يا إخوتي إيران حتى وإن غزت بلاد الحرمين فهي لا تستطيع أبداً أن تحتلها لا هي ولا دول العالم أجمع .. حتى وإن تواترت الرؤى بالغزو أو الحرب فهي لن تستطيع السيطره إبتداءاً إلاّ على المناطق القريبه منها وأكيد سيُنكّلون بأهل البلد وليس في ذلك شك وسبب ذلك يعود لعنصر المفاجأة وتنظيم الصفوف ووضوح الهدف لهم فقط .. أما أن تغزو البلاد كاملة وتحتلها باستباحة بيضة الإسلام فيها فهذا ضرب من الخيال ودليل ذلك الآتي
أن من خصائص هذه الأمة أنها محفوظة من الهلاك الكامل والاستئصال خصوصاً بلاد الحرمين منبع الإسلام ورايته فلا تهلك بالسنين ولا بجوع ولا بغرق ولا يسلط عليها عدو من غيرها فيستبيح بيضتها ويستأصلها .. فعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض (أي كسرى وفارس)، وإني سألت ربي ألا يهلكها بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم. وإن ربي قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامـة (أي قحط) وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو إجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضا) رواه مسلم في صحيحه ..
فلم يشهد التاريخ أنه قد تم إستعمار بلاد الحرمين لحفظ الله لها إبتداءاً ولو إجتمع من بأقطار الدنيا كلهم .. ثم أن أبناء الحرمين معروفون ولله الحمد فهم كالأسود في كل ثغر يجاهدون ويناظلون عن حمى الإسلام فكيف بهم إن نزل بأرضهم البلاء والحرب وهم ساسته وقادته دون قصور في أبناء الإسلام قاطبةً
هذا ماسمح به المقام .. قاله كاتبه .. محتسب