- إنضم
- 25 أغسطس 2014
- المشاركات
- 62
- التفاعل
- 117
- النقاط
- 37
بسم الله رب العالمين، الرحمن الرحيم، إله الأولين والآخرين، أبان لنا الحق المبين، برسول صادقٍ أمين، وكتاب عربي مبين.
لِأجل أنَّ من طبع الخواطر إيجاز الكلام، وشحذ المعاني بقلة الألفاظ، والابتعاد عن التوثيق للتحقيق والتدقيق،
أخوض في الخاطرة مستعينًا بالله العظيم العزيز الحكيم:
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، ومن كثرة ما أعد من أهل العلم في أقطار ديار الإسلام ظننتُ بادئ النَّظر أن هذا الحديث لا ينطبق على واقعنا، إنما هو لأيّامٍ قادمةٍ، في وقتٍ وصف حذيقةُ بن اليمان رضي الله عنهما الدينَ والعلمَ فيه بالاندراس حيث قال: يدرس الإسلام كما يدرس الوشي في الثوب.
وأجدني وأنا أقرأ للسلف رضوان الله عليهم في مفهومهم للعلم بأنه مخالف لمفهومنا له، أو لمفهومي أنا حتى لا أعمم، حيث كنت أظن أن العلم بكثرة المحفوظ والتفنن في إيراد المسائل !
نجد في أقوالهم ونقرأ من ما نقل عنهم:
قال الحسن: إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ.
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ إِنَّمَا الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كفى بخشية الله علما،
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
قال الفضيل بن عياض إنما الفقيه الذي انطقته الخشية وأسكتته الخشية إن قال قال بالكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة وإن اشتبه عليه شيء وقف عنده ورده إلى عالمه
وغيرها الكثير، وليس المقام مقام إيغال في نقلِ هذه الأقوال، ويكفي دليلا على هذه الأقوال قول الله عز وجل: "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ"
لو تدبَّرنا حال العلماء في كتاب الله لرأينا أنهم مذمومون إلا صنفًا واحدًا منهم، وهم من أخذ الميثاق بحقه وهو قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ"، أم الآخَرِين فإنهم "كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"، أو "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا"، بل وأعظم من ذلك حيث أنه جعل لعنة الله عليهم ولعنة اللاعنين فقال الله: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ".
أثار حفيظتي هذا الأمر بشدة، حيث نرى حِلقًا للعلم تُعدَّ بأعداد الحَصَى على امتداد العالم الإسلامي، أفعلًا لم يُقبض العلم بقبض العلماء بعد، أم أنّهم قُبِضوا ونحن نتبع رءوسًا جهالًا أضلَّونا السبيلا؟
الأمر يتوافق بشدة ويتناسق بأعجوبة مع حديث من أعظم أحاديث الفتن وأشراط الساعة، بل لا أبالغ إن قلت هو عمودها الفقري، وهو حديث حذيفة رضي الله عنه حيث صح أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك!!
إني أظن أنَّ الله قبض أكثر أهل العلم، ولم يبق منهم إلا نزرًا يسيرًا هم ملح الأرض خشية أن تفسد لأنه سبحانه ضمن للأمّة أن تبقى فيها طائفة على الحق، أما الأكثرون فما هم إلا دعاة على أبواب جهنم فرّقوا الأمة وألبسوها شِيَعًا ورسول الله ليس منهم في شيء.
وهذا من أعظم أسباب وقوع الأمة في الفتن، فإذا كان الضرير يلتمس من رجلٍ أشد منه ضررًا دلالة الطريق فكيف سيدله وأين سيذهبا؟؟
نسأل الله السلامة والعافية.
أختم بهذا النقل الغريب:
عَنْ كَعْبٍ، قَالَ إِنِّي لَأَجِدُ نَعْتَ قَوْمٍ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَيَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ وَيَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ فَبِي يَغْتَرُّونَ أَوْ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ فَحَلَفْتُ بِي لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ.
لِأجل أنَّ من طبع الخواطر إيجاز الكلام، وشحذ المعاني بقلة الألفاظ، والابتعاد عن التوثيق للتحقيق والتدقيق،
أخوض في الخاطرة مستعينًا بالله العظيم العزيز الحكيم:
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا"، ومن كثرة ما أعد من أهل العلم في أقطار ديار الإسلام ظننتُ بادئ النَّظر أن هذا الحديث لا ينطبق على واقعنا، إنما هو لأيّامٍ قادمةٍ، في وقتٍ وصف حذيقةُ بن اليمان رضي الله عنهما الدينَ والعلمَ فيه بالاندراس حيث قال: يدرس الإسلام كما يدرس الوشي في الثوب.
وأجدني وأنا أقرأ للسلف رضوان الله عليهم في مفهومهم للعلم بأنه مخالف لمفهومنا له، أو لمفهومي أنا حتى لا أعمم، حيث كنت أظن أن العلم بكثرة المحفوظ والتفنن في إيراد المسائل !
نجد في أقوالهم ونقرأ من ما نقل عنهم:
قال الحسن: إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ الْبَصِيرُ بِأَمْرِ دِينِهِ الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ.
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ إِنَّمَا الْفَقِيهُ مَنْ يَخَافُ اللَّهَ.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كفى بخشية الله علما،
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية .
قال الفضيل بن عياض إنما الفقيه الذي انطقته الخشية وأسكتته الخشية إن قال قال بالكتاب والسنة وإن سكت سكت بالكتاب والسنة وإن اشتبه عليه شيء وقف عنده ورده إلى عالمه
وغيرها الكثير، وليس المقام مقام إيغال في نقلِ هذه الأقوال، ويكفي دليلا على هذه الأقوال قول الله عز وجل: "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ"
لو تدبَّرنا حال العلماء في كتاب الله لرأينا أنهم مذمومون إلا صنفًا واحدًا منهم، وهم من أخذ الميثاق بحقه وهو قوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ"، أم الآخَرِين فإنهم "كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"، أو "كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا"، بل وأعظم من ذلك حيث أنه جعل لعنة الله عليهم ولعنة اللاعنين فقال الله: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ".
أثار حفيظتي هذا الأمر بشدة، حيث نرى حِلقًا للعلم تُعدَّ بأعداد الحَصَى على امتداد العالم الإسلامي، أفعلًا لم يُقبض العلم بقبض العلماء بعد، أم أنّهم قُبِضوا ونحن نتبع رءوسًا جهالًا أضلَّونا السبيلا؟
الأمر يتوافق بشدة ويتناسق بأعجوبة مع حديث من أعظم أحاديث الفتن وأشراط الساعة، بل لا أبالغ إن قلت هو عمودها الفقري، وهو حديث حذيفة رضي الله عنه حيث صح أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال نعم فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت يا رسول الله صفهم لنا قال نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك!!
إني أظن أنَّ الله قبض أكثر أهل العلم، ولم يبق منهم إلا نزرًا يسيرًا هم ملح الأرض خشية أن تفسد لأنه سبحانه ضمن للأمّة أن تبقى فيها طائفة على الحق، أما الأكثرون فما هم إلا دعاة على أبواب جهنم فرّقوا الأمة وألبسوها شِيَعًا ورسول الله ليس منهم في شيء.
وهذا من أعظم أسباب وقوع الأمة في الفتن، فإذا كان الضرير يلتمس من رجلٍ أشد منه ضررًا دلالة الطريق فكيف سيدله وأين سيذهبا؟؟
نسأل الله السلامة والعافية.
أختم بهذا النقل الغريب:
عَنْ كَعْبٍ، قَالَ إِنِّي لَأَجِدُ نَعْتَ قَوْمٍ يَتَعَلَّمُونَ لِغَيْرِ الْعَمَلِ وَيَتَفَقَّهُونَ لِغَيْرِ الْعِبَادَةِ وَيَطْلُبُونَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ وَيَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْنِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ فَبِي يَغْتَرُّونَ أَوْ إِيَّايَ يُخَادِعُونَ فَحَلَفْتُ بِي لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ.
التعديل الأخير: