صدقت أخي حاتم الطائي وصدقت اخي أبو معاذ
الملائكة قد يراها إنسان ما دون آخر في اليقظة وفي الرؤى وفي الحياة والقصص شواهد كثيرة ولكن كما قال الأخ أحمد عبد الحميد لا يراها بهيئتها الحقيقية إلا في حالات الله وحده يقدرها أما بالنسبة لعملها فليس هذا من رأي أحد .
وإستناداً الى حديث للمصطفى صلى الله عليه وسلم لا أذكره بالنص ولكن جاء فيه : إذا أنقطعت بكم السبل وأضعتم الطريق ولم تجدوا ما تهتدون به فقولوا يا رجال الله أغيثوني ( بمعنى ساعدوني أو دلوني فأن لله عباد يقومون بأمور البشر بأمر من رب البشر) وهذا حصل بالفعل لشخص من الأردن رواها لي حفيده الذي اصبح اليوم جداً .
فقبل 100 عام أو ما يزيد قليلا قرر الجد وزوجته وأولاده وأخته أن يذهبوا الى الحج في سيارتهم عن طريق الصحراء الأردنية (ولم تكن بعد قد وجدت شبكات الطرق الحالية) وبينما هم في وسط الصحراء تعطلت السيارة لأسباب غير واضحة وكانت الرحلة شاقة والحر شديد (ولم تكن الرحلات تنظم جماعياً كما هو الحال اليوم أو عبر الطائرات ) وقد حاول هذا الجد الذي كان متوسط العمر آنذاك أن يشغلها فلم تنفع كل محاولاته وكان الليل قد دنا والرجل لا يعرف ماذا يفعل وكانوا يحملون معهم الزاد والماء فناموا ليلتهم في السيارة قعوداً وعندما اصبح الصبح أعاد الرجل محاولة تشغيل السيارة فلم يوفق وأحس أن الوقت يداهمه فلم يعد يعرف طريق العودة الى الأردن ولم يجد من يعينه أو يصل اليه فالرمال كانت تحيط به من كل حدب وصوب وعائلته أحست بالخطر فوقف وشكى لله حاله ثم قال يا رجال الله اغيثوني وما مضى الا وقت قصير وهو منهمك في تفقد حال موتور السيارة حتى وجد بجانبه رجلان يلبسان ثيابا مثل ثياب الحج فقالا له هل تقلنا معك الى الحج فقال لهما كيف وأين اضعكما ألا ترون انى سيارتي معطلة ولا أجد من يصلحها لي فقالا له اركب سيارتك ونحن سنجلس خارج السيارة واحد على أمامك يتفقد الطريق ويدلك عليها والثاني على الخلف فغضب منهما وقال السيارة لا تمشي من أين جئتموني الان وما انا فيه يكفيني ، فقالا له وحد الله يا مسلم وسم بالرحمن وأدر محرك سيارتك وإفعل كما نقول لك ، فقال لا اله الا الله وسمى بسم الله الرحمن الرحيم وأدار المحرك وهو لا يعرف من هما فدار محرك السيارة وقبل أن يتكلم معهما رآهما يشيران له بالمسير ويجلسان واحد على مقدمة السيارة ونظره الى الأمام وظهره الى من بالداخل وواحد على الخلف ونظره الى الوراء البعيد حتى وصلت السيارة الى قرب أول مكان سكني فأشار له الذي يجلس في مقدمة السيارة الى الجهة التي يجب أن يسلكها وقال له من دون أن يلتفت الى الوراء الى أن الطريق اصبح أمامه وأنه بأمان فأوقف الرجل السيارة ونزل منها ليكلمهما ويشكرهما فلم يعرف كيف إختفيا ولم ير لهم أي أثر حول السيارة في الرمال وسأل عائلته هل رأيتما الرجلان أين ذهبا فقالوا لا لم ننبه لهما حين غادرا ولم نر حتى وجههما فنظر الرجل طويلاً فقال سبحان الله أهؤلاء يمكن أن يكونوا ملائكة من عباد الله ولم يجد غير هذا الجواب أمامه .
وقد أخبرني الجد الحفيد أن هذه القصة سمعها من والده الذي كان مع ابيه الجد في رحلة الحج المذكورة ... والله اعلى واعلم