- إنضم
- 15 مايو 2018
- المشاركات
- 5,137
- التفاعل
- 23,446
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
نفس ما فعلت ثمود مع نبيهم صالح عليه السلام من ضغط عبر المزايدة والتهديد المبطن بفقد المكانة
= فعله أهل مدين مع نبيهم شعيب عليه السلام حين قالوا: "يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد"
تأمل الجملة الأخيرة.. إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد
استهزاء وسخرية يحملان تذكيرا بسابق العهد وسالف المكانة أنت يا شعيب!!
أنت يا من كنت فينا حليما رشيدا أنت يا من عُرفت بحسن الأخلاق ورجاحة العقل ومكارم الصفات يصدر عنك هذا القول
لم يكن الأمر هنا قاصرا على السخرية وحسب
بل كما ذكر القرطبي والبغوي والرازي أنه كان يحمل وجها من وجوه التذكير بهذا المقام الذي كان له بينهم والمزايدة عليه المقام الذي يوشك أن يفقده لأنه خالفهم وتجرأ أن يتكلم بغير قولهم ويختار ما يباين خياراتهم.
وبالفعل لم يمض كثير من الوقت حتى تغيرت اللهجة وزال الاحترام ورحلت المكانة "قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ" في لحظات صار ذلك الذي وصفوه بالحليم الرشيد يتكلم في نظرهم كلاما غير مفهوم وصار ضعيفا فيهم ولم يعد عزيزا بينهم بل وهددوه ضمنيا بالرجم ولماذا كل هذا؟!
لماذا تحول الأمر هكذا مع الأنبياء ختاما بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم الذي كان يلقب بين قومه بالصادق الأمين فلما قال ما لم يوافق الهوى ولم يشابه ما يقولونه إذا به يُرمى بالكذب والسحر والكهانة ويكون أول من يتوعده عمه تبت يداه
وهذا ما توقعه ورقة بن النوفل وصرح للنبي صلى الله عليه وسلم به ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا أخرجه قومه
هكذا الأقوام إذا طغوا والجموع إذا فسدت كلما يأتيهم من يحطمون التصورات السائدة ويقررون الصدع بما اعتقدوه
وإن خالف عموم الناس أو ضايقهم = أخرجوهم من قريتهم هذا هو الأصل خصوصا في العقائد "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" [سورة اﻷعراف 88]
وليس شعيب وحده بل سائر الرسل كما جاء التعميم في سورة إبراهيم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ" [سورة إبراهيم 13]
وليس الرسل فحسب ولكن الصالحين أيضا تعرضوا لذلك العائق الخطير عائق التهديد الصريح ومحاولة التأثير الإيجابي على المهتدي أصحاب الكهف حدث معهم ذلك ورغم كونهم من أبناء الوجهاء والأثرياء إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى الجموع الغاضبة من اختلافهم الرافضة لإيمانهم "إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا"
هكذا أوضح أصحاب الكهف مصدر الخطر وعلته الرجوع عن الحق والعودة إلى ملة الآباء
وليس الأمر مقتصرا على الملل والعقائد فقط بل مجرد الاختلاف عن الحالة السائدة من الفساد = تؤدي إلى التهديد الأشهر نفسه الإخراج " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ" لكن لماذا؟ ماذا فعلوا؟ ما الجرم الذي اقترفوه؟! ما الخطيئة التي تلبسوا بها؟! ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"
هكذا فقط؟! يتطهرون!! أتلك هي مشكلتهم وهذه هي جريمتهم وذاك وحسب هو ما تنقمون عليهم؟
نعم تلك كانت الإجابة وهذه كانت دوما القاعدة ((ودت البغي لو زنت نساء الحي))
وردت تلك العبارة عن سيدنا عثمان رضي الله عنه وأحسن منها ما قال الله عن المنافقين "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ "
تلك هي حقيقة المقصد والهدف ولقد صرح القرآن بذلك المقصد وبوضوح تام "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" هدفهم ليس فقط أن تميل وتزل وغايتهم ليست مجرد الوقوع في أمر يحتمل خلافًا هدفهم الذي أخبرك به الله -ومن أصدق من الله حديثًا– هو الميل العظيم مرادهم وغايتهم الحقيقية أن تميل {ميلا عظيما} دعهم ينكرون كما يشاءون ودعهم يتجملون ويكذبون ويدلسون ويزعمون أنهم وسطيون وعلى مصلحتك حريصون مهما قالوا ومهما ادعوا فإن القول الفصل قول ربك {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} هذا هو الاقتران وتلك هي المزاوجة التي لا تنفصل عند أولئك المفسدين اتباع شهوات ورغبة في إمالة الخلق وتذكر ليس مجرد ميل بل {ميلا عظيما}
منقول اعجبني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
نفس ما فعلت ثمود مع نبيهم صالح عليه السلام من ضغط عبر المزايدة والتهديد المبطن بفقد المكانة
= فعله أهل مدين مع نبيهم شعيب عليه السلام حين قالوا: "يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد"
تأمل الجملة الأخيرة.. إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد
استهزاء وسخرية يحملان تذكيرا بسابق العهد وسالف المكانة أنت يا شعيب!!
أنت يا من كنت فينا حليما رشيدا أنت يا من عُرفت بحسن الأخلاق ورجاحة العقل ومكارم الصفات يصدر عنك هذا القول
لم يكن الأمر هنا قاصرا على السخرية وحسب
بل كما ذكر القرطبي والبغوي والرازي أنه كان يحمل وجها من وجوه التذكير بهذا المقام الذي كان له بينهم والمزايدة عليه المقام الذي يوشك أن يفقده لأنه خالفهم وتجرأ أن يتكلم بغير قولهم ويختار ما يباين خياراتهم.
وبالفعل لم يمض كثير من الوقت حتى تغيرت اللهجة وزال الاحترام ورحلت المكانة "قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ" في لحظات صار ذلك الذي وصفوه بالحليم الرشيد يتكلم في نظرهم كلاما غير مفهوم وصار ضعيفا فيهم ولم يعد عزيزا بينهم بل وهددوه ضمنيا بالرجم ولماذا كل هذا؟!
لماذا تحول الأمر هكذا مع الأنبياء ختاما بالنبي محمد صلي الله عليه وسلم الذي كان يلقب بين قومه بالصادق الأمين فلما قال ما لم يوافق الهوى ولم يشابه ما يقولونه إذا به يُرمى بالكذب والسحر والكهانة ويكون أول من يتوعده عمه تبت يداه
وهذا ما توقعه ورقة بن النوفل وصرح للنبي صلى الله عليه وسلم به ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا أخرجه قومه
هكذا الأقوام إذا طغوا والجموع إذا فسدت كلما يأتيهم من يحطمون التصورات السائدة ويقررون الصدع بما اعتقدوه
وإن خالف عموم الناس أو ضايقهم = أخرجوهم من قريتهم هذا هو الأصل خصوصا في العقائد "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" [سورة اﻷعراف 88]
وليس شعيب وحده بل سائر الرسل كما جاء التعميم في سورة إبراهيم " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ" [سورة إبراهيم 13]
وليس الرسل فحسب ولكن الصالحين أيضا تعرضوا لذلك العائق الخطير عائق التهديد الصريح ومحاولة التأثير الإيجابي على المهتدي أصحاب الكهف حدث معهم ذلك ورغم كونهم من أبناء الوجهاء والأثرياء إلا أن ذلك لم يشفع لهم لدى الجموع الغاضبة من اختلافهم الرافضة لإيمانهم "إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا"
هكذا أوضح أصحاب الكهف مصدر الخطر وعلته الرجوع عن الحق والعودة إلى ملة الآباء
وليس الأمر مقتصرا على الملل والعقائد فقط بل مجرد الاختلاف عن الحالة السائدة من الفساد = تؤدي إلى التهديد الأشهر نفسه الإخراج " فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ" لكن لماذا؟ ماذا فعلوا؟ ما الجرم الذي اقترفوه؟! ما الخطيئة التي تلبسوا بها؟! ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"
هكذا فقط؟! يتطهرون!! أتلك هي مشكلتهم وهذه هي جريمتهم وذاك وحسب هو ما تنقمون عليهم؟
نعم تلك كانت الإجابة وهذه كانت دوما القاعدة ((ودت البغي لو زنت نساء الحي))
وردت تلك العبارة عن سيدنا عثمان رضي الله عنه وأحسن منها ما قال الله عن المنافقين "وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ "
تلك هي حقيقة المقصد والهدف ولقد صرح القرآن بذلك المقصد وبوضوح تام "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا" هدفهم ليس فقط أن تميل وتزل وغايتهم ليست مجرد الوقوع في أمر يحتمل خلافًا هدفهم الذي أخبرك به الله -ومن أصدق من الله حديثًا– هو الميل العظيم مرادهم وغايتهم الحقيقية أن تميل {ميلا عظيما} دعهم ينكرون كما يشاءون ودعهم يتجملون ويكذبون ويدلسون ويزعمون أنهم وسطيون وعلى مصلحتك حريصون مهما قالوا ومهما ادعوا فإن القول الفصل قول ربك {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} هذا هو الاقتران وتلك هي المزاوجة التي لا تنفصل عند أولئك المفسدين اتباع شهوات ورغبة في إمالة الخلق وتذكر ليس مجرد ميل بل {ميلا عظيما}
منقول اعجبني