صدق التعبير بعد قرار ترامب تعيين بولتون مستشارا للامن القومي
قد تكون الحرب متنفسه حين يشتد الخناق عليه داخليا
ترامب يشكّل «حكومة حرب» بعد تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي
دبلوماسيون: شعاره «الغزو أولا»... وهدد بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن ترى الذكرى 40 لتأسيسها
لقي تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأمريكي أصداء واسعة، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن تعيينه مساء الخميس.
وقال دبلوماسيون وأعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إن بولتون يحمل شعار «الغزو أولاً» بدلاً من «أمريكا أولاً». والنتيجة هي حالة من التشوش بشأن سياسة ترامب الخارجية، وما إن كان يعرف الرئيس نفسه كيفية استخدام القوة العسكرية. وقالت لورين دي جونغ شولمان، التي عملت مساعدة لمستشارة باراك أوباما للأمن القومي، سوزان رايس: «يقول ترامب إنه يريد فريقاً متناسقاً مع أفكاره، فكيف إذا اصطف واحد من عتاة المحافظين الجدد وأكثرهم قسوة مع رجل شجب توسعنا الدولي أثناء حملته الانتخابية؟».
وانتقد السناتور إد ماركي اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمستشار الأمن القومي ووزير الخارجية، قائلا إن ترامب يشكل «حكومة حرب» مع جون بولتون ومايك بومبيو.
ولعب بولتون المعروف بدفاعه الشديد عن دولة الاحتلال الاسرائيلي دورا رئيسيا في تضليل الشعب الأمريكي في حرب الخليج، وقال ماركي «لا يمكن أن ندع هذا المحب للحروب يخدعنا لخوض صراع رهيب آخر».
وشوهد بولتون في زيارة للبيت الابيض ليكون مستشار الأمن القومي الثالث لترامب، إذ استقال مايكل فلين في العام الماضي، وبعد ذلك أقر بأنه مذنب في التحقيق الخاص الذي يقوده روبرت مولر.
وسارع الديمقراطيون في الكونغرس إلى إدانة قرار ترامب بتعيين السفير السابق للأمم المتحدة، بولتون، مستشارا للأمن القومي. وأشار كثيرون إلى دور بولتون في إدارة بوش التي أشعلت حرب العراق. وأعرب البعض عن القلق من تأثيره على سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران وكوريا الشمالية.
وأشاد بولتون بالهجمات العسكرية الإسرائيلية على المفاعل الذري العراقي في عام 1981، والمفاعل السوري المزعوم في عام 2007 ، وقال إن العقوبات لن تعيق بناء بنية تحتية واسعة وعميقة للأسلحة في إيران، وإن هناك حاجة لعمل عسكري ضدها. وحثّ بولتون على ضرب كوريا الشمالية قائلا إن المعلومات الاستخبارية حولها تشوبها ثغرات، ولذلك يجب ضربها قبل أن تصبح خطرا كبيرا.
ومن الأكاذيب التي روج لها أثناء الحرب ضد العراق أن الرئيس العراقي صدام حسين أخفى أسلحة دمار شامل ومنشآت إنتاج في العراق، وعندما تبين عدم وجود أسلحة دمار، قال بولتون إنه لا يشعر بالندم على أقواله.
وقال لاري ديموند من معهد هوفر في جامعة ستانفورد: «إنه اختيار غريب من رجل (ترامب) يقول إنه عارض حرب العراق». وكتب بولتون في كانون الثاني/يناير «يجب أن تكون سياسة أمريكا المعلنة هي إنهاء إيران الثورة الإسلامية عام 1979 قبل حلول الذكرى الأربعين لها». وحتى بعد أن بثت «سي أن أن» أن ترامب طلب من بولتون بأن يعده بعدم «البدء في حروب جديدة» إلا أن الديمقراطيين وخبراء السياسة عبروا عن خشيتهم من تأثير بولتون على الرئيس وجعله مرتاحاً مع الحروب.
ودافع بولتون في مقال قبل فترة عن السلطة القانونية التي تملكها واشنطن للقيام بعملية وقائية ضد كوريا الشمالية.
وأجمعت معظم وسائل الإعلام الإيرانية، أمس الجمعة، على تداعيات خطيرة لتعيين بولتون على مستقبل الاتفاق النووي.
وأعرب المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كَدخدائي، عن قلقه إزاء تعيين جون بولتون الذي اقتبست الصحافة الإيرانية تصريحه بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن ترى ذكرى الـ40 لتأسيسها.
وحسب موقع قناة البي بي سي البريطانية الناطق باللغة الفارسية، قال عباس علي كدخدائي إن بولتون لديه علاقات وطيدة مع منظمة مجاهدي خلق.
وكان بولتون قد أكد مرات عديدة أن الحل الوحيد لتغيير نهج وسلوك النظام الإيراني هو إسقاطه. وصرح خلال حديثه مع صحيفة «واشنطن بوست» 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي أن إيران سترى موت الاتفاق النووي قريباً.