- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,577
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
ما هو الذي يحيينا ؟
إنها كلمات القرآن الكريم، فالذي يحيينا هو هذه الكلمات .. هذه المفردات .. لكن ليس بألفاظها وحروفها فحسب، بل هناك ما وراء الألفاظ وهو روحها أي المعاني التي تفيض بها ، ولهذا فإن الله يحذر عباده من سلب الروح من تلك الألفاظ فيحول بين المرء وقلبه، اللفظ أمامه ... لكنه لا يحرك فيه ساكنا بينما شخص آخر بجواره يسمع ذات الألفاظ فتسري القشعريرة في بدنه وتفيض عينه بالدمع.
إذا نحن أمام قضية تربوية كبرى ...قضية حياه أو موت .. إنها التربية باستخدام نصوص القرآن والسنه
إن الألفاظ يحصل لها تشويه أو تفريغ، فالتفريغ أن تفقد معناها فيسمعها السامع ولا تعني له أي شيء وأما التشويه فقد يكون بتغيير معناها والتلاعب بدلالاتها.
لهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم حين وصف الخوارج ذكر اجتهادهم في الصيام والصلاة ولما جاء للأمر المهم الذي عليه مدار صناعة الإنسان وهو صناعة الكلمات أكد فشلهم فيه فقال: (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ) وفي لفظ حناجرهم، أي قد اقتصروا على الحفظ اللفظي للقرآن.
بعض الناس يقصر معنى (تعاهدوا هذا القرآن) على اللفظ دون المعنى، والصحيح العموم ولو كان مجال لقصره على أحدهما لكان قصره على المعنى أولى وأحرى.
اللفظ هو الجسر الموصل إلى المعنى ، والمعنى هو روح اللفظ وحياته ، فالنسبة بينهما كالنسبة بين جسد الإنسان وروحه
إن إحياء النصوص يكون بحفظ ألفاظها وحفظ معانيها .. فحفظ الألفاظ دون حفظ المعاني الحية يجعل النصوص ميتة لا حراك فيها ... وبقدر قوة اللبنات التي تشكل البناء تكون قوته.
إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب .
يقول الشاعر
العلــــــم صيد والكتابــــة قيد فقيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركــــــــــها بين الورى طالقة
العلم هنا هو المعاني التي نحبسها ونقيدها داخل الألفاظ ونعبر عنها بالحروف التي تشاهدها العين وتسمعها الأذن .
كم نص قرأناه أو سمعناه ففهمنا منه عددا من المعاني المؤثرة ثم لا تلبث الأيام أن تمضي فنعود إلى ذلك النص فلا نفهم منه أي شيء مما سبق، فما الذي حدث؟ الذي حدث أن النص قد مات لخروج الروح منه ، والروح هي المعنى ، والمعنى شيء لا نراه ولا نلمسه إنما نصل إليه من خلال اللفظ حين تقترن به الروح ، تماما مثل روح الإنسان لا يمكن أن نلمسها أو نراها لكن نتواصل معها من خلال الجسد .
حياة الإنسان هو بحياة كلمات القرآن في نفسه فقد جعله الله روحا ونورا لروح الإنسان ونفسه كما قال تعالى : { وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
لنستغل حياتنا وأوقاتنا بإحياء آيات القرآن في نفوسنا بدل الاشتغال بما يستهلك الوقت ويقل نفعه من أطروحات الشرق والغرب.
احفظ فكل حافظ مؤمن، فالحفظ من أجل الإيمان، هذا هو المفهوم الصحيح الذي ينبغي أن نركز عليه... فزيادة إيمانك يكون بزيادة مفردات القرآن الحية في نفسك
وهل يحق لشخص بعد هذا البيان أن يقول: كيف أزيد إيماني؟ كيف أطور ذاتي؟ كيف أنجح في حياتي؟
إن الطريق واضح والكنوز مباحة ومتاحة فمن يسبق إليها ينتفع بها.
إن ما نتطلع إليه من التطوير الإداري والاقتصادي والاجتماعي والعسكري مبني على صناعة الإنسان وهي مبنية على صناعة اللغة والمفردات فهي الصناعة التي تنتج النماذج الإنسانية الراقية التي تعمل بكفاءة عالية وإبداع رفيع، وينتج لنا القادة والجنود الذين تنصر بهم الأمة، ويذل ويقهر بهم الأعداء.
يقول الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} إن أول قوة نطالب بإعدادها هي القوة البشرية، فمتى توفرت هذه النوعية لأمة من الأمم كتب لها النصر والعزة والتمكين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}
ما هو الذي يحيينا ؟
إنها كلمات القرآن الكريم، فالذي يحيينا هو هذه الكلمات .. هذه المفردات .. لكن ليس بألفاظها وحروفها فحسب، بل هناك ما وراء الألفاظ وهو روحها أي المعاني التي تفيض بها ، ولهذا فإن الله يحذر عباده من سلب الروح من تلك الألفاظ فيحول بين المرء وقلبه، اللفظ أمامه ... لكنه لا يحرك فيه ساكنا بينما شخص آخر بجواره يسمع ذات الألفاظ فتسري القشعريرة في بدنه وتفيض عينه بالدمع.
إذا نحن أمام قضية تربوية كبرى ...قضية حياه أو موت .. إنها التربية باستخدام نصوص القرآن والسنه
إن الألفاظ يحصل لها تشويه أو تفريغ، فالتفريغ أن تفقد معناها فيسمعها السامع ولا تعني له أي شيء وأما التشويه فقد يكون بتغيير معناها والتلاعب بدلالاتها.
لهذا نجد النبي صلى الله عليه وسلم حين وصف الخوارج ذكر اجتهادهم في الصيام والصلاة ولما جاء للأمر المهم الذي عليه مدار صناعة الإنسان وهو صناعة الكلمات أكد فشلهم فيه فقال: (يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ) وفي لفظ حناجرهم، أي قد اقتصروا على الحفظ اللفظي للقرآن.
بعض الناس يقصر معنى (تعاهدوا هذا القرآن) على اللفظ دون المعنى، والصحيح العموم ولو كان مجال لقصره على أحدهما لكان قصره على المعنى أولى وأحرى.
اللفظ هو الجسر الموصل إلى المعنى ، والمعنى هو روح اللفظ وحياته ، فالنسبة بينهما كالنسبة بين جسد الإنسان وروحه
إن إحياء النصوص يكون بحفظ ألفاظها وحفظ معانيها .. فحفظ الألفاظ دون حفظ المعاني الحية يجعل النصوص ميتة لا حراك فيها ... وبقدر قوة اللبنات التي تشكل البناء تكون قوته.
إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب .
يقول الشاعر
العلــــــم صيد والكتابــــة قيد فقيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركــــــــــها بين الورى طالقة
العلم هنا هو المعاني التي نحبسها ونقيدها داخل الألفاظ ونعبر عنها بالحروف التي تشاهدها العين وتسمعها الأذن .
كم نص قرأناه أو سمعناه ففهمنا منه عددا من المعاني المؤثرة ثم لا تلبث الأيام أن تمضي فنعود إلى ذلك النص فلا نفهم منه أي شيء مما سبق، فما الذي حدث؟ الذي حدث أن النص قد مات لخروج الروح منه ، والروح هي المعنى ، والمعنى شيء لا نراه ولا نلمسه إنما نصل إليه من خلال اللفظ حين تقترن به الروح ، تماما مثل روح الإنسان لا يمكن أن نلمسها أو نراها لكن نتواصل معها من خلال الجسد .
حياة الإنسان هو بحياة كلمات القرآن في نفسه فقد جعله الله روحا ونورا لروح الإنسان ونفسه كما قال تعالى : { وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
لنستغل حياتنا وأوقاتنا بإحياء آيات القرآن في نفوسنا بدل الاشتغال بما يستهلك الوقت ويقل نفعه من أطروحات الشرق والغرب.
احفظ فكل حافظ مؤمن، فالحفظ من أجل الإيمان، هذا هو المفهوم الصحيح الذي ينبغي أن نركز عليه... فزيادة إيمانك يكون بزيادة مفردات القرآن الحية في نفسك
وهل يحق لشخص بعد هذا البيان أن يقول: كيف أزيد إيماني؟ كيف أطور ذاتي؟ كيف أنجح في حياتي؟
إن الطريق واضح والكنوز مباحة ومتاحة فمن يسبق إليها ينتفع بها.
إن ما نتطلع إليه من التطوير الإداري والاقتصادي والاجتماعي والعسكري مبني على صناعة الإنسان وهي مبنية على صناعة اللغة والمفردات فهي الصناعة التي تنتج النماذج الإنسانية الراقية التي تعمل بكفاءة عالية وإبداع رفيع، وينتج لنا القادة والجنود الذين تنصر بهم الأمة، ويذل ويقهر بهم الأعداء.
يقول الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} إن أول قوة نطالب بإعدادها هي القوة البشرية، فمتى توفرت هذه النوعية لأمة من الأمم كتب لها النصر والعزة والتمكين .