- إنضم
- 28 سبتمبر 2014
- المشاركات
- 372
- التفاعل
- 1,237
- النقاط
- 102
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولا "
العجلة :
داء أبتلينا به،وطبيعة جبلنا عليها،ترياقها الصبر،ومن تحلى بالصبر حظي بالمعية :
"إن الله مع الصابرين"
قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى": أسلم زوج أم شريك،وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد،وهو أي زوجها: أبو العكر،فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة من دوس حين هاجروا.
قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك على دينه؟ قلت: إي والله إني لعلى دينه،قالوا لا جرم والله لنعذبنك عذابا شديدا،فارتحلوا بنا من دارنا،ونحن كنا بذي الخلصة وهو من صنعاء –اليمن-،فساروا يريدون منزلا،وحملوني على جمل ثفال – أي بطيء - شر ركابهم وأغلظه،يطعموني الخبز بالعسل،ولا يسقوني قطرة من ماء حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون – أي في أشد أيام الحر والقيظ - نزلوا فضربوا أخبيتهم – أي خيامهم - وتركوني في الشمس،حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري،ففعلوا بي ذلك ثلاثة أيام،فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه، قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد.
فوالله إني لعلى ذلك، وقد بلغني الجهد – أي التعب الشديد والتهالك من العطش وشدة الحر- إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني، فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه، ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع، فذهبت أنظر فإذا هو بين السماء والأرض،ثم دلي إلي الثالثة فشربت منه حتى رويت وأهرقت – أي صببت- على رأسي ووجهي وثيابي.
فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله؟! فقلت لهم: إن عدوة الله غيري من خالف دينه، وأما قولكم: من أين هذا؟ فهذا من عند الله رزقا رزقنيه الله تعالى،فانطلقوا سراعا إلى قربهم وإداواهم – أوعية مائهم- فوجدوها موكأة – مربوطة - لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا،وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع، بعد أن فعلنا بك ما فعلنا: هو الذي شرع الإسلام،فأسلموا جميعا وهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع الله إلي"
والصبر كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد،فإذا قطع الرأس باد الجسد،ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
والصبر واليقين توأمان مترادفان يتم بعضهما بعضا،بل لا يتم قوام أحدهما دون اﻵخر،وقد صاغ هذه العلاقة اﻹمام إبن القيم رحمه الله تعالى حين قال :
"بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
يقول تعالى :
" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
ومما يعين على الصبر واليقين التدبر في كلام الله وفهم معانيه،والعمل به،وحسن الظن به سبحانه :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير"
" قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون "
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن فإن قوما ما قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز و جل :{ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }"
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبـه
لا تيأسـن فـإن الكافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة
لا تجزعن فـإن القاسـم الله
إذا بليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحـد
فحسبك الله في كـل لـك الله

قال أبو حاتم رحمه الله :
"الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات"
" وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولا "
العجلة :
داء أبتلينا به،وطبيعة جبلنا عليها،ترياقها الصبر،ومن تحلى بالصبر حظي بالمعية :
"إن الله مع الصابرين"
قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى": أسلم زوج أم شريك،وهي غزية بنت جابر الدوسية من الأزد،وهو أي زوجها: أبو العكر،فهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي هريرة من دوس حين هاجروا.
قالت أم شريك: فجاءني أهل أبي العكر فقالوا: لعلك على دينه؟ قلت: إي والله إني لعلى دينه،قالوا لا جرم والله لنعذبنك عذابا شديدا،فارتحلوا بنا من دارنا،ونحن كنا بذي الخلصة وهو من صنعاء –اليمن-،فساروا يريدون منزلا،وحملوني على جمل ثفال – أي بطيء - شر ركابهم وأغلظه،يطعموني الخبز بالعسل،ولا يسقوني قطرة من ماء حتى إذا انتصف النهار وسخنت الشمس ونحن قائظون – أي في أشد أيام الحر والقيظ - نزلوا فضربوا أخبيتهم – أي خيامهم - وتركوني في الشمس،حتى ذهب عقلي وسمعي وبصري،ففعلوا بي ذلك ثلاثة أيام،فقالوا لي في اليوم الثالث: اتركي ما أنت عليه، قالت: فما دريت ما يقولون إلا الكلمة بعد الكلمة، فأشير بإصبعي إلى السماء بالتوحيد.
فوالله إني لعلى ذلك، وقد بلغني الجهد – أي التعب الشديد والتهالك من العطش وشدة الحر- إذ وجدت برد دلو على صدري، فأخذته فشربت منه نفسا واحدا ثم انتزع مني، فذهبت أنظر فإذا هو معلق بين السماء والأرض فلم أقدر عليه، ثم دلي إلي ثانية فشربت منه نفسا ثم رفع، فذهبت أنظر فإذا هو بين السماء والأرض،ثم دلي إلي الثالثة فشربت منه حتى رويت وأهرقت – أي صببت- على رأسي ووجهي وثيابي.
فخرجوا فنظروا فقالوا: من أين لك هذا يا عدوة الله؟! فقلت لهم: إن عدوة الله غيري من خالف دينه، وأما قولكم: من أين هذا؟ فهذا من عند الله رزقا رزقنيه الله تعالى،فانطلقوا سراعا إلى قربهم وإداواهم – أوعية مائهم- فوجدوها موكأة – مربوطة - لم تحل، فقالوا: نشهد أن ربك هو ربنا،وأن الذي رزقك ما رزقك في هذا الموضع، بعد أن فعلنا بك ما فعلنا: هو الذي شرع الإسلام،فأسلموا جميعا وهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يعرفون فضلي عليهم وما صنع الله إلي"
والصبر كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد،فإذا قطع الرأس باد الجسد،ثم رفع صوته فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له.
" وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم "
والصبر واليقين توأمان مترادفان يتم بعضهما بعضا،بل لا يتم قوام أحدهما دون اﻵخر،وقد صاغ هذه العلاقة اﻹمام إبن القيم رحمه الله تعالى حين قال :
"بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
يقول تعالى :
" وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون "
ومما يعين على الصبر واليقين التدبر في كلام الله وفهم معانيه،والعمل به،وحسن الظن به سبحانه :
"وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير"
" قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون "
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن فإن قوما ما قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز و جل :{ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }"
يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفـارج الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبـه
لا تيأسـن فـإن الكافـي الله
الله يحدث بعد العسر ميسـرة
لا تجزعن فـإن القاسـم الله
إذا بليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
والله مالك غير الله من أحـد
فحسبك الله في كـل لـك الله

قال أبو حاتم رحمه الله :
"الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات"