- إنضم
- 28 سبتمبر 2014
- المشاركات
- 372
- التفاعل
- 1,237
- النقاط
- 102
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان للنعمان بن المنذر يومان،يوم بؤس لا يلقى فيه أحدا إلا قتله،ويوم سرور لا يلقى فيه أحدا إلا منحه الكثير من عطاياه. وذات يوم خرج رجل من طيء يصطاد،فلقيه النعمان بن المنذر وكان في يوم بؤسه: فقال لابد من قتلك. فقال الرجل الطائي: أصلح الله الملك لقد تركت أولادي يكاد الجوع يقتلهم. فلو أذنت لي حتى أعود إليهم فأطعمهم فأوصي بهم، ثم آتيك في اليوم الثالث لتفعل بي ما تشاء، فرقّ الملك لحاله وقال: لا آذن لك حتى يضمنك ضامن. فنظر الرجل إلى من حوله فوقعت عينه على رجل يعرفه فقال له: يا شريك بن عمرو: هل من الموت محالة؟ اضمني عند الملك حتى أطعم أولادي وآتيك في اليوم الثالث، فقال شريك: أصلح الله الملك، هو عليّ. وانطلق الرجل إلى أهله، وجاء اليوم الثالث وأحضر الملك شريك بن عمرو وقال له: أنت ضامن والضامن غارم، وإذا أخل الطائي بوعده فلابد من قتلك. فقال له شريك: ليس لك عليّ من سبيل حتى يمضي النهار، وفي آخر ذلك اليوم الثالث هيأه للقتل، فقال شريك: أمهلني قليلا فإنى أرى شبحا من بعيد لعله صاحبي. ثم أسفر الشبح عن ذلك الرجل الطائي وقد حضر، فتعجب الملك لذلك، ووجه إليهما هذين السؤالين فقال: يا شريك بن عمرو ما الذي حملك على أن تضمن الرجل وربما أخلف وعده فتقتل به؟ قال شريك: إنما فعلت ذلك حتى لا يقال ضاعت المروءة من الناس. قال الملك: وأنت أيها الطائي: لقد نجوت بنفسك فما الذي دعاك إلى أن تحضر لتقتل وفي ذلك إتلاف حياتك؟ قال الطائي: أصلح الله الملك، إنما جئت أسلم رقبتي للقتل حتى لا يقال ضاع الوفاء من الناس. فقال الملك في دهشة وعجب: والله لا أكون ألأم الثلاثة، قد عفوت عنك حتى لا يقال: ضاع العفو من الناس.

"واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا"
كان للنعمان بن المنذر يومان،يوم بؤس لا يلقى فيه أحدا إلا قتله،ويوم سرور لا يلقى فيه أحدا إلا منحه الكثير من عطاياه. وذات يوم خرج رجل من طيء يصطاد،فلقيه النعمان بن المنذر وكان في يوم بؤسه: فقال لابد من قتلك. فقال الرجل الطائي: أصلح الله الملك لقد تركت أولادي يكاد الجوع يقتلهم. فلو أذنت لي حتى أعود إليهم فأطعمهم فأوصي بهم، ثم آتيك في اليوم الثالث لتفعل بي ما تشاء، فرقّ الملك لحاله وقال: لا آذن لك حتى يضمنك ضامن. فنظر الرجل إلى من حوله فوقعت عينه على رجل يعرفه فقال له: يا شريك بن عمرو: هل من الموت محالة؟ اضمني عند الملك حتى أطعم أولادي وآتيك في اليوم الثالث، فقال شريك: أصلح الله الملك، هو عليّ. وانطلق الرجل إلى أهله، وجاء اليوم الثالث وأحضر الملك شريك بن عمرو وقال له: أنت ضامن والضامن غارم، وإذا أخل الطائي بوعده فلابد من قتلك. فقال له شريك: ليس لك عليّ من سبيل حتى يمضي النهار، وفي آخر ذلك اليوم الثالث هيأه للقتل، فقال شريك: أمهلني قليلا فإنى أرى شبحا من بعيد لعله صاحبي. ثم أسفر الشبح عن ذلك الرجل الطائي وقد حضر، فتعجب الملك لذلك، ووجه إليهما هذين السؤالين فقال: يا شريك بن عمرو ما الذي حملك على أن تضمن الرجل وربما أخلف وعده فتقتل به؟ قال شريك: إنما فعلت ذلك حتى لا يقال ضاعت المروءة من الناس. قال الملك: وأنت أيها الطائي: لقد نجوت بنفسك فما الذي دعاك إلى أن تحضر لتقتل وفي ذلك إتلاف حياتك؟ قال الطائي: أصلح الله الملك، إنما جئت أسلم رقبتي للقتل حتى لا يقال ضاع الوفاء من الناس. فقال الملك في دهشة وعجب: والله لا أكون ألأم الثلاثة، قد عفوت عنك حتى لا يقال: ضاع العفو من الناس.

"واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا"