السلام عليكم
لقد ضربت سورة يوسف مثلا للوحي القرآني ، فقصة يوسف عليه السلام هي أحسن قصة تضرب مثلا للوحي القرآني : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ ...) ، فالقرآن بدأ وحيا آمنا بآياته إيمان غيب ، هذه الآيات سيأتي تأويلها في المستقبل واقعا ، فيتحول الإيمان من إيمان الغيب إلى إيمان الشهادة ، وهذا ما حصل ليوسف عليه السلام جاءه الوحي عبارة عن رؤيا سجود الشمس والقمر وأحد عشر كوكب ، ثم بعد مدة تحققت رؤياه واقعا فذلك هو تأويل رؤياه صارت حقا واقعا حيث مكن الله له في الأرض ، كذلك القرآن سيأتي تأويل آياته ، وذلك بالعلم ، فبالعلم الذي علمه الله ليوسف كان يفهم تأويل الأحاديث ، كذلك الحال مع القرآن ، بالعلم يفهم تأويله، وبالعلم يتم التمكين ، فيوسف عليه السلام لم يعينه ملك مصر عزيزا على مصر إلا بعد أن أدرك أنه ذو علم. وهذا هو الواقع في الحياة، لا يمكَّن لشخص في مجال من مجالات الحياة إلا إذا أثبت أنه ذو علم في ذلك المجال بشهادات وباختبار. فسورة الكهف لم يأت فيها ذكر ذي القرنين وتمكين الله له إلا بعد ذكر العبد الذي علمه الله من لدنه علما، مما يدل على الترتيب ، وأن التمكين يأتي بعد العلم ، لمن هو ذو علم، وأن ذلك العبد الذي أوتي علما هو وذو القرنين ضربا مثلا لشخص واحد.