السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. إخوننا وأخواتنا الكرام هدانا الله تعالى واياكم إلى كل خير وحق ونجانا من كل شر وباطل ..كثر الجدال والكلام عن بعض الفرق سواء كانت القاعدة أو طالبان أو داعش أو غيرهم ..معذرةً هل سألنا أنفسنا أولاً ما مرادنا من الجدال في شأنهم ...هل نريد مناصرتهم أم معاداتهم أم التحقق منهم ..وهل نحن نريد الحكم بالإسلام حقا وهل الفتوى تأتى من أى أحد أم من أناس لا بد من وجود بعض الشروط فيهم ..فلو كان للسفينة رئيسان لغرقت ..فالأمة أو الدولة أو البلد كالسفينة لا تسير ولا تبقى إلا برئيس واحد ..وفي هذه الحالة لا يستطيع ذلك الرئيس أن يسير على صواب إلا بالمشورة مهما كان علمه وفقهه ..فالكل يخطئ ويصيب وهم درجات في الإخطاء والإصابة إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لماذا لأن كل أقوالهم وأفعالهم تأتي من وحي الله تعالى ولا شيئ يأتونه من أنفسهم ..أما الباقون في يقعون في الخطأ على درجات ..أقلهم خطأ الصحابة رضي الله عنهم ثم التابعين وهكذا ..ورغم علم الصحابة والتابعين الذي يفوق علمنا آلاف المرات فقد وقع في عصورهم فتن عظيمة والتباسات واختلافات كثيرة ..كلنا أو معظمنا لم يسمع أو يعرف عن داعش أو غيرها إلا من الإعلام والصحف ..إذا رأي أينا فيهم سواءً مؤيد أو معارض مبني على تحليله هو ووقدرته على تنقية مصادر الأخبار ...إذاً هو أولا وآخراً رأي وليس معلومات موثقة كما يدعى البعض ..فممكن أن يصيب في تحليله أو رأيه أو يخطئ ..هناك اختلاف في الآراء بعضها صحيح وبعضها خطأ وبعضها صاحبها حسن النية وبعضها صاحبها سيئها وبعضها صاحبها متعصب لرأيه وبعصها يتحرى صاحبها الحق فيها ..بل إننا أحيانا يعاشر ويعايش أحدنا صاحبه سنوات طوال ثم يكتشف أن صاحبه هذا ليس كما كان يعتقد
فيه ...فما بالنا بأناس لم نقابلها ولم نعاشرها
قط..إذا كل من قال فيهم قولا فهو رأي وليس معلومات موثقة ...والأمر الثاني هل الصحيح هو أن نؤيد كل من يقول أنه يريد
أن نحكم بالإسلام نؤيده في الحال أم نتثبت ونتحقق منه أولا وهل الحكم بالإسلام وكتاب الله تعالى من السهل على أي إنسان ....والأمر الأخطر أليس كل من بني على باطل فهو باطل فهل تولي الخلافة أو الحكم يأتي بالمبايعة أم فرضا وقسرا ..فأول شرط من شروط الخلافة الخلافة الراشدة المبايعة ..فإذا اختل وغاب هذا الشرط هل من ولّى نفسه قسرا سيحكم ويقضي بالحق على نفسه وعلى الناس ..ألا نذكر حينما ولّى معاوية ابنه يزيد الخلافة بعده قال أولّي ابني يزيد على سنة أبي بكر وعمر فرد عبد الله بن عمر رصي الله عنه قائلا بل على سنة كسرى وقيصر وقال أبو بكر وعمر عندهم أبناء خير من ابنك ولم يولّ أحد منهم ابنه..ثم أن العلماء السلف أجمعوا على وجوب عدم تأييد أو معارضة المهدي إذا ظهر إلا إذا اجتمعت الناس عليه ..أي لا تصح مبايعته إلا بعد التأكد والتحقق والإجماع التام ....وأخيرا لا يصح من أحدنا أن يتكلم بالنيابة عن الله سبحانه تعالى علوا كبيرا ....فالشيخ علامة فارقة بارك الله تعالى فيه عند تفسير أي رؤيا يقول إن صحت الرؤيا ويختم بقوله الله أعلم فهو الصحة لله تعالى والخطأ إن وجد لنفسه والشيطان فمن خالف الشيخ علامة فارقة في تفسير الرؤيا فهو حينئذٍ لا يخالف كلام الله تعالى بل يخالف تفسير الشيخ هذا للتفرقة (وبالطبع نحن نرفض تدخل أي أحد في تفسير الشيخ علامة للرؤي لعدة أسباب لا داعي لذكرها الآن وليست موضوعنا ومن لا يقبل تفسيره فليأخذ الرؤيا إلى حيث شاء ويفسرها لنفسه كما شاء )..خلاصة الكلام لا يصح ولا يستقيم تولية الحكم بالإسلام مهما ادعى الصلاح والاستقامة إلا بعد التأكد التام من وجود الشروط التي وضعها الله تعالى بها وهي طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم طاعة ولي الأمر فلا طاعة لمخلوق لمعصية الخالق...ونختم بقول الله تعالى في حديثه القدسي (يا عبادي كلكم ضالٌ إلا من هديته فاستهدوني أهدكم )..ونرجوا من أراد الرد أو النقد أن يتكلم بهدوء تام وحسن الحوار وطيب النقد ...بارك الله تعالى فيكم وحفظنا واياكم من الفتن والنفاق والرياء والكذب وكل سوء وشر وهدانا واياكم إل