- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالم البحار والمحيطات ... عالم ساحر ملئ بالكنوز والجواهر والعجائب التي لا يراها إلا الغواصين ، ولا عجب في ذلك فمن يكتفي بالسباحه على السطح يخسر كثيرا ويفوت على نفسه فرصه ذهبيه لاستكشاف سحر الأعماق .
البعض يكتفي بالسباحة على السطح وممارسة بعض الألعاب المائية بقصد الترويح عن النفس والتلذذ بما يبدو لكل مشاهد من ظاهر المياه ، ولكن المتعه الحقيقيه تكمن في الأسفل .... حيث العالم الباطن
وكذلك القرآن ظاهر وباطن، ظاهر يراه كل الناس وهو صور الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان ،ويراه كل الناس مسلم وكافر مؤمن ومنافق بر وفاجر صغير وكبير ، وله باطن لا يراه إلا المؤمنون الذين آمنوا بأنه كلام الله ، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق معانيه.
إن مثل القرآن كمثل البحر له ظاهر هو مثل سطح البحر ، وله باطن هو مثل أعماق البحر ، فبعضهم قد يسبح على ظهر البحر ثم يقول: أين الكنوز التي تحقق الثراء في الحياة؟ لم أجدها! فنقول: الأمر يحتاج إلى غواص وأدوات غوص ، ولا يصل إليها من اكتفى بالسباحة على ظهر البحر حتى لو أفنى عمره كله .
قال أحمد بن أبي الحواري : "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا "
فيا ترى ... كم أضعنا من نفيس الوقت في النوم ؟
قال سهل بن عبد الله التُسْتَري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه، لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. .. وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه ، وكلام الله غير مخلوق ، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة "اهـ
وهذا كلام صحيح والتجربة والواقع يشهدان بذلك ، فإن الناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم ، وتنزيلها على أمور حياتهم
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم العزيز الوهاب، يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد ، أما المتكئ على أريكته ، المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
قال ثابت البناني: "كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة "اهـ وما قاله ثابت البناني حق ، فقف عند الباب حتى يفتح لك ؛ إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته.
أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
لابد أن نتذكر أن السفينة لا تجري على اليبس، وأن المكارم لا تنال إلا بالمكاره، وأن الجنة حفت بالمكاره، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عالم البحار والمحيطات ... عالم ساحر ملئ بالكنوز والجواهر والعجائب التي لا يراها إلا الغواصين ، ولا عجب في ذلك فمن يكتفي بالسباحه على السطح يخسر كثيرا ويفوت على نفسه فرصه ذهبيه لاستكشاف سحر الأعماق .
البعض يكتفي بالسباحة على السطح وممارسة بعض الألعاب المائية بقصد الترويح عن النفس والتلذذ بما يبدو لكل مشاهد من ظاهر المياه ، ولكن المتعه الحقيقيه تكمن في الأسفل .... حيث العالم الباطن
وكذلك القرآن ظاهر وباطن، ظاهر يراه كل الناس وهو صور الحروف والسطور التي كتبت على صفحات المصحف الذي يباع في كل مكان ،ويراه كل الناس مسلم وكافر مؤمن ومنافق بر وفاجر صغير وكبير ، وله باطن لا يراه إلا المؤمنون الذين آمنوا بأنه كلام الله ، وآمنوا بضرورة قراءته والقيام به فغاصوا في أعماق معانيه.
إن مثل القرآن كمثل البحر له ظاهر هو مثل سطح البحر ، وله باطن هو مثل أعماق البحر ، فبعضهم قد يسبح على ظهر البحر ثم يقول: أين الكنوز التي تحقق الثراء في الحياة؟ لم أجدها! فنقول: الأمر يحتاج إلى غواص وأدوات غوص ، ولا يصل إليها من اكتفى بالسباحة على ظهر البحر حتى لو أفنى عمره كله .
قال أحمد بن أبي الحواري : "إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا "
فيا ترى ... كم أضعنا من نفيس الوقت في النوم ؟
قال سهل بن عبد الله التُسْتَري : " لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه، لأنه كلام الله وكلامه صفته وكما أنه ليس لله نهاية فكذلك لا نهاية لفهم كلامه .. .. وإنما يفهم كلٌ بمقدار ما يفتح الله على قلبه ، وكلام الله غير مخلوق ، ولا يبلغ إلى نهاية فهمه فهوم محدثة مخلوقة "اهـ
وهذا كلام صحيح والتجربة والواقع يشهدان بذلك ، فإن الناس يتفاوتون في فهمهم وإدراكهم لآيات القرآن الكريم ، وتنزيلها على أمور حياتهم
إن فهم القرآن وتدبره مواهب من الكريم العزيز الوهاب، يعطيها لمن صدق في طلبها وسلك الأسباب الموصلة إليها بجد واجتهاد ، أما المتكئ على أريكته ، المشتغل بشهوات الدنيا ويريد فهم القرآن فهيهات هيهات ولو تمنى على الله الأماني.
قال ثابت البناني: "كابدت القرآن عشرين سنة ثم تنعمت به عشرين سنة "اهـ وما قاله ثابت البناني حق ، فقف عند الباب حتى يفتح لك ؛ إن كنت تدرك عظمة ما تطلب فإنه متى فتح لك ستدخل إلى عالم لا تستطيع الكلمات أن تصفه ولا العبارات أن تصور حقيقته.
أما إن استعجلت وانصرفت فستحرم نفسك من كنز عظيم وفرصة قد لا تدركها فيما تبقى من عمرك.
لابد أن نتذكر أن السفينة لا تجري على اليبس، وأن المكارم لا تنال إلا بالمكاره، وأن الجنة حفت بالمكاره، أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ؟