- إنضم
- 15 مايو 2018
- المشاركات
- 769
- التفاعل
- 870
- النقاط
- 102
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
كل الناس عايشة وناقصها حاجة.. مهما كنت شايف ظاهر النعم اللي عندهم.. لازم بيكون في حاجة ناقصة بشكل مؤلم.. وجايز تكون نعمتهم ظاهرة لك اوي عشان هى اللي ناقصاك بشكل مؤلم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
وعلى قدر ما نتألم لهذا النقصان.. فهذا ينقصه الصحة.. وهذا ينقصه المال.. وهى ينقصها الحب..والأخرى ينقصها الجمال.. وهى تحلم بالاهتمام... وهو يتمنى الراحة...
وعلى مدار حياتهم.. يقفون دائماً على ما يذكرهم بهذا النقصان.. فيظل الألم ينزف بداخلهم ولا يستطيعون فهم الأمر.. وفجأة يجدون ما ينقصهم معروض عليهم وبقوة وبسهولة.. ولكنه حرام.. فيتألمون أكثر لشدة الاحتياج لجبر النقصان... فمنهم من يقع فيه..ومنهم من يحوم حوله.. وقليلاً من يثبت وينهى نفسه عن الهوى
كم مرة قرأتم قصة أصحاب السبت؟.. أمرهم الله الا يصطادوا يوم السبت... فاذا بهم يجدون كل الخير فقط متوفر يوم السبت وليس باقي الأسبوع... يعني بالنسبة لهم نعمة ناقصة... فاذا تعرضوا لها.. من شدة نقصانها وقعوا فيها... اتفتنوا وسقطوا في الاختبار..
اختبار الحياة.. هل ستصبر على هذا النقصان؟.. أم ستفتن مع أول اختبار تتعرض له؟.. هل ستتمكن من مجاهدة ذاتك؟.. مجاهدة ذاتك هى معركتك في الحياة.. وعدوك هو احتياجاتك الناقصة التي تجد ملاذاً لها في الحرام الذي أمرت ان تبتعد عنه..
هل ستستطيع جهاد نفسك؟.. كما في قصة طالوت وجالوت.. وهما في شدة العطش...اتعرضوا على الاختبار.. الفتنة... ينقصهم الماء ويحتاجون له بشدة... فيأمرهم الله الا يرتوا بالشرب وفقط رشفة من النهر.. فوقع من وقع وشرب من شرب... ولم ينتصر في اخر الامر الا الفئة القليلة التي ثبتت واطاعت الله وتمكنت من قيادة شهواتها واحتياجتها...فانتصروا بإذن الله
وكأن الحياة فيها معركتين.. معركة داخلك مع نفسك.. ومعركة مع الأعداء... من ينجح في الثبات امام الفتن.. امام احتياجتهم الناقصة اذا عرضت عليهم ... وهى حقيقة ليست حلالاً لهم .. هل سيقعون ويأخذونها؟ ام سيصبرون ويتحكمون في شهواتهم؟
اذا تمكنت من مجاهدة نفسك.. اذا نجحت في التحكم في شهواتك واحتياجتك فيما يرضي الله فقط.. فقط تنتصر .. تنتصر على ذاتك وتصبح مؤهلا لاعلاء كلمة الله.. وتنجح لتمر للآخرة في سلام...
فاذا تركت نفسك لتعيش اليأس والحرمان.. لم تفهم الاختبار.. سقطت فيه.. ولم تستفد دنيا وآخرة!
السر هو أنه من هذا النقصان ستبتلى كما يبتليك اذا تعلقت بالنعمة... فامتحان التعلق بالنعمة أن تحرم منها... وامتحان نقصان الحاجة أن تثبت اذا عرضت عليك في الحرام... وفي النهاية هى غربلة لتمحيص القلب من الشوائب.. ولامتحان قوة تعلقه بالله...
فلا تقع في بئر الحرمان بأفكارك.. أعلم وتيقن ان هذا النقصان يجبره قوة صلتك بالله... فيقويك ويثبتك عندما يختبر قوة إيمانك ويعرض عليك ليلا نهارا ان ترتوي مما ينقصك.. فلن يثبتك سوى الله... لان الانسان ضعيف امام احتياجاته... قوى باتصاله بالله.. ❤
<<أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)>>