• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

طبيبة اطفال

طبيبة اطفال
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
10 سبتمبر 2013
المشاركات
1,841
مستوى التفاعل
8,787
النقاط
122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اسم الله :الوكيل

من توكَّل عليه كفاه كل شيء


أولا: معنى اسم الله الوكيل

إذا استقر في قلبك أنه ليس وراء قدرة الله قدرة، ولا وراء علمه علم، ولا مع رحمته رحمة، اتكل قلبك عليه وحده لا محالة، ولم يلتفت إلى غيره بوجه من الوجوه.

قال الراغب في المفردات:

«التوكيل أن تعتمد على غيرك وتجعله نائبًا عنك، والوكيل: فعيل بمعنى المفعول»().

فالوكيل أي الموكول إليه الأمور.

ونِعْمَ الوكِيل: أي ونِعم من وكَّلتَ إليه أمرك.

ثانيا: الفرق بين وكيل والوكيل

هو الفارق بين الخلق والخالق، فالخلق يشتركون في بعض دلالات الأسماء الحسنى كالسمع والبصر والقدرة وغيرها من الصفات، ومنها إطلاق اسم الوكيل على المخلوق، لكن هذا لا يعني بحال من الأحوال تشابه الصفات لمجرد الاشتراك في الاسم؛ فأين سمع الإنسان من سمع الله الذي وسع سمعه جميع الأصوات؟!

وأين بصره من بصر الله سبحانه؟!

وأين علمه وحكمته من علم الله وحكمته؟!

والوكيل المطلق هو الذي توكل إليه الأمور كلها، وهو قادرٌ على القيام بها جميعها، ووفيٌّ بإتمامها، وذلك لا يكون إلا لله وحده.

فارق آخر:

إنك إن اتخذت من المخلوقين وكيلا ابتزوا مالك وطالبوك بالأجرة، وإذا اتخذت الله وكيلا وفَّر عليك مالك وأعطاك هو أجرك في الدنيا، ويكافئك ويضاعف أجرك في الآخرة.

ومن آثار التوكل عرَّفوه، فقالوا:

التوكل سكون القلب لفعل الرَّبِّ.

التوكل استواء القلب في العطاء والمنع.

والتوكل: تفويض الأمر إلى الله للثقة بحسن تدبيره.


ثالثا: سبب ضعف التوكل!

إن كنت لا تتوكل على الله حق توكله، فسبب ذلك أمران:

إما ضعف معرفتك بالله، أو اتكالك على ما سواه.

يقول ابن القيم:

(التوكل من أعم المقامات تعلقا بالأسماء الحسنى.

فإن له تعلقا خاصا بعامة أسماء الأفعال، وأسماء الصفات، ولهذا فُسِّر التوكل عند بعض الأئمة أنه المعرفة بالله ، فكلما كان العبد بالله أعرف كان توكله على الله جل وعلا أقوى).

وهو ذروة الحياة الطيبة، بل لا تطيب حياة المرء إلا به، ولا يشقى إلا بغيابه.

قال ابن عقيل:

«والحياة الطَّيِّبة: التَّفويض إلى الله؛ كالصَّبيِّ حال التَّرْبية يُفَوِّض أمره إلى والديه، ويثق بهما مُسْتَريحًا مِنْ كَدِّ التَّخَيُّر، فلا يتخيَّر لِنفسِه مع تفويضه إلى مَنْ يختار له، فالْمُفَوِّض وَثِق بالمفَوَّض إليه»().

رابعا: درجات التوكل!

قال علي الروذباري:

التوكل ثلاث درجات:

الأولى: إذا أعطي شكر، وإذا مُنِع صبر.

والثانية: المنع والعطاء مستويان.

والثالثة: المنع مع الشكر أحب إليه، لعلمه باختيار الله ذلك له.

فالأولى يمكن أن نسميها (ترك الشكاية) وهي درجة الصبر، والثانية: (سكون القلب) وهو الرضا، والثالثة: المحبة.

خامسا: أعلى المتوكلين منزلة!

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

«يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب؛ هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيَّرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»().

فترك الاسترقاء والاكتواء والطيرة هو حقيقة التوكل، والصفات المذكورة (لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون) تدل على أنهم متوكلون على الله تمام التوكل، وإليك الشرح بالتفصيل:

(هم الذين لا يسترقون):

والألف والسين والتاء تفيد الطلب، مثل: استغفر أي طلب المغفرة، واسترقى أي طلب الرُّقية، فـمعنى (لا يسترقون)، أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم، والطلب نقصٌ في المسترقي الذي يطلب الرقية، والمتوكلون يأنفون من طلب الرقية مع جواز ذلك لقوة اعتمادهم على الله عز وجل، ولعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله، ولأنهم لا يريدون أن يكون لهم أي تعلق بغير الله، فلا يطلبون من أحد رقية (لا يسترقون).

نعم .. الرقية في حد ذاتها ليست ممنوعة، وليس ممنوعا لشخص أن يرقي ولا أن يسترقي إذا كانت الرقية مشروعة، لكن طلب الرقية فيه نزول عن مرتبة الكمال في التوكل، وهؤلاء السبعون ألفا في المنزلة العليا، فليس من صفاتهم أن يطلبوا الرُّقى من الناس؛ ولو كانت مباحة.

الصفة الثانية: (ولا يتطيَّرون)

أي لا يتشاءمون، والتطير مأخوذ من الطير، وهو التشاؤم بالطير، فالعرب كانوا يتشاءمون بالطيور، فلو أراد أحدهم سفرا أو بيعا أو زواجا؛ أمسك طيرا فأطلقها، فإن ذهبت يمينا قال: هذا خير وبركة، وأقدم عليه، وإن ذهبت شمالا قال: هذا شؤم وشر، وتركه.

الصفة الثالثة: (ولا يكتوون)

أي لا يطلبون الكَيَّ، ولا يسألون غيرهم أن يكويهم، كما لا يسألون غيرهم أن يرقيهم، استسلاما لقضاء الله، وتلذذا بالبلاء وصبرا عليه طلبا لمزيد الأجر، وعدم حاجة للمخلوقين واستغناءً عنهم، ولجوءا تاما إلى الخالق، وتفويض الأمر إلى الله سبحانه.

أما الثناء على تاركي الكي فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه فعلى سبيل الاختيار والكراهية، أي: إذا كان عندك اختيار فلا تستعمل إلا إذا اضطررت، وقد يُحمَل النهي على الكراهية لا على التحريم، لكن إذا لم يجد الإنسان دواءً إلا هو، فآخر الدواء الكي.

عرف ربه الوكيل من توكل عليه فلم يتشاءم ثقة بربه وقدَره.

ما عرَف ربَّه الوكيل من توكل على غيره، أو تشاءم لما مرَّ به من أقدار.

سادسا: أروع قصص التوكل!

روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس  قال:

«كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبنا الله ونعم الوكيل»().

أراد الله أن يضرب بإبراهيم الأسوة الحسنة في التوكل لكل من أصيب في سبيل الله، فحين ألقي في النار قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)

ولاحظ أن الفرج لم يأته من أول الابتلاء، فقد حُبِس إبراهيم مدة قبلها، ووضعوه مقيَّدا في المنجنيق، ثم ضُرِب المنجنيق لينطلق إبراهيم في الهواء، وعندها قال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، وفي آخر لحظة وعند قرب الهلاك جاء الفرج {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء:69].

فإذا حُبِستَ يوما في سبيل الله فتذكر حبس إبراهيم، وإن قيَّدوك فتذكر قيد إبراهيم، وإن هدَّدوك لتتخلى عن مبادئك، فتذكر ما هُدِّد به إبراهيم، ثم أكمِل باقي فصول الاقتداء، وتذكَّر توكل الخليل، وقل بقلبك مع لسانك: حسبنا الله ونعم (الوكيل)، وعند ذلك تتحول المحنة إلى منحة، والمنع إلى عطاء، ونار البلاء إلى روعة عطاء.

وألا تلاحظ معي روعة الموقف، وفي المقابل جلال المكافأة الربانية والمنحة الإلهية: {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}؟!

جاء الخبر بأن جيوش الأعداء مكتظة في الطريق إليكم، وهؤلاء يزدادون إيمانا!

لماذا؟

لأنه توكلوا على (الوكيل) مستعينين به هاتفين: حسبنا الله ونعم الوكيل .. ألا ما أسعد المتوكلين!

ولنسائل أنفسنا اختبارا لها:

هل ما نمرُّ به هذه الأيام من شدائد تتصاعد يوما بعد يوم.. تزيدنا بالله إيمانا أم تزلزل الإيمانا؟!

قال ابن عباس:

(«حسبنا الله ونعم الوكيل» قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد (صلى الله عليه وسلم) حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ})().

سابعا: كيف نغرس التوكل؟!

  1. ذكر اللسان والقلب:
  • لا حول ولا قوة إلا بالله:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

«أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنز الجنة»().

ومعناها: لا يحول بينك وبين ما تكره إلا الله، ولا يقويك على ما تحب إلا الله..

وفي حديث ثانٍ يستحثك على الإكثار من هذا الذكر:

«أكثِروا من غرس الجنة، فإنه عذبٌ ماؤها، طيبٌ ترابها، فأكثِروا من غِراسها: لا حول ولا قوة إلا بالله»().

وحديث ثالث إن طمعتَ في مزيد أجر:

«ألا أدلك على باب من أبواب الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله»().

لكن كثيرا من الناس يستعملون هذه الكلمة استعمالا خاطئا، فيردِّدونها جزعا لا صبرا.. قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

«قال الشِّبلي بين يدي الْجُنَيْد: لا حول ولا قُوَّة الا بِالله، فقال الجُنيْد: قولك ذا ضيق صدر، وضيق الصَّدْر لِتَرك الرِّضا بالقضاء.

فإن هذا من أحسن الكلام، وذلك أن هذه الكلمة هي كلمة استعانة لا كلمة استرجاع، وكثيرٌ من النَّاس يقولها عند المصائب بِمَنزلة الاسترجاع، ويقولها جزَعا لا صبرا»().

  • دعوات المكروب:
«دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلِح لي شأني كله، لا إله إلا أنت»().

وكم من ضعيفٍ عاجزٍ عن بلوغ حاجته لكن قوي توكله على ربه فأعانه عليها، وكم من قويٍّ اعتمد على قوته فخانته أحوج ما كان إليها.

  • دعاء بعد كل صلاة:
كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة :

أيَّ شيء كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إذا سلَّم من الصلاة؟! فأملاها المغيرة عليه، وكتب إلى معاوية:

كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:

«لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم! لا مانع لما أعطيت، ولا مُعْطِيَ لما منعت، ولا ينفعُ ذا الجَد منك الجد»().

وقوله: «ولا ينفع ذا الجد منك الجد» أي لا ينفع عند الله، ولا يُخلِّص من عذاب الله، ولا يُدني من كرامته جدود بني آدم أي حظوظهم من الملك والرئاسة والغنى والسلطان وغير ذلك، وإنما ينفعهم عنده التقرب إليه بطاعته وإيثار مرضاته.

  • دعاء النوم:
كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أوى إلى فراشه كما في حديث البراء بن عازب في صحيح البخاري يقول:

«إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبِنَبِيِّك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به»().

  1. صلاة الاستخارة:
عندما تتعرَّض لمشكلة فاذهب للوكيل، وصلِّ بين يديه ركعتين، ثم ادعُ بهذا الدعاء:

«اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فانك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيثما كان ثم أرضني به».

التفويض أن تفوِّض أمرك لله، إما أن تدبِّر أمرك أو تفوِّض أمرك إلى (الوكيل) ليدبِّر أمرك! أما أن يكون في قلبك تزاحمٌ لتدابير الله، ظانا أن خيوط الأقدار بيديك! فما حظُّك من التوكل حينها؟!

لقد قال الله لنبيه:

﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾:

يا محمد!

ليس هذا من شأنك..

فأخرج نفسك من عناء التفكير.

وفوِّض الأمر لصاحب التدبير.

وتوكَّل على الحي الذي لا يموت.

فأنت لا تطيق معالجة هذا الأمر.

ولا تعرف على الحقيقة حجم ما حاق بك من مكر.

ولو عرفت حجمه وقدره لاندكت روحك ونفسك كما تندكُّ الجبال (وإن كان مكرهم لِتزول منه الجبال).

ولا تستطيع تحمل التبعات إلا بتفويض رب الأرض والسماوات.

عرف ربه الوكيل من استخاره في كل أموره ولو كان أمرا بسيطا.

ما عرَف ربَّه الوكيل من ترك الاستخارة في أموره، واعتمد على الاستشارة دون الاستخارة.

ثامنا: فادعوه بها عبادة وعملا

الأول: صدق التوكل

التوكل على الله وحده في جلب المنافع، ودفع المضار، ونفض القلب واليد عمن سواه، وفي ذلك يقول ابن القيم:

«و(الاستعانة ) تجمع أصلين: الثقة بالله، والاعتماد عليه، فإن العبد قد يثق بالواحد من الناس، ولا يعتمد عليه في أموره -مع ثقته به- لاستغنائه عنه.

ثانيا: أكل الحلال واجتناب الحرام

من تعريفات التوكل المتعلِّقة ببعض آثاره: أن لا تعصي الله من أجل تحصيل رزقك، فكل من أكل لقمةً من حرام فليس بمتوكل ، فالإيمان بالوكيل يُلْقي الطمأنينة والسكينة في قلوب المتوكلين عليه، فيأخذون بالأسباب المشروعة في طلب الرزق، وينأون بأنفسهم عن الكسب الحرام.

عرف ربه الوكيل من توكل عليه في رزقه فلم يطعم حراما أو شبهة ثقة بتوكله على ربه.

ما عرَف ربَّه الوكيل من استعجل رزقه، فأكل من الحرام أو ارتشى.

ثالثا: الثقة بكفاية الله لأوليائه

ونصرته لهم وإحسان الظن به سبحانه، وهو ما يبث الرجاء في النفوس المؤمنة، ويُذهِب عنها اليأس والخوف من المخلوق والإحباط والتشاؤم، وهذه هي مفاتيح النجاح في الدنيا والآخرة.

والله عند ظن عبد به، فإن ظن العبد به خيرا وجده، وإن ظن غير ذلك وجد ما ظنه، وهل أوضح من قصة الرجل الصالح من بني إسرائيل قصها علينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لنتذوق حلاوة كفاية الله لمن توكل عليه، ورضي به وكيلاً وكفيلا.

عن أبي هريرة t:

رابعا: إخلاص التوكل

سئل بشر بن الحارث عن التوكل فقال:

«المتوكل لا يتوكل على الله ليُكفَى، ولو حلَّت هذه القصة في قلوب المتوكلة لضجّوا إلى الله بالندم والتوبة»().

لكن توكلك على (الوكيل) لأنه أحق من يُتَوكَّل عليه.

ونظير ذلك من اتقى الله ليجعل الله له مخرجا، ومن اتقى الله ليجعل له فرقانا، ومن تواضع ليرتفع، وقد قال عليه السلام: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»()، فلا يرتفع إلا من تواضع (لله)، لهذا قال بعضهم: من تواضع ليرتفع؛ لم يرتفع!

خامسا: قانون التخلي والتولي!

إن قلت: أنا الذي فعلت، وخبراتي المتراكمة هي التي أوصلتني، وتخصصي النادر هو الذي رفعني .. تخلى الله عنك ووكلك إلى نفسك!

وإن نسبت الفضل لربك تولاك.

وفي كل يوم يتقلب العبد بين التولي والتخلي.

ومن أنت بجوار الصحابة؟! وهم قمم البشر وفيهم سيد الخلق، ومع هذا لما اعتمدوا على كثرتهم في حنين تخلى الله عنهم، وقال:

﴿ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فلم تغن عنكم شيئا﴾

ولما افتقروا إلى الله في بدر تولاهم (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة).

تاسعا: فادعوه بها مسألة وطَلَبا

اللهم لا تكِلني إلى نفسي فأعجز عنها، ولا تكِلني إلى المخلوقين فيُضيِّعوني.

يا وكيل..

اجعل توكلنا عليك، وثقتنا بك، ووقوفنا على بابك.

يا وكيل..

اللهم ارزقني يقين المتوكلين عليك، وتوكل الموقنين بك.

يا وكيل ..

ارزقنا حلاوة الْيَقِين وراحة التَّفْويض وَفَرح المتوكلين.


عاشرا: حاسِب نفسَك تعرِف ربَّك

هل تتوكل على الله في كل أمورك أم في الشدائد فحسب؟!

هل تشرك في توكلك على الله أحدا (تقول مثلا: توكلت على الله وعلى فلان)؟!

هل تجعل من (لا حول ولا قوة إلا بالله) جزءا من ذكرك اليومي؟!

هل تُسقِط أحد ركني التوكل: الأسباب المادية أو الأسباب الإيمانية؟!

هل تستعين على الشدائد بقول: (حسبنا الله ونِعْمَ الوكيل)؟!
منقول للفائدة

 

طبيبة اطفال

طبيبة اطفال
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
10 سبتمبر 2013
المشاركات
1,841
مستوى التفاعل
8,787
النقاط
122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسم الله : الولي
معنى اسم الله الولي:
قال الخطابي : «والولي أيضًا المتولِّي للأمر والقائم به، كولي اليتيم، وولي المرأة في عقد النكاح عليها، وأصله من الوَلْي، وهو القُرْبُ»( ).
فالولاية هي النصرة، وهي رعاية المصالح، وهي القرب في المكان أو النسب أو المنزلة، ولذا تلحظ أن كلمة
المولى تُطلق على السيد وعلى العبد لقرب كل منهما من الآخر

وأنت لا تقرِّب أحدا منك إلا إن وثقتَ به ورأيته الأقرب لنفسك وقلبك، ولا يكون الأقرب إلى نفسك وقلبك إلا إن رأيت منه حرصا عليك، ونفعا فوق ما لديك، وقوةً فوق قوتك، وعلما فوق علمك، ومعلومٌ أن الولي يفعل لمولاه الأصلح له والأحسن.

في علاقاتنا اليومية وواقعنا الحياتي نعرف أثر الولي جيدا، الوليِّ من البَشر، فلا يخاف الطفل في المدرسة إذا احتمى بوليِّ أمره،

وأما الطفل اليتيم فمنكسِر؛ لا سند له ولا ظهير، فمن ليس له وليٌّ مسكين مكروب.

والعروس يوم زفافها وأثناء العقد، يقف بجوارها وليُّها، ومن ليس لها وليٌّ تتألم غاية الألم ليلة زفافها، وتشعر أنها وحيدة يوم فرحها.

غاب وليُّ البشَر، فشعرتَ بالألم والوحشة والحرمان، فكيف إذا غابت عنك ولاية الرب (الولي)؟!

الله هو الوليُّ، فما تظن أنه فاعلٌ بك؟! وإذا لم يتولَّ أمرك فكيف تكون حالتك؟!


نوعا الولاية :

الأول: الولاية العامة

قال الله عز وجل : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).

فهو وليُّ السماء وما فيها، والأرض وما فيها، وحافظٌ لكل شيء، وراعٍ لكل مخلوقاته، ومُدبِّرٌ لشئون هذا الكون ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾( سورة الرعد الآية: 33 )


ثانيا: الولاية الخاصة

وهي ولاية المحبة والتوفيق والنصرة، وهي بهذا المعنى خاصة بالمؤمنين المتقين، وهي التى تثمر في قلوب أولياء الله الطمأنينة والثقة في نصرته سبحانه وكفايته كما قال:  ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ  [محمد: 11]، وهذا يثمر اليقين بذهاب الكفار وقطع دابرهم وإن انتصروا في حقبة من الزمن، فهم إلى زوال لأن الولي لا يتولاهم.

وقد نهانا الله عن اتخاذ أي ولي غير الله:

((مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ))

فالله وحده هو الذي يتولى أمور الخلق بالإصلاح أو بالنصر أو بالإعانة، فلا يُتوكل على غير الله، ولا يُصلِح الأمور إلا الله، ومن تولى غير الله فقد وكَل نفسه إلى العجز والضياع والخسران.


بين ولاية الله وولاية الناس!! :


كل إنسان قد يكون قريبا منك في بعض الأوقات، فيتولى أمرك، لكنه لا يستطيع أن يكون بجوارك في جميع الأوقات، فستمُرُّ عليك أوقات لا تجده بجوارك عند شدة احتياجك إليه؛ إما لغياب أو انشغال أو وفاة، أما ولاية الله لك فهي لا تنفكُّ عنك طرفة عين.

وولاية الإنسان تكون على عدد محدود ممن يتولاهم، فالأب وليُّ أسرته، والزوج وليٌّ زوجته، ومدير الشركة وليٌّ على العاملين بها، والمحافظ على سكان محافظته، والحاكم على شعبه، ولكن (الوليَّ) سبحانه يتولى أمر الخلائق جميعا جملة واحدة وفي وقت واحد، فهو إن التفت إليك لم يلتفت عن غيرك، وإن رزَقَك لم ينشغل عن رزق الآخرين، فلا يشغله صوت عن صوت، ولا سؤال عن سؤال، سبحانه .. لا تختلف عليه اللغات، ولا تختلط عليه الأصوات.


ثالثا: من وليُّ الله؟

الولي له تعريفان:

أحدهما: هو الَّذي تتوالى طاعاته من غير أن يتخلَّلها عصيان.

وهو قول القشيري: «الولىُّ على وزن فعيل مبالغة من الفاعل، وهو من توالت طاعاته، من غير أن يتخللها عصيان»( ).


والثاني: من تولاه الله، فتولى حفظه وحراسته ورعايته (وهو يتولى الصالحين).

ومن تولاه الله أنعم عليه برائع الخصال، ومن ضمنها ما قاله القشيري في تعريف جامعٍ مانعٍ للولي من المؤمنين:

«الولىُّ من لا يقصِّر فى حقِّ الحق، ولا يؤخِّر القيام بحقِّ الخلق، يطيع لا لخوفِ عقاب، ولا على ملاحظة حسن مآب، أو تطلَّعٍ لعاجل اقتراب، ويقضى لكلِّ أحد حقا يراه واجبا، ولا يقتضى من أحد حقًّا له، ولا ينتقم، ولا ينتصف (لا يقتص بل يعفو مفوِّضا أمره لله)، ولا يشمت، ولا يحقد، ولا يُقلِّد أحدا مِنَّة (لا يمُنُّ على أحد بإحسانه)، ولا يرى لنفسه ولا لما يعمله قَدْرًا ولا قيمة»( ).

إن وليَّ الله ليس -كما يصوِّره الجاهلون- هو الدرويش الأبله المنسحب من صخب الحياة إلى صومعة، وفاقد الإحساس بها، العاجز عن العمل، والخانع أمام الأعداء، وإنما هو المجاهد في بحار الحياة المتلاطمة؛ الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، ويأخذ بأيدي الخلق ناحية الحق بعيدا عن تيارات الباطل.

وبذلك يكون ولي الله هو من يلتزم أوامر الله حق الالتزام في ميادين الاجتماع والسياسة، والإدارة والعسكرية والاقتصاد والتربية، والفكر والثقافة والتوجيه والجهاد والأمن وغير ذلك.


ثالثا: جوائز الولاية!

1.لا خوف ولا حزن!!

ماذا يُعطيك الله إذا تولى أمرك؟!

قال الله تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (يونس:62)، فليس هناك خوف في الدنيا ولا حزن في الآخرة.

أو لا خوف عليهم في الآخرة، ولا هم يحزنون عند الموت.

أو لا يخافون على ذريتهم فإن الله تعالى يتولاهم، ولا هم يحزنون على دنياهم لأن الله تعالى يعوِّضهم عنها.


2.يُخرِجهم من الظلمات إلى النور

أهم فوائد الولاية الربانية للعبد: هدايته وإخراجه من الظلمات إلى النور..

﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ﴾

والظلمات جمع، والنور مفرد لأن الحق لا يتعدد أما الباطل فيتعدد سبله، ومن هنا خط النبي (صلى الله عليه وسلم) خطا مستقيما للصراط المستقيم، وخطَّ حوله خطوطا من حواليه هي سبُل الشيطان: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾
( سورة الأنعام الآية: 153)

و(الولي) يتولى المؤمنين، فالولاية الخاصة مفتاحها بيد العبد (إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا)، فكل من لم يتَّق الله فقد حرم نفسه ولاية ربه.


3.كرامات الأولياء!

ما هي الكرامة؟

كثير من الناس يظنون الولي هو الذي يمتلك القدرات الخارقة التي تخرق العادت، ومن غير هذا لا ينال شرَف الولاية، وهذا غير صحيح.

إليكم هذه النقاط التوضيحية:

• مذهب أهل الحق إثبات كرامات الأولياء بشرائطها، وأنها واقعة موجودة مستمرة في جميع العصور

• شرط الكرامة أن يكون صاحبها موافقا للكتاب والسُّنَّة، فيُنظَر إلى عبادته والتزامه بالشرع، فإن وُجِد صالحا، وإلا كان دجالاً.

• خلط الناس بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان من السحرة والدجالين والمشعوذين وأرباب الطرق الصوفية المنحرفة، فهؤلاء تحصل لهم خوراق العادات، ويستخدمون الجن في مثل هذا.

• لا يجوز أن يكون مقصود العبد بالعبادة تحصيل الكرامة، بل عبادة الله لطلب مرضاته وثوابه، وخوفا من عقابه، والكرامات قد تأتي تبعا لذلك، وقد لا تأتي.

• قد تحصل الكرامة للمفضول ولا تحصل للفاضل.

تحصل الكرامة لفريقين:

الأول: من بلغ في التصفية والعبادة والمجاهدة درجة عالية، فتكون الكرامة بمثابة الجائزة أو الهدية والعطية للعبد الصالح.
والثاني: من كان إيمانه مزعزعا يكاد أن ينهار، فتأتيه الكرامة تأييدا وتشجيعا.

•أعظم الكرامة ليس في ظهور خوارق العادات الحسية بل في الكرامة الإيمانية بلزوم الاستقامة.


4.النصر!

إن تولى الله أمرك فأنت منصور لا محالة ﴿بَلْ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ﴾ (آل عمران:150)، وقوله عز وجل:

﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ﴾.


خامسا: طريق الوصول إلى الولاية؟!



1. التقوى:

﴿أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ (يونس:63)

أسهل وأجمل تعريف للتقوى هو أن يجدك حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك، وللتقوى تمام كما قال أبو الدرداء :

«تمام التّقوى أن يتَّقي اللهَ العبد حتى يتَّقيَه من مثقال ذرَّة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما، يكون حجابا بينه وبين الحرام»( ).


2.المحافظة على الفرائض والنوافل

ففي حديث الولاية:

«من عاد لي وليا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرب إلىَّ عبدي بشيء أحب إلي من ما أفترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه«.

وهم كل من علم علما فعمِل به كما رآهم الشافعي فقال: «إن لم يكن الفقهاءُ العاملون أولياء الله فما لله وليٌّ»( ).


سادسا: فادعوه بها عبادة وعملا


1.موالاة المؤمنين!

من أراد أن يعلم هل هُوَ مِن أولياء الله، فلينظر كيف ولاؤه لمن والاه، وعداوته لمن عاداه، والموالاة هي القرب والنصرة ورعاية المصالح.

ان القريب له حق الصلة ولو كان كافرا، لكن ليس له حق الولاية من المحبة والنصرة، فلا يُوالَى ولا يُناصَر لما هو عليه من الباطل، فالمؤمن يوالي المؤمنين، ويحمل همَّهم، ويتألم لألمهم ، ويسعد لسعادتهم، ويدافع عنهم، وأما أقرباؤه إن كانوا غير مسلمين، فلهم عليه حقٌّ واجب يؤديه، لكن قلبه مع المؤمن.

عرف ربه الولي من والى المؤمنين وأحب الصالحين وفتح قلبه للمتقين.

ما عرف ربه الولي من عادى أولياء الله وآذاهم، فتعرَّض لسخط الله ومحاربته.


2.عدم موالاة الكافرين!

ومن والى الله كيف يوالي أعداءه؟! قال تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

أي لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتعاشرونهم، بل وتعينونهم على إخوانكم، ثم علَّل النهي بقوله {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، فكل هؤلاء أعداء للمؤمنين، ولا فارق بينهم، وفيه دليل على أن الكفر ملة واحدة، ثم هدَّد الله من خالف أمره:

{وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب عدم موالاة أعداء الدين مطلقا.

والأولياء هم الأنصار، والاتخاذ هنا يفيد معنى التعمد والمثابرة، وفيه مكاشفتهم بالأسرار الخاصة بمصلحة الدين، وقوله: ﴿من دون المؤمنين﴾ قيد في هذا الاتخاذ، أي لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء وأنصارا في شيء تُقدَّم فيه مصلحتهم على مصلحة المؤمنين، وذلك كما فعل حاطب بن أبي بلتعة في فتح مكة؛ لأن فيه إعانة للكافرين على المسلمين، وخيانة للمؤمنين.

وقد تأول المفسرون قوله: ﴿ومن يتولَّهم منكم فإنه منهم﴾ بأحد تأويلين:

الأول: بحمل الولاية على الولاية الكاملة التي فيها الرضا بدينهم والطعن في دين الإسلام، فمن تولاهم في هذه الحال فهو منهم في الكفر والخلود في النار.

والثاني: أن يتولاهم بأفعاله من المساعدة والعون دون أن يعتقد معتقدهم ولا أن يخِلَّ بمقتضيات الإيمان، فهو مشارك لهم في المقت والذم الواقع عليهم.

وأما ما عدا ذلك كالتجارة والمعاملات الدنيوية، فلا تدخل في ذلك النفي؛ لأنه ليس فيها محادة لله ورسوله، ثم قال ربنا بعدها:

إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (55) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (56)

وجملة ﴿إنما وليكم الله ورسوله﴾ إلى آخرها متصلة بجملة ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض﴾ [المائدة: 51] ، فموقعها موقع تعليل هذا النهي، لأن ولاية المؤمنين لله ورسوله ثابتة، ومن كان الله وليه لا يكون أعداء الله أولياءه، وتفيد الجملة تأكيد النهي عن موالاة اليهود والنصارى.


3.تولَّ أمور الناس ليتولاك الله

تولَّ أمر أرملة أو فقير أو يتيم أو مسكين، وخاطب ربَّك بلسان الحال: قد وليتُ أمر هؤلاء، فتولَّ أنت أمري يا وليي!

الولي مصلحٌ في الأرض وليس براهبٍ في صومعة، بل صومعته بين الناس، ومحرابه ساحة المجتمع، وصيده قلوب الغافلين، وهي أمانة ثقيلة على كل مسلم؛ علِم ما لم يعلم غيره، ورزقه الله ما لم يرزق به غيره..

فماذا لو كنت مكلَّفا بولاية بعض المسلمين؟! مثل المدير أو المحافظ أو الحاكم المسلم.

قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «ما من أميرٍ يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلا لم يدخل معهم الجنة»( ).

عقوبة شديدة أن يحرم الله هذا الأمير من دخول الجنة لأنه لم يتولَّ أمر المسلمين كما ينبغي له، وكما يفرض عليه الواجب.

عرف ربه الولي من ولي أمر مسكين أو يتيم ليتولى الله أمره.

ما عرف ربه الولي من لم يتول أمر الضعفاء والفقراء.


4.سكينة القلب

تخيَّل أن الله هو ولي أمرك، فكيف يكون حالك؟!

من قام بحقِّ الله تولّى الله أمره على وجه الكفاية، فلا يُحوِجه إلى أمثاله، ولا يدع شيئا من أحواله إلا أجراه له على ما يتمناه، فاطمئن لرعاية الله لك.


سابعا: فادعوه بها مسألة وطلبا

«يا وليَّ الإسلام وأهله .. مسِّكْني الإسلام حتى ألقاك عليه»( ).

اللهم فاطِرَ السَّماواتِ والأرضِ .. أنت وليِّي في الدنيا والآخِرَة، توفَّني مسلما، وألحِقني بالصَّالحين.

أسألك بالولي..

اجعلني سِلما لأوليائك، وحربا على أعدائك، أحب بِحُبِّك من أحبك، وأعادي بعداوتك من عاداك.

أسألك بالولي..

تولَّ أمري، ولا تتخلَّ عني..

أسألك بالولي..

اجعل ولائي وولايتي للمؤمنين، واجعل عداوتي للظالمين والممعتدين..

أسألك بالولي..

تولَّ أمري، ولا تتخلَّ عني..


ثامنا: حاسب نفسك تعرِف ربَّك

- هل تحرص على أن تكون من أهل ولايته بالقرب منه بالفرائض والانتظام في النوافل؟!

- هل توالي من والى الله وتعادي من عاداه؟!

- هل تحرص على بسط ولايتك للمؤمنين بالأقوال والأفعال والأحوال؟

- هل تراجع نفسك في تقواك وتحاسبها على ما فرط منها كي لا تنزع ولاية الله عن نفسك؟!

- هل توالي الله في العلن وتعاديه في السِّر؟!

- هل تستحضر معنى أن تكون وليا لله في مجال عملك وساحة جامعتك بأن ترقب الله وتتقيه؟

وفقنا الله واياكم الي الخير كله
 

طبيبة اطفال

طبيبة اطفال
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
10 سبتمبر 2013
المشاركات
1,841
مستوى التفاعل
8,787
النقاط
122
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله عنا خير الجزاء
كلمات في وقتها
جعلها الله في ميزان حسناتك
وجزاكم مثله اختي الكريمة
نفعنا الله واياكم بكل ما نقرأ
وفقكم الله للخير
 

طبيبة اطفال

طبيبة اطفال
طاقم الإدارة
الاشراف
عضوية ماسية
عضو
إنضم
10 سبتمبر 2013
المشاركات
1,841
مستوى التفاعل
8,787
النقاط
122
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسأل الله الثبات لي ولكم وان لا يزيغ قلوبنا حتى نلقاه ذو الفضل المتين
جزاك الله خير
اللهم امين
وجزاكم مثله
 

السبيل

عضو
إنضم
6 يناير 2015
المشاركات
1,015
مستوى التفاعل
2,816
النقاط
122
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
"تفويض الأمر إلى الله ايمانا بحسن تدبيره"
ما أجمله من معنى
جزاك الله خيرا يا أختي الكريمة
 
  • إعجاب
التفاعلات: طبيبة اطفال

مواضيع ممائلة