير، وليست رؤًى صريحةً يمكن أن
يدخلها حديث النفس.

فمن رأى البغدادي يقبلُ الظواهري وجسمهُ ضخمٌ لا يدرك معنى هذا الرمز، وكان يمكن أن يراه
يقبل رأسه ولكن جسمه وبنيته عادية، وهنا يمكن أن يتطرق إليها حديث النفس؛ لأنَّ الغالب
أنه يحب أن يرجع البغدادي إلى طاعة الظواهري وتنتهي بذلك الفتنة، فلما جاءت الرؤيا على
هذا النحو من ضخامة الظواهري وقوة بنيته دل ذلك على أنَّها ليستْ من حديث النفس.

كذلك الأمر مع رؤيا الشيخ الطريفي - وفقه الله - (للوزغ)؛ فكان يُمكن أن يرى أنه يقتل
البغدادي مباشرةً إما بضربه بالسيف، أو بإطلاق الرصاص عليه، أو ما شابه ذلك؛ فهنا يمكن
أن تكونَ من حديث النفس - مع أنَّها لو جاءت على هذا النحو لكان تعبيرها مختلفًا -.

ثم إنَّ هناك رمزًا اشتملت عليه الرؤيا وهو الجدارُ الذي كانت تمشي عليهِ الوزغة؛ فالجدار
والسور قد يرمزانِ إلى الجهادِ والقتال كما قال الله- تعالى-: ( إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ

صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوص )[7], والبنيان المرصوص هو سورٌ أو جدارٌ, وعلى هذا يكون المعنى
لمشي الوزغة على الجدار- وقد كُتب عليها البغدادي- ، ثُمَّ ضَرْبُ الشيخِ لها وقتْلها يدلُّ على أنَّ
البغدادي وجماعتَهُ ساعون في إفسادِ أمر الجهاد في الشام، متطفِّلون عليه، وسيُقيِّضُ الله لهم
من يَحْصِدهم ويُفرِّقُ جماعتهم بالعلم والشرع والبيان، وبالتحذير والقتال, وبغير ذلك من الأسباب
التي ستكشف خطأ وفسادَ ما يقومون به.

إنَّ الرُّؤى لا تتناقض؛ فكُلُّهَا من عندِ اللهِ ولا ينسخُ بعضها بعضًا؛ لأنَّها من علمِ

الله وعلمُ الله ليس فيه نَسْخٌ، وإنَّما يقعُ الخطأُ في الرُّؤيا بِسببِ التفسيرِ أو الاعتقادِ
بأنَّها رؤيا وهيَ إنَّما تكونُ من حديث النفس.


· قَتَلْنَا إِخْوانَنَا مِنَ الإِمَارَات:


وهذه رؤيا رآها أحد الإخوة قبل حصول الفتنة والقتال بين المجاهدين بفترة, يقول فيها:
" رأيت فيما يرى النائم كأني في الشام في معسكرٍ للدولة، وفيه شبابٌ أعرفهم, ثم رأيت جنودًا مُقبلين علينا, فهبَّ الشبابُ

للسلاحِ وخرجوا لهم لقتالهم، فعدتُ للمعسكر؛ لكي آخذَ سلاحي، فقمتُ بالبحث عنهُ حتى وجدته، فقمت
أُعَبِّيهِ بالذخيرةِ، فتأخرتُ على الإخوةِ، ثُمَّ خرجتُ لهم وقدْ انتهى قتالهم مع هؤلاء الجنود، وقد قَتلوا هؤلاء
الجنود، فوجدتُهم يقولون: لا حول ولا قوةَ إلا بالله، قتلنا إخواننا من الإمارات! وكان أحد هؤلاء
(الإماراتيين) به رَمَقُ حياةٍ يكادُ يموت, فضمَّهُ أحدُ شبابِ الدولةِ وقال له: سامحني يا أخي, فقال له: عفا
الله عنك - أو مثل ذلك -, فقلت أنا: الحمد لله أنّي ما شاركتُ معكم -كررتُها-".

فَقُلْتُ لَهُ : الحمد لله؛ عصمك الله من الفتنة، ولمْ تذهب إليها بقدميك وتشارك في هذا القتال.
والرؤيا واضحةٌ بينةٌ في أن الأخ سيقتل أخاهُ، وقد لا يتبين له ذلك إلا بعد توقف القتال وانجلاءِ الفتنة،
وأما معنى قوله: " قتلنا إخواننا من الإمارات"، فالإمارات هنا رمزٌ لا يتعلق بدولة الإمارات العربية
المتحدة، وإنما رمزٌ للإمارات كجمعٍ لمُفردة " إمارة" أي: الجماعات المقاتلة التي على رأس كل منها أمير.
والقائل في الرؤيا جملة : " قتلنا إخواننا من الإمارات" هو من أنصارِ الدولةِ وجنودها في الواقع, وسوف
يقعُ الندمُ على ما حصل، ويتبيّن أنهم إنما قتلوا إخوانهم المسلمين وليس الكفار المرتدين- كما أفتاهم بذلك
شرعيو الدولة -، والله المستعان.

أخي المُجَاهِد في صفُوفِ الدَّولَة والمُنَاصِرُ لها : ها هي رؤيا ثانيةٌ تُؤكِّد لك أنّ ما يحصل فتنة، وأنّ

قتالكَ للآخرين إنما هو قتالٌ لإخوانك - وإن غُلِّفَ هذا القتال بغلافِ الشرعِ، وأفتى الشرعيون في الدولة
بأنَّك إنّما تقُاتلُ مُرتدّين أو بُغاةً أو غير ذلك من الأوصاف والمسميات - ؛ فإنَّ الله العليم بما يكونُ والخبير
ببواطنِ الأمورِ هو الذي أوحى بهذهِ الرؤيا إلى هذا الرائي قبلَ حدوثِ الفتنة والقتال؛ ليحصُلَ بها التنبيهُ
والتحذير, وها هيَ قدْ بلَغَتْكَ حتى تُزيلَ عنكَ اللبسَ وتوضحَ لك الحقيقة.

تَذَكّر أنك ستقف بين يدي الله، وسيسألك عن هذه الدماء، ولن ينفعكَ تقليدُك لفتاوى الشرعيين في
الدولةِ، وقد جاءكَ النصح من كل عالمٍ وشيخٍ وقائدٍ- في الجهاد وفي غير الجهاد- فأعرضتَ عن ذلك،
وجاءتك هذهِ الرُّؤى التي تَكْشِفُ لكَ ما خَفي عنك: فماذا أنتَ قائل لربك إذا سألكَ يومَ القيامةِ عن هذا

العلمِ الذي وصلك؟

ولقد قال نبيك - صلى الله عليه وسلم - :" البِرُّ ما اطمأنَّتْ إليه النفسُ، واطمأنَّ إليه القلبُ،

والإثمُ ما حاكَ في النفسِ وتردَّدَ في الصدرِ، وإن أفتاك الناسُ وأفتوك"[8]،
فهل تطمئن نفسك لقتال إخوانك وأنت تحت راية البغدادي بعد هذا البيان والتحذير ؟

ولقد قال نبيك - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْ ما يَريبُكَ إلى ما لا يَريبُكَ "[9]

تعظيمك للرؤيا وإيمانك بها -؟

لا تقل إني رأيت أوإني سمعت رؤيا؛ فإنك في خِضَمِّ هذه الأحداث قد تقع لك رؤى إنما هي حديث نفسٍ
- سواءً كانت لك أو لغيرك ممن هم حولك -، وربما عرضْتَها على معبرٍ حولك ممن هو معك في الدولة؛ فيتأثر
تعبيره بما هو جارٍ ولا يُوفّق للتجرد والإنصاف، وأنا لا أزكي نفسي بل الله يزكي من يشاء، وإليك هذه الرؤيا
حتى يطمئن قلبك:

· الشَّبَابُ يَخْتَلِفُونَ إلى طَائِفَتَيْنِ:


في عام 1428هـ وفي شهرِ صفر، رأى أحدُ الإخوةِ الرؤيا التالية, قال:
" رأيت كأن أمرًا حدثَ، وانقسمَ الشبابُ إلى قسمينِ، واختلفوا إلى طائفتين, قال: فنزلتُ حتى أُبصرهم وما هُم عليهِ

فوجدتهم طائفتين: طائفةٌ تصلي إلى غير القبلةِ، وطائفةٌ تصلي إلى القبلةِ، وكنتَ أنتَ يا شيخ مَجَالِي مع من يُصلُّونَ إلى القبلة ".

فَقُلْتُ لَهُ وَقْتَهَا : ستقعُ فتنةٌ، وينقسمُ فيها الشبابُ إلى قسمينِ ويختلفونَ إلى طائفتين, طائفةٌ على غيرِ الحقِّ
فيما ذهبتْ إليه, وطائفةٌ على الحقِّ فيما ذهبتْ إليه، وسيَتَبَين لكَ- إنْ شاءَ اللهُ- أنَّي مع الطائفةِ التي اختارتِ
الحقَّ وذهبتْ إليه.

ومنذ ذلك الوقت لم تقع فتنةٌ انقسم فيها الشباب في الجزيرةِ بل في العالم الإسلامي بأسره إلى قسمين - كما هو
حاصلٌ الآن - , فطائفةٌ تؤيد الدولة وتناصرها, وطائفةٌ لا تؤيد الدولة؛ بسبب مواقفها في هذه الفتنة، وإني
بيَّنتُ هذا البيان لإخواني من أتباعِ الدولةِ ومناصريها، وسيتبين لهم وللرائي أنني كنتُ مُصيبًا وعلى حقٍّ فيما
بيَّنتُهُ وقررتُه في شأنِ الدولةِ في هذا البيان - بإذنِ اللهِ تعالى -.

أخي المُجَاهِد المُبَارك جُنْدِيَّ الدَّولةِ أوْ مُنَاصرها : أعلمُ أنَّكَ إنَّما اخترتَ الدولةَ كجماعةٍ تُقاتِلُ

معها؛ لأنَّك تَعْتقدُ أنَّها ستتمددُ وستكونُ دولةَ الخلافة - وذلكَ الأمْل الذي تنشُدهُ وتحلمُ بهِ -، ولكنّي بيَّنتُ
لكَ أنَّ أمْرَها إلى انحسارٍ وانكماشٍ وزوالٍ؛ بدلالةِ النصوصِ والآثارِ النبويةِ المتعلقةِ بآخرِ الزمانِ- والتي
تُؤمن بها وتعْتَقِدُ صِدقها-، وبدلالةِ الرؤى القديمةِ والحديثةِ التي تدل على نِهايتها وعودةِ حُكمِ البعْثِ للعراقِ,
فما الذي يُبقيك فيها بعد هذا ؟!


إنَّ دولتكَ التي تُقاتلُ معها لن يكونَ لها دَورٌ في نُصرةِ الخليفةِ الرَّاشدِ المهْدي؛ لأنَّها بعد براءةِ القاعدةِ منها
لم تَعُدْ من أتباعِ القحطاني (أسامة بن لادن) ، ولا مِنْ الرَّاياتِ السُّودِ الذين هُم أتباعُ القحطاني الذين يُشكّلون القاعدة؛ فالدولةُ بعد إعلانِ البراءةِ منها لم تَعُدْ من القاعدةِ - لا شكلًا ولا موضُوعًا-، وخَرَجَتْ عن وَصْفِ الرَّاياتِ السُّود.

وأَنْتَ عندما خرجْتَ إنَّما خرجتَ لتُقاتلَ في سبيلِ اللهِ؛ تنْصُرُ إخوانكَ المُسْلمينَ في الشامِ، وتَدْفعُ عنهم
ما نَزَلَ بِهم من الظُلم، وهذا المقصودُ يمكن أن تُحصّله بالقتالِ مع كُلِّ جماعةٍ، وتحتَ كُلِّ رَايةٍ زكَّاها العُلماءُ وقادةُ الجهادِ
وشيوخُه، الذين ظَلَلْتَ سنينَ طويلةً تَدينُ لهم بالفضلِ والمحبةِ والولاء, ولا يَعْرفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ إلّا أهلُ
الفضل، فكُنْ منهم.

هدانِي الله وإياكَ للصوابِ وشرحَ صُدورنا للحق ولما دلَّتْ عليهِ نُصوصُ السُّنّة والكِتابِ وعَصَمَنا

جميعًا مِنْ مُضلاتِ الفِتَنِ أو أنْ نتَورطَ في سَفْكِ دماءِ المُسلمينَ عامةً والمُجاهدينِ خاصة [10].

· البَغْدَادِيُّ يصلِّي عَلَى جَنَازَتِهِ:



هذه الرؤيا انتشرتْ في الإنترنت، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وطارَ بها وفَرِحَ أتْبَاعُ الدولةِ ومُنَاصِرُوها.
يقول صاحبُ الرؤيا: " رأيتُ كأنَّ الشيخ أبا بكرٍ البغداديِّ يُصلي إمامًا في الحَرمِ، وخَلْفَهُ قادةُ الجِهَادِ، وكان

يصلي على جنازة، فلما كُشف عن الجنازة كانت هي البغدادي نفسه", وفسّرها البعضُ بأنها بشارةٌ بأنَّ
البغداديَّ سيُصبح إمامًا أو خليفةً عامًا للمسلمين!!

إن الإمامة ترمزُ إلى تقدُّم الشخصِ للقيامِ بأمرٍ أو عمل, وإنَّ جنازةَ البغدادي هنا قد ترمزُ لموتِه أو موت
جماعتهِ؛ فموتُ القائدِ موتُه أو موتُ جماعتهِ - أي انتهاؤها وزوالها وتفرقها وتمزقها - , ويكونُ معنى الرؤيا أنَّ
البغدادي سيتقدمُ للقيامِ بعملٍ يقودُ فيهِ أتباعهُ إلى ما فيهِ حتفُه أو نهايةُ جماعته, وأنَّهُ سَيُتَوَدَّعُ منهُ قريبًا
بفضيحةٍ يفضحه الله بها[11]، والله المستعان[12].

ولا شكَّ أنَّ هناكَ فرقًا بينَ أنْ يكونَ الشخصُ إمامًا للحرمِ أو في مسجدٍ آخر، لكن الذي غيّر وجه
التعبيرِ في الإمامةِ هنا كون الشخص الإمام يُصلي على جنازته, ووالله الذي لا إلهَ إلّا هُوَ قد وردتني رُؤى
كَثيرةٌ يرى فيها أصحابها أو يُرى لهم أنهم يَؤمُّون النَّاسَ في الحرمِ المكي، ولا يُعقل أبدًا أن نأخذ بظاهرِ الرؤيا

ونُبشر هؤلاءِ كلهم بأنّهم سيصبحون حكامًا بل خلفاءَ في هذه الأمة..!

إن الشواهد المُحْتَفَّة بالإمامةِ في الرؤيا هي التي تُبين نوعَ العملِ الذي سيتقدم إليه الشخص؛ ففي بعضِ
الأحيانِ تكونُ السورة التي يقرؤها شاهدًا مُعتبَرًا، وفي أحيانٍ أخرى تكون الآية التي وقف عليها في القراءةِ
شاهدًا مُعتبَرًا، ولو أردتُ بسطَ الكلامِ في هذا الأمر وتعدادَ تفسيراته لطال الحديث.

وأَرْجِعُ فَأَقُوْلُ :

إنَّ الرُّؤى كلها من عند الله، لا تتناقض - إنْ كانت صادقة -،وهذه الرُّؤيا
فيما يظهر هيَ رؤيا صحيحة وصادقة ليست مُختلقة ولا مكذوبة, فتعبيرُها على ما بَيَّنْتُ مما
يتفق مع القواعد والأصول في علم التعبير.

وعلى تقدير صحة تعبير الرمز بكونه إمامًا في الحرم بأنه سيصبح خليفة- وقد أصبح خليفة في :
1/9/ 1435هـ، فيبقى الرمز الآخر المُتعلِّق بكونه جنازة تم الكشف عن وجهها فتبين أن البغدادي
صاحبها، فماذا يعني ذلك؟
إنه- بكل وضوح- يعني أنه سيُتودّع منه قريبًا بعد أن يظهر الله سره، ويكشف ستره بفضيحة قد تؤدِّي إلى
قتله، وننتظر وقوع هذا قريبًا إن شاء الله.


· النَّبِيُّ يَقْتُلُ اَلْبَغْدَادِيِّ:



وفي 8/5/1435هـ حدثني أحدهم برؤيا رآها, فقال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مُمْسِكًا بمقبض

سيْفهِ وقد طعنَ البغدادي في بطنه طعنةَ قتلته, ثُمَّ رأيتُ رجلًا آخر وقعَ في نفسي في الرؤيا أنَّ اسمه مُحمد
البغدادي وكأنَّ الصورة وقتَ الطعنِ تتردد بين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وبينَ هذا الرجل الذي كان
خلف النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -, وخُيّلَ إليَّ أنّهُ شاركَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في القتل ".

لقد كانَ حقُّ هذه الرؤيا أن تُجْعَلَ في أوائل الرؤى لكون النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فيها؛ ولكنّني
وضعتها هنا مراعاة لزمنِ وتأريخِ الرؤى ابتداءً من نهاية المحرم لعام 1435هـ وحتى هذا التاريخ, ولربما قدّرَ
اللهُ أن يأتيَ ترتيبها في هذا الموضع ؛ حتى تُزيل ما في نفسِ القارئ من شكٍّ فيما سبق من الرؤى وتأويلها.

ولقد استوثقتُ من الرائي في سماع هذه الرؤيا منه أكثر من مرةٍ، وطرحتُ عليه المُعتاد من الأسئلةِ في
شأنِ الرؤى عامة, وفي شأنِ هذا النوع من الرؤى خاصةً - مع أنّه ليس من المجاهدين في الشام ولا في
غيرها -, وبعد ذلك ذكرتُ الرؤيا على النحو الذي كتبتُه وسطرتُه هنا, ولا أظنُّ أنَّ تعبيرها يخفى على
القارئ, وهي تدل- بوضوحٍ وجلاءٍ- على أنَّ نهاية البغدادي حقٌّ- لا مِرْية فيه ولا شكّ-، وأنَّ هذا كائنٌ
- بإذن الله-.
ولكن الرؤيا أشارت إلى شخصٍ مجهولٍ وقع في نفس الرائي أن اسمه (محمد البغدادي)، وهذا قد يعني
- والعلم عند الله - أنَّ نهايته ربما كانت على يد شخص من أتباعه وجنوده.

وهكذا فإنك ترى عددًا من الرؤى تتفقُ على معنًى واحد، ألا وهو نهاية البغدادي ومن ثَمَّ زوالُ وتفرق دولته,

وإنّ رؤياً واحدةً كافيةٌ للدلالة على هذا الأمر, ولكنَّ تواطؤ الرؤى له من القوةِ العلمية ما ليس
للرؤيا الواحدة[13]، وفي هذه الرُّؤيا دلالة على أن قتل البغدادي وقتاله حق؛ وذلك لأنَّ النبي- صلى الله عليه
وسلم- هو من يقتله، وسيأتي ذكر الحكم الشرعي المبيِّن لذلك في بيان الموقف الشرعي من قتال الدولة.


· عليٌّ يَطْعَنُ اَلْبَغْدَادِيّ:



وفي شهر شعبان، وقبل إعلان الخلافة سمعت هذه الرؤيا من صاحبها يقول فيها:
"رأيتَ علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- يطعنُ بسيفه البغدادي ".


وهذه رؤيا أخرى تؤكد الرؤيا السابقة، وفيها إشارة واضحة إلى أمر يعرفه كل من عرف التاريخ وسيرة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-؛
فإنه- رضي الله عنه- لم يقاتل خلال فترة خلافتهِ جماعةً قاتلها وقضى عليها إلا الخوارج، ففي الرؤيا ما يُستأنس به في قبول قول من وصف
البغدادي وجماعته بأنهم خوارجُ أو غُلاة, وبهذا يتبين أنَّه لا يجوز - بأي حال من الأحوال- البيعة للبغدادي، ولا الانضمام لجماعته
والقتال تحت رايته، و يتبين أنّ من وصفهم بالخوارج أو الغلاة له حظٌّ من النظر تؤيده هذه الرؤيا؛ فاختريا عبد الله
أن تكون في صف النبي- صلى الله عليه وسلم- وعلي- رضي الله عنه-، أو في صف البغدادي وجماعةِ دولته!

ولا يخفى -كما تقدَّم في رؤيا " النبيّ يقتل البغداديّ"- ما تُشير إليه هذه الرؤيا من كون البغدادي على باطل,
وإنَّما أعرضنا عن قول من قال إنَّ الرؤيا فيها إشارة إلى أنَّ البغداديَّ لا يخرج عن أحدِ وصفين, وأنَّه إما
أن يكون من الخوارج أو البغاة، واقتصرنا على وصفه بأنَّهُ من الخوارج؛ لأنَّ البُغاةَ كانوا من الصحابة -رضي
الله عنهم- والبغدادي ليس كذلك!
فالذين قاتلهم علي -رضي الله عنه- ولم يكونوا من الصحابة هم الخوارج, وكذلك فإنَّ الرؤيا فيها قتله، وقتله
يعني القضاء عليه, وإنَّما قضى علي -رضي الله عنه- على الخوارج.
وأمَّا الصحابة المُتأوِّلون المجتهدون، فلم يحصل القضاء عليهم, وإنَّما دار بينه وبينهم ما هوَ معروف ولا
يخفى!
والنصوص إنَّما امتدحت عليًّا -رضي الله عنه- في قتاله للخوارج, وأمَّا في قتاله للصحابة فقد كانت النصوص
تأمر باعتزال القتال والفتنة, والرؤيا هنا فيها قتل علي -رضي الله عنه- للبغدادي , وهيَ إنَّما تأتي على وفق
ما امتدحته الشريعة وليس على وفق ما ذمته الشريعة.
ولله الحمد والمِنَّة على ما مَنَّ به من العلم والفَهْم.


· اَلْبَغْدَادِيُّ حَجَّاجُ هَذَا اَلْعَصْرِ:



وفي 4/5/1435هـ سمعتُ هذهِ الرؤيا من صاحبها, يقول:
"رأيتُ وكأنَّ مئةَ ألفٍ اجتمعوا وكأنّهم حول دمشق لمنعِ الحَجّاجِ من القتلِ ".


فَقُلْتُ لَهُ: إنَّ هذه الرؤيا تعني أنَّ هناك اجتماعًا بين المجاهدين سيحصُلُ لمنعِ شخصٍ صفتهُ أنَّهُ ظالمٌ وقادمٌ
من العراقِ؛ وذلك لمنعهِ من العدوانِ والبغي وسفكِ الدماءِ بغير حق, وهؤلاء المجتمعون قد اجتمعوا لمنعِ
شخصٍ عراقيٍّ ظالمٍ يسفكُ الدماءَ بدونِ وجهِ حق.

وإنّكَ إذا تأملتَ في الواقع، فلن تجد شخصًا قادرًا على القتالِ وله جماعةٌ وشوكةٌ قادمًا من العراقِ إلّا
(أبا بكرٍ البغدادي), فقال لي الرائي مقاطعًا: لماذا لا يكونُ الحجاجُ رمزًا لبشار؟

قلتُ: لكن ظلم بشار واضحٌ غير خافٍ, والرؤيا لا تأتي لتقرير ما هوَ معلومٌ لدى النَّاس؛ فهذا من تحصيلِ
الحاصل, وإنما تأتي الرؤيا لتكشف أمرًا غائبًا أو ملتبِسًا عليهم؛ فيحصلَ بذلك التوضيح والتنبيه.
أضف إلى ذلكَ أنَّ شأنَ بشار- من حيثُ كونه نُصيريًّا وبعثيًّا- واضحٌ لدى الأكثرين، وأنَّه ليس من الإسلامِ
في شيء, بخلاف الحجاجِ؛ فإنَّ الأكثر على وصفه بأنَّهُ مسلمٌ ظالم، ولذلك فإنّني أرى أنَّ رمزَ الحجاجِ في
هذهِ الرؤيا يَتَنَزَّلُ على (أبي بكرٍ البغدادي), وأنَّهُ يسفكُ الدماء بدونِ وجهِ حقٍّ، وعلى هذا فإنه سوف

يحصل اجتماعٌ للناس من مجاهدين وغيرهم[14] لقتاله - وذلك لكفِّ شرهِ وأذاه - ، فيحصل ذلك، ويتبينُ
للناس أنَّ هذا الذي اجتمعوا لكفِّ أذاهُ وشرهِ ومنعهِ من ممارسة القتل كالحجاجِ، وأنَّهُ ظالمٌ تتنزَّلُ الرؤيا
عليه ويحصلُ لهم بذلكَ من الطُمأنينةِ والراحةِ فيما قاموا بهِ ضدَّهُ, وأنَّ من افتاهم وأشارَ عليهم بقتاله لم يكن
مُخطئًا.

والمجاهدون إذا قاموا بهذا العمل والاجتماعِ لقتاله فإنهم لا يستندون إلى هذهِ الرؤيا، ولا إلى غيرها فقط،
وإنما يستندونَ إلى ما يُفتي به أهلُ العلمِ وقادةُ الجهادِ وشيوخُه, وفائدة هذه الرؤيا حصولُ الإنذارِ
والتحذيرِ للبغدادي وجماعته، وهو من مقاصدِ الرؤى ومما جاءت لأجلهِ.
وهي كذلك مؤنِسةٌ مبشرةٌ لكل من وقف ضده وضد جماعته؛ لمنعهم من القتل وإراقة الدماء - بدون وجه
حق - , وأنّهم إنّما يُقاتلون ظالمًا، فإذا انضم إلى هذه الرؤيا ما سبقها من رؤيا النبي- صلى الله عليه وسلم-،
وعلي- رضي الله عنه- حصل بذلك من الاستئناس القوي بهذه الرؤى المجتمعة ما يشجع على قتال
البغدادي لو أراد المجاهدون الاجتماع لذلك، وسيفعلون- إن شاء الله- كما تدل الرؤيا[15].

وهذه الرُّؤى توافق رؤيا الشيخ عبد العزيز الطريفي - حفظه الله – التي صوّرت البغدادي بصورة
(الوزغة
) !

فنسألُ اللهَ أن يُزيلَ اللبس في أمر هذهِ الجماعةِ وأميرها، ويظهر الحقّ فيما يتعلق بهم
وبغيرهم للموجودين على أرضِ الشامِ - خاصةً - وللأمّةِ عامة, ويوفقنا وإياهم للعملِ بما ظهرَ
من الحق، ويوفق المجاهدين لاتخاذ القرار الصائب في التعامل مع حجّاج هذا العصر، إنَّهُ
على كُلِّ شيءٍ قدير[16]





[1] انظر: ( الموافقات ),ج2-، ص473. وانظر رسالتي : (العمل بالرؤى أحكامه وضوابطه).
[2] راجع ما كتبته في (العمل بالرؤى: أحكامه وضوابطه) , وقدْ سمعتُ هذا من الشيخِ العالم والمُحدِّثِ الفقيهِ (سُليْمانُ العْلوانُ) - حفظه الله ورفعَ قدرهُ وأعلى ذكرهُ - عند ذكر ترجمة (سعيد بن جُبير) – رحمه الله - في أثناءِ شرح أحدِ أبواب كتاب التوحيد. [3] كدولةٍ وخلافة -بالمفهوم الذي أعلنوه-.
[4] الرؤى التي ذكرتها كلها واقعة في عام 1435 هـ ما عدا الرؤى التي بيَّنتُ تاريخها والتي وقعت في غيره.
[5] وعلى كلا التعبيرين فإن هذا سيؤدي إلى نهاية ما يعرف بـ (دولة الخلافة) أو بـ (الدولة الإسلامية في العراق والشام), وهو المقصود تقريره في هذا البيان.
[6] كنتُ قد كتبتُ هذا الكلام قبل نزول كلمة الظواهري التي رثى فيها الشيخ أبا خالد السوري - رحمه الله - ، والتي وصف فيها من قام بقتله بأنهم أحفاد ابن ملجم- مشيرًا بذلك إلى الخوارج-. وقد أشرتُ إلى هذا في التسجيل الصوتي؛ لأنه كان متأخرًا عن كتابة هذا البيان. ثم لما على تنزيل هذا البيان في 6/ 1435هـ- غير أني لم أفعل، وتأخر تنزيله حتى هذا التاريخ- خرجت كلمة من الظواهري يبين فيها حقيقة الوضع التنظيمي بين جماعة الدولة وبين القاعدة، وكان الكلام فيها بمثابة الصاعقة، فظننت أن تلك الكلمة هي حربة الظواهري، لكن ظهر لي أن هناك أمرًا آخر سيصدر عن الظواهري تتنزل عليه هذا الرؤيا غير ما تقدم؛ لأن كل ما تقدّم لم ينتج عنه القضاء على البغدادي وجماعته، ولذلك أرى أن هناك شيئًا آخر قادمًا هو الذي سيؤدي إلى هذه النتيجة.
[7] سورة الصف, آية رقم: 4.
[8] رواه الإمام أحمد والدارمي في مسنديهما من حديث وابصة بن معبد الأسدي -رضي الله عنه- , حديثٌ حسن ,انظر: (رياض الصالحين) ت: محمد ناصر الدين الألباني, ص:262 ,حديث رقم: (595).
[9] رواه ابن حبان في صحيحه من حديث الحسن بن علي -رضي الله عنه- وهو حديث صحيح, انظر: الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، ج2، ص498-499، حديث رقم: ( 722 ).
[10] ولا يحملنّك على أن تبقى مع البغدادي قيام أمريكا ومن حالفها بقتاله؛ فإنَّ نصر الله لك ضد هؤلاء الأعداء لا يكون بأن تبقى مع أهل الباطل والظلم وسفك دماء المسلمين بغير حقٍّ, فإنَّ هذا البقاء معصية , وإنَّ ما عند الله لا يُنال بمعصية الله.
[11] كونه ميتًا بجنازة رمزٌ لأنه سيُتوَدّع منه قريبًا، وكونه لمّا كُشِف عن الجنازة تبيّن أن صاحبها هو البغدادي فهذا الانكشاف يرمز إلى أن هناك أمرًا مستورًا خافيًا سيظهر للناس، ولذا قلت بفضيحة يفضحه الله بها.
[12] الموت يرمز إلى تغير الحال، وهو بالنسبة للعظماء - كالملوك والرؤساء والقادة والعلماء والمسؤولين - تغيّرٌ إلى الأسوأ ، فهو زوال المُلك والرئاسة بالخلع، وسقوط هيبة العالِم، وفقْدُ المسؤول لمنصبه، ورمز الرئيس أو القائد أو الوزير قد يرمز في الرؤيا إلى شخصه ( نفسه) فيتعلق التعبير به، وقد يرمز إلى دولته أو حزبه أو جماعته أو وزارته فيتعلق التعبير بها، وهذا يختلف بحسب شواهد الرؤيا، وفي هذه الرؤيا ترمز جنازة البغدادي إلى موته، وكونه يصلي على نفسه صلاة الجنازة فهذا يعني أنه سيُتَوَدّع منه قريبًا، هذا هو الأظهر، ولمّا كان رمز القائد قد يرمز لنفسه أو لجماعته ذكرتُ كلا الوجهين في التعبير.
[13] راجع ما كتبته في هذا الشأنِ في: ( العمل بالرؤى: أحكامه وضوابطه )، وما نقلته فيه عن شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في تواطؤ الرؤى؛ فإنه كلام نفيس مهم.
[14] أقصد بغيرهم هنا أهل القبائل والعشائر الموجودة في سوريا, ولا أقصد الانضمام إلى التحالف الذي تقوده أمريكا في الوقت الراهن؛ فإن الرؤى الصادقة لا تأتي مخالفة لما هو متقرر في الشرع وإن الانضمام لهذا التحالف لهو أمر مخالف للشرع، وليس هو من باب الاستعانة بالمشركين على قتال المسلم الباغي, فهذه مسألة لها شروط وضوابط لا تنطبق- إطلاقًا- على هذا التحالف الذي تقوده أمريكا.
[15] إنَّ خطر البغدادي وجماعته لن يقضي عليه التحالف الذي تقوده أمريكا، بل إن هذا التحالف زاد من وتيرة الحماس والعاطفة نحو الانضمام إلى (جماعة الدولة)، وقتال من يصفونهم بالأحزاب والصليبين الذين تحزبوا للقتال ضدهم، وضد الإسلام الذي يزعمون أنهم يمثلونه. وإني أتوقع أن ينكسر هذا التحالف قريبًا : " سَيُهزمُ الجمع ويولُّـون الـدُّبُر" القمر: 45، وستبقى (جماعة الدولة) وسيزداد بغيها وعدوانها, ولكن الله –سبحانه وتعالى- سيوفق المجاهدين ويهديهم إلى الاجتماع لقتالها وحربها، وكف شرها وأذاها عن المسلمين – كما تدل عليه هذه الرؤيا وغيرها من الرؤى- ، وسيكون هذا القتال لها؛ لأنها طائفة باغية عاتية , ولأنها تحمل فكر الغلاة والخوارج، وعندها –وعندها فقط- ستنكسر (جماعة الدولة) ويبصر من بقي منها الحقَّ, ويتوب الله على من تاب.
وربما نشهد في العام المقبل طفرة في الأحداث السياسية والعسكرية المتسارعة والمتلاحقة والتي قد تعجل بظهور البعث في العراق, وانكفاء أمريكا على نفسها, وغير ذلك مما يسرُّ الصديق ويسوء العدا, وهذا ما جعلني أسارع إلى تنزيل هذا البيان في هذا الوقت وعدم الانتظار حتى حصول الهزيمة والانكسار لأمريكا ومن معها. نسأل الله أن يعجل بنصر الإسلام وأهله وأن يخذل الكفر والنفاق وأهلهما, إنَّهُ قويٌّ قادر.
[16] شاء الله- وهو العليم الحكيم- أن يتأخر تنزيل هذا البيان إلى هذا الوقت الذي بدأت تلوح فيه أمارات وإرهاصات اجتماع المجاهدين في الشام، ولقد سررت حينما سمعت الشيخ عبد الله المحيسني- وفقه الله وسدده- وهو يعلن أن عدد المجاهدين يُقدّر بمئة ألف، واستبشرتُ كثيرًا؛ لأن هذا يصدِّق ما جاء في هذه الرؤيا- من كون عدد المجتمعين هو مئة ألف-، وهو - إن شاء الله- علامة على صدق الرؤيا، وعلى أن الاجتماع بين المجاهدين سوف يتم- بإذن الله-، ليبقى وقوع آخر علامة في الرؤيا، وهي قتالهم للبغدادي حجاج هذا العصر بعد الاجتماع.
 
التعديل الأخير:

مواضيع ممائلة