الملكة إليزابيث تثير قلق متابعيها بسبب صورتها مع ملك الأردن
أثارت ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث، مخاوف محبيها ومتابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب أحدث ظهور لها مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني.
ونشر الحساب الرسمي للعائلة الملكة البريطانية على موقع "تويتر"، صورة رسمية تجمع ملك بريطانيا (92 عاما) مع الملك عبد الله الثاني وزوجته الملكة رانيا، خلال زيارتهما إلى قصر باكنغهام، أمس الخميس، بحسب صحيفة "ميرور" البريطانية.
وكان أكثر ما لفت مشاهدي الصورة، هو يد الملكة إليزابيث اليسرى، إذ ظهرت بلون أروجواني، ما أثار قلق ومخاوف محبيها بشأن مرضها وتدهور حالتها الصحية.
وبينما تساءل بعض من ناشطي "تويتر" حول صحة الملكة، تمنى بعضهم الآخر لها الشفاء العاجل.
وفي شهر يونيو/حزيران، ذكرت تقارير بأن ملكة بريطانيا اضطرت للانسحاب من اجتماع عقد في كاتدرائية القديس بولس، لظروف قاهرة، ولكنها عادت إلى أداء واجباتها بعد بضعة أيام.
وفي شهر يناير/كانون الثاني الفائت، خضعت جلالة الملكة لعملية جراحية في العين.
********************************************************************************************
هذا ما سيحدث عندما تموت الملكة إليزابيث
تدخل مستعمرات النحل في فوضى عارمة لكنها مؤقتة بمجرد موت ملكتها، وهو وضع لا تختلف عنه مجتمعات النمل التي تعيش في ممالك محكمة التنظيم والتراتبية.
وفي عالم البشر توجد ملكات كثيرات وممالك أكثر، ولكن عند الحديث عن سيناريو وفاة إحداهن قد لا نجد إسهابا أكثر مما لدى الصحف البريطانية في حديثها عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
معظم البريطانيين لم يعرفوا في حياتهم ملكة أو ملكا آخر غير إليزابيث (93 عاما)، ففي حين كان العالم يتغير بسرعة مذهلة عبر العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية كانت هذه المرأة ثابتا لا يتغير على الرغم من أنها كانت ملكة بالصدفة.
ولو لم تمر الأسرة المالكة بمحنة تنازل ولي العهد الأصلي عن العرش لقضت إليزابيث حياة بسيطة في الريف الإنجليزي، إذ نقل عنها مدربها في الفروسية قولها وهي في سن السادسة إنها "تود أن تصبح سيدة ريفية لديها كثير من الأحصنة والكلاب".
ونقل عن الملكة إليزاليث قولها إن لقب ملكة لم تطمح إليه أبدا.
ولدت لتكون ملكة
مرت سنوات ملكها المتقلبة بين فترات من السراء والضراء، ولعل أسوأ مرحلة عاشتها الملكة إليزابيث كانت في عقد التسعينيات مع انهيار زيجات عدد من أبنائها، وهو ما تابعته الصحف بشغف واهتمام، إذ انفصل الابن الثاني للملكة دوق يورك عن زوجته سارة.
وانتهى زواج ابنتها آن مع مارك فيليبس بالطلاق، قبل أن ينكشف أمر تعاسة أمير وأميرة ويلز في زواجهما ثم انفصلا بعد ذلك، وانتهت تلك السنة (1992) التي وصفتها إليزابيث بالمشؤومة بحريق ضخم أتى على قصرها المفضل، وهو قصر ويندسور.
لكن أسوأ أسبوع في حياة الملكة كان في أغسطس/آب 1997، إذ بدأ ذلك الأسبوع بحادث سير رهيب ذهبت ضحيته الأميرة ديانا في باريس، وانتهى بغضب جماهيري وانتقادات لاذعة لصمت الملكة التي آثرت البقاء في أسكتلندا، واضطرت بعد ذلك للعودة إلى لندن ومخاطبة البريطانيين في كلمة أكدت فيها أنها تتحدث كجدة، وتعهدت في الوقت ذاته بتعلم الدرس من حياة ديانا.
وعلى الرغم من هذه الغيوم الكثيفة توالت أحداث أخرى سعيدة في حياتها كزواج الأمير وليام وكيت ميدلتون وإنجابهما، إضافة إلى زواج الأمير هاري بالممثلة الأميركية ميغان ماركل.
سقط جسر لندن
وبعد هذه الحياة الحافلة التي لا شك في أن الموت سيختمها أصبح الحديث عن الاستعدادات والبروتوكولات التي يحضّرها القصر بمجرد وفاة الملكة أمرا عاديا في الصحف البريطانية بعدما كان في الماضي السحيق مجرد الحديث عن احتمال موت الملك والملكة جريمة أو خيانة كبرى يعاقب عليها القانون.
وهكذا، سيتولى السكرتير الخاص بالملكة مهمة نقل نبأ الوفاة لرئيسة الوزراء التي ستعلم رؤساء وزراء الدول الـ15 التي تترأسها الملكة، ثم ستحيط علما 36 دولة أخرى في الكومنولث، وبعد ذلك ستنشر على بوابات قصر باكنغهام لافتات تنقل خبر وفاة الملكة إلى العالم بأسره.
لا شيء للصدفة
سينادى فورا بتشارلز ملكا على المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، ثم ستدخل البلاد في فترة حداد وطني تدوم عشرة أيام، وسيسجى جثمان الملكة في قاعة قصر باكنغهام أربعة أيام قبل دفنها، وخلال هذه الأيام الأربعة من المفترض أن يقوم تشارلز بجولة تقوده إلى أسكتلندا وإيرلندا الشمالية مشيا على قدميه لتحية البريطانيين.
وطوال فترة حكم الملوك الإنجليز كانت هناك رموز سرية للإعلان عن رحيلهم، فعلى سبيل المثال كان الرمز الذي ارتبط بوفاة الملك جورج السادس والد إليزابيث هو "هايد بارك كورنر"، أما إليزابيث فرمز وفاتها السري هو "لقد سقط جسر لندن".
وعند تولي تشارلز العرش سيتولى وليام ولاية العهد ليصبح لقبه حسب توقعات كثيرين هو أمير ويلز، في حين ستصبح الأميرة ميدلتون أول من ستحصل على لقب أميرة ويلز بعد الراحلة ديانا.
وهكذا لن يكون هناك مجال للمفاجآت بوفاة الملكة، ولا سيما أن الصحف البريطانية نقلت أكثر من مرة مؤخرا أخبار اجتماعات وزارية دورية تخصص أساسا للحديث عن التدريب على سيناريو الوفاة والتحضير لإجراءات إعلان الحداد الوطني والتركيز أساسا على ما سيحدث في اليوم الأول لوفاتها.
ويقول المراقبون إن حدث الوفاة وإجراءات الجنازة سيكلفان جيوب البريطانيين مليارات الجنيهات الإسترلينية، لتكون بذلك وفاة الملك الحدث الأكثر تكلفة في تاريخ بريطانيا.
