- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 8,034
- التفاعل
- 24,205
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
لو انتصر الانسان لنفسه كل ماتعدَّى عليه فيه أحدٌ لَقَطَّع كلَّ علاقاته مع الناس! فالله عز وجل خَلَقَ الناسَ بأفهام مختلفة، ولكل واحد منهم مصالحه الخاصة التي يحب أن يدافع عنها، وهذا التباين بين الناس يخلق صراعات كثيرة بينهم، وعلى الإنسان الحكيم أن يتجاوز قدر ما يستطيع على التعدِّيات المستمرة عليه، وهذا التجاوز ليس من باب الضعف كما يتخيل بعض الناس، إنما هو في الواقع قوة.
روى البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: «..وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا»، فهنا فَرَّقَت عائشة رضي الله عنها بين الأخطاء التي قام بها الناس في حقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كإنسان، والأخطاء التي فعلوها في حقِّ الله تعالى، فما كان في حقه هو تجاوز عنه، وما كان في حقِّ الله عاقب عليه، ومن هنا نفهم مواقفه صلى الله عليه وسلم الجليلة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»".
وروى البخاري عن عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: "السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ»، فتجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم في هذين الموقفين هو تجاوزٌ عن تعدٍّ صريح في حقِّه، ولو ردَّ الاعتداء بمثله ما لامه أحدٌ، ولكنه يُبْرِز أخلاق الإسلام، وفي نفس الوقت يكسب صداقات جديدة، فوق أنه يُثْبِت قوة روحه، وشِدَّة نفسه، وهذا لا يكون إلا في مؤمن، فلنتأسَّ بهذه السُّنَّة الراقية.
وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ».
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
لو انتصر الانسان لنفسه كل ماتعدَّى عليه فيه أحدٌ لَقَطَّع كلَّ علاقاته مع الناس! فالله عز وجل خَلَقَ الناسَ بأفهام مختلفة، ولكل واحد منهم مصالحه الخاصة التي يحب أن يدافع عنها، وهذا التباين بين الناس يخلق صراعات كثيرة بينهم، وعلى الإنسان الحكيم أن يتجاوز قدر ما يستطيع على التعدِّيات المستمرة عليه، وهذا التجاوز ليس من باب الضعف كما يتخيل بعض الناس، إنما هو في الواقع قوة.
روى البخاري عَنْ عائشة رضي الله عنها، أَنَّهَا قَالَتْ: «..وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا»، فهنا فَرَّقَت عائشة رضي الله عنها بين الأخطاء التي قام بها الناس في حقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كإنسان، والأخطاء التي فعلوها في حقِّ الله تعالى، فما كان في حقه هو تجاوز عنه، وما كان في حقِّ الله عاقب عليه، ومن هنا نفهم مواقفه صلى الله عليه وسلم الجليلة.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: "كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ البُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»".
وروى البخاري عن عَائِشَةَ، رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: "السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ»، فتجاوز الرسول صلى الله عليه وسلم في هذين الموقفين هو تجاوزٌ عن تعدٍّ صريح في حقِّه، ولو ردَّ الاعتداء بمثله ما لامه أحدٌ، ولكنه يُبْرِز أخلاق الإسلام، وفي نفس الوقت يكسب صداقات جديدة، فوق أنه يُثْبِت قوة روحه، وشِدَّة نفسه، وهذا لا يكون إلا في مؤمن، فلنتأسَّ بهذه السُّنَّة الراقية.
وروى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ».