• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حسن الظن بالله تعالى


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد؛

من العبادات القلبيَّة التي ندب إليها ديننا: حسن الظن بالله، فما هو حسن الظن؟ وماذا فيه من فضل؟ وما مواطنه؟ وماذا يحمل عليه؟ وما الفرق بينه وبين الغرور؟

معنى حسن الظن :
توقُّع الجميل من الله تعالى.


الترغيب في حسن الظن بالله :
1- حسن الظن من حسن العبادة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.

2- أن من أحسن ظنه بالله آتاه الله إياه :
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه.
وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
والمعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر"

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه؛ ذلك بأنَّ الخيرَ في يده» رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن .

قال سهل القطعي رحمه الله: رأيت مالك بن دينار رحمه الله في منامي، فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري، ماذا قدمت به على الله عز وجل؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، فمحاها عني حسن الظن بالله رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن .


مواطن حسن الظن بالله :
ينبغي للمؤمن أن يحسن ظنه بالله في كل موطن وحال، فإنما نحن بالله، ولا حول ولا قوة لنا إلا به، ومن أشقى ممن وكله الله إلى نفسه؟ وأيُّ هلاكٍ ينتظره؟!
ويتأكد حسن الظن بالله في مواطن، منها:

- عند الموت :
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم .

ودخل واثِلَةُ بن الأسْقَع على أبي الأسود الجُرَشي في مرضه الذي مات فيه، فسلم عليه وجلس. فأخذ أبو الأسود يمين واثلة، فمسح بها على عينيه ووجهه، فقال له واثلة: واحدةٌ أسألك عنها.
قال: وما هي؟
قال: كيف ظنك بربك؟
فأومأ أبو الأسود برأسه، أي حسن.
فقال واثلة: أبشر؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: «قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» رواه أحمد.

وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: «كيف تَجِدُكَ»؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
وفي كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا، قال حاتم بن سليمان: دخلنا على عبد العزيز بن سليمان وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجدني أموت. فقال له بعض إخوانه: على أية حال رحمك الله؟ فبكى، ثم قال: ما نعول إلا على حسن الظن بالله. قال: فما خرجنا من عنده حتى مات.


- عند الشدائد والكرب :
فإنَّ الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك لم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم، قال تعالى: }لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{ [التوبة/ 117-118]. وتأمل في قوله: }وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه{، فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.

3- عند ضيق العيش :
ففي جامع الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل». وإنزالها بالله: أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرِّجُ عنك ويزيلها.

4- عند غلبة الدَّين :
ومن عجيب ما قرأتُ في هذا الباب ما ثبت في صحيح البخاري من قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما: يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه مولاي. قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟. قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.

5- عند الدعاء :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله -أيها المؤمن- فعظم الرغبة فيما عنده، وأحسن الظن به.

وإني لأدعو الله حتى كأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانعُه


6- عند التوبة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال: «أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.
أي: ما دمتَ أنَّك تذنب وتتوب فإني أتوب عليك ولو تكرر الذنب منك.

وإني لآتي الذنب أعرف قدره --- وأعلم أن الله يعفو ويغــفرُ
لئن عظَّم الناس الذنوب فإنها --- وإن عظمت في رحمة الله تصغُرُ


قال أحمد بن أبي الحواري: وقفت بجانب أبي سليمان الداراني وهو لا يراني، فسمعته يناجي ربَّه ويقول: " لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، ولئن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك، ولئن أدخلتني النار لأخبرنَّ أهلها أني أحبك " رواه البيهقي في شعب الإيمان.


فما الذي يحمل على حسن الظنِّ بالله ؟
آية في كتاب الله:
{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب/43].
فيحمل على حسن الظن رحمةُ الله التي وسعت كلَّ شيء..
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه -فهو عنده فوق العرش-: إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري.

يأتي جبريلُ عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "لما أغرق الله فرعون قال: { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } [يونس/90] ، فلو رأيتني يا محمد وأنا آخذ من حال البحر فأدسُّه في فيه؛ مخافةَ أن تدركَه رحمة الله " رواه الترمذي.

السبية التي أضاعت صبيَّها، ماذا كان حالها بعدما وجدته؟ أخذته –أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- وأغرقته بعطفها وحنانها، وملأت جسده بقبلاتها، واحتوته بصدرها، وبللت وجهه بدمعها، ورفرفت من الفرح أجنحةُ قلبها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار»؟ فقالوا: لا والله، وهي تقدِر على أن لا تطرحَه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أرحمُ بعباده من هذه بولدها» متفق عليه.

يخبرُ صلى الله عليه وسلم عن آخر أهل النار خروجاً منها ومحاورتِه لربه: «ربِّ اصرف وجهي عن النار؛ فإنه قد قَشَبَنِي ريحها وأحرقني ذكاؤها. فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيتَ إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألُك غيره. ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله. فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب قدِّمني إلى باب الجنة. فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب، ويدعو الله حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا، وعزتك. فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انْفَهَقَت([4]) له الجنة، فرأى ما فيها من الخير والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت([5]) ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة. فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب لا أكونُ أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه، فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه. فيسأل ربه ويتمنى، حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى: ذلك لك، ومثله معه» متفق عليه.
فما أعظمَ رحمةَ الله! وما أوسع فضله!!

يقول سفيان الثوري رحمه الله: "ما أحبُّ أن حسابي جُعل إلى والدي؛ فربي خيرٌ لي من والدي" رواه البيهقي في شعب الإيمان.

أفلا يحمل هذا كلُّه المؤمن على أن يكون حسن الظن بربه؟؟


الفرق بين حسن الظن والغرور :
حسن الظن الذي يثيب الله عليه هو الذي يحمل على أمرين:
فعل الصالحات، وترك المنكرات.
وأما أن يدعي أحد أنه يحسن الظن بربه وهو سادر في غيِّه، منهمك في المعصية، تارك للفضائل والخيرات، فهذا عبد تسلَّط الشيطان عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور، وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور،
وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور".


وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنُّب المعاصي، وإلا كان أمنًا من مكر الله، فحسن الظن بالله مع فعل الأسباب الجالبة للخير وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود. وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات وفعل المحرمات فهو الرجاء المذموم، وهو الأمن من مكر الله" .

فالمؤمن يجمع بين حسن الظن وحسن العمل والخوف من الله تعالى، ولا تعارض بين هذا كلِّه.

ثبت في سنن الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [المؤمنون/60] ، فقالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال لها نبينا صلى الله عليه وسلم: «لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، { أولئك الذين يسارعون في الخيرات } ».

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : "إني لأعرف اليوم ذنوبا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر" رواه أحمد.

ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا" رواه البخاري.

ويقول الحسن البصري رحمه الله: "إن المؤمن أحسنَ الظن بربه فأحسن العملَ، وإن الفاجر أساءَ الظن بربه فأساءَ العمل" رواه أحمد في الزهد.

اللهم املأ قلوبنا حسنَ ظن بك.
ربِّ صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمدُ لله رب العالمين.



من أراد الاستزادة موضوع للأخت أميرة عبد العزيز
حسن الظن بالله
 
إنضم
9 يناير 2015
المشاركات
1,375
مستوى التفاعل
3,541
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



حسن الظن بالله تعالى


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد؛

من العبادات القلبيَّة التي ندب إليها ديننا: حسن الظن بالله، فما هو حسن الظن؟ وماذا فيه من فضل؟ وما مواطنه؟ وماذا يحمل عليه؟ وما الفرق بينه وبين الغرور؟

معنى حسن الظن :
توقُّع الجميل من الله تعالى.


الترغيب في حسن الظن بالله :
1- حسن الظن من حسن العبادة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.

2- أن من أحسن ظنه بالله آتاه الله إياه :
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه.
وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».
والمعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر"

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه؛ ذلك بأنَّ الخيرَ في يده» رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن .

قال سهل القطعي رحمه الله: رأيت مالك بن دينار رحمه الله في منامي، فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري، ماذا قدمت به على الله عز وجل؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، فمحاها عني حسن الظن بالله رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن .


مواطن حسن الظن بالله :
ينبغي للمؤمن أن يحسن ظنه بالله في كل موطن وحال، فإنما نحن بالله، ولا حول ولا قوة لنا إلا به، ومن أشقى ممن وكله الله إلى نفسه؟ وأيُّ هلاكٍ ينتظره؟!
ويتأكد حسن الظن بالله في مواطن، منها:

- عند الموت :
فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم .

ودخل واثِلَةُ بن الأسْقَع على أبي الأسود الجُرَشي في مرضه الذي مات فيه، فسلم عليه وجلس. فأخذ أبو الأسود يمين واثلة، فمسح بها على عينيه ووجهه، فقال له واثلة: واحدةٌ أسألك عنها.
قال: وما هي؟
قال: كيف ظنك بربك؟
فأومأ أبو الأسود برأسه، أي حسن.
فقال واثلة: أبشر؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: «قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء» رواه أحمد.

وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: «كيف تَجِدُكَ»؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
وفي كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا، قال حاتم بن سليمان: دخلنا على عبد العزيز بن سليمان وهو يجود بنفسه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجدني أموت. فقال له بعض إخوانه: على أية حال رحمك الله؟ فبكى، ثم قال: ما نعول إلا على حسن الظن بالله. قال: فما خرجنا من عنده حتى مات.


- عند الشدائد والكرب :
فإنَّ الثلاثة الذين تخلَّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك لم يُكشف عنهم مابهم من كرب وضيق إلا بعدما أحسنوا الظن بربهم، قال تعالى: }لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ{ [التوبة/ 117-118]. وتأمل في قوله: }وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه{، فلما أحسنوا الظن بالله رزقهم الله إياه.

3- عند ضيق العيش :
ففي جامع الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل». وإنزالها بالله: أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرِّجُ عنك ويزيلها.

4- عند غلبة الدَّين :
ومن عجيب ما قرأتُ في هذا الباب ما ثبت في صحيح البخاري من قول الزبير بن العوام لابنه عبد الله رضي الله عنهما: يا بني إن عجَزت عن شيء من ديني فاستعن عليه مولاي. قال عبد الله: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت من مولاك؟. قال: الله. قال: فو الله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه، فيقضيه.

5- عند الدعاء :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة» رواه الترمذي.
فإذا دعوت الله -أيها المؤمن- فعظم الرغبة فيما عنده، وأحسن الظن به.

وإني لأدعو الله حتى كأنني --- أرى بجميل الظن ما الله صانعُه


6- عند التوبة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال: «أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم.
أي: ما دمتَ أنَّك تذنب وتتوب فإني أتوب عليك ولو تكرر الذنب منك.

وإني لآتي الذنب أعرف قدره --- وأعلم أن الله يعفو ويغــفرُ
لئن عظَّم الناس الذنوب فإنها --- وإن عظمت في رحمة الله تصغُرُ


قال أحمد بن أبي الحواري: وقفت بجانب أبي سليمان الداراني وهو لا يراني، فسمعته يناجي ربَّه ويقول: " لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، ولئن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك، ولئن أدخلتني النار لأخبرنَّ أهلها أني أحبك " رواه البيهقي في شعب الإيمان.


فما الذي يحمل على حسن الظنِّ بالله ؟
آية في كتاب الله:
{ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب/43].
فيحمل على حسن الظن رحمةُ الله التي وسعت كلَّ شيء..
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «لما قضى الله الخلق كتب في كتابه -فهو عنده فوق العرش-: إن رحمتي غلبت غضبي» رواه البخاري.

يأتي جبريلُ عليه السلام إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "لما أغرق الله فرعون قال: { آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } [يونس/90] ، فلو رأيتني يا محمد وأنا آخذ من حال البحر فأدسُّه في فيه؛ مخافةَ أن تدركَه رحمة الله " رواه الترمذي.

السبية التي أضاعت صبيَّها، ماذا كان حالها بعدما وجدته؟ أخذته –أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه- وأغرقته بعطفها وحنانها، وملأت جسده بقبلاتها، واحتوته بصدرها، وبللت وجهه بدمعها، ورفرفت من الفرح أجنحةُ قلبها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار»؟ فقالوا: لا والله، وهي تقدِر على أن لا تطرحَه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أرحمُ بعباده من هذه بولدها» متفق عليه.

يخبرُ صلى الله عليه وسلم عن آخر أهل النار خروجاً منها ومحاورتِه لربه: «ربِّ اصرف وجهي عن النار؛ فإنه قد قَشَبَنِي ريحها وأحرقني ذكاؤها. فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيتَ إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألُك غيره. ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله. فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب قدِّمني إلى باب الجنة. فيقول الله له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب، ويدعو الله حتى يقول له: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا، وعزتك. فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة انْفَهَقَت([4]) له الجنة، فرأى ما فيها من الخير والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت([5]) ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة. فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب لا أكونُ أشقى خلقك. فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه، فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنه. فيسأل ربه ويتمنى، حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى: ذلك لك، ومثله معه» متفق عليه.
فما أعظمَ رحمةَ الله! وما أوسع فضله!!

يقول سفيان الثوري رحمه الله: "ما أحبُّ أن حسابي جُعل إلى والدي؛ فربي خيرٌ لي من والدي" رواه البيهقي في شعب الإيمان.

أفلا يحمل هذا كلُّه المؤمن على أن يكون حسن الظن بربه؟؟


الفرق بين حسن الظن والغرور :
حسن الظن الذي يثيب الله عليه هو الذي يحمل على أمرين:
فعل الصالحات، وترك المنكرات.
وأما أن يدعي أحد أنه يحسن الظن بربه وهو سادر في غيِّه، منهمك في المعصية، تارك للفضائل والخيرات، فهذا عبد تسلَّط الشيطان عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: "وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور، وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور،
وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور".


وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنُّب المعاصي، وإلا كان أمنًا من مكر الله، فحسن الظن بالله مع فعل الأسباب الجالبة للخير وترك الأسباب الجالبة للشر هو الرجاء المحمود. وأما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات وفعل المحرمات فهو الرجاء المذموم، وهو الأمن من مكر الله" .

فالمؤمن يجمع بين حسن الظن وحسن العمل والخوف من الله تعالى، ولا تعارض بين هذا كلِّه.

ثبت في سنن الترمذي، عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } [المؤمنون/60] ، فقالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال لها نبينا صلى الله عليه وسلم: «لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يُقبل منهم، { أولئك الذين يسارعون في الخيرات } ».

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه : "إني لأعرف اليوم ذنوبا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر" رواه أحمد.

ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا" رواه البخاري.

ويقول الحسن البصري رحمه الله: "إن المؤمن أحسنَ الظن بربه فأحسن العملَ، وإن الفاجر أساءَ الظن بربه فأساءَ العمل" رواه أحمد في الزهد.

اللهم املأ قلوبنا حسنَ ظن بك.
ربِّ صلِّ وسلِّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمدُ لله رب العالمين.



من أراد الاستزادة موضوع للأخت أميرة عبد العزيز
حسن الظن بالله
اسف ضغط على تبليغ بالخطأ
 

واثقة بالله

مشرفة
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
5 أكتوبر 2013
المشاركات
7,952
مستوى التفاعل
23,970
النقاط
122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله ووالديكم كل خير جميعا .
وبارك فيكم وبكم .
 

رودينا

عضو
إنضم
17 أغسطس 2014
المشاركات
133
مستوى التفاعل
190
النقاط
47
رائع الموضوع جدا ،،بالفعل محتاجين لموضوعات مثل هذه تحيي روح التفاؤل بالنفوس
 

الدانه

عضو
إنضم
21 نوفمبر 2013
المشاركات
1,570
مستوى التفاعل
3,022
النقاط
122
اللهم نسألك حسن الظن بك و التوكل عليك
 

مواضيع ممائلة

ر
الردود
0
المشاهدات
573
ر