سورة آل عمران - إخلاص التوحيد

[أبو الحسن]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد، لا بد لفهم مقاصد سورة آل عمران من استحضار حدثين مهمين وقعا بعد الهجرة

الحدث الأول:

زيارة وفد نصارى نجران وما دار فيها من مجادلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.

والتي انتهت بدعوة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إياهم إلى المباهلة، ولكنهم تراجعوا عنها وآثروا السلامة ونزلوا على الجزية.

فلهذا كان من المقاصد المهمة لسورة آل عمران تلقين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحجة دحضاً لشبههم ورداً عليها وتعليمهم الحق في طبيعة المسيح عليه السلام.

وتفرع عن ذلك إكمال ما بدأته سورة البقرة من تثبيت المؤمنين وتبشيرهم بالنصر وتأكيد شرف هذه الأمة وتثبيت هذا الشرف، وتحذيرهم من موالاة أهل الكتاب، وكشف عوراتهم وفضح ضلالاتهم، مع إنصاف من يستحق الإنصاف منهم.

واستغرق ذلك كله المقطع الأول من السورة الممتد من أولها وحتى الآية 120 منها.

الحدث الثاني:

غزوة أحد وما فيها من الدروس والعبر وذلك ابتداء من الآية 121.

وبناء على ذلك يمكن أن نجمل مقاصد سورة آل عمران في النقاط التالية:

1- الدعوة إلى التوحيد الخالص لله وإبطال الشرك بصفة عامة، وإبطال عقيدة النصارى في المسيح خاصة وبيان حقيقته عليه السلام.

2- بيان أن الإسلام هو الدين الحق، وتبشير المؤمنين بالنصر، وبيان فضل هذه الأمة.

3- التشنيع على أهل الكتاب وفضحهم والتحذير منهم.

4- دروس عبر من غزوة أحد.

5- خواتيم آل عمران.

هذا على سبيل الإجمال، وللحديث بقية مع بعض التفصيل إن شاء الله​

 

[الجنوبي]

ال عمران وما ادراك ما ال عمران

سوره ال عمران صاحبه اعظم افتتاحيه في القران الكريم
(( الم . الله لا اله الا هو الحي القيوم ))
وبها من الاسرار ما لا يحيط به الا الله عز وجل
جزيتم خيرا

 

[ذات الخمار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك فيك
​

 

[مستبشرة]

جزاك الله خيرا ،،

 

[أبو الحسن]

بسم الله الرحمن الرحيم
المقصد الأول لسورة آل عمران

الدعوة إلى التوحيد الخالص لله وإبطال الشرك بصفة عامة، وإبطال عقيدة النصارى في المسيح خاصة وبيان حقيقته عليه السلام

السورة مليئة بمثل هذه الآيات الكريمات التي تثبت وحدانية الله تعالى ولكن التركيز سيكون على صدر السورة لما فيه من حجة داحضة، دحضت شبهات النصارى أيما دحض، فلا يزيغ عنها بعد ذلك إلا هالك.

بدأت السورة بالحروف المقطعة تعجيزاً للمشركين عامة والنصارى خاصة الذين كانوا يشنعون على القرآن بأنه من كلام البشر لا من عند الله، فها هي الحروف، التي هي مادة كلامه، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين.

وفي الغالب يأتي بعد الأحرف المقطعة تنويه بشأن الكتاب، وبيان أنه منزل من عند الله، وهكذا الحال في سورة آل عمران، ففي الآية التي تليها بين ربنا تبارك وتعالى أنه هو الذي نزل الكتاب ولم يفتره محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنه عز وجل حشد مع الاسم العلم (الله) ثلاث صفات لا بد أن تستوقف كل متدبر للقرآن:

فهي والله آية دامغة، آية توقظ من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

آية والله تكفي أن ترد النصارى، وغيرهم من المشركين، عن غيهم، لو أنصفوا.

آية تعبر أحسن تعبير عن مقصود السورة.

ففي قوله تعالى (لا إله إلا هو) تصريح بوحدانيته المطلقة فلا يصح أن يعبد معه أحد، بل هو إله واحد؛ لا أب ولا ابن ولا ناسوت ولاهوت ولا غير ذلك، تعالى الله عما يصفون علواً كبيراً.

ثم أتبع بالوصفين الحي القيوم للإيماء إلى وجه انفراده بالإلهية، وأن غيره لا يستأهلها لأنه غير حي أو غير قيوم، فالأصنام لا حياة لها، وعيسى في اعتقاد النصارى قد أميت، فما هو الآن بقيوم ولا هو في حال حياته بقيوم على تدبير العالم، وكيف وقد أوذي في الله، وكذب، واختفى من أعدائه؟

سبحان الله نسف تام لعقيدة النصارى من مطلع السورة في أربع كلمات!!!

وقد يقول قائل منهم – وقد قالوا وما زالوا يقولون – إن محمداً صلى الله عليه وسلم يدعو إلى إله آخر.

يا الله ما أعظم هذا التحدي، فها هو إله محمد صلى الله عليه وسلم ، لا ينسب لنفسه كتابه وحسب بل يقرر أيضاً إنه هو الذي نزل التوراة والإنجيل، فإما أن تذعنوا بأن كل من عند الله، وإما أن يدافع إلهكم الذي تعبدون من دونه عن كتابه.

ويستمر التقريع للنصارى وغيرهم وتستمر الصواعق تنزل فوق رؤوسهم

بينما عيسى عليه السلام كما في كتبهم حتى بعد تحريفها يقر بعدم علمه بكثير من الأمور، كما خفي عليه كيد أعدائه له، إلخ...

وهذا مما احتج به رسول الله صلى الله عليه وسلم على وفد نصارى نجران، ومناسبة هذه الآية لمقصود السورة والرد على عقيدة النصارى واضحة، فإن من الأمور التي كانت سبباً في فتنتهم في دينهم الميلاد المعجز لعيسى عليه السلام من أم بلا أب.

فكانت هذه الآية بمثابة الرد المبكر عليهم من أول سورة فيذكرهم بقدرة الله عز وجل وأنه يصور في الأرحام ما يشاء، وإن كان لأحد أن يعجب فلا عجب في خلق عيسى عليه السلام من أم بغير أب، بل العجب كل العجب من خلق آدم بلا أب ولا أم.

وهذا ما صرحت به السورة بعد ذلك:

وللحديث بقية إن شاء الله