س
سيبويه
زائر
ضيف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهاية شاب على الانترنت قصه مؤثره يحكيها الشيخ العريفي
أخي في الله بعد الاطلاع على القصة في رابط الفيديو المرفق أرجو منك قراءة هذه الكلمات
أخي المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
أخي: هذه رسالة يبعثها إليك أخ ناصح.. مشفق.. حريص على سعادتك وهنائك في الدنيا والآخرة..
أخي الشاب: قد سطرت إليك هذه الرسالة، فأبى قلمي أن يكتبها إلا إذا عصرت على مداده لواعج الحسرات! وسواكب العبرات! فأعطيته ذلك فها هو يكتب صادقاً.. رفيقًا.. ليهديك أخي هذه الكلمات..
أخي الشاب: متعني الله وإياك بالصحة، وأسبغ علينا جلباب العافية، وأسدل علينا أستار طاعته ومحبته..
أخي: لقد كتبت إليك هذه الرسالة التي أملاها قلبي، وحملها إليك النصح والحرص على ما ينفعك. فأملي أخي أن تفتح لها أبواب قلبك، وتضمنها في سويدائه، فإن فعلت أخي فإنك إن شاء الله لن تعدم خيرًا تجده فيها..
أخي: إنها الحياة الدنيا بآلامها وشجونها؛ كما وصفها لك الله تعالى:
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا
[الكهف:45].
أخي الشاب: ها أنت تتجرع مرارة الحياة صباح مساء!
ولا أسوأ أخي في مرارة الحياة من الوقوع في المعاصي، والتهالك على اللذات والشهوات! فإنها أخي هي القاصمة التي أفسدت عليك شبابك، وعكرت عليك أن تحيا شبابك قويًا.. ثابتًا.. في عزيمة وعلو همة..
هل سألت نفسك؟ فكيف لو مت وأنا على حالة من الذنب أو الغفلة؟ ماذا أقول لله عز وجل؟ إنك أخي تستطيع أن تصلي وأن تجدد النية في كل صلاة، ولا يضرك بعد ذلك ما علق في فؤادك من أمور أو مطالب، ثم إن دعاءك الله عز وجل بالتوفيق في الصلاة أمر جيد، لا غضاضة فيه، فهذا يعني أنك تهرع إلى الله، لعلمك أنه لا عاصم ولا نافع لك إلا الله.
أخي الكريم نوصيك بما يلي حتى تعود إلى الصلاة، وحتى تستريح نفسك وترضي ربك:
– قبل كل شيء عليك بإحداث توبة إلى الله عز وجل، قم الآن يا أخي وتوضأ وصل لله ركعتين، وفي سجودك: تب إلى ربك واطلب منه المعونة على طاعته، وعبادته، فقد قال تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: ( يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
– عليك أخي الحبيب بإفراد وقت تفكر في قدرة الله وعظمته، حتى يتبين لك حقيقة خلق الأنس والجن، ذلك أن الله تعالى ما خلقنا إلا لنعبده، فإن لم نفعل فلنا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، قال تعالى في كتابه العزيز: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ) وتذكر أخي أن الموت قريب، وتفكر في أناس كانوا حولنا وفجأة أتاهم الموت من غير مرض ولا كبر، تفكر كيف يكون حالك أمام الله وقد عصيته، ولم تؤد فرضه.
-اجتهد في مرافقة الصالحين، فالصاحب ساحب - كما يقال- ورفيق السوء يسحبك إلى معصية الله و إلى كل سوء، كما أن الصاحب الصالح يقودك إلى مرضاة الله، قال تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- أكثر من ذكر الله تعالى، ونرجو أن تضع برنامجا خاصا للذكر وتلاوة القرآن، وحضور دروس أهل العلم، فالقلوب تموت ولا يمكن أن نحييها إلا بذكر الله تعالى، قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب).
وطّن نفسك أن تطلب العلم الشرعي، فالعلم أصل أصيل في تقويم سلوك العبد، واقرأ معي هذه الأحاديث بتأن وتدبر:
- عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بين الكفر والإيمان ترك الصلاة).
أخي : أتدري ما تعنيه كلمة الشباب؟! قال العلماء: أصلها الحركة والنشاط.
أخي: إن للشباب حرارة إن لم تطفأ ببرد الإيمان الصادق؛ أهلكت صاحبها!
ولتعلم أخي أن حبائل إبليس اللعين منصوبة حولك، إذا نجوت من واحدة منها وضع في طريقك الأخرى، وهكذا أخي حتى تقع في أسره وسلطانه.
وسأخبرك أخي بحبائله الكبار التي تفرع عنها شروره وسمومه، فتأمل معي أخي بقلب حاضر في ذلك إلى تعليم العلماء الربانيين إذ يبصرونك بكيد إبليس لعنه الله، قال على ابن أبي طالب رضي الله عنه: ( بُنيت الفتنة على ثلاث: النساء وهن فخ إبليس المنصوب. والشراب وهو سيفه المرهف. والدينار والدرهم وهما سهماه المسمومان ).
أخي الشاب: وقاني الله وإياك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وعصمنا بفضله عن الأهواء والشهوات..
أخي: ما أهلك العباد إلا الهوى! النفس تهوى كل شيء؛ وإن عصت فيه ربها تعالى! وخاصة نفوس الشباب، فهي تغلي بأصحابها كما يغلي المرجل! وتتوثب إلى الملذات والشهوات توثبا.. فواحسرتها أخي على شاب أحرق نضار شبابه في اللذات والشهوات!!
أخي كم من الشباب اتخذوا أهواءهم مطية! ولبئس المطية أخي مطية الهوى.. أما رأيت أخي كيف ذم الله تعالى الهوى في كتابه العزيز؟! فقد قال تعالى:
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
[الجاثية:23].
قال الحسن البصري رحمه الله: ( هو المنافق لا يهوى شيئاً إلا ركبه).
وكل امرئ يدري مواقع رشده *** ولكنه أعمى أسير هواه
يشير عليه الناصحون بجهدهم *** فيأبى قبول النصح وهو يراه
قال مالك بن دينار: ( بئس العبد عبدٌ همه هواه وبطنه ). أخي الشاب: أين أنت واقف؟! على عتبة الهوى؟! أم على عتبة الطاعة لله تعالى؟
فبالله أخي إذا كنت من الواقفين على عتبة الهوى! ما الذي وجدته في دنيا الهوى؟!
* هل وجدت لذة لا ينقضي نعيمها؟!
* هل وجدت أنسًا وراحة يملآن جوانحك؟!
* هل وجدت في نفسك شوقاً إلى الدار الآخرة، وجنة ربك تعالى؟ جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدها الله لأهل طاعته.
* هل وجدت حباً لطاعة ربك تعالى والتفاني في عباده؟!
أخي: إذا أجبتني فاصدقني، ولن تجد أخي الراحة إلا في صدقك مع نفسك وأنت تجيب على هذه الأسئلة..
أخي : أما أنا فسأجيبك بجواب العلماء الذين عرفوا أدواء القلوب، ووصفوا لك الوصفات النافعة؛ إن أنت أخذتها أذهبت ما بك من الداء.
وإليك أخي جواب السؤال؛ يجيبنا فيها الإمام ابن الجوزي رحمه الله إذ يقول: ( اعلم أن مطلق الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في عاقبة، وبحث على نيل الشهوات عاجلاً، وإن كان سبباً للألم والأذى في العاجل، ومنع لذات في الآجل، فأما العاقل، فإنه ينهى نفسه عن لذة تعقب ألماً، وشهوة تورث ندماً، وكفى بهذا القدر مدحاً للعقل وذمًا للهوى ألا ترى أن الطفل يؤثر ما يهوى؛ وإن أداه إلى التلف، فيفضل العاقل عليه بمنع نفسه من ذلك، وقد يقع التساوي بينهما في الميل بالهوى ).
أخي : ما أسعدك يوم أن تصبح فتستقبل يومك بطاعة لله تعالى، وتقتل هواك يومها! فلك أخي أن تعد هذا اليوم من أيامك الصالحة التي ستنفعك غدًا إذا وقفت أمام الله تعالى، فتحتاج إلى الحسنة الواحدة. ولا تقف أخي عند يوم واحد، بل فلتحرص أن تكون أيامك كلها بيضًا.. بيض الله وجهي ووجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
امين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نهاية شاب على الانترنت قصه مؤثره يحكيها الشيخ العريفي
أخي في الله بعد الاطلاع على القصة في رابط الفيديو المرفق أرجو منك قراءة هذه الكلمات
أخي المسلم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
أخي: هذه رسالة يبعثها إليك أخ ناصح.. مشفق.. حريص على سعادتك وهنائك في الدنيا والآخرة..
أخي الشاب: قد سطرت إليك هذه الرسالة، فأبى قلمي أن يكتبها إلا إذا عصرت على مداده لواعج الحسرات! وسواكب العبرات! فأعطيته ذلك فها هو يكتب صادقاً.. رفيقًا.. ليهديك أخي هذه الكلمات..
أخي الشاب: متعني الله وإياك بالصحة، وأسبغ علينا جلباب العافية، وأسدل علينا أستار طاعته ومحبته..
أخي: لقد كتبت إليك هذه الرسالة التي أملاها قلبي، وحملها إليك النصح والحرص على ما ينفعك. فأملي أخي أن تفتح لها أبواب قلبك، وتضمنها في سويدائه، فإن فعلت أخي فإنك إن شاء الله لن تعدم خيرًا تجده فيها..
أخي: إنها الحياة الدنيا بآلامها وشجونها؛ كما وصفها لك الله تعالى:


أخي الشاب: ها أنت تتجرع مرارة الحياة صباح مساء!
ولا أسوأ أخي في مرارة الحياة من الوقوع في المعاصي، والتهالك على اللذات والشهوات! فإنها أخي هي القاصمة التي أفسدت عليك شبابك، وعكرت عليك أن تحيا شبابك قويًا.. ثابتًا.. في عزيمة وعلو همة..
هل سألت نفسك؟ فكيف لو مت وأنا على حالة من الذنب أو الغفلة؟ ماذا أقول لله عز وجل؟ إنك أخي تستطيع أن تصلي وأن تجدد النية في كل صلاة، ولا يضرك بعد ذلك ما علق في فؤادك من أمور أو مطالب، ثم إن دعاءك الله عز وجل بالتوفيق في الصلاة أمر جيد، لا غضاضة فيه، فهذا يعني أنك تهرع إلى الله، لعلمك أنه لا عاصم ولا نافع لك إلا الله.
أخي الكريم نوصيك بما يلي حتى تعود إلى الصلاة، وحتى تستريح نفسك وترضي ربك:
– قبل كل شيء عليك بإحداث توبة إلى الله عز وجل، قم الآن يا أخي وتوضأ وصل لله ركعتين، وفي سجودك: تب إلى ربك واطلب منه المعونة على طاعته، وعبادته، فقد قال تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: ( يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
– عليك أخي الحبيب بإفراد وقت تفكر في قدرة الله وعظمته، حتى يتبين لك حقيقة خلق الأنس والجن، ذلك أن الله تعالى ما خلقنا إلا لنعبده، فإن لم نفعل فلنا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، قال تعالى في كتابه العزيز: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ) وتذكر أخي أن الموت قريب، وتفكر في أناس كانوا حولنا وفجأة أتاهم الموت من غير مرض ولا كبر، تفكر كيف يكون حالك أمام الله وقد عصيته، ولم تؤد فرضه.
-اجتهد في مرافقة الصالحين، فالصاحب ساحب - كما يقال- ورفيق السوء يسحبك إلى معصية الله و إلى كل سوء، كما أن الصاحب الصالح يقودك إلى مرضاة الله، قال تعالى: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
- أكثر من ذكر الله تعالى، ونرجو أن تضع برنامجا خاصا للذكر وتلاوة القرآن، وحضور دروس أهل العلم، فالقلوب تموت ولا يمكن أن نحييها إلا بذكر الله تعالى، قال تعالى: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب).
وطّن نفسك أن تطلب العلم الشرعي، فالعلم أصل أصيل في تقويم سلوك العبد، واقرأ معي هذه الأحاديث بتأن وتدبر:
- عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بين الكفر والإيمان ترك الصلاة).
أخي : أتدري ما تعنيه كلمة الشباب؟! قال العلماء: أصلها الحركة والنشاط.
أخي: إن للشباب حرارة إن لم تطفأ ببرد الإيمان الصادق؛ أهلكت صاحبها!
ولتعلم أخي أن حبائل إبليس اللعين منصوبة حولك، إذا نجوت من واحدة منها وضع في طريقك الأخرى، وهكذا أخي حتى تقع في أسره وسلطانه.
وسأخبرك أخي بحبائله الكبار التي تفرع عنها شروره وسمومه، فتأمل معي أخي بقلب حاضر في ذلك إلى تعليم العلماء الربانيين إذ يبصرونك بكيد إبليس لعنه الله، قال على ابن أبي طالب رضي الله عنه: ( بُنيت الفتنة على ثلاث: النساء وهن فخ إبليس المنصوب. والشراب وهو سيفه المرهف. والدينار والدرهم وهما سهماه المسمومان ).
أخي الشاب: وقاني الله وإياك شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.. وعصمنا بفضله عن الأهواء والشهوات..
أخي: ما أهلك العباد إلا الهوى! النفس تهوى كل شيء؛ وإن عصت فيه ربها تعالى! وخاصة نفوس الشباب، فهي تغلي بأصحابها كما يغلي المرجل! وتتوثب إلى الملذات والشهوات توثبا.. فواحسرتها أخي على شاب أحرق نضار شبابه في اللذات والشهوات!!
أخي كم من الشباب اتخذوا أهواءهم مطية! ولبئس المطية أخي مطية الهوى.. أما رأيت أخي كيف ذم الله تعالى الهوى في كتابه العزيز؟! فقد قال تعالى:


قال الحسن البصري رحمه الله: ( هو المنافق لا يهوى شيئاً إلا ركبه).
وكل امرئ يدري مواقع رشده *** ولكنه أعمى أسير هواه
يشير عليه الناصحون بجهدهم *** فيأبى قبول النصح وهو يراه
قال مالك بن دينار: ( بئس العبد عبدٌ همه هواه وبطنه ). أخي الشاب: أين أنت واقف؟! على عتبة الهوى؟! أم على عتبة الطاعة لله تعالى؟
فبالله أخي إذا كنت من الواقفين على عتبة الهوى! ما الذي وجدته في دنيا الهوى؟!
* هل وجدت لذة لا ينقضي نعيمها؟!
* هل وجدت أنسًا وراحة يملآن جوانحك؟!
* هل وجدت في نفسك شوقاً إلى الدار الآخرة، وجنة ربك تعالى؟ جنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدها الله لأهل طاعته.
* هل وجدت حباً لطاعة ربك تعالى والتفاني في عباده؟!
أخي: إذا أجبتني فاصدقني، ولن تجد أخي الراحة إلا في صدقك مع نفسك وأنت تجيب على هذه الأسئلة..
أخي : أما أنا فسأجيبك بجواب العلماء الذين عرفوا أدواء القلوب، ووصفوا لك الوصفات النافعة؛ إن أنت أخذتها أذهبت ما بك من الداء.
وإليك أخي جواب السؤال؛ يجيبنا فيها الإمام ابن الجوزي رحمه الله إذ يقول: ( اعلم أن مطلق الهوى يدعو إلى اللذة الحاضرة من غير فكر في عاقبة، وبحث على نيل الشهوات عاجلاً، وإن كان سبباً للألم والأذى في العاجل، ومنع لذات في الآجل، فأما العاقل، فإنه ينهى نفسه عن لذة تعقب ألماً، وشهوة تورث ندماً، وكفى بهذا القدر مدحاً للعقل وذمًا للهوى ألا ترى أن الطفل يؤثر ما يهوى؛ وإن أداه إلى التلف، فيفضل العاقل عليه بمنع نفسه من ذلك، وقد يقع التساوي بينهما في الميل بالهوى ).
أخي : ما أسعدك يوم أن تصبح فتستقبل يومك بطاعة لله تعالى، وتقتل هواك يومها! فلك أخي أن تعد هذا اليوم من أيامك الصالحة التي ستنفعك غدًا إذا وقفت أمام الله تعالى، فتحتاج إلى الحسنة الواحدة. ولا تقف أخي عند يوم واحد، بل فلتحرص أن تكون أيامك كلها بيضًا.. بيض الله وجهي ووجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
امين