- إنضم
- 16 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 336
- التفاعل
- 796
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سيد قطب : و النصر قد يبطئ على الذين ظلموا و أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله.
قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ و لم يتم بعد تمامها ، و لم تحشد بعد طاقاتها ، و لم تتحفز كل خلية و تتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى و استعدادات ، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا.
و قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة ، و آخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزا و لا غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله.
و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله.
و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، و هي تعاني و تتألم و تبذل ، و لا تجد لها سنداً إلا الله ، و لا متوجَّها إلا إليه وحده في الضراء.
و قد يبطئ النصر لأن الأمة لم تتجرد بعد في كفاحها و بذلها لله و لدعوته ، فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها ، و الله يريد أن يكون الجهاد له وحده و في سبيله ، بريئا من المشاعر التي تلابسه.
و قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة بقية من خير يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا و يذهب وحده هالكا ، لا تتلبس به ذرة من خير.
و قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنه لم ينكشف زيفه للناس تماما ، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده و ضرورة زواله فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس.
و قد يبطئ النصر لأن البيئة لاتصلح بعد لاستقبال الحق و العدل الذي تمثله الأمة فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار ، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر و لاستبقائه.
من أجل هذا كله و غيره مما يعلمه الله قد يبطئ النصر فتتضاعف التضحيات ، و تتضاعف الآلام مع دفاع الله عن الذين آمنوا و تحقيق النصر لهم في النهاية.
سيد قطب رحمة الله عليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول سيد قطب : و النصر قد يبطئ على الذين ظلموا و أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله.
قد يبطئ النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعدُ و لم يتم بعد تمامها ، و لم تحشد بعد طاقاتها ، و لم تتحفز كل خلية و تتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى و استعدادات ، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا.
و قد يبطئ النصر حتى تبذل الأمة آخر ما في طوقها من قوة ، و آخر ما تملكه من رصيد ، فلا تستبقي عزيزا و لا غاليا لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله.
و قد يبطئ النصر حتى تجرب الأمة آخر قواها، فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، إنما يتنزل النصر من عند الله.
و قد يبطئ النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله ، و هي تعاني و تتألم و تبذل ، و لا تجد لها سنداً إلا الله ، و لا متوجَّها إلا إليه وحده في الضراء.
و قد يبطئ النصر لأن الأمة لم تتجرد بعد في كفاحها و بذلها لله و لدعوته ، فهي تقاتل لمغنم تحققه ، أو تقاتل حمية لذاتها ، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها ، و الله يريد أن يكون الجهاد له وحده و في سبيله ، بريئا من المشاعر التي تلابسه.
و قد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة بقية من خير يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا و يذهب وحده هالكا ، لا تتلبس به ذرة من خير.
و قد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنه لم ينكشف زيفه للناس تماما ، فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه لم يقتنعوا بعد بفساده و ضرورة زواله فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس.
و قد يبطئ النصر لأن البيئة لاتصلح بعد لاستقبال الحق و العدل الذي تمثله الأمة فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار ، فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر و لاستبقائه.
من أجل هذا كله و غيره مما يعلمه الله قد يبطئ النصر فتتضاعف التضحيات ، و تتضاعف الآلام مع دفاع الله عن الذين آمنوا و تحقيق النصر لهم في النهاية.
سيد قطب رحمة الله عليه