- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,639
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها للحظات عصيبه عندما تتخلى سفينه الوطن عن بعض أبنائها في بحر أمواجه عاليه ورياحه شديده عاتيه ، حتي تنجو ببقيه الركب إلى بر الأمان ، فالظروف الحرجه تفرض على الربان أن يتخذ قرارات حاسمه ومصيريه تصب في صالح الأكثريه ... حتى ولو تتطلب الأمر التضحيه بالقليل حتي ننجو بالكثير .
ربما لم يدر في خلد الرسول الكريم يونس حينما انطلق في رحلته ، أن تتحول كل دنياه الواسعه إلى بطن حوت في ظلمات البحر الواسع ... وإنني أجزم أن يونس النبي هو أكرم من كان في تلكم السفينه ، ولكنها قرعة القدر .. وسنة من سنن هذا الكون الفسيح .
وليس المقام هنا هو سرد هذه القصه الرائعه ، ولكن نبسطها على فراش التدبر والتدقيق في مضمون أحداثها وما حوته سطورها من رسائل وحكم عظيمه تستوقف كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
لقد أستوقفنى كثيرا قول المولى سبحانه وتعالى في شأن ذى النون " فظن أن لن نقدر عليه " ، فهرعت إلى أمهات كتب التفسير لأنظر ما ورد من أقوال المفسرين وما نقلوه عن التابعين رضوان الله عليهم ، فاستحسنت قولا نقلوه عن سعيد بن الجبير وعطاء والحسن البصري ألا وهو ( فظن أن لن نضيق عليه وهو من قوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر")
هناك من الناس وبالأخص المترفين والمتنعمين ... الذين خلدوا إلى الدنيا وشهواتها ، من يظن أن هذه الدنيا الواسعه بما فيها من مراكب أثيره وقصور بهيه وأموال وفيره لن تضيق عليه في يوم من الأيام ... فمن أغانك قادر على أن يفقرك ويضيق عليك ، والحياه لا تثبت على حال ولله في خلقه شؤون ...
فاحذر أيها المتنعم من يوم تلقى فيه من سفينه النعيم ، فيوشك أن يلتقمك حوت الفتن والبلايا ، فتمكث في ظلمة بطنه قبل ظلمه قبرك إلى ما شاء الله ، ومن ثم ينتهى بك الأمر سقيما ومطرحا على أرض كانت بالأمس القريب تئن من خطواتك .
فأنت لست أكرم على الله من يونس الذي لم يكن مترفا ولا متنعما ، بل كان من المسبحين لله في رخائه .. فكان الله معه في شدته ، فماذا أعددت أنت أيها المتنعم في رخائك غير الغفله وسوء الظن بربك ؟
ألا ترون إذا نزلت الشدائد وأقبلت البلايا يركض الناس في الشوارع تاركين خلفهم ديارهم وقصورهم وأموالهم وزروعهم ... لينجو بأنفسهم ، وحق لذي لب أن يتخفف ما استطاع من هذه الدنيا حتى يسرع الخطى في تلك المفازه المهلكه ، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن بين أيديكم عقبة كؤودا ، لا ينجو منها إلا كل مخف"
وكما ترون اليوم ... فقد أظلتنا الفتن واقترعتنا البلايا ، فاجعلوا زادكم في صدوركم ليكون أنيسا لكم في مسيركم وانفروا خفافا إلى ربكم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنها للحظات عصيبه عندما تتخلى سفينه الوطن عن بعض أبنائها في بحر أمواجه عاليه ورياحه شديده عاتيه ، حتي تنجو ببقيه الركب إلى بر الأمان ، فالظروف الحرجه تفرض على الربان أن يتخذ قرارات حاسمه ومصيريه تصب في صالح الأكثريه ... حتى ولو تتطلب الأمر التضحيه بالقليل حتي ننجو بالكثير .
ربما لم يدر في خلد الرسول الكريم يونس حينما انطلق في رحلته ، أن تتحول كل دنياه الواسعه إلى بطن حوت في ظلمات البحر الواسع ... وإنني أجزم أن يونس النبي هو أكرم من كان في تلكم السفينه ، ولكنها قرعة القدر .. وسنة من سنن هذا الكون الفسيح .
وليس المقام هنا هو سرد هذه القصه الرائعه ، ولكن نبسطها على فراش التدبر والتدقيق في مضمون أحداثها وما حوته سطورها من رسائل وحكم عظيمه تستوقف كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
لقد أستوقفنى كثيرا قول المولى سبحانه وتعالى في شأن ذى النون " فظن أن لن نقدر عليه " ، فهرعت إلى أمهات كتب التفسير لأنظر ما ورد من أقوال المفسرين وما نقلوه عن التابعين رضوان الله عليهم ، فاستحسنت قولا نقلوه عن سعيد بن الجبير وعطاء والحسن البصري ألا وهو ( فظن أن لن نضيق عليه وهو من قوله تعالى " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر")
هناك من الناس وبالأخص المترفين والمتنعمين ... الذين خلدوا إلى الدنيا وشهواتها ، من يظن أن هذه الدنيا الواسعه بما فيها من مراكب أثيره وقصور بهيه وأموال وفيره لن تضيق عليه في يوم من الأيام ... فمن أغانك قادر على أن يفقرك ويضيق عليك ، والحياه لا تثبت على حال ولله في خلقه شؤون ...
فاحذر أيها المتنعم من يوم تلقى فيه من سفينه النعيم ، فيوشك أن يلتقمك حوت الفتن والبلايا ، فتمكث في ظلمة بطنه قبل ظلمه قبرك إلى ما شاء الله ، ومن ثم ينتهى بك الأمر سقيما ومطرحا على أرض كانت بالأمس القريب تئن من خطواتك .
فأنت لست أكرم على الله من يونس الذي لم يكن مترفا ولا متنعما ، بل كان من المسبحين لله في رخائه .. فكان الله معه في شدته ، فماذا أعددت أنت أيها المتنعم في رخائك غير الغفله وسوء الظن بربك ؟
ألا ترون إذا نزلت الشدائد وأقبلت البلايا يركض الناس في الشوارع تاركين خلفهم ديارهم وقصورهم وأموالهم وزروعهم ... لينجو بأنفسهم ، وحق لذي لب أن يتخفف ما استطاع من هذه الدنيا حتى يسرع الخطى في تلك المفازه المهلكه ، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن بين أيديكم عقبة كؤودا ، لا ينجو منها إلا كل مخف"
وكما ترون اليوم ... فقد أظلتنا الفتن واقترعتنا البلايا ، فاجعلوا زادكم في صدوركم ليكون أنيسا لكم في مسيركم وانفروا خفافا إلى ربكم .