- إنضم
- 15 يوليو 2013
- المشاركات
- 1,515
- التفاعل
- 5,475
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
(الحج 62)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل). متفق عليه
الحق إسم من أسماء الله تعالى والإسم الحق ينافي الباطل والحق هو الله المتصف بالوجود والدوام والقيومية
فلايلحقه زوال او فناء جل في علاه.
لهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللهم أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق) رواه البخاري ومسلم.
هو الحق هو خالق كل شيء, ولا احد سواه جل في علاه (يبدأ الخلق ثم يعيده)
(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ)
(يونس 34).
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)
(سبأ 49)
وأما الباطل فهو نقيض الحق والباطل في لغة العرب يأتي على معنيين
المعنى الأول للباطل: هو الفناء والعدم وكل شيء مصيره الفناء والزوال وهنا تتجلى الآية الكريمة
(كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ)
(القصص 88)
والمعني الثاني: معدوم النفع والفائدة لهذا كل فعل لاينفع فهو باطل
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهن من الحق) رواه أبو داود والترمذي
لهذا كل ماعدا الله هو ضائع باطل زائل لاينفع مثل مايعبد من دون الله , وكذلك السحر باطل ولهذا السحرة سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بـ (البطلة) في الحديث الذي رواه مسلم
(اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة)
والأصنام التي لاتضر ولاتنفع والطواغيت وراس الكفر إبليس باطل والشرك هو غاية الباطل
وهنا ذكر الله إبليس اللعين
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)
(سبأ 49)
قال الطبري في تفسيره عن هذه الآية:
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ) يقول: قل لهم يا محمد: جاء القرآن ووحي الله ( وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ ) يقول: وما ينشىء الباطل خلقًا، والباطل هو فيما فسره أهل التأويل: إبليس (وَمَا يُعِيدُ) يقول: ولا يعيده حيًّا بعد فنائه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ : أي بالوحي عَلامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ أي: القرآن ( وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) والباطل: إبليس، أي: ما يخلق إبليس أحدًا ولا يبعثه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ فقرأ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ ... إلى قوله وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ قال: يزهق الله الباطل، ويثبت الله الحق الذي دمغ به الباطل، يدمغ بالحق على الباطل، فيهلك الباطل ويثبت الحق، فذلك قوله: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المنفي في كلمة الإخلاص هي الطواغيت والأصنام وكل ما عُبد من دون الله، وكلها باطلة بلا ريب، كما قال لبيد في شعره الذي سمعه منه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
والناظر لحال هذه الدنيا يراها دار باطل وكذب وزيف وزوال فهي زائلة والآخرة هي دار حق وهي الدار الباقية ولهذا سميت بدار البقاء وهي دار النعيم المقيم الذي لايزول ولايفنى ولاينتهي, وكل مايخشاه الإنسان من فوات متاع الدنيا ومصالحها وزينتها او الخوف من أي شيء أو حب شيء فيها لدرجة اعظم من حب الله فهو باطل. و لا أحد يملك في امر هذه الدنيا نفعا أو ضرا إلا بإذن الله, والمتفكر في أمر الخلق يرى أن أجسادهم وأملاكهم كلها إلى الزوال والنسيان, وكل الدنيا وكل شيء هالك إلا وجه الله الكريم.
فتأمل ماقال لبيد:
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ بلى **** كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ **** وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِل
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله السادة الاطهار وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
(ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
(الحج 62)
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل). متفق عليه
الحق إسم من أسماء الله تعالى والإسم الحق ينافي الباطل والحق هو الله المتصف بالوجود والدوام والقيومية
فلايلحقه زوال او فناء جل في علاه.
لهذا كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللهم أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق) رواه البخاري ومسلم.
هو الحق هو خالق كل شيء, ولا احد سواه جل في علاه (يبدأ الخلق ثم يعيده)
(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ)
(يونس 34).
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)
(سبأ 49)
وأما الباطل فهو نقيض الحق والباطل في لغة العرب يأتي على معنيين
المعنى الأول للباطل: هو الفناء والعدم وكل شيء مصيره الفناء والزوال وهنا تتجلى الآية الكريمة
(كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ)
(القصص 88)
والمعني الثاني: معدوم النفع والفائدة لهذا كل فعل لاينفع فهو باطل
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل، إلا رميه بقوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله، فإنهن من الحق) رواه أبو داود والترمذي
لهذا كل ماعدا الله هو ضائع باطل زائل لاينفع مثل مايعبد من دون الله , وكذلك السحر باطل ولهذا السحرة سماهم النبي صلى الله عليه وسلم بـ (البطلة) في الحديث الذي رواه مسلم
(اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلَة)
والأصنام التي لاتضر ولاتنفع والطواغيت وراس الكفر إبليس باطل والشرك هو غاية الباطل
وهنا ذكر الله إبليس اللعين
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)
(سبأ 49)
قال الطبري في تفسيره عن هذه الآية:
القول في تأويل قوله تعالى : قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (49)
(قُلْ جَاءَ الْحَقُّ) يقول: قل لهم يا محمد: جاء القرآن ووحي الله ( وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ ) يقول: وما ينشىء الباطل خلقًا، والباطل هو فيما فسره أهل التأويل: إبليس (وَمَا يُعِيدُ) يقول: ولا يعيده حيًّا بعد فنائه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ : أي بالوحي عَلامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ أي: القرآن ( وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ) والباطل: إبليس، أي: ما يخلق إبليس أحدًا ولا يبعثه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ فقرأ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ ... إلى قوله وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ قال: يزهق الله الباطل، ويثبت الله الحق الذي دمغ به الباطل، يدمغ بالحق على الباطل، فيهلك الباطل ويثبت الحق، فذلك قوله: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المنفي في كلمة الإخلاص هي الطواغيت والأصنام وكل ما عُبد من دون الله، وكلها باطلة بلا ريب، كما قال لبيد في شعره الذي سمعه منه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا كل شيء ما خلا الله باطل".
والناظر لحال هذه الدنيا يراها دار باطل وكذب وزيف وزوال فهي زائلة والآخرة هي دار حق وهي الدار الباقية ولهذا سميت بدار البقاء وهي دار النعيم المقيم الذي لايزول ولايفنى ولاينتهي, وكل مايخشاه الإنسان من فوات متاع الدنيا ومصالحها وزينتها او الخوف من أي شيء أو حب شيء فيها لدرجة اعظم من حب الله فهو باطل. و لا أحد يملك في امر هذه الدنيا نفعا أو ضرا إلا بإذن الله, والمتفكر في أمر الخلق يرى أن أجسادهم وأملاكهم كلها إلى الزوال والنسيان, وكل الدنيا وكل شيء هالك إلا وجه الله الكريم.
فتأمل ماقال لبيد:
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ بلى **** كلُّ ذي لُبٍّ إلى اللّهِ وَاسِلُ
ألا كُلُّ شيءٍ ما خَلا اللّهُ باطِلُ **** وكلُّ نعيمٍ لا مَحالة َ زائِل
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله السادة الاطهار وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين