- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا " أحمد بن أبي الحواري
المسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر أنه يناجي الله – سبحانه وتعالى - حين قراءته للقرآن لكي يشعر بلذة القراءة ... حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ وأن الله يمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين .
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد أُذُناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته"
وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "
وعن البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"
يقول ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "اهـ
وقال قتادة: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"
وقال أبو مالك: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن".
فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل .
عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعةفمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ " .
هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس.
علينا أن نتذكر دائما إذا مررنا بصفة من صفات النجاح والسعادة أن نسأل الله تعالى إياها ، وإذا مررنا بصفة من صفات الشقاء والفشل والنكد والضيق أن نستعيذ بالله من شرها.
إن تربية النفس على هذا المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظا لها عند الفتن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"إني لأقرأ القرآن وأنظر في آيه ، فيحير عقلي بها، وأعجب من حفاظ القرآن كيف يهنهم النوم ، ويسعهم أن يشتغلوا بشيء من الدنيا وهم يتلون كلام الله ، أما إنهم لو فهموا ما يتلون ، وعرفوا حقه فتلذذوا به واستحلوا المناجاة لذهب عنهم النوم فرحاً بما قد رزقوا " أحمد بن أبي الحواري
المسلم عند قراءته للقرآن عليه أن يستحضر أنه يناجي الله – سبحانه وتعالى - حين قراءته للقرآن لكي يشعر بلذة القراءة ... حينما يستحضر أن الله يراه ويستمع لقراءته وهو يقرأ وأن الله يمدحه ويثني عليه ويباهي به ملائكته المقربين .
إن أحدنا لو ظن أن رئيسه ، أو والده أو أميرا ينظر إلى قراءته ويمدحه لاجتهد في ذلك ، فكيف والذي يستمع إليه ويثني عليه ملك الملوك الذي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يجهر بالقرآن "
وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد أُذُناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته"
وعن عبد الله بن المبارك قال : سألت سفيان الثوري قلت : الرجل إذا قام إلى الصلاة أي شيء ينوي بقراءته وصلاته ؟ قال : ينوي أنه يناجي ربه "
وعن البياضي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون ، وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : إن المصلي يناجي ربه عز وجل فلينظر ما يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن"
يقول ابن القيم: " إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعـــــه ، وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه ، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم "اهـ
وقال قتادة: "ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن"
وقال أبو مالك: إن أفواهكم طرق من طرق الله تعالى فنظفوها ما استطعتم قال : فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن".
فالقارئ يستشعر أن الله يخاطبه مباشرة ، وأن الله تعالى يسمع قراءته ، فإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بآية فيه وعيد استعاذ ، وإذا مر بسؤال سأل .
عن حذيفة رضي الله عنه قال : " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت يركع عند المائة ثم مضى ، فقلت يصلي بها في ركعةفمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلا ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ " .
هكذا تكون المناجاة بالقرآن ، إنها قراءة حية يعي فيها العبد ماذا يقرأ ؟ ولماذا يقرأ ؟ ومن يخاطب بقراءته ؟ وماذا يحتاج منه ؟ وما يجب له نحوه من التعظيم والتقديس.
علينا أن نتذكر دائما إذا مررنا بصفة من صفات النجاح والسعادة أن نسأل الله تعالى إياها ، وإذا مررنا بصفة من صفات الشقاء والفشل والنكد والضيق أن نستعيذ بالله من شرها.
إن تربية النفس على هذا المقاصد حين تلاوة القرآن الكريم يقوي فيها مراقبة الله تعالى فيكون حافظا لها عند الفتن.