- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 8,034
- التفاعل
- 24,205
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ }
كأن ختام سورة العنكبوت بهذه القاعدة القرآنية : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } هو جواب عن التساؤل الذي قد يطرحه المؤمن ـ وهو يقرأ صدر سورة العنكبوت التي ذكرنا مطلعها آنفاً ـ تلك الكلمات العظيمة ـ التي تقرر حقيقة شرعية وسنة إلهية ـ في طريق الدعوة إلى الله تعالى
وذلك السؤال هو: ما المخرج من تلك الفتن التي حدثتنا عنها أول سورة العنكبوت ؟!
فيأتي الجواب في آخر السورة بهذه الآية ، فلا بد من الجهاد ـ بمعناه العام ـ ولا بد من الإخلاص ، عندها تأتي الهداية ، ويتحقق التوفيق بإذن الله .
ولا بد لكل من أراد أن يسلك طريقاً أن يتصور صعوباته ؛ ليكون على بينة من أمره ، وهكذا هو طريق الدعوة إلى الله ، فلم ولن يكون مفروشاً بالورود والرياحين ، بل هو طريق " تعب فيه آدم , وناح لأجله نوح , ورمى في النار الخليل , وأضجع للذبح إسماعيل , وبيع يوسف بثمن بخس , ولبث في السجن بضع سنين "
فلما فرغ من التقرير والتقريع ولم يؤمن الكفار سلى قلوب المؤمنين بهذه الآية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ..... }
{ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي من جاهد بالطاعة هداه سبل الجنة
أتدري لماذا أيها القارئ الكريم؟
لأن "الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف ؛ وأمانة ذات أعباء ؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال.
فلا يكفي أن يقول الناس : { آمنا } وهم لا يتركون لهذه الدعوى ، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم ، كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو أصل الكلمة اللغوي وله دلالته وظله وإيحاؤه وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب .
إذا الإنسان جاهد هواه, جاهد بإنفاق ماله , جاهد بقراءة كتاب الله, حاول يفهم آياته , الله يكشف له المعاني , أنت قرب خطوة تحرك حركة واحدة .
أحياناً : تجد الشخص مقاومته هشة , يعني أول شيء مغري , تجد لا يوجد مقاومة أيضاً , تجد شخص عنده مقاومة كبيرة جداً , سر المقاومة : أنه كان معتصم بالله صباحاً ؛ الصلاة في مسجد مع جماعة , تلاوة القرآن , ذكر الله, الاستغفار , الدعاء ووووو , هذا كله لله يستجيبه .
وكلمة جاهدوا يعني : في جهد , أي الله عز وجل سلعته غالية , لا تتصور الله هكذا , يعطيك جنة للأبد بعمل شكلي , عمل صوري , أنت مقيم على كل رغباتك , وشهواتك , ومصالحك
يا من نصبت نفسك للدعوة ، وأقمت نفسك مقام الرسل الدعاة الهداة تحمَّل كلَّ ما يلاقيك من المحن بقلب ثابت وجأش رابط ولا تزعزعنَّك الكروب فإنها مربِّية الرجال ، ومهذِّبة الأخلاق ، ومكوِّنة النفوس .
وإذا تبينت صلة هذه القاعدة القرآنية المذكورة في آخر سورة العنكبوت: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ـ بأول السورة ، فإن دلالات هذه القاعدة في ميدان الدعوة كبيرة ومتسعة جداً ، وهي تدل بوضوح على أن من رام الهداية والتوفيق ـ وهو يسير في طريق الدعوة ـ
فليحقق هذين الأصلين الكبيرين اللذين دلّت عليهما هذه القاعدة :
1ـ أما الأصل الأول : فهو بذل الجهد والمجاهدة في الوصول إلى الغرض الذي ينشده الإنسان في طريقه إلى الله تعالى
2ـ والأصل الثاني هو : الإخلاص لله ، لقوله ـ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} فليس جهادهم من أجل نصرة ذات، ولا جماعة على حساب أخرى، وليس من أجل لعاعة من الدنيا، أو ركض وراء كرسي أو منصب، بل هو جهادٌ في ذات الله تعالى
وإنما نُبّه على هذا الأصل ـ وهو الإخلاص ـ مع كونه شرطاً في كل عمل، فإن السر ـ والله أعلم ـ لأن من الدعاة من قد يدفعه القيام بالدعوة، أو بأي عمل نافع، الرغبة في الشهرة التي نالها الداعية الفلاني، أو يدفعه نيل ثراء ناله المتحدث الفلاني.. فجاء التنبيه على هذا الأصل الأصيل في كل عمل صالح
يتبــــــــع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ }
كأن ختام سورة العنكبوت بهذه القاعدة القرآنية : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } هو جواب عن التساؤل الذي قد يطرحه المؤمن ـ وهو يقرأ صدر سورة العنكبوت التي ذكرنا مطلعها آنفاً ـ تلك الكلمات العظيمة ـ التي تقرر حقيقة شرعية وسنة إلهية ـ في طريق الدعوة إلى الله تعالى
وذلك السؤال هو: ما المخرج من تلك الفتن التي حدثتنا عنها أول سورة العنكبوت ؟!
فيأتي الجواب في آخر السورة بهذه الآية ، فلا بد من الجهاد ـ بمعناه العام ـ ولا بد من الإخلاص ، عندها تأتي الهداية ، ويتحقق التوفيق بإذن الله .
ولا بد لكل من أراد أن يسلك طريقاً أن يتصور صعوباته ؛ ليكون على بينة من أمره ، وهكذا هو طريق الدعوة إلى الله ، فلم ولن يكون مفروشاً بالورود والرياحين ، بل هو طريق " تعب فيه آدم , وناح لأجله نوح , ورمى في النار الخليل , وأضجع للذبح إسماعيل , وبيع يوسف بثمن بخس , ولبث في السجن بضع سنين "
فلما فرغ من التقرير والتقريع ولم يؤمن الكفار سلى قلوب المؤمنين بهذه الآية {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ..... }
{ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي من جاهد بالطاعة هداه سبل الجنة
أتدري لماذا أيها القارئ الكريم؟
لأن "الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف ؛ وأمانة ذات أعباء ؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، وجهد يحتاج إلى احتمال.
فلا يكفي أن يقول الناس : { آمنا } وهم لا يتركون لهذه الدعوى ، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم ، كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به وهذا هو أصل الكلمة اللغوي وله دلالته وظله وإيحاؤه وكذلك تصنع الفتنة بالقلوب .
إذا الإنسان جاهد هواه, جاهد بإنفاق ماله , جاهد بقراءة كتاب الله, حاول يفهم آياته , الله يكشف له المعاني , أنت قرب خطوة تحرك حركة واحدة .
أحياناً : تجد الشخص مقاومته هشة , يعني أول شيء مغري , تجد لا يوجد مقاومة أيضاً , تجد شخص عنده مقاومة كبيرة جداً , سر المقاومة : أنه كان معتصم بالله صباحاً ؛ الصلاة في مسجد مع جماعة , تلاوة القرآن , ذكر الله, الاستغفار , الدعاء ووووو , هذا كله لله يستجيبه .
وكلمة جاهدوا يعني : في جهد , أي الله عز وجل سلعته غالية , لا تتصور الله هكذا , يعطيك جنة للأبد بعمل شكلي , عمل صوري , أنت مقيم على كل رغباتك , وشهواتك , ومصالحك
يا من نصبت نفسك للدعوة ، وأقمت نفسك مقام الرسل الدعاة الهداة تحمَّل كلَّ ما يلاقيك من المحن بقلب ثابت وجأش رابط ولا تزعزعنَّك الكروب فإنها مربِّية الرجال ، ومهذِّبة الأخلاق ، ومكوِّنة النفوس .
وإذا تبينت صلة هذه القاعدة القرآنية المذكورة في آخر سورة العنكبوت: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} ـ بأول السورة ، فإن دلالات هذه القاعدة في ميدان الدعوة كبيرة ومتسعة جداً ، وهي تدل بوضوح على أن من رام الهداية والتوفيق ـ وهو يسير في طريق الدعوة ـ
فليحقق هذين الأصلين الكبيرين اللذين دلّت عليهما هذه القاعدة :
1ـ أما الأصل الأول : فهو بذل الجهد والمجاهدة في الوصول إلى الغرض الذي ينشده الإنسان في طريقه إلى الله تعالى
2ـ والأصل الثاني هو : الإخلاص لله ، لقوله ـ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} فليس جهادهم من أجل نصرة ذات، ولا جماعة على حساب أخرى، وليس من أجل لعاعة من الدنيا، أو ركض وراء كرسي أو منصب، بل هو جهادٌ في ذات الله تعالى
وإنما نُبّه على هذا الأصل ـ وهو الإخلاص ـ مع كونه شرطاً في كل عمل، فإن السر ـ والله أعلم ـ لأن من الدعاة من قد يدفعه القيام بالدعوة، أو بأي عمل نافع، الرغبة في الشهرة التي نالها الداعية الفلاني، أو يدفعه نيل ثراء ناله المتحدث الفلاني.. فجاء التنبيه على هذا الأصل الأصيل في كل عمل صالح
يتبــــــــع