• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
30 نوفمبر 2014
المشاركات
4,420
مستوى التفاعل
26,553
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله الملك الحق المبين ، والصلاة والسلام على الهادي المبعوث رحمة للعالمين ... سيدنا محمد الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين المحجلين ، وعلى التابعين بإحسان إلى يوم المعاد والدين

أما بعد ...

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها فقال:" يا أهل السوق ما أعجزكم؟ "، قالوا: وما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: " ذاك ميراث رسول الله يُقسَّم وأنتم ها هنا! لا تذهبون فتأخذون نصيبكم منه! "، قالوا: وأين هو؟ قال: " في المسجد "، فخرجوا سراعا إلى المسجد ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: "ما لكم؟ "،قالوا: يا أبا هريرة فقد أتينا المسجد فدخلنا فلم نر فيه شيئا يُقسَّم! فقال لهم أبو هريرة-رضي الله عنه-: " أما رأيتم في المسجد أحدا؟ " قالوا: بلى رأينا قوما يصلون، وقوما يقرأون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام ، فقال لهم أبو هريرة-رضي الله عنه-: "ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم".

إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام

لقد فقه سلفنا الصالح أهمية السنة، وأدركوا عظيم قدرها فكانوا يبذلون النفس والنفيس والغالي والرخيص في سبيل تحصيلها ولو كان ذلك كلمات معدودات، والأمثلة والصور والنماذج في هذا المجال كثيرة سطرها التاريخ بمداد من نور فبقيت منارات تشرأب إليها الأعناق ويقتدي بها السائرون.

يقول الشيخ محمد حسين يعقوب :- " ومن تمثل سير سلفنا الصالح ، ونظر في معاناتهم في طلب العلم هانت عليه كل شدة ، واحتقر نفسه أمامهم ، فقد كابدوا من الصعاب ما يفوق التخيل ، وتركوا البلاد والأولاد وهجروا اللذات والشهوات ، وجابوا مشارق الأرض ومغاربها سعيا وراء حديث واحد ، أو لقاء شيخ أو معرفة مسألة ، وأنت اليوم تجزع من قراءة ساعة ، وتتكاسل عن سبر صفحات قليلة ، وتتوافر لك سبل المعرفة فما تمد لها يدا ، فحالك تالله حال عجيبة ، فانظر إلى هؤلاء الأفذاذ كيف طلبوا العلم عساك تنتفع بذلك . "

واليوم ... باتت سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ميسره بين أيدينا بفضل التطور التكنولوجي ، ولا تحتاج لارتحال وسفر سعيا في تحصيلها ، فيكفينا فقط أن نقرأ في كتب الحديث والسنه سواء المطبوع منها أو المحفوظ في الوسائط المعلوماتيه .

وعليه ... فقد وجدنا من المفيد أن نضع بين أيديكم ما تيسر جمعه من آثار ندلل بها على حرص السلف الصالح على طلب سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومكابدة المشقات في سبيل ذلك ، حتى نشحذ بها الهمم ولتكون وقودا للاندفاع والاقبال – وبكل نشاط وحماس - على سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قراءة وتدبرا وتعلما وعملا .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
***

نماذج من حرص الصحابه – رضي الله عنهم – على طلب العلم والحديث

عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال: خرج أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى عقبة بن عامر رضي الله عنه يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة، فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري - وهو أمير مصر - فأخبره فعجل عليه فخرج إليه فعانقه ثم قال له ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة فابعث من يدلني على منزله، قال: فبعث معه من يدله على منزل عقبة، فأخبر عقبة فعجل فخرج إليه فعانقه، فقال ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغيرك في ستر المؤمن، قال عقبة: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ستر مؤمنا في الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة، فقال له أبو أيوب: صدقت، ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر .

وهذا جابر بن عبد الله رضي الله عنه رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد .

فقد روى البخاري في الأدب المفرد أن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث في القصاص لم أسمعه منه فابتعت بعيرا فشددت رحلي ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت مصر أو قال الشام فأتيت عبد الله بن أنيس فقلت: حديث بلغني عنك تحدث به سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسمعه - في القصاص - خشيت أن أموت قبل أن أسمعه، فقال عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم يحشر العباد أو قال الناس حفاة عراة غرلا بهما ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عليه مظلمة حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار ولأحد من أهل الجنة عنده مظلمة حتى أقصه منه حتى اللطمة، قال: قلنا:كيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة حفاة غرلا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات

وهذا عقبة بن الحارث سافر من مكة إلى المدينة ليلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن مسألة رضاع وقعت له .

فعن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج . فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني، ولا أخبرتني، فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف وقد قيل ؟! " ففارقها عقبة، ونكحت زوجا غيره .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم - وأنا شاب - قلت لشاب من الأنصار: يافلان! هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم فإنهم كثير، قال: العجب لك يا بن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجده قائلا، فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج، فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟ فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك، قال فيقول: فهلا بعثت إلي حتى أتيك، فأقول: أنا أحق أن آتيك، فكان الرجل بعد ذلك يراني وقد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتاج الناس إلي فيقول كنت أعقل مني .
***

نماذج من طلب التابعين والسلف الصالح للعلم والحديث

يقول سعيد بن المسيب: إن كنت لأسير ثلاثا في الحديث الواحد .

ويقول الإمام جرير بن حازم :- "جلست إلى الحسن البصري سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدًا، أصوم وأذهب إليه "

وهذا الإمام عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي–رحمه الله- صاحب الجرح والتعديل - يقول: " كنا في مصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة،كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ وبالليل النسخ والمقابلة،فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل،فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا فاشتريناها فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس فلم يمكنا إصلاح هذه السمكة ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى على السمكة ثلاثة أيام وكادت أن تتغير فأكلناها نيئة، لم يكن لنا فراغ أن نشوي السمك. ثم قال: " إن العلم لا يستطاع براحة الجسد "

وقال عامر الشعبي: لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة ما رأيت أن سفره ضاع .

وقيل للإمام أحمد : أيرحلُ الرجل في طلب العلم ؟ فقال : بلى والله شديدا ، لقد كان علقمة بن قيس النخعي ، والأسود بن يزيد النخعي ، وهما من أهل الكوفة بالعراق يبلغهما الحديث عن عمر فلا يقنعهما حتى يخرجا إليه إلى المدينة المنورة فيسمعانه منه .

وعن كثير بن قيس قال : كنت جالسا عند أبي الدرداء في مسجد دمشق فأتاه رجل فقال له: يا أبا الدرداء ! أتيتك من المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فما جاء بك تجارة؟ قال: لا، قال: ولا جاء بك غيره؟ قال: لا، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .

ومنه ما صنعه الإمام العظيم الحافظ أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد الأندلسي رحمه الله ... فقد نقل بعض العلماء من كتاب حفيده قوله : سمعت أبي يقول : رحل أبي من مكة إلى بغداد ، وكان رجلا بغيته ملاقاة أحمد بن حنبل .

قال : فلما قربت بلغتني المحنة ، وأنه ممنوع ، فاغتممت غما شديدا ، فاحتللت بغداد ، واكتريت بيًتا في فندق ، ثم أتيت الجامع ، وأنا أريد أن أجلس إلى الناس ، فدفعت إلى حلقة نبيلة ، فإذا برجل يتكلم في الرجال ، فقيل لي : هذا يحيى بن معين ، ففرجت لي فرجة ، فقمت إليه ، فقلت : يا أبا زكريا - رحمك الله - رجل غريب ، ناء عن وطنه ، أردت السؤال فلا تستخفني . فقال : قل . فسألت عن بعض من لقيته فبعضا زكى ، وبعضا جرح ، فسألته عن هشام بن عمار ، فقال لي أبو الوليد : صاحب صلاة دمشق ثقة وفوق الثقة ، لو كان تحت ردائه كبر أو متقلدا كبرا ما ضره شيئًا لخيره وفضله .

فصاح أصحاب الحلقة : يكفيك - رحمك الله - غيرك له سؤال . فقلت وأنا واقف على قدم : اكشف عن رجل واحد أحمد بن حنبل . فنظر إلي كالمتعجب فقال لي : ومثلنا نحن نكشف عن أحمد ، ذاك إمام المسلمين وخيرهم وفاضلهم .

فخرجت أستدل على منزل أحمد بن حنبل ، فدللت عليه ، فقرعت بابه فخرج إلي فقلت : يا أبا عبد الله ، رجل غريب ، نائي الدار ، هذا أول دخولي هذا البلد ، وأنا طالب حديث ، ومقيد سنة ، ولم تكن رحلتي إلا إليك .

فقال : ادُخل الأسطوان - يعني به الممر إلى داخل الدار - ولا يقع عليك عين . فدخلت فقال لي : وأين موضعك ؟! قلت : المغرب الأقصى . فقال لي : إفريقية ؟ قلت : أبعد من إفريقية ، أجوز من بلدي البحر إلى إفريقية بلدي الأندلس .

قال : إن موضعك لبعيد ، وما كان شيء أحب إلي من أن أحسن عون مثلك على مطلبه ، غير أنِّي في حيني هذا ممتحن بما لعله قد بلغك .

فقلت : بلى قد بلغني ، وأنا قريب من بلدك ، مقبل نحوك . فقلت له : يا أبا عبد الله ، هذا أول دخولي ، وأنا مجهول العين عندكم ، فان أذنت لي أن آتي كل يوم زي السؤال ، فأقول عند الباب ما يقولونه ، فتخرج إلى هذا الموضع ، فلو لم تحدثني في كل يوم إلا بحديث واحد لكان لي فيه كفاية . فقال لي : نعم على شرط أن لا تظهر في الحِلق ، ولا عند المحدثين . فقلت : لك شرطك .

فكنت آخذ عصا بيدي ، وألف رأسي بخرقة مدنسة ، وأجعل كاغدي - أي ورقي ودواتي في كمي - ، ثم آتي بابه ، فأصيح : الأجر - رحمك الله - والسؤال هناك كذلك ، فيخرج إلي ويغلق باب الدار ، ويحدثني بالحديثين والثلاثة والأكثر ، فالتزمت ذلك حتى مات الممتحن له ، وولي بعده من كان على مذهب السنة ، فظهر أحمد ، وعلت إمامته ، وكانت تضرب إليه آباط الإبل ، فكان يعرف لي حق صبري ، فكنت إذا أتيت حلقته فسح لي ، ويقص على أصحاب الحديث قصتي معه ، فكان يناولني الحديث مناولة ، ويقرؤه علي ، وأقرؤه عليه.

فهذا خبر من أعجب ما يمكن أن نقرأه ، فهذا العالم الأندلسي رحل من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق على قدميه ليلقى الإمام أحمد ، فلما وجده محبوسا ممنوعا عن الناس تلطف وتحيل حتى لقيه ، فأخذ العلم عنه ، وحفظ له الإمام أحمد صبره في الطلب وقربه منه .

ومن الأخبار العجيبه في طلب العلم – والتي نتعلم منها أن العلم لا يتوقف عند سن معين وأنه يُطلب من المهد إلى اللحد - ما ذكره أصحاب التراجم والسير في ( مقدمة الجرح والتعديل ) عن أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي يقول : أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ - الفرسخ نحو خمسة كيلو مترات فتأملوا إخواني وأخواتي كم قطع هذا الرجل من المسافات مشيا على الأقدام- ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا وذلك في المغرب الأقصى إلى مصر ماشيا ، ومن مصر إلى الرملة ماشيا ، ومن الرملة إلى بيت المقدس ، ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ، ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ، ومن إنطاكية إلى طرسوس ، ثم رجعت من طرسوس إلى حمص ، وكان بقِي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعته ، ثم خرجت من حمص إلى بيسان ، ومن بيسان إلى الرقة ، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد ، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل ، ومن النيل إلى الكوفي ، كل ذلك ماشيا ، هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة ، أجول سبع سنين ، وخرجت المرة الثانية وكان سني في هذه الرحلة ٤٧ سنة

وروي أصحاب التراجم والسير أن الحافظ ابن منده بدأ الرحلة في طلب العلم وهو ابن عشرين سنة ، ورجع وهو ابن خمس وستين سنة ، ولما عاد إلى وطنه تزوج وهو ابن ٦٥ سنة !! ، ورزق الأولاد ، وحدث بالكثير . وقد قال رحمه الله : طفت الشرق والغرب مرتين .

فهذا غيض من فيض ، وقليل من كثير تضمنته كتب الآثار من اجتهاد سلفنا الصالح في طلب العلم والحديث وتحصيله ، فقد كان أكبر همهم وجل مطلبهم هو تقفي أثر وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وأخذ الحظ والنصيب الوافر من ميراث الأنبياء الذين لم يُورثوا ديناراً ولا درهماً .

 

الراعي

عضويات خاصه
عضويات خاصه
عضو
إنضم
16 أبريل 2017
المشاركات
191
مستوى التفاعل
310
النقاط
72
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
على الموضوع القيم وإن من أجل العبادات السعي في طلب العلم لكن من أين لنا الاخلاص والجد نسأل الله الكريم من فضله

ومن الأخبار العجيبه في طلب العلم – والتي نتعلم منها أن العلم لا يتوقف عند سن معين وأنه يُطلب من المهد إلى اللحد - ما ذكره أصحاب التراجم والسير في ( مقدمة الجرح والتعديل ) عن أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي يقول : أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ - الفرسخ نحو خمسة كيلو مترات فتأملوا إخواني وأخواتي كم قطع هذا الرجل من المسافات مشيا على الأقدام- ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته ، وأما ما سرت أنا من الكوفة إلى بغداد فما لا أحصي كم مرة ، ومن مكة إلى المدينة مرات كثيرة ، وخرجت من البحر من قرب مدينة سلا وذلك في المغرب الأقصى إلى مصر ماشيا ، ومن مصر إلى الرملة ماشيا ، ومن الرملة إلى بيت المقدس ، ومن الرملة إلى عسقلان ، ومن الرملة إلى طبرية ، ومن طبرية إلى دمشق ، ومن دمشق إلى حمص ، ومن حمص إلى إنطاكية ، ومن إنطاكية إلى طرسوس ، ثم رجعت من طرسوس إلى حمص ، وكان بقِي علي شيء من حديث أبي اليمان فسمعته ، ثم خرجت من حمص إلى بيسان ، ومن بيسان إلى الرقة ، ومن الرقة ركبت الفرات إلى بغداد ، وخرجت قبل خروجي إلى الشام من واسط إلى النيل ، ومن النيل إلى الكوفي ، كل ذلك ماشيا ، هذا سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة ، أجول سبع سنين ، وخرجت المرة الثانية وكان سني في هذه الرحلة ٤٧ سنة
عندما قرأت هذه العجائب ونحوها

قال أبو عَبْد الله محمد بن إسماعيل البخاري ، يقول : لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم ؛ أهل الحجاز , ومكة , والمدينة , والكوفة , والبصرة , وواسط , وبغداد , والشام , ومصر ، لقيتهم كرات ، قرنا بعد قرن , ثم قرنا بعد قرن ، أدركتهم , وهم متوافرون أكثر من ست وأربعين سنة ؛ أهل الشام , ومصر , والجزيرة مرتين , وبالبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد , وبالحجاز سنة أعوام , ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدثي أهل خراسان منهم : المكي بن إبراهيم , ويحيى بن يحيى , وعلي بن الحسن بن سفيان , وقتيبة بن سعيد , وشهاب بن معمر , وبالشام : محمد بن يوسف الفريابي , وأبا مسهر عَبْد الأعلى بن مسهر , وأبا المغيرة عَبْد القدوس بن الحجاج , وأبا اليمان الحكم بن نافع , ومن بعدهم عدة كثيرة , وبمصر : يحيي بن بكير , وأبا صالح كاتب الليث بن سعد , وسعيد بن أبي مريم , وأصبغ بن الفرج , ونعيم بن حماد , وبمكة : عَبْد الله بن يزيد الْمُقْرِئ , والحميدي , وسليمان بن حرب , قاضي مكة , وأحمد بن محمد الأزرقي , وبالمدينة : إسماعيل بن أبي أويس , ومطرف بن عَبْد الله , وعَبْد الله بن نافع الزبيري , وأحمد بن أبي بكر الزهري أبا مصعب , وإبراهيم بن حمزة الزبيري , وإبراهيم بن المنذر الحزامي , وبالبصرة : أبا عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني , وأبا الوليد هشام بن عَبْد الملك , والحجاج بن المنهال , وعلي بن عَبْد الله بن جعفر المديني , وبالكوفة : أبا نعيم الفضل بن دكين , وعبيد الله بن موسى , وأحمد بن يونس , وقبيصة بن عقبة , وابن نمير , وعَبْد الله , وعثمان ابني أبي شيبة , وببغداد : أحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , وأبا معمر , وأبا خيثمة , وأبا عبيد القاسم بن سلام , ومن أهل الجزيرة : عمرو بن حماد الحراني , وبواسط : عمرو بن عون , وعاصم بن علي , وبمرو : صدقة بن الفضل , وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي , واكتفينا بتسمية هؤلاء حتى يكون مختصرا , وأن لا يطول ذلك , فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء أن الدين قول وفعل , وذلك لقول الله : وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ , وأن القرآن كلام الله ، قال أبو عَبْد الله : كلام غير مخلوق ...الخ


فأذكر قبل نحو أكثر من اثني عشر سنة حين قرأت قصصا قريبة من هذا المعنى كسيرة الامام أحمد وفيها
خرج إلى الحج خمس مرات ، ثلاثة منها حج فيها ماشيا ، وضل في إحداها عن الطريق ، وكان يستطيب المشقة في رحلة العبادة وطلب الحديث ، حتى إنه نوى سنة (198هـ) أن يذهب إلى الحج هو ورفيقه يحيى بن معين ، وبعد الحج يذهبان إلى عبد الرزاق بن همام بصنعاء اليمن ، وبينما هما يطوفان طواف القدوم إذا عبد الرزاق يطوف ، فرآه ابن معين وكان يعرفه ، فسلم عليه ، وقال له : هذا أحمد بن حنبل أخوك ، فقال حياه الله وثبته ، فإنه يبلغني عنه كل جميل . قال : نجيئ إليك غدا إن شاء الله حتى نسمع ونكتب . فلما انصرف قال أحمد معترضا : لم أخذت على الشيخ موعدا ؟ قال : لنسمع منه ، قد أراحك الله مسيرة شهر ، ورجوع شهر ، والنفقة . فقال أحمد : ما كنت لأفسد نيتي بما تقول ؛ نمضي ونسمع منه ، ثم مضى بعد الحج حتى سمع بصنعاء ، وفي الطريق انقطعت به النفقة حتى أكرى نفسه من بعض الحمالين ، ورفض كل مساعدة من غيره .

فعند ذلك وعندما نظرت إلى حالنا وضعفنا من جميع الجوانب الدينية والعلمية والعملية خرجت هائما بين المزارع والفلاة متفكرا في قصة الامام أحمد وكأنني الآن صاحبته يوما ما ثم قرأت قصة موسى عليه السلام في القرآن حتى أنني أتذكر الأماكن التي كأني حين مررت بها استشعر تذكر موسى حين خرج خائفا يترقب وأمور إيمانية لاتوصف فمشيت من الفجر إلى العصر ومررت ببعض القبور فحصل من المعرفة أمور لا تزال محفورة بالبال ومررت بإبل قوم تريد الماء وسقيتها حتى انتهيت إلى طريق السيارات وركبت وياليتني لم أركب وكنت بمجرد القرب من الطريق العام أشعر بوحشة العصر الحاضر وصخبه وكبره وجوره وفساده مع ما حصل من الضمأ إلا أنه يوم بعمر كامل فلو تذكرت الآن الصبح لكان عمرا لوحده والظهر كذلك بل كل مكان
والمقصود أن ننظر حال الأئمة السابقين كيف بركة تلك الايام بل الشهور بل السنين التي قضوها في نحو من هذا بل أكمل فعلمت أنهم سبقونا سبقا لا يعد بالسنين ولا مجرد حفظ ولا رواية مع أن هذا أمر عظيم جدا ولا غير ذلك مما نتصور لكنهم سبقونا ايضا بأمور وقرت في قلوبهم حتى استلذوا بها الغربة وطول السعي في المفاوز والعدم والعري فوالله أني لا أستطيع بعد هذا أن أحيط بقدرهم بمجرد التخيل والوهم فكيف بالأنبياءعليهم الصلاة والسلام فكيف بخالقهم الذي ما عظم قدرهم عندنا إلا به وبعملهم له واستنفاذهم أوقاتهم وأنفاسهم في ذكره والتفكر في آياته وملكوته
والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
والحمد لله رب العالمين.
 

مواضيع ممائلة