- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأم :- " يا بني لولا أني أعرفك صغيرا وكبيرا طيبا لظننت أنك تحدث في كل يوم حدثا "
الإبن :- " يا أماه ... إني إذا دخلت للصلاة ، وقفت من القرآن على عجائب حتى إن ليلي يذهب قبل أن أقضي منه حاجتي "
هذا الأبن هو ( محمد بن كعب القرظي ) الذي كان يقول " لأن أقرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) و (القارعة ) أرددهما وأتفكر فيهما أحب من أن أبيت أَهُذُّ القرآن "
إن تكرار الآيه الواحده من القرآن الكريم ما هو إلا نتيجة وثمره للفهم والتدبر ، وهو أيضا وسيله إليه حينما لا يوجد. فالهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني ، وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص ، والتكرار – أيضا – قد يحصل لا إراديا تعظيما أو إعجابا بما قرأ ، وهذا مشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة فإنه يكثر من تكرارها على نفسه أو غيره
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا تهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة "
ويقول الحسن البصرى " يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة "
ويقول أبو سليمان الداراني " ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها ، ولولا أن الله يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري لأني لي في كل تدبر علما جديدا ، والقرآن لا تنقضي عجائبه "
قال أبو ذر رضي الله عنه : " قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
قال ابن القيم : هذه عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح "
قال النووي : " وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "
وقال ابن قدامة : " وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه فإن التدبر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها "
تأملوا معي هذه النماذج العمليه
عن عباد بن حمزة قال: " دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ: ﴿ فَمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ﴾قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ، قال عباد: فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو"
وعن القاسم بن أبي أيوب أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية :﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ بضعا وعشرين مرة
وردَّدَ الحسن البصري ليلة ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ حتى أصبح ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة , وما لا نعلمه من نعم الله أكثر
وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية حتى أصبح ﴿أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية : ﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ يرددها ويبكي ويتضرع "
وهذا عمرو بن عتبه بن فرقد قام ليلة فاستفتح ( حم ) فأتى على هذه الآية ﴿ وأنذرهم يوم الآزفة ﴾ فما جاوزها حتى أصبح
وعليه ... فمن أراد أن يرق قلبه ويغزر دمعة فعليه أن يقف عند آيات القرآن الكريم متأملا ومتدبرا ومتفكرا ، كما يقف المرء مع نفسه ليعيد حساباته ويرتب أوراقه .. فمن وقف طويلا بين يدي الله في صلاته ، هانت عليه مشقة الوقوف في أرض المحشر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأم :- " يا بني لولا أني أعرفك صغيرا وكبيرا طيبا لظننت أنك تحدث في كل يوم حدثا "
الإبن :- " يا أماه ... إني إذا دخلت للصلاة ، وقفت من القرآن على عجائب حتى إن ليلي يذهب قبل أن أقضي منه حاجتي "
هذا الأبن هو ( محمد بن كعب القرظي ) الذي كان يقول " لأن أقرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) و (القارعة ) أرددهما وأتفكر فيهما أحب من أن أبيت أَهُذُّ القرآن "
إن تكرار الآيه الواحده من القرآن الكريم ما هو إلا نتيجة وثمره للفهم والتدبر ، وهو أيضا وسيله إليه حينما لا يوجد. فالهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني ، وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص ، والتكرار – أيضا – قد يحصل لا إراديا تعظيما أو إعجابا بما قرأ ، وهذا مشاهد في واقع الناس حينما يعجب أحدهم بجملة أو قصة فإنه يكثر من تكرارها على نفسه أو غيره
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " لا تهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل ، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدكم آخر السورة "
ويقول الحسن البصرى " يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك آخر السورة "
ويقول أبو سليمان الداراني " ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها ، ولولا أن الله يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري لأني لي في كل تدبر علما جديدا ، والقرآن لا تنقضي عجائبه "
قال أبو ذر رضي الله عنه : " قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
قال ابن القيم : هذه عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصبح "
قال النووي : " وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم الآية الواحدة ليلة كاملة أو معظمها يتدبرها عند القراءة "
وقال ابن قدامة : " وليعلم أن ما يقرأه ليس كلام بشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه فإن التدبر هو المقصود من القراءة وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها "
تأملوا معي هذه النماذج العمليه
عن عباد بن حمزة قال: " دخلت على أسماء رضي الله عنها وهي تقرأ: ﴿ فَمَنَّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ﴾قال: فوقفت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو ، قال عباد: فذهبت إلى السوق فقضيت حاجتي ثم رجعت وهي فيها بعد تستعيذ وتدعو"
وعن القاسم بن أبي أيوب أن سعيد بن جبير ردَّدَ هذه الآية :﴿ واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ﴾ بضعا وعشرين مرة
وردَّدَ الحسن البصري ليلة ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ حتى أصبح ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن فيها معتبرا ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة , وما لا نعلمه من نعم الله أكثر
وقام تميم الداري رضي الله عنه بآية حتى أصبح ﴿أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ﴾
وقام أبو حنيفة ليلة كاملة بهذه الآية : ﴿ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ يرددها ويبكي ويتضرع "
وهذا عمرو بن عتبه بن فرقد قام ليلة فاستفتح ( حم ) فأتى على هذه الآية ﴿ وأنذرهم يوم الآزفة ﴾ فما جاوزها حتى أصبح
وعليه ... فمن أراد أن يرق قلبه ويغزر دمعة فعليه أن يقف عند آيات القرآن الكريم متأملا ومتدبرا ومتفكرا ، كما يقف المرء مع نفسه ليعيد حساباته ويرتب أوراقه .. فمن وقف طويلا بين يدي الله في صلاته ، هانت عليه مشقة الوقوف في أرض المحشر