السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم كان عمر خديجة عندما تزوجها النبي ﷺ
تصحيح خطأ شائع
اشتهر عند الناس أن خديجة لما تزوجها رسول الله ﷺ كان عمرها أربعين سنة، وأنها لما توفيت كانت بنت خمس وستين سنة، وهذا غير صحيح تماما، لأن هذا القول مصدره من حديث موضوع ومكذوب، ولا يصح وهو ما رواه ابن سعد في (الطبقات) عن الواقدي أنه قال عن خديجة : ".. وتزوجها رسول الله -ﷺ- وهو ابن خمس وعشرين سنة، وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة" والواقدي هذا كذاب ومتروك.
وإليكم الأقوال الواردة في سن زواج و وفاة خديجة :
1 - وقد روي خلاف ذلك، فقد روى الحاكم بسنده عن ابن إسحاق : "وكان لها - لخديجة - يوم تزوجها - النبي ﷺ - ثمان وعشرون سنة"
وهذا أيضا حديث ضعيف.
2 - وروى الحاكم أيضا بسنده عن هشام بن عروة قال: " توفيت خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها - وهي ابنة خمس وستين سنة".
قال الحاكم : "هذا قول شاذ، فإن الذي عندي أنها لم تبلغ ستين سنة ".
3 - وقيل أن خديجة توفيت وعمرها "خمسين سنة" وهو القول الأصح.
4 - قال ابن كثير : " .. وهكذا نقل البيهقي عن الحاكم أنه كان عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة، وكان عمرها إذ ذاك خمسا وثلاثين، وقيل خمسا وعشرين سنة ".
وأنتم تلاحظون أن كل الأقوال الواردة في سن زواج و وفاة خديجة رضي الله عنها متناقض وغير ثابت.
يقول الدكتور أكرم العمري: "وقد أنجبت خديجة - رضي الله عنها - من رسول الله ﷺ ذكرين وأربع إناث مما يرجح رواية ابن إسحاق (أي أنها في الثامنة والعشرين)، فالغالب أن المرأة تبلغ سن اليأس من الإنجاب قبل الخمسين".
وعليه فإنه لا يوجد نص صحيح في أن النبي ﷺ قد تزوج خديجة وعمرها 40 سنة.
والذي تميل إليه النفس أن عمرها حين تزوجها النبي ﷺ هو 28 سنة، وعمرها حين توفيت هو 50 سنة.