- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
قال الله – عز وجل - :- " هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
قال الله – عز وجل - :- " هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ "
قال أحمد بن يوسف الكاتب:
حدثني أبو حبيب المقري, قال:« ضاقت أحوالي, فلم يبق لي إلا جارية أحبها, ومنزل أسكنه, فبعت المنزل بألف دينار, وخرجت إلى مكة بالجارية, فقلت لها:«يكون هذا المال في وسطك», فكانت إذا نزلت في منزل حفرت في خيمتها حفيرة, وأودعت المال فيها وطمّتها, فإذ نودي بالرحيل أثارته وشدّته في وسطها.
قال: فاتفق أن رحلنا على منهل, ونسيت المال في الحفرة, فأخبرتني الجارية بذلك, قال: فحار فكري, وطاش روعي, ولم أدر ما أعمل, ودخلنا مكة, فحدثتني نفسي ببيعها فلم يُطعني قلبي.
فلما رجعنا, ونزلنا المنهل الذي خلّفت فيه الكيس, رأيت صحراء, وغلامًا على رابية يرعى غنيمات له, وأقبلت أدور وأنظر إلى الأرض, فقال لي: «ويحك! ما تطلب؟», قلت:«شيئًا أودعته أرض هذا المنهل»,
فقال لي: «صفه لي», قلت: «كيس أحمر فيه مال»,
فقال: «وما لي فيه إن دللتك عليه؟», قلت: «نصفه!», قال: «ها هو ذاك في الرابية».
فلما رأى تحيّري فيه, قام حتى أخرجه, ووضعه في يدي, فحمدت الله, وقسمت الكيس قسمين, وخيّرته أحدهما,
فقال لي: «إني أرى قسمي منه كثيرًا, وأنا أكتفي بنصف أحد القسمين: فقسمته بقسمين,
فقال: «تقسمه أيضًا بقسمين», ففعلت,
فقال: « ما أعجب أمرك! أتركه كله حرامًا, ونصفه حلالًا, وآخذ منه شيئًا ! هذا ما لا يكون, انصرف بمالك ».
فقلت له: « يا غلام! أنت حر أو مملوك؟», فقال: «مملوك»,
فقلت: «لمن؟», فقال: «لشيخ هذا الحي».
فدخلت الحيّ, فألفيت الشيخ والناس عنده, فقلت له: «رأيت غلامًا في المنهل يرعى غنيمات, وأسألك أن تبيعنيه»,
فقال:«اشتريته بعشرة دنانير», فقلت: «أنا آخذه بعشرين»,
فقال:«إن لم أبعه؟», قلت:«أعطيك به ثلاثين دينارًا»,
فقال لمن حوله: «أما تسمعون ما يقول؟ وما يحملك على أن تبذل به هذا الثمن؟»,
فقلت:«جمع عليّ ضالّة, فنذرت أن أعتقه, وأبتاع الغنم يرعاها له, وأملّكه إياها».
فقال:«نذرت أن تفعل به هذا لفعلة واحدة من الجميل أولاكها, ولنا في كل يوم منذ ملكناه حسنة تقتضي أكثر مما نأتيه له؟ وأنا أُشهد الجماعة أنه حر لوجه الله, وله ما يرعاه من شياه ».
فانصرفت عن الشيخ, وقد بلغ بي ما أمّلته له »