• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
6 أكتوبر 2016
المشاركات
13
مستوى التفاعل
25
النقاط
17
بسم الله الرحمن الرحيم

مَا هِيَ عَاقِبَةُ تَدَخُّل أَمْرِيكَا فِي سُورْيَا؟! -







والآن، وأنا أُوشك على إنهاء بياني هذا, هناك سؤال يطرح نفسه:
هل سوف يؤثر هذا التحالف –الذي تقوده أمريكا- على مجريات الأحداث, وعلى الجهاد في
أرض الشام المباركة؟
وما هيَ عاقبةُ هذا التَّدخل الأمريكي في سوريا؟ وما تلاه من التدخُّل الروسي فيها كذلك؟


للإجابة على هذا السؤال, فإننا نرجع إلى رؤيا قديمة ذكرها الشيخ المجاهد " تركي الأشعري" –رحمه الله
وتقبله في الشهداء- في مذكراته, حيث أخبرَ أنَّهُ بعد مقتل الشيخ "أسامة بن لادن" –رحمه الله- بيومين أو
ثلاثة, رأى رؤيا مَفَادها:"
أنَّهُ رأى الشيخ أسامة جالسًا على جبل من جبال سوريا, وكانَ عملاقًا ضخمًا, رأسُه في عنانِ
السماء, ظهره إلى المشرق, ووجهه إلى المغرب, وكان ينظر إلى المسجد الأقصى, وكانت الطائرات الأمريكية تحوم حوله,
تَدخل من تحت كُمِّه فكان يضربها بيده فتسقط وتنفجر فيما بينه وبين المسجد الأقصى, قال: فجئت
أصعدُ الجبلَ, حتى إذا انتصف هِبْتُه, وسألته: ما هذه الطائرات؟ فالتفت يسرةً وتبسَّم
".[1]

وهذه الرُّؤيا لها دلالات عِدة, منها:

- أنَّ الجهاد سيقومُ في سوريا, ويعظُم أمره, فالشيخ أسامة في الرُّؤيا يرمز للجهاد, وضخامته ترمز
إلى عِظم أمره وبلوغه مبلغًا كبيرًا.

- أنَّ أمريكا ستتدخل في سوريا, ورمز هذا في الرُّؤيا وجود الطائرات الأمريكية تحلقُ فوق
الجبال السورية.

- أنَّ هذا التدخل لا يَقْصِدُ فئةً بعينها, بل هو يقصِد الجهاد والمجاهدين جميعًا, ويرمز لهذا تحليق
هذه الطائرات حول الشيخ أسامة.

- أن أمريكا ستنهزم وتندحر, ويرمز لهذا سقوط الطائرات الأمريكية وانفجارها.

- أنَّ هذا الجهاد والمجاهدين يتطلعون لتحرير بيت المقدس والمسجد الأقصى من براثن اليهود,
وتطهيره من دنسهم ورجسهم.

فهذه الرُّؤيا رؤيا صادقة، والحمدلله قد وقعَ بعض علاماتها ؛ فقد قام الجهاد في سوريا وعظم أمره.

وها هيَ أمريكا تقود تحالفًا لحرب المجاهدين, وقد أثبت الواقع أنها لا تستهدف مقرَّات جماعة
الدولة وجنودها فحسب, بل قصفت مواقع فصائل جهادية أخرى, ونحن ننتظر نصر الله –
سبحانه وتعالى- لعباده المجاهدين في سوريا, وهزيمة أمريكا واندحارها –كما تُبشر به هذه الرُّؤيا-.

ولقد وردتني رؤى كثيرة مبشِّرة بهلاك أمريكا ودمارها، وأن الله- سبحانه وتعالى- سيسلِّط عليها عذابين:

· عذابٌ يكون بأيدي المؤمنين، يُعيدُ إليها ذكريات أحداث عظيمة جسيمة وقعت فيها.
· وعذابٌ يكون من عند الله؛ عقوبةً لها على استحلالها فاحشة قوم لوط.

ونحن ننتظر كذلك أن يتوجه المجاهدون إلى فلسطين لتحرير المسجد الأقصى، كما تدل عليه
هذه الرؤيا، ورؤى أخرى جاءتني، منها رؤيا واحدة تُبشِّر بأن المسلمين سيدخلون بيت المقدس
في عام 2018م.

أسأل الله أن تكون رؤيا صادقة، وأن يقع هذا الحدث العظيم في هذا التاريخ، وأن يبلِّغنا ذلك
اليوم الذي يُطهَّر فيه بيت المقدس من دنس اليهود ورجسهم، إنه جوادٌ كريم.

وإنَّما اقتصرت الرُّؤيا على الطائرات الأمريكية- دون غيرها- من طائرات التحالف؛ لأنَّ أمريكا هي القائد
لهذا التحالف؛ ولأنَّ هذا التحالف إرادة أمريكية صِرفة؛ فهيَ صاحبة الأمر والنهي، فإذا هُزِمت
وانكسرت فقد انْهَزم وانكسرَ هذا التَّحالُف.

ولكن لا أدري, هل سيقتصر تدخلها في سوريا على القصف الجوي فقط؟
أم أنه سيكون هناك تواجد لقواتها وجنودها على الأرض؟ هناك رؤيا قد تُجيب على هذا السؤال:


· أسدٌ يُهَاجِمُ نَخْلَةً:



في عام 1432هـ, رأى أحدهم رؤيا, قال فيها: " رأيتُ كأنَّ أسدًا هجم على نخلةٍ وقضمَ من أسفلها قضمةً

جَعَلَتِ النَّخلة تضربُهُ بسعفها حتى قضت عليه" قال الرَّائي: " فنظرتُ فإذا رأسُ الأسدِ هوَ رأسُ أوباما ! ".


وهذه الرُّؤيا تدل على أنَّ أمريكا قد تدخل بلدًا إسلاميًا- وإليه ترمز النخلة-, وأنَّهُ سيقوم جهادٌ
ضدها وستُمنَى بهزيمة نكراء, وخسارةٍ فادحة, ولكنَّ الرُّؤيا ليست مصرحة بالبلد الذي سوف
تدخله أمريكا, غير أنها تبشِّر بأنَّها إنْ دخلت في بلدٍ مُسلم, فإنَّها سُتهزم, ومتى ما دخلت في أي
بلدٍ مسلم تَنزَّلتِ الرُّؤيا عليه, وكانت مُبشرةً بحصول النَّصر لأهلِ هذا البلد عليها.


ولكنِّي لا أدري, هل سيكون هذا البلد سوريا؟ أم ليبيا؟ أمِ اليمن؟ أم بلد الرَّائي نفسه
( السعودية )؟[2]

نسألُ اللهَ أنْ يَحْميَ المُسْلِمينَ و بُلْدَانَهُم مِنْ شَرِّ كُلِّ عَدُوٍّ يُريدُ بِهِم سُوءًا أو شَرًّا إنَّهُ قَويٌّ عَزيز.


وإذا كانت الرؤى السابقة تُبيِّن عاقبة التدخُّل الأمريكي، فهذه رؤيا تبيِّن عاقبة المخطّط الأمريكي والروسيّ
للقضاء على الجهاد والمجاهدين في سوريا:



· الجولاني يُحبِطُ مخطّطاتِهم:

يقول الرائي: "
رأيت وزيري الخارجية الأمريكيّ والروسيّ ( كيري ولافروف ) يقفان بجانب
بعضهما، وكأن بينهما ورقة اتفاق قد كُتِب فيها : " القتل لآخر مجاهد"، ورأيتُ الشيخ الجولانيّ يُشعل الولاّعة، ويحرق الورقة
".
( 22/5/ 1437هـ ).

الرؤيا تُبيِّن- بوضوح- أن هناك تآمرًا واتفاقًا بين الأمريكان والروس، ومخطّطًا يهدف للقضاء على
الجهاد والمجاهدين في سوريا، إلا أن الله- سبحانه وتعالى- سينصر المجاهدين، ويوفِّقهم لإحباط
هذا المخطّط، ورد كيدِ الأعداء في نحورهم، والحمد لله- أولاًّ وآخرًا-.

والشيخ أبو محمد الجولاني هو أمير جبهة فتح الشام ( النصرة سابقًا )، ووجوده في الرؤيا قد
يرمز لجماعته، فيكون لها دورٌ كبيرٌ في إفشال هذا المُخطّط والقضاء عليه ودحر الأعداء.
وقد يرمزُ الجولاني- أيضًا- إلى الجهاد والمجاهدين- بشكل عام- على أرض الشام، فيكون في
الرؤيا بشارة بأن الله سينصر المجاهدين ويوفِّقهم، ويدحرون أعداءهم، وهذا الوجه في التعبير
أقرب عندي من الوجه الأول.

وقد تتحد الفصائل الجهادية تحت راية جبهة فتح الشام، فيجتمع الوجهان في التعبير، ويكون
هذا الاجتماع والتوحد في قتال الأعداء تحت راية واحدة سببًا في نزول النصر، وتحقُّق هذه
الرؤيا، والله أعلم.


· وَفَازَتْ جَبْهَةُ اَلْنُّصْرَة :



في الصراع الدائر بين جماعة الدولة وغيرها من الفصائل الجهادية, وعلى رأسها جبهة النصرة ( فتح الشام
حاليًّا ) جاءت هذه الرؤيا لتبين مآل هذا الصراع ونهايته ولمن ستكون العاقبةُ فيه.

حدثني أحدهم بهذه الرؤيا, يقول فيها:
"رأيتُ كأنَّ الدولة في صورة رجل، وكأنَّ جبهة النصرة في صورة رجلٍ كذلك,
وكأنَّهُ قامَ بينهما تحدٍ ومسابقة، وكانت هذه المسابقة بالمطارحةِ أو المكاسرة
- حيث يضع كُلٌّ من الشخصين مرفق يده اليمنى على الأرض
وكَفَّهُ بكفِّ الآخر ويتطارحان-،
فرأيتُ الرجل المُمثل للنُّصرة طرح يد الرجل المُمثل للدولة على الأرض، وسمعت هاتفًا يقول: وفازتْ جبهةُ النُّصرة ".

فهذه الرؤيا تكشف بوضوح أنَّ الصراعَ قد يحتدم بين جماعة الدولة وجبهة النصرة ، ولكنَّ هذا الصراع
سينتهي بانكسار جماعة الدولة وانتصار جبهة النُّصرة, وهذا مما سيُسهم بالقضاء على البغدادي وفتنته
وذهاب الغطرسة والغرور لدى جماعته.

وقد كانت هذه الرؤيا قبل أن تغير جبهة النصرة اسمها ليصبح ( جبهة فتح الشام )، لكن هذا لا يغير من
تعبير الرؤيا شيئًا؛ لأن المقصود هو الجماعة التي كان يُطلَق عليها هذا الاسم، والتي يرأسها أبو محمد الجولاني.


تَنْبِيْه :
صاحب هذه الرؤيا ليس ممن ينتمي إلى جماعة الدولة أو إلى جبهة النُّصرة, وهذا مهم في تفسير الرُّؤى,
فإنَّهُ لو كان الرَّائي من جنود أو أنصار جبهة النصرة لربما كانت الرؤيا من حديث النفس, أو عكسية -أي
تكون بالعكس- ، ويكون الغالب بالعكس, ولكن في هذه الرؤيا اجتمعَ أمران يمنعان كون الرؤيا من
الرؤى العكسية أو من حديث النفس:


أولهما : أنَّ الرائي ليس من إحدى الجماعتين.



والثاني : أنَّ الهاتف في الرؤيا أكدَّ انتصارَ جبهة النصرة بقوله: "وفازت جبهة النصرة", وإنما نبهت على
هذا؛ لأنَّ هناك بعض الرؤى التي سمعناها وبعضها مما هوَ منشورٌ على الشبكة يرى فيها بعض أتباع الدولة
وأنصارها رؤى في تمدد الدولة أو في غزوها لبعض البلدان أو قهر قادتها لبعض الحكام, وهذه رؤى إمَّا أنَّها
عكسية أو من حديث النفس؛ لأنَّ الرائي هو من جنودها أو أنصارها!

فلا يغتر بهذه الرؤى من اطّلع عليها أو سمعها ويظن أنها على ظاهرها, بل هي بالعكس أو حديث نفس!

وَ شَاهِدُ ذَلِكَ في القديم رؤيا عبد الله بن الزبير
-رضي الله عنهما- التي رأى فيها أنه يصارع عبد الملك بن
مروان حتى طرحه أرضًا وثبت أطرافه بأوتادٍ في الأرض, فكان تأويلها ليس على ظاهرها بل كانت من
الرؤى العكسية, وكانت الغلبة والظفر لعبد الملك على ابن الزبير- رضي الله عنهما-.[3]

ومن هذا الباب أن يرى الطالب وقت الامتحانات أنه رسب وتكون بالعكس وينجح!
ويرى تاجر -يريد الدخول في صفقة أو مشروع تجاري- أنه سيخسر, فتكون بالعكس ويربح!
وهكذا, ومثل هذا رؤيا قديمة عُرضت على الشيخ يوسف المطلق -رحمه الله- رأى فيها الرَّائي كأن إسرائيل
احتلت الدول العربية, فعبرها الشيخ وقال أنها بالعكس ولن يكون- ذلك بحول الله-.

ومثلُ هذا أيضًا ما يراهُ بعض سكَّان الجزيرة العربية بأنَّ جماعة الدولة اقتحمت البلاد واحتلتها, فهذا إن لم
يكن من أتباع الدولة ومناصريها، فرؤياه إمَّا حديث نفس ناشئة عن الخوف منهم والتفكير فيهم, وإمَّا
أن تكون بالعكس- إن كانت صادقة- ، مثلها مثل الرؤيا السابقة التي فسرها الشيخ يوسف المطلق -رحمه
الله- في احتلال إسرائيل للدول العربية.

فليَتَنَبَّه المساكين الذين اغتروا بأمثال هذه الرُّؤى وانضموا إلى البغدادي وجماعته, وظنوا أنَّ دولته باقية
وتتمدد؛ وذلك لجهلهم بالتعبير وأصوله, و حسبنا ونعم الوكيل.







[1] (رحلة من عسير إلى القصير) لأبي الزبير الأشعري , وهيَ عبارة عن مذكرات للشيخ تركي الأشعري- رحمه الله-.
[2] بعد التأمل في هذه الرؤيا، وبالنظر إلى القواعد والأصول التي تُراعى في التعبير؛ فإنه يقوى عندي أن يكون المقصود بالنخلة بلد الرائي نفسه، فيحصل لها غزو أو احتلال، لنهب ثرواتها وخيراتها ، ولكن يبقى احتمال أن ترمز النخلة لأي بلد مسلم آخر قائمًا، والله أعلم.
[3] القصة معروفة، وقد نقلها الشيخ حمود التويجري- رحمه الله- في كتابه : " الرؤيا ". انظر ص146.


- المَوقِفُ الشّرعِيُّ مِن التّحَالُف -









إنني أجد أنه من المناسب طالما تطرقت لذكر أمريكا وتدخلها في سوريا أن أتكلم عن هذا التحالف من
منظورٍ شرعي، فأقول:
إننا - مهما اختلفنا مع البغدادي وجماعته- لا نُكفِّرُهم، ولا نحكم بردّتهم. ومع كوننا نرى مشروعية قتاله
وجماعته- لأمور وأسباب سيأتي ذكرها- إلا أنَّنا نقول: إن الذي يقوم بمهمة قتالهم هم أهل الإسلام
أنفسهم، وعلى رأسهم أهل الجهاد؛ فإنَّ الله إنما خاطب المؤمنين في قوله: ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) [1]،

ولم يخاطب الكفار المسالمين- فضلاً عن الكفار الحربيين-
؛ ولذلك فإننا نرى أنَّ هذا التحالف

الذي تقوده أمريكا ضد الجهاد والمجاهدين – وليس فقط ضد البغدادي وجماعة دولته - أنه لا يجوز لمسلم
مجاهد أو غير مجاهد فردًا كان أو جماعة أو حكومة أن يشارك فيه ويتعاون معهم على قتال المسلمين-
وإن كانوا خوارج أو بغاة أو قطاع طريق-؛ فإن المسلم أفضل عند الله من عباد العجل والصليب، وإنَّ
هذا الفعل لهوَ من عظائم الأمور ومن الموبقات التي قد توبق دين المرء وعمله.

وأما من قال بأن هذا من باب الاستعانة بالمشرك على قتال المسلم الباغي، فهذا القول مغالطة،

والقائل به قد ضلل المسلمين ولبس عليهم دينهم، ولم يعرف الفرق بين الإعانة والاستعانة،
وأن من أجاز الاستعانة بالمشرك على قتال المسلم الباغي من أهل العلم إنما أجازه بشرط أن تكون القوة
والغلبة والهيمنة للمسلمين عند استعانتهم بالمشركين على قتال البغاة من المسلمين, وهذا شرط مفقود في
هذا التحالف الحاصل؛ فإنَّ القيادة لأمريكا والغرب, والقوة والهيمنة لهم لا لغيرهم من الدول العربية
المشاركة، هذا إن قُلنا إن الصورة الماثلة لهذا التحالف هي من باب الاستعانة بالكفار على قتال المسلمين
البُغاة، ولكن الأمر ليس كذلك؛ فلو سألت أي مسلم عن هذا التحالف: هل هذه الدول العربية المشاركة
هي التي استعانت بأمريكا والغرب في هذه الحملة؟ أم أنَّ أمريكا هي التي طلبت وسعت حتى تشارك هذه
الدول العربية في الحملة التي تقودها؟ وحتى تضفي عليها الشرعية, وتبعدها عن وصفها بأنَّها حملة صليبية
تستهدف الإسلام والمسلمين؟!

لأجابك بكل وضوحٍ وصراحةٍ: إنَّ أمريكا هي المُستعينة طالبة العون والتأييد والتمويل, والدُّول العربية
ليست إلا مُشاركة وممولة ومعينة لها على ما تريده!
فالصورة إذًا واضحة, وجليةٌ لا خفاء فيها, والقول فيها إنما يتنزل على حكم الإعانة للمشركين وليس على
حكم الاستعانة بهم، وفرق بينهما؛ فإن الأولى مما يهدم أساس الدين وأصله وأما الثانية، فهي مسألة
خلافية من مسائل الفروع وليست مناطاً للحكم بالتكفير أو الردة.
ومن نظر إلى هذا التحالف ونشأته، وأنه بدأ بعشر دول، ثم تتابعت الدول في الانضمام إليه- غربية كانت
أو عربية- علم أن مثل هذه الصورة لا يمكن أن يُفتِي فيها عالم على أساس أنها استعانة بالكفار على قتال
مسلمين بغاة، بل التصوير الصحيح لها، والنظر الصحيح إليها ينبغي أن يكون على أساس حكم إعانة
الكفار في قتالهم للمسلمين،

وهي مسألة حكمها واضحٌ لا يخفى، وقد اعتبرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- ناقضًا من نواقض الإسلام،

حيث قال في الناقض الثامن: " مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله- تعالى -:
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [2].


ومن قال بأن هذا التحالف يشبه تحالف النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي كان بينه وبين قبائل
المشركين- كخُزاعة وغيرها- حينما عقد صُلح الحديبية مع مشركي قريش، فهذا أيضًا قد أبعد النجعة، ولم
يُصب؛ لأن ذلك التحالف كان الذي يقوده هو محمدٌ- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وكانت الغلبة
والراية فيه للمسلمين، وكان الكُفّار إنما هم منقادون معاونون، وهذه صورة لا يمكن تطبيقها- أبدًا- على
هذا الواقع الذي تقوده أمريكا في هذا التحالف!!

لا بُدّ أن نُبيِّن دين الله- سبحانه وتعالى - للناس، وحكمه في مثل هذه المسائل؛ لأن هذا ميثاقٌ أخذه الله
- سبحانه وتعالى- على أهل العلم، وكتمانه فيه من الخسارة في الدنيا والآخرة ما نعوذ بالله منه، ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.






[1] سورة الحجرات، آية (9).
[2] سورة المائدة، آية: ( 51 ). وانظر: التبيان ( شرح نواقض الإسلام )، ص59 ، وهذا الذي ذكرته إنما هو بيانٌ للحكم في أصله- دون نظر إلى ما يتعلق بشروط وموانع التكفير-، فهذه مسألة أخرى.




- المَوقِفُ الشّرعِيُّ مِن جَمَاعَةِ الدّولَةِ -








إننا نختلف مع المدعو( إبراهيم عواد البدري) ، المعروف بأبي بكر البغدادي ( أمير جماعة الدولة

ونرى أنه من الخوارج والبغاة، ونرى أنه من أهل النفاق الذين عناهم الله- تعالى-
بقوله: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ) [1] .


فكم دُعيَ البغداديُّ وجماعتُه إلى الصلح وإلى التقاضي والتحاكم إلى شريعة الله من قِبل أهل
العلم، ومن شيوخ الجهاد وقادته، فأبَوْا إلا شريعة الغاب واستكبروا على شرع الله، واعتذروا
بأعذارٍ واشترطوا شروطًا ليست في كتاب الله ولا في سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم-، و أصبح حالهم
كحال المنافقين الذين قال الله- تعالى- عنهم : ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ

بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ) [2] فلا ينفع الاعتذار عن التحاكم إلى شرع
الله- مهما أبدى المعتذر من أسباب-.

ونرى - كذلك - قتاله ومن معه؛ لأسبابٍ عدّة ،كل سببٍ منها كافٍ لقتاله ، فكيف بها مجتمعة؟!


فأولها:
كونهم من البغاة، وقتالُهم امتثالٌ لأمر الله - عزَّ وجلَّ - في قوله: (
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي
تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِاللهِ ) [3]، وهُم قد أبَوْا كل دعوةٍ إلى الصُلح والإصلاح بل وحتى عقد
الهدنة بينهم وبين باقي الجماعات الجهادية، فلم يبقَ بعد ذلك إلا امتثالُ أمرِ الله بقتالهم
حتى يرجعوا ويتحاكموا إلى شرع الله ويرضوا بالصلح، وهذا السبب- في مشروعية قتالهم- لا
ينبغي أن يكون محل خلاف بين أهل العلم و لابين المجاهدين.

وثانيها:
كونُهم من أهل النفاق؛ لإعراضهم عن التحاكم إلى شرع الله

وقد قال الله- تعالى- في شأن المنافقين: ( لَئِن لّم يَنتَهِ المُنَافِقُونَ والذينَ فِي قُلُوبِهم مَرَضٌ
والمُرجِفُونَ فِي المدينَةِ لنُغرِيَنّكَ بِهِم ثُمّ لَا يجُاوِرُونَكَ فِيها إلاّ قلِيلًا * مَّلعُونِينَ أينَما ثُقِفُوا
أُخِذُوا وقُتِّلُوا تَقتِيلًا * سُنّةَ اللهِ فِي الذينَ خَلَوا مِنْ قَبْلُ ولَن تَجِدَ لِسُنّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ) [4]
فهذا حكم الله فيهم أن يؤخذوا ويقتَّلوا حيثما وجدوا.

وثالثها:
كونُهم من الخوارج؛
فالأسس التي انتهجوها في التكفير ليست هي الأسس التي عند أهل
السنة والجماعة ؛ فهم لا يراعون ضوابط التكفير من توفر شروطه وانتفاء موانعه، ويتساهلون
فيه، ويجعلون ما ليس بكفر كفرًا، وقد أصبح واضحًا جليًّا تساهلُهُم في التكفير والحكمِ بالردة
على المسلمين والمجاهدين، وقد يكون ذلك بمجرد الظن والتهمة، بل وصل الأمر بهم إلى تكفير
من يقاتلهم، مع توسِّعهم في القتل للمصلحة واستفاضة ذلك عنهم مما يدل على تهاونِهم في أمر
الدماء، ولكن - ومع كونهم خوارج- إلا أننا لا نحكم بكفرهم وردتهم.[5]

ورابعها:
أنهم بامتناعهم عن التحاكم إلى شرع الله باتوا ممتنعين عن شريعة من أعظم شرائع

الإسلام ألا وهي التحاكم إلى شرع الله ، ولا يخفى أن الطائفة الممتنعة عن بعض شرائع الإسلام
تُقاتَل حتى تذعن وتُسلِّم لأمر الله وتفعل الذي امتنعتْ عن فعله من شرائع الإسلام، أو تترك ما
امتنعت عن تركه من المحرمات.


وهكذا هنا، فإنهم يقاتَلون حتى يذعنوا ويقبَلوا بالتحاكم إلى شرع الله،
فهؤلاء يجب قتالُهم، ولا يكون قتالُهم لمجرد دفعِ صيالهم وإنما يُقَاتَلونَ ابتداءً للأسباب المذكورة، وإنَّ أيَّ تأخرٍ في

قتالهم سوف يؤدي إلى أن يَعظُم شرُّهم وفسادُهم وبغيُهم وفتنتُهم ، وأما أن يبقى الباب مفتوحًا
ويطول الانتظار في عرض التحاكم إلى شرع الله عليهم والوقوف على الحياد والتردد في
قتالهم، فإن هذا سيفضي إلى تعاظم خطرهم واستشراء شرهم؛ وبالتالي قد تعظم قوتهم وينخدع
بهم الرعاع ويبايع لهم السفهاء، ثم قد يميلون على من خالفهم ولم يبايعهم ميلة واحدة وعندها لا
ينفع الندم.

إنهم قد رفضوا التحاكم إلى شرع الله، واستكبروا عليه يوم أن كانوا يرون أنهم دولة، فكيف وقد
أصبحوا يرون أنهم خلافة- على منهاج النبوة-؟! هل يتوقَّع منهم أن يستجيبوا إلى مثل هذا
الطلب وهم بهذه الحال؟

وإلى متى يبقى الباب مفتوحًا لانتظارهم حتى يقبلوا بالتحاكم إلى شرع الله فيما شجر بينهم
وبين خصومهم من الجماعات الجهادية؟

إنّ التردد في قتالهم لهو من الورع البارد، وسيكون ذلك سببًا في تأخر حصول النصر
للمسلمين والقضاءِ على النظام النُصيري البعثي الباطني الكافر المرتد، ومن زعم أنّ قتالَهم هو
من باب الفتنة فهذا كان فيما مضى حينما كانت الأمور ملتبسةً، أما وقد ظهرتْ حقيقتُهم

وتكشفتْ سرائرُهم وأصرُّوا على الإعراض عن شرع الله والتحاكم إليه فيما شجر بينهم وبين
المجاهدين، وأظهروا تكفيرهم للمجاهدين، فإن الفتنة ليست في قتالهم بل في ترك قتالهم؛ لأن
الله أمر بقتالهم، وترك أمره هو الفتنة ، فإنه يقول: ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله) ،
ومن زعم أن قتالهم- مع بغيهم وعدوانهم ورفضهم الصلح وتكفيرهم للمجاهدين-، من زعم أن
ذلك فتنة فهو كالذي يقول: إن الله أمر بالفتنة- تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا-.

فإن قال: لست أرد على الله أمره، وإنما أعترض على تنزيل هذا الوصف- البغي- على جماعة
الدولة؛ فإنهم قد بُغِيَ عليهم، قلنا: أما اعتراضك على تنزيل هذا الوصف عليهم، فإنه مكابرة،
وإنكار للواقع المحسوس، وحتى لو قُدِّر أنهم ليسوا كذلك فإن البغي في الآية ليس فقط لأنهم
ظلموا واعتدوا، بل إن البغي لازم لهم؛ لأنهم تركوا ورفضوا الصلح، والله يقول:
( فقَاتِلُوا الّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ)
، وقد قال أهل العلم: إن هذه الآية أصل في
جواز قتال كل من امتنع عن حق، وهؤلاء قد امتنعوا عن التحاكم إلى شرع الله فيما شجر
بينهم وبين خصومهم، ومن رأى أن كل قتال وقع بين المسلمين هو قتال فتنة يجب اعتزاله
- دون نظر إلى غاية هذا القتال والمقصود منه- فقد غلط، ولم يفهم النصوص الشرعية في هذا
الباب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: " فإن الله يقول في القرآن :

( وَقَاتِلُوهُمْ حَتّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ) ، والدين هو الطاعة، فإذا كان بعض الدين لله،
وبعضه لغير الله وجب القتال حتى يكون الدين كله لله ; ولهذا قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ

وهذه الآية نزلت في أهل الطائف لما دخلوا في الإسلام، والتزموا الصلاة والصيام ;
لكن امتنعوا من ترك الربا ، فبين الله أنهم محاربون له ولرسوله إذا لم ينتهوا عن الربا" [6] .

فها هو- رحمه الله- يرى أن قتال هؤلاء المرابين الذين لم ينتهوا عن الربا هو امتثال لقوله
- تعالى- : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ ) ، فلا يكون امتثال أمر

الله في قتال طائفة امتنعت عن فعل واجب أو ترك محرم وحملها على أن تفعل الواجب أو على
أن تترك المحرم، لا يكون هذا من الفتنة- مع أنه قتال بين مسلمين-.

وقد قال - رحمه الله- موضِّحًا ذلك:
"اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات
الإسلام الظاهرة المتواترة؛ فإنه يجب قتالها إذا: تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن
الصلاة والزكاة، أو صيام شهر رمضان، أو حج البيت العتيق، أو عن الحكم
بينهم بالكتاب والسنة " إلى أن قال: " فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله ". اهـ .[7]


وقد امتنع البغدادي وجماعته من التحاكم إلى الكتاب والسنة فيما شجر بينه وبين غيره من
المجاهدين؛ فقتالهم ليس من الفتنة، بل حتى يكون الدين كله لله.
وقال أيضًا موضِّحًا لمعنى الفتن:" الفتن مثل الحروب التي تكون بين ملوك المسلمين وطوائف المسلمين

- مع أن كل واحدة من الطائفتين ملتزمة لشرائع الإسلام - ، مثل ما كان أهل الجمل وصفين ، وإنما اقتتلوا
لشبه وأمور عَرَضت.
وأما قتال الخوارج ومانعي الزكاة وأهل الطائف الذين لم يكونوا يحرمون الربا،

فهؤلاء يقاتلون حتى يدخلوا في الشرائع الثابتة عن النبي- صلى الله عليه وسلم-.

وهؤلاء إذا كان لهم طائفة ممتنعة فلا ريب أنه يجوز قتل أسيرهم، واتباع مدبرهم

والإجهاز على جريحهم ؛ فإن هؤلاء إذا كانوا مقيمين ببلادهم على ما هم عليه فإنه
يجب على المسلمين أن يقصدوهم في بلادهم لقتالهم حتى يكون الدين كله لله "[8].

وإن قتال البغدادي وجماعته لا يخرج عن هذا؛ فهو قتال لبغاة، وخوارج، ومنافقين، وطائفة
امتنعت عن التحاكم إلى شرع الله؛ فمن ظن أن هذا القتال من الفتنة فإنه لم يفهم معنى الفتنة ولا
النصوص الواردة فيها.






[1] سورة النساء، آية: 61.
[2] سورة النساء، آية: 62.
[3] سورة الحجرات، آية: 9.
[4] سورة الأحزاب، الآيات: 60-62.
[5] قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج12، ص300 : " وذهب أكثر أهل الأصول من أهل السنة إلى أن الخوارج فُسّاق، وأن حكم الإسلام يجري عليهم؛ لتلفُّظِهِم بالشهادتين، ومواظبتهم على أركان الإسلام ، وإنما فُسِّقوا بتكفيرهم للمسلمين مستندين إِلَى تَأْوِيل فَاسِد، وجرّهم ذلك إلى استباحة دماء مخالفيهم وأموالهم، والشهادة عليهم بالكفر والشرك "، ونقل عن الخطابي الإجماع على ذلك حيث قال: قال الخطابي: " أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج- مع ضلالتهم- فرقة من فرق المسلمين، وأجازوا مناكحتهم، وأكل ذبائحهم، وأنهم لا يكفرون ما داموا متمسكين بأصل الإسلام "، ونقل أيضًا عن ابن بطال قوله: " ذهب جمهور العلماء إلى أن الخوارج غير خارجين عن جملة المسلمين؛ لقوله: " يَتَمَارَى فِي الْفُوق " لأن التماري من الشك ، وإذ وقع الشك في ذلك لم يُقطَع عليهم بالخروج من الإسلام ، لأن من ثبت له عقد الإسلام بيقين، لم يخرج منه إلا بيقين " اهـ..
قال النووي في شرح مسلم، ص135، عند شرح الحديث رقم: ( 111 ) : " المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون: أن الخوارج لا يُكفّرون كسائر أهل البدع ".
[6] انظر: مجموع الفتاوى، ج28، ص544.
[7] انظر مجموع الفتاوى، ج28، ص545.
[8] انظر: مجموع الفتاوى، ج28، ص 551.



- وصِيّتِي للمُجَاهِدِين -





وفي نهاية هذا البيان، أحبُّ أن أختم بهذه الوصية فأقول:

أيها المجاهدون، يا قادة الجهاد في سوريا، أوصيكم ونفسي بتقوى الله- عزّ وجل-، وإن من

تقوى الله- سبحانه وتعالى- أن تجتمعوا ولا تتفرقوا، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا، يا
أيُّها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبُتُوا واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا
تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكمواصبروا إن الله مع الصابرين.

إنّ من أعظم الصبر أن تصبروا على تطبيق أمر الله- عزّ وجل-، وإنكم اليوم في
محط اختبار وابتلاء لامتثال أمر الله- عزّ وجل- بالاجتماع وعدم التفرُّق، اتركوا
حظوظ النفس، تأملوا يا رعاكم الله حينما أمّر النبي- صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد- رضي الله
عنه وعن أبيه- على جيشٍ فيه من أمثال أبي بكرٍ وعمر وأكابر الصحابة!

لقد امتثلوا أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، ولم يقولوا: كيف يُؤمِّرُ هذا الصبي وهذا الغلام علينا ونحنُ
كذا وكذا وكذا! اتركوا حظوظ النفس يا رعاكُمُ الله- وإن خُيّل إليكم أن هذا من مصلحة الجهاد-؛
فإن هذا ليس إلا من وساوس الشيطان- طالما أنه يُبعِدُكُم عن الاجتماع والتوحُّد لقتال أعدائكم-.


ثمّ اعلموا- رحمكم الله- أنه اليوم، وبعد أن ظهرت عقيدة البغدادي وجماعته، وأنهم خوارج،
فإنّ لكم أسوة في أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذين قاتلوهم؛ فقاتلوهم ، وإلا فإن كل
شرٍّ وفسادٍ وفتنةٍ في بلاد المسلمين- من جرّاء هؤلاء- ستكونون أنتم مسؤلين عنها !


إن بأيديكم- بعد الله سبحانه وتعالى - القضاء على هذه الفتنة، وعلى أصحابها، واعلموا- رحمكم
الله- أنكم في طريقكم إلى الاجتماع- بإذن الله-، فإني متفائلٌ جدًّا بهذا الأمر، خاصة بعد ورود ما
قد ورد من الرُّؤى المُبشِّرة بذلك، ولكنني أسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يكون اجتماعكم قريبًا،
وألاّ يتأخر هذا الاجتماع، وأن تبدأوا بقتال هؤلاء الخوارج، البُغاة، المنافقين، المُمتنِعين عن
شريعةٍ من أعظم شرائع الإسلام، ألا وهي التحاكم إلى شريعة الله، إلى كتابِ الله، وسُنّة رسول
الله- صلى الله عليه وسلم-.

ثمّ أقول مخاطِبًا إخواني في جنودِ الدّولة:
يا جنود الدولة، إنكم لم تدخلوا تحت البغدادي وإمرته إلا طمعًا في حصول الأمل المنشود،

وقيام الخلافة، ولكنني قد بيّنتُ لكم في هذا البيان أن هذه الصورة الماثلة أمامكم ليست إلا
صورة من صور الحكم الجبري؛ فلا تُمكِّنوا لها ! أنتم قد هربتُم من ظُلمِ الأنظمة؛ فلا تُمكِّنوا
لظلمٍ أشدّ من ظلم الأنظمةِ التي هربتُم منها!

إني لأعرف أن فيكم مخلصين، وصادقين، وإنّ بعضكم قد عرفني، وأقول لكم: إنني حينما نزّلتُ
الحكم على طائفتكم بأنكم خوارجُ وبغاة، لم أقصد تنزيل هذا الحكم على كل فردٍ من أفراد جنودِ
الدولة، وإنما ينصبُّ الأمرُ- أوّل ما ينصبُّ- على الأمير، وعلى الشرعيين الذين يُفتُونَكُم،
وعلى القادة الذين بأيديهم أزمّةُ الأمور، فإذا كانت بأيديهم أزمّة الأمور؛ فإنه قد جرت عادةُ
أهلِ العلم أن يُنزِّلوا هذا الوصفَ على كلِّ جماعةٍ كان قادتُها وكان الأمراءُ فيها على وصفٍ من
هذه الأوصاف، وعلى عقيدةٍ من هذه العقائد، فتنبّهُوا- رحمكم الله- إلى هذا الأمر، وإلا فإني
أعرف بعضكُم، وأنكم على عقيدةٍ صحيحةٍ ومنهجٍ سليم، ولكنني أوصيكم بتقوى الله.


اخلعوا هذا البغدادي، اخرجوا عليه، قاتلوه، انقلبوا عليه، فوالله الذي لا إله إلا هو، ستكون
العاقبة سارّةً وحميدةً، فيها مصلحةُ الإسلامِ والمسلمين، واتّحادُ المجاهدين، وإحباطُ مخطّطاتِ
اليهودِ والنصارى، وأمريكا وروسيا، وسائر أعداء الدين.


توبوا إلى الله- سبحانه وتعالى-، وانفضوا أيديكم من يد هذا الرجل، رأس الفتنة، الذي فرّق
جماعة المجاهدين، والذي أظهر من التكفير للمسلمين، والذي فعل الأفاعيل.

وإنكم إن تبتم إلى الله، ورجعتم إليه؛ فأبشروا بما تُؤمِّلون به، وبما تُؤمِّلون فيه من النصرِ
والعِزّةِ والكرامةِ لأهل الإسلام، وللجهاد والمجاهدين، والله أكبر! والعِزّة لله، ولرسولِهِ،
وللمؤمنين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

- رؤيا تُبَشِّرُ بأنّ اللهَ سيَنفَعُ بِهذَا البَيان -



كنتُ قد فرغت من كتابة هذه الرسالة وهذا البيان للناس في شهر جمادى الآخرة من عام
1435هـ, ولكنّي ظللتُ أستخير الله -سبحانه وتعالى- في تنزيله وإظهاره للنّاسِ وأستشيرُ بعض
أهل العلم في هذا الأمر, وكنتُ أتوقع أن تعلن جماعة الدولة الخلافة؛ ولذلك أشرتُ إلى عنوان
هذا البيان وهذه الرسالة في البحث الذي نشرته بعنوان (اَلْعَمَلُ بِالرُّؤَى أَحْكَامُهُ وَضَوَابِطُهُ),

وربما كان من الخير أن يتأخر تنزيل هذا البيان إلى هذا الوقت بعد ورود عدد من الرؤى التي
تؤكد الأمر وتزيل اللبس.

وكان بعض الإخوة -ممن اطلع على مضمون هذا البيان وهذه الرسالة- قد رأى من الرؤى
المبشرة ما جعلني أقدم على نشر هذا البيان كتابةً وصوتًا.

ومن ذلك ما حدثني به بعضهم, قال: " رأيتكَ يا شيخ مجالي واقفًا يخرجُ من فمك حِمَمٌ من النَّارِ

أصابتْ البغداديَّ حتى أحْرَقته وأصبحَ وَجْههُ أسوْد".
وتعبيرها ظاهرٌ لا يخفى بأنَّ هذا الكلام الذي قلتهُ والبيان الذي بينتهُ سيؤثرُ في
البغدادي وجماعته- بحولِ الله وقوته-, ويظهرُ حقيقتهُ ويُسَوِّدُ وجهَهُ.


لتحميل البيان كاملاً بصيغة ( pdf ):
هذا بيان للناس: جماعة الدولة والخلافة الراشدة ( pdf ).


للاستماع إلى التسجيل الصوتي للبيان، والفديو الذي يشرحه- عبر يوتيوب-:

فديو التسجيل الصوتي الشارح للبيان على يوتيوب

هذا وأسألُ الله -سبحانه وتعالى- أن ينفع بهذا البيانِ، وأن يكتب له القبول والانتشار, ويهدي من
ضلَّ من إخواننا في متابعة هذا الرجل الضال، رأس الفتنة والشر والفساد ، الذي أسأل الله
-سبحانه وتعالى- أن يعجّل برأسه والقضاء عليه، وزوال شره وفتنته، وأن يفضحه ويكشف
أمره لمن اغترَّ به من اتباعه وجنده, ويزيل الغشاوة عن أعينهم وأبصارهم حتى يروه على
حقيقته،

إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْر..
وَبِالإِجَابَةِ جَدِيْر.. نِعْمَ اَلْمَولَى هُوَ وَنِعْمَ اَلْنَّصِيْر..
وَصَلَى الله عَلَى نَبِيْنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ, وآخر دعوانا أن الحمدللهِ
رَبِّ اَلْعَالَمِيْنَ.



قالهُ وأملاهُ الفقيرُ إلى عفو ربّهِ:


أبو عبدِ اللهِ، مَجَالي بن مُحمد البوق.
جدّة, 25/6/1435هـ.
تمت المراجعة الأولى وإضافة بعض الزيادات والانتهاء
منها في :9/ 4/ 1436هـ. الموافق: 29/ 1/ 2015م.
تمت المراجعة الأخيرة في يوم الجمعة 30/ 11/ 1437هـ،
الموافق: 2/ 9/ 2016م.
 
التعديل الأخير:

مواضيع ممائلة