أفاض العلماء في تحديد لفظ نجد المذكورة في حديث رسولنا الأمين عليه افضل الصلاة وأزكى السلام وفهمت أنه صلي الله عليه وسلم ذكر الأمصار الثلاثة المشهورة في زمانه والتي ستبقى على مر العصور مقصد ومركز للعلم والجهاد والحروب الى قيام الساعة فهل يغفل رسولنا عليه الصلاة والسلام عن العراق اللذي سيكون عاصمة للخلافة الراشدة زمن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرض العراق التي احتضنت الخلاف اللذي شق به صفوف المسلمين والأرض التي قتل بها عترته الشريفة .
فعن سالم بن عبدالله بن عمر قال:يا أهل العراق !ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة ! سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :إن الفتنة تجئ من ها هنا -وأومأ بيده نحو المشرق -من حيث يطّلع قرنا الشيطان ،وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه مسلم (2905) فالحديث يشمل كل نجد بالنسبة للحجاز في جهة المشرق وذلك يشمل نجد الحجاز ونجد العراق. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (42-27/41) 'هذه لغة أهل المدينة النبوية فى ذاك الزمان، كانوا يسمون أهل نجد والعراق أهل المشرق".
ويقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(13/47): كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر ،فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية ،فكان كما أخبر، وأول الفتن كان من قبل المشرق ،فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
وأختم هنا بكلام علامة العراق محمود شكري الآلوسي عن بلده العراق في "غاية الأماني"(2/148): " ولا بدع، فبلاد العراق معدن كل محنة وبلية ، ولم يزل أهل الاسلام منها في رزية بعد رزية ، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى ،وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق ،والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به...... إنما نبغوا وظهروا بالبصرة ، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت ، والقول الشنيع في علي وسائر الأئمة ومسبة أكابر الصحابة ...كل هذامعروف مستفيض".