• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
إنضم
17 يونيو 2017
المشاركات
167
مستوى التفاعل
208
النقاط
47
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم
تسليما كثيرا​
أسئلة مهمّة في حياة المسلم
١- مِنْ أين يأخذ المسلم عقيدته؟
يأخذها من كتاب الله عزّ وجلّ وصحيح سنة نبيه ﷺ الذي لا ينطق عن الهوى ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، وذلك وفق فهْم الصحابة والسلف الصالح رضي الله عنهم.
٢- إذا اختلفنا فإلى أي شيء نرجع؟
نرجع إلى الشرع الحنيف، والحكم في ذلك إلى كتاب الله وسنة رسولهﷺ، حيث قال الله عزّ وجلّ:﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾، وقال النبي ﷺ: « تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ » الموطأ.
٣- من الفرقة الناجية يوم القيامة؟
قالﷺ: « وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي » أحمد. فالحقُّ ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه، فعليك بالاتِّباع وإياك والابتداعإذا كنت تريد النجاة وقبول الأعمال.
٤- ما شروط قبول العمل الصالح؟
شروطه:
١) الإيمان بالله وتوحيده: فلا يقبل العمل من مشرك.
٢) الإخلاص: بأن يُبْتَغَى به وجه الله.
٣) متابعة النبي ﷺ فيه: بأن يكون وفق ما جاء به فلا يعبد الله إلا بما شرع، فإن فقد أحدها فالعمل مردود، قال عزّ وجلّ:﴿ وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ﴾ .
٥- ما مراتب الدين؟
مراتبه ثلاثة: الإسلام، والإيمان، والإحسان.
٦- ما الإسلام، وكم أركانه؟
الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. وأركانه: خمسة ذكرها النبي ﷺ في قوله: « بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إلا الله وَأَنَّ محمدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ » متفق عليه.
٧- ما الإيمان، وكم أركانه؟
الإيمان: هو اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، قال عزّ وجلّ :﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾، وقال ﷺ: « الإيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فأَفضْلهَا قُوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّريِقِ وَالحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ » مسلم.
ويؤكّده ما يلحظه المسلم في نفسه من نشاط في الطاعة عند مواسم الخيرات، وفتورٍ فيها عند فعل المعاصي، قال الله عزّ وجلّ :﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾. وأركانه: ستة، ذكرها النبي ﷺ في قوله: « أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبهِ، وَرُسُلِهِ، واليوْمِ الآخر، والْقَدَرِ خَيْره وَشَرِّهِ » البخاري.
٨- ما معنى (لا إله إلا الله)؟
نفي استحقاق العبادة لغير الله، وإثباتها لله وحده عزّ وجلّ.
٩- هل الله معنا؟ نعم، الله عزّ وجلّ معنا بعلمه وسمعه وبصره وحفظه وإحاطته وقدرته ومشيئته، وأمَّا ذاته فلا تخالط ذوات المخلوقين، ولا يحيط به شيء من المخلوقات.
١٠- هل يمكن أن يُرى الله عزّ وجلّ بالعين؟
اتفق المسلمون على أن الله لا يُرى في الدنيا، وأن المؤمنين يَرون الله في الآخرة في المَحْشَر وفي الجنة، قال عزّ وجلّ :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ .
١١- ما فائدة معرفة أسماء الله وصفاته؟
إن أولَ فرض فرضه الله على خلقه معرفتهﷻ، فإذا عرفه الناس عبدوه حق عبادته، قال سبحانه وتعالى:﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ﴾، فَذِكْرُ الله بسعة الرحمة موجِبٌ للرجاء، وبشدة النقمة موجِبٌللخوف، وبالتفرّد بالإنعام موجِبٌ للشكر.
والمقصود بالتعبد بأسماء الله وصفاته:
تحقيق العلم بها وفقه معانيها والعمل بها؛ فمن أسماء الله وصفاته ما يُحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والعدل، ومنها ما يُذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر، وللعبد صفات يُحمد عليها ويؤمر بها كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك، ولكنْ يمتنع اتصاف الربّ عزّ وجلّ بها، وأحبُّ الخلق إلى الله من اتصف بالصفات التي يحبها، وأبغضهم إليه من اتصف بالصفات التي يكرهها.
١٢- ما أسماء الله الحسنى ؟
يقول الله ﷻ:﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ وقد ثبت عن رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنَّه قَالَ: « إِنَّ لِلهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةٌ إلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ » متفق عليه.
وإحصاؤها يتضمن ثلاثة أمور:
١) إحصاء ألفاظها وعددها.:
٢) فهم معانيها ومدلولها والإيمان به، فإذا قال: (الْحَكِيْمُ) سلَّم جميع أوامره لله، لأن جميعها على مقتضى حكمته.
٣) دعاء الله بها؛ فيقول مثلاً: يا سِتِّيْرُ اسْتُرْني، يا كَرِيْمُ أكْرِمْني قال ﷻ :﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴾.
ومن تتبَّع آيات القرآن والسنة الصحيحة استطاع جمْعَهَا؛
أسماء الله الحسنى ودلالتها .
١٣- ما الفرق بين أسماء الله و صفاته؟
أسماء الله وصفاته تشترك في جواز (الاستعاذة) و(الحلف) بها. لكن بينهما فروق أهمها:
الأول: جواز (التعبيد) و(الدعاء) بأسماء الله دون صفاته. فالتعبيد مثل التسمّي بـ (عبد الكريم) أما اسم (عبد الكرم) فلا يجوز. والدعاء مثل: (يا كريم)، ولا يجوز (يا كرم الله).
الثاني : أنَّ أسماء الله يشتق منها صفات: كـ (الرحمن) يشتقُّ منه صفة (الرحمة)، أما صفاته فلا يشتق منها أسماء لم ترد: فصفة (الاستواء) لا يشتقّ منها اسم (المستوي).
الثالث : أنَّ أفعال الله لا يُشتقُّ منها أسماء لم تَرِد: فمن أفعال الله (الغضب) فلا يقال: من أسماء الله (الغاضب)، أما صفاته فتُشتقّ من أفعاله: فصفة (الغضب) نثبتها لله لأن الغضب من أفعاله.
١٤- ما معنى الإيمان بالـملائكة؟
هو الإقرار الجازم بوجودهم، وأن الله عزّ وجلّ خلقهم لعبادته وتنفيذ أمره ﴿ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴾، والإيمان بهم يتضمن أمورًا:
١) الإيمان بوجودهم.
٢) الإيمان بمن علمنا اسمه منهم كجبريل.
٣) الإيمان بما علمنا من صفاتهم كَعِظَمِ خَلْقِهِمْ.
٤) الإيمان بما علمنا من وظائفهم التي اختصوا بها كمَلَك الموت.
١٥- ما القرآن؟
القرآن هو كلام الله عزّ وجلّ، المُتعبَّدُ بتلاوته، منه بدأ وإليه يعود، تَكَلَّمَ به حقيقة بحرف وصوت، سمعه منه جبريل عليه السلام، ثم بَلَّغَه جبريل للنبي محمد ﷺ، والكتب السماوية كلها كلام الله.
١٦- هل نستغني بالقرآن عن سنة النبي ﷺ؟
لا يجوز. فالله أمر بالأخذ بالسنَّة في قوله سبحانه وتعالى:﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ والسنة جاءت مفسِّرةٌ للقرآن، ولا تُعرف تفاصيل الدين إلا بها كالصلاة قال ﷺ: « أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ » أبو داود.
١٧- ما معنى الإيمان بالرُّسُل؟
هو التصديق الجازم بأن الله بعث في كل أمة رسولاً منهم يدعوهم إلى عبادة الله وحده، والكفر بما يُعْبَد من دونه، وأنهم جميعًا صادقون، مُصدَّقُون، راشدون، كرام، بررة، أتقياء، أُمناء، هداة، مهتدون، وأنهم بلّغوا رسالتهم، وأنهم أفضل الخلق، وأنهم منزهون عن الإشراك بالله منذ ولادتهم وحتى موتهم.
١٨- ما أنواع الشفاعة يوم القيامة؟
هي أنواع، أعظمها الشفاعة العظمى: وهي في موقف القيامة بعدما يقف الناس خمسين ألف سنة ينتظرون أن يُقْضَى بينهم، فيشفع النبي محمد ﷺ عند ربه ويسأله أن يفصل بين الناس، وهي خاصة بسيدنا محمد ﷺ، وهي المقام المحمود الذي وُعِدَ إياه.
الثاني: الشفاعة في استفتاح باب الجنة، وأول من يستفتحُ بابها نبينا محمد ﷺ، وأول من يدخلها من الأمم أمته.
الثالث: الشفاعة في أقوام قد أُمِر بهم إلى النار أن لا يدخلوها.
الرابع: الشفاعة فيمن دخل النار من عُصَاة الموحدين بأن يُخْرَجوا منها.
الخامس: الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة.
السادس: الشفاعة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب.
السابع: الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار، وهي خاصة لنبينا ﷺ في عمه أبي طالب بأن يخفف عذابه.
الثامن: أن يُخرج الله برحمته من النار أقوامًا ماتوا على التوحيد بدون شفاعة أحد لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة برحمته.
١٩- هل تجوز الاستعانة أو طلب الشفاعة من الأحياء؟
نعم تجوز، وقد رغب الشرع على إعانة الآخر فقال سبحانه وتعالى:﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ﴾ وقال ﷺ:«وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ » مسلم. أما الشفاعة ففضلها كبير وهي بمعنى الوساطة، حيث قال عزّ وجلّ:﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ﴾ وقال ﷺ:« اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا » البخاري.وذلك بشروطٍ:
١) أن تكون الاستعانة أو طلب الشفاعة من حي فطلبها من الميت يسمى دعاء والميت لا يسمع من دعاه، قال عزّ وجلّ:﴿ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ﴾وكيف يُطْلَب الميِّت وهو المحتاج لدعاء الحي، وقد انقطع عمله بموته إلا ما يصله من الأجر بالدعاء وغيره قال ﷺ: « إذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ » مسلم.
٢) أن يفهم ما يخاطب به.
٣) أن يكون المطلوب حاضرا.
٤) أن تكون فيما يُقْدَرُ عليه.
٥) أن تكون في أمور الدنيا.
٦) أن تكون في أمر جائز لا ضرر فيه.
٢٠- كم أقسام التوسل؟
قسمان:
الأول: جائز؛ وهو أنواع ثلاثة:
١) التوسل إلى الله ﷻ بأسمائه وصفاته.
٢) التوسل إلى الله ببعض الأعمال الصالحة؛ كقصة الثلاثة أصحاب الغار.
٣) التوسل إلى الله بدعاء المسلم الصالح الحي الحاضر الذي يُظَنُّ إجابة دعائه.
الثاني: محرم، وهو نوعان:
١) أن يسأل الله عزّ وجلّ بجاه النبي ﷺ أو الولي، كأن يقول: اللهم إني أسألك بجاه نبيك، أو بجاه الحسين مثلاً، صحيح أن جاه النبي ﷺ عظيم عند الله، وكذلك جاه الصالحين، لكن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير لما أجدبت الأرض لم يتوسلوا بجاه النبي ﷺ مع وجود قبره بينهم، وإنما توسلوا بدعاء عمه العباس رضي الله عنه.
٢) أن يسأل العبد ربه حاجته مُقْسِمًا بنبيه ﷺ أو بوَليِّه كأن يقول: اللهم إني أسألك كذا بوَلِيِّك فلان، أو بحق نبيك فلان؛ لأن القسم بالمخلوق على المخلوق ممنوع، وهو على الله أشد منعًا، ثم إنه لا حَقَّ للعبد على الله بمجرد طاعته له.
٢١- ما معنى الإيمان باليوم الآخر؟
هو التصديق الجازم بوقوعه، ويدخل في ذلك الإيمان بالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه، وبالنفخ في الصور، وقيام الناس لربهم، ونشر الصحف، ووضع الميزان، والصراط، والحوض، والشفاعة، ومن ثَمَّ إلى الجنة أو إلى النار.
٢٢- ما علامات الساعة الكبرى؟
قال النبي ﷺ: « إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ > وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَثَلاثَةَ خُسُوفٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ بجَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنْ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ » مسلم.
٢٣- ما أعظم فتنة تمرّ على الناس؟
قال النبي ﷺ: « مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ » مسلم، وهو رجل من بني آدم يأتي في آخر الزمان مكتوب بين عينيه(ك ف ر) يقرؤها كل مؤمن، وهو أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية، وأول ما يخرج يَدَّعي الصلاح ثم النبوة ثم الأُلوهيّة ويأتي القوم فيدعوهم فيكذبونه ويردون عليه قوله فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم ويصبحون وليس بأيديهم شيء، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيستجيبون له ويصدقونه فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض أن تُنبِت فتنبت ويأتي على الناس ومعه ماء ونار؛ فناره ماء بارد وماؤه نار. وينبغي للمؤمن أن يستعيذ بالله من فتنته آخر كل صلاةٍ، وأن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف إن أدركه، ويجتنب مقابلته خشية الفتنة، قال ﷺ: « مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَ اللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبعَهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ » أبو داود، ويلبث في الأرض أربعين يومًا؛ يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامنا هذه، ولن يترك بلدًا أو أرضًا إلا ويدخلها سِوَى مكة والمدينة، ثم ينزل عيسى عليه السلام فيقتله.
٢٤- هل الجنة والنار موجودتان؟
نعم، وقد خلقهما الله قبل خلق الناس، وهما لا تفنيان أبدًا ولا تبيدان، وخلق الله للجنة أهْلا بِفَضْلِه، وللنار أهْلاً بِعَدْلِه، وكل مُيَسَّر لما خلق له.
٢٥- ما معنى الإيمان بالقدر؟
هو التصديق الجازم أن كل خير أو شر إنما هو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعال لما يريد، قَالَ ﷺ: « لَوْ أَنَّ اللهَ عَذَّبَ أَهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْرًا لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، وَلَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فِي سَبِيلِ اللهِ مَا قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَلَوْ مُتَّ عَلَى غيْرِ هَذَا لَدَخَلْتَ النَّارَ » أحمد وأبو داود ، والإيمان بالقدر يتضمن أمورًا أربعة:
١) الإيمان بأن الله عَلِمَ كل شيء جملة وتفصيلاً.
٢) الإيمان بأنه قد كتب ذلك في اللوح المحفوظ، قال ﷺ: « كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ » مسلم.
٣) الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن.
٤) الإيمان بأن الله هو الخالق الموْجِد للأشياء كلها، وأن كل ما سواه مخلوق له.
٢٦- هل للخلق قدرة ومشيئة وإرادة حقيقية؟
نعم للإنسان مشيئة وإرادة واختيار، لكنها لا تخرج عن مشيئة الله تعالى، قال عزّ وجلّ:﴿ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ﴾، وقال ﷺ: « اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ » متفق عليه، والله أعطانا العقل والسمع والبصر لنُميِّز بين الصالح والفاسد، فهل هناك عاقل يسرق ثم يقول: قد كتب الله عليَّ ذلك؟! ولو قاله لم يعذره الناس، بل يُعاقب ويُقال له: قد كتب الله عليك ذلك العقاب أيضًا، فالاحتجاج والاعتذار بالقدر لا يجوز وهو تكذيب قال عزّ وجلّ:﴿ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾.
٢٧- ما الإحسان؟
سُئِلَ النبي ﷺ عن الإحسان فقال: « أَنْ تَعبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنَّكَ إِنْ لا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ » مسلم، وهو أعلى مراتب الدين الثلاث.
٢٨- كم أقسام التوحيد؟
أقسامه ثلاثة:
١) توحيد الربوبية: وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق والرزق والإحياء…إلخ، وقد كان الكفار يقرُّون بهذا القسم قبل بعثة النبي ﷺ.
٢) توحيد الأُلُوْهِيْة: وهو إفراد الله بالعبادات،كالصلاة والنذر والصدقة…إلخ، ومن أجل إفراد الله بالعبادةبُعثت الرسل وأنزلت الكتب.
٣) توحيد الأسماء والصفات: وهو إثبات ما أثبته الله ورسوله من الأسماء الحسنى والصفات العُلا لله تعالى من غير تحريف أو تعطيل للنصوص، أو تكييف أو تمثيل للصِّفَة.
٢٩- من الوليُّ؟
هو المؤمن الصالح التَّقِيُّ، قال عزّ وجلّ:﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ وقال ﷺ: « إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ » متفق عليه.
٣٠- ما الواجب علينا تجاه أصحاب النبي ﷺ؟
الواجب محبتهم، والترضي عنهم، وسلامة قلوبنا وألسنتنا لهم، ونشر فضائلهم، والكفُّ عمَّا شجر بينهم، وهم غير معصومين من الخطأ، لكنهم مجتهدون؛ للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد على اجتهاده، وخطؤه مغفور، ولهم من الفضائل ما يذهب سيئ ما وقع منهم، وهم يتفاضلون؛ فأفضلهم العشرة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم طلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد وأبو عبيدة ابن الجراح. ثم عامَّةُ المهاجرين، ثم من شهد بدراً من المهاجرين والأنصار، ثم باقي الأنصار، ثم سائر الصحابة، قال ﷺ: « لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالذِي نَفْسِيْ بيَدِه لَوْ أن أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيْفَهُ » متفق عليه، وقال ﷺ: « مَنْ سَبَّ أَصْحَابي فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ »الطبراني.
٣١- هل نبالغ في مدح الرسول ﷺ عن القدر الذي أعطاه الله إياه؟
لاشك أن سيدنا محمدًا ﷺ أشرف خلق الله وأفضلهم أجمعين، ولكن لا يجوز أن نزيد في مدحه كما زاد النصارى في مدح عيسى بن مريم عليهما السلام، لأنه ﷺ نهانا عن ذلك بقولـه: « لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ »البخاري، والإطراء: هو المبالغة والزيادة في المدح.
٣٢- هل أهل الكتاب مؤمنون؟
اليهود والنصارى وأتباع باقي الأديان كفار حتى لو كانوا يتبعون ديناً أصله صحيح، وكل من لم يترُك دينه بعد بعثة النبي محمد ﷺ ويُسلم:﴿ فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾، وإذا لم يعتقد المسلم كفرهم أو شكّ ببطلان دينهم كَفَر؛ لأنه خالف حكم الله ونبيّه بكفرهم ، قال عزّ وجلّ:﴿ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ ﴾ ( أي من أهل المِلَلِ )، وقال ﷺ: « وَالذِيْ نَفْسُ محمدٍ بيَدِهِ لا يَسْمَعُ بيْ أَحَدٌ مِنَ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُوْدِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنُ بيْ إِلا كانَ منْ أصْحَابِ النَّارَ » مسلم.
٣٣- هل يجوز ظلم الكافر؟
العدل واجب قال سبحانه وتعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ﴾ والظلم محرم لقوله عزّ وجلّ:« إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوا » مسلم. والمظلوم يقتص من ظالمه يوم القيامة قال ﷺ: « أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ » قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ، فَقَالَ: « إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ » مسلم. بل القصاص حتى بين البهائم.
٣٤- ما البدعة؟
قال ابن رجب رحمه الله: والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل لـه في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان لـه أصل من الشريعة يدل عليه فليس ببدعة اصطلاحًا، وإن كان بدعة في اللغة.
٣٥- هل في الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
جاءت الآيات والأحاديث في ذم البدع بمفهومها الشرعي، وهي: ما أُحدِث وليس له أصل في الشرع، حيث قال ﷺ: « وَمَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ » متفق عليه، وقال ﷺ: « فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ » أبو داود، وقال الإمام مالك رحمه الله في معنى البدعة الشرعي: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدًا ﷺ خان الرسالة، لأن الله عزّ وجلّ يقول:﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾.
وقد جاءت بعض الأحاديث تمدح البدعة بمفهومها اللغويّ: وهي ما جاء الشرع به لكنه نُسِيَ فحثَّ النبي ﷺ على تذكير الناس به، كما في قوله ﷺ:« مَنْ سَنَّ فِي الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ » مسلم، وبهذا المعنى جاء قول عمر رضي الله عنه: ( نِعْمَتُ البِدْعَةُ هَذِهِ )، يريد صلاة التراويح، فإنها كانت مشروعة وحث عليها النبي ﷺ وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفًا من أن تفرض، فصلاها عمر رضي الله عنه، وجمع الناس عليها.
٣٦- كم أنواع النفاق؟
نوعان:
١) اعتقادي (أكبر) وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وهو مخرج من الملة، وإذا مات صاحبه وهو مُصِرُّ عليه مات على الكفر، قال عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾، ومن صفاتهم: أنّهم يخادعون الله والذين آمنوا، ويسخرون من المؤمنين، وينصرون الكفار على المسلمين، ويريدون بأعمالهم الصالحة عَرَضًا من الدنيا.
٢) نفاق عملي (أصغر) لا يخرج صاحبه من الإسلام،لكنه على خطر أن يوصله للنفاق الأكبر إن لم يَتُب،ولصاحبه صفات منها: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر،وإذا اؤتمن خان،ولذلك كان الصحابة رضي الله عنهم يخافون من النفاق العملي، قال ابن أبي مُلَيْكة رحمه الله: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي ﷺ كلهم يخاف النفاق على نفسه، وقال إبراهيم التَّيمي رحمه الله: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّبًا. وقال الحسن البصري رحمه الله: ما خافه إلا مؤمن ولا أمِنَهُ إلا منافق، وقال عمر لحذيفة رضي الله عنهم: ( نشَدْتُك بالله هَلْ سَمَّاني لَكَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ مِنْهُمْ ـ أَيْ مِنَ الْمُنَافِقِيْنَ ـ؟ قَالَ: لا، ولا أُزِكِّيَ بَعْدَكَ أَحَدًا ).
٣٧- ما أعظم الذنوب وأكبرها عند الله؟
الشرك بالله تعالى، حيث قال عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ ، ولما سئل ﷺ عن أي الذنب أعظم؟ قال: « أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدَّاً وَهُوَ خَلَقَكَ » متفق عليه.
٣٨- كم أنواع الشرك؟
نوعان:
٢) شرك أكبر يُخرج من الإسلام ولا يغفر الله لصاحبه لقولـه عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ﴾.
وأقسامه أربعة:
أ) شرك الدعاء والمسألة.
ب)شرك النية والإرادة والقصد؛ بأن يعمل الصالحات لغير الله.
ج) شرك الطاعة بأن يطيع العلماء في تحريم ما أحلّ الله، أو تحليل ما حرّمه.
د) شرك المحبة بأن يحب أحدًا كحب الله.
٣) شرك أصغر لا يُخْرِج صاحبه من الإسلام، وهو على قسمين:
أ) ظاهر سواء تعلق بالأقوال كالحلف بغير الله، أو قول: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان، أو تعلقبالأفعال كلبس الحلقة والخيط لرفع البلاءِ أو دفعه، وكتعليق التمائم خوفاً من العين، أو التطير وهو التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع وغيرها.
ب) خفي وهو الشرك في النيات والمقاصد والإرادات كالرياءِ والسمعة.
٣٩- ما الفرق بين الشرك الأكبر والأصغر؟
مِنَ الفروق بينهما: أن الشرك الأكبر محكوم على صاحبه بالخروج من الإسلام في الدنيا، والتخليد في النار في الآخرة. أما الشرك الأصغر فلا يحكم على صاحبه بالكفر في الدنيا، ولا يخلّد في النار في الآخرة. كما أن الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال، بينما الأصغر يحبط العمل الذي قارنه. وتبقى مسألة خلافيّة هي: هل الشرك الأصغر لا يُغْفر إلا بالتوبة كالشِّرك الأكبر، أم هو كالكبائر تحت مشيئة الله؟ وعلى أيّ القولين فالأمر خطير جدًا.
٤٠- هل للشرك الأصغر وقاية قبل أن يقع أو كفارة إن وقع؟
نعم، الوقاية من الرياء بأن يبتغى بعمله وجه الله، وأما يسيرهُ فبالدعاء قال ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوْا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبيْبِ النَّمْلِ. فَقِيْلَ لَهُ: وَكَيْفَ نَتَّقِيْهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبيْبِ النَّمْلِ يَا رَسُوْلَ الله؟ قَالَ: قُوْلُوْا: الَّلهُمَّ إِنَّا نَعُوْذُ بكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بكَ شَيْئَاً نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا نَعْلَمُ » أحمد. وأما كفارة الحلف بغير اللهفقد قال ﷺ: « مَنْ حَلَفَ بالَّلاتِ وَالعُزَّى فَلْيَقُلْ:لا إِلَهَ إِلا الله » متفق عليه. وأما كفارة التطير فقد قال ﷺ: « مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ منْ حَاجَةٍ فَقَدْ أَشْرَكْ ». قَالُوْا: فَمَا كَفَّارَةُ ذَلِكْ ؟ قَالَ: « أَنْ تَقُوْلَ: الَّلهُمَّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُكَ، وَلا طَيْرَ إِلا طَيْرُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ » أحمد.
٤١- كم أنواع الكفر؟
نوعان:
١) كفر أكبر يخرج من الإسلام؛ وهو على أقسام خمسة:
أ) كفر التكذيب. ب) كفر الاستكبار مع التصديق. ج) كفر الشك. د) كفر الإعراض. هـ) كفر النفاق.
٢) كفر أصغر: وهو كفر معصية لا يخرج صاحبه من الإسلام؛ كقتل المسلم.
٤٢- ما حكم النذر؟
كره النبي ﷺ النذر وقال: « إِنَّهُ لا يَأْتِي بِخَيْرٍ » البخاري، هذا إذا كان النذر خالصًا لله، أما إذا كان النذر لغير الله كمن ينذر لقبر أو وَلِيّ؛ فإنه نذر محرم لا يجوز، ولا يجوز الوفاء به.
٤٣- ما حكم الذهاب إلى العراف أو الكاهن؟
هو محرم، فإن ذهَبَ إليهم طالباً نفعهم لكنه لم يصدقهم بادِّعَائهم علم الغيب؛ لم تقبل لـه صلاة أربعين يومًا، لقوله ﷺ: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً » مسلم. وإن ذهَبَ إليهم وصدقهم بادِّعائهم علم الغيب فقد كفر لقوله ﷺ: « مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بمَا يَقُول فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محَمَّد » أبو داود.
٤٤- متى يكون الاستسقاء بالنجوم شركًا أكبرَ أو أصغرَ؟
من اعتقد أن للنجم تأثيرًا بدون مشيئة الله، فنسب المطر إلى النجم نسبة إيجاد واختراع؛ فهذا شرك أكبر، أما من اعتقد أن للنجم تأثيرا بمشيئة الله وأن الله جعله سببًا لنـزول المطر، وأنه تعالى أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك النجم؛ فهذا محرم وشرك أصغر، لأنه جعل ذلك سببًا دون دليل من الشرع أو الحس أو العقل الصحيح. أما الاستدلال بها على فصول السنة وأوقات تحرِّ نزول المطر؛ فهو جائز.
٤٥- ما الواجب لولاة أمر المسلمين؟
الواجب لهم السمع والطاعة في المنشط والمكره، ولا يجوز الخروج عليهم وإن جاروا، ولا نَدْعُوْ عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة والهداية والتسديد، ونرى أن طاعتهم من طاعة الله عزّ وجلّ ما لم يأمروا بمعصية، فإن أَمروا بمعصية؛ حَرُمَ طاعتهم فيها ووجبت الطاعةُ فيما عداها بالمعروف، قال ﷺ: « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ » مسلم.
٤٦- هل يجوز السؤال عن حِكْمَة الله في الأوامر والنواهي؟
نعم، بشرط أن لا يُعلَّقُ الإيمان أو العمل على معرفة الحكمة والقناعة بها وإنما تكون المعرفة زيادة ثباتٍ للمؤمن على الحق، لكن التسليم المطلق وعدم السؤال دليل على كمال العبودية والإيمان بالله وبحكمته التامة كحال الصحابة رضي الله عنهم.
٤٧- ما المراد بقوله عزّ وجلّ: ﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ ﴾ ؟
المراد بالحسنة هنا النعمة، وبالسيئة البليّة، والجَمِيْعُ مُقَدَّر من الله عزّ وجلّ، فالحسنة مضافة إلى الله لأنه هو الذي أَحْسَن بها، والسيئة خلقها لحكمة، وهي باعتبار تلك الحكمة من إحسانه، فأفعاله كلها حسنة، قال ﷺ: « وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ » مسلم، فأَفْعَال العباد هي خلق الله، وهي كسب العباد في نفس الوقت، قال سبحانه وتعالى:﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ﴿ ﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴾.
٤٨- هل يجوز أن أقول فلان شهيد؟
الحكم لأحد مُعَيَّن بالشهادة هو كالحكم له بالجنة، ومذهب أهل السنة ألاّ نقول عن أحد مُعَيَّن من المسلمين إنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من أخبر النبي ﷺ عنه أنه من أهل أحدهما، لأن الحقيقة باطنة، ولا نحيط بما مات عليه الإنسان، والأعمال بالخواتيم، والنية علمها عند الله، لكن نرجو للمحسن الثواب، ونخاف على المسيء العقاب.
٤٩- هل يجوز الحكم على مسلم معين بالكفر؟
لا يجوز أن نحكم على مسلم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق إذا لم يَظْهر منه شيء يدلّ على ذلك، وتنتفي الموانع، ونترك سريرته إلى اللهﷻ.
٥٠- هل يجوز الطواف بغير الكعبة؟
لا يوجد مكان في الأرض يجوز الطواف به إلا الكعبة المشرفة، ولا يجوز تشبيه أي مكان بها مهما كان شرفه، ومن طاف بغيرها تعظيمًا فقد عصى الله.

الموضوع منقول
 
إنضم
17 يونيو 2017
المشاركات
167
مستوى التفاعل
208
النقاط
47
رحلة الخلود طريقك إلى الجنة أو النار
﴿ يا أَيُهَا اللذِينَ آمَنُوا اتَقُوا اللهَ وَ لْتَنْظُرُ نَفْسٌ مَا قَدمَتَ لِغَد ﴾
القبر
أول منازل الآخرة، حفرة نار للكافر والمنافق، وروضة للمؤمن، ورد العذاب فيه على معاصٍ منها: عدم التنزه من البول والنميمة والغلول من المغنم والكذب والنوم عن الصلاة وهجر القرآن والزنا واللواط والربا وعدم ردّ الدَّين وغيرها ، وينجى منه: العمل الصالح الخالص لله ، والتعوذ من عذابه، وقراءة سورة الملك وغير ذلك، ويُعصمُ من عذابه: الشهيد والمرابط والميت يوم الجمعة والمبطون وغيرهم.
النفخ فى الصور
هو قرن عظيم التقمه إسرافيل ينتظر متى يؤمر بنفخه : نفخة الفزع: قال تعالى :﴿ وَ نُفِخَ في الصُورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَمَاواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاء اللهُ ﴾، فيخرب الكون كُلُه , وبعد أربعين ينفخ نفخةالبعث: قال تعالى :﴿ ثُمَ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ .
البعث
ثم يرسل الله مَطراً فتنبت الأجساد (من عظمة عجب الذنب) وتكون خلقاً جديداً لا يموت ، حفاةً عراةً ، يرون الملائكة والجن , يبعثون على أعمالهم.
الحشر
يجمع الله الخلائق للحساب، فزعين كالسكارى في يوم عظيم قدره ٥٠ ألف سنة، كأنّ دنياهم ساعة، فتدنو الشمس قدرَ مِيل ويغرق الناس بعَرَقهم قدرَ أعمالهم، فيه يتخاصم الضعفاء والمتكبرون، ويخاصم الكافر قرينه وشيطانه وأعضاءه، ويلعنُ بعضهم بعضاً , ويعضُ الظالم على يديه، وتُجرُّ جهنم بـ ٧٠ ألف زمام، يجرُّ كل زمام ٧٠ ألف مَلَك، فإذا رآها الكافر ودَّ افتداء نفسه أو أن يكون ترابا، أما العصاة : فمانع الزكاة تُصفَّح أمواله ناراً يكوى بها، والمتكبرون يحشرون كالنمل، و يُفضح الغادر والغالُ والغاصب، ويأتي السارق بما سرق، وتظهر الخفايا، أما الأتقياء فلا يفزعهم بل يمرُّ عليهم كصلاة ظهر.
الشفاعة
عظمى : خاصة بنبينا ﷺ للخلق يوم المحشر لرفع بلائهم ومحاسبتهم، وعامة للنبي وغيره: كإخراج المؤمنين من النار ورفعة درجاتهم .
الحساب
يُعرض الناس صفوفاً على ربهم ، فيُريهم أعمالهم ويسألهم عنها، وعن العمرو الشباب والمال والعلم والعهد، وعن النعيم والسمع والبصر والفؤاد، فالكافر والمنافق يحاسبون أمام الخلائق لتوبيخهم وإقامة الحجة عليهم ويُشهد عليهم الناس والأرض والأيام والليالي والمال والملائكة والأعضاء،حتى تَثبتَ و يُقرُّوا بها، والمؤمن يخلو به الله فيقرره بذنوبه حتى إذا رآه أنَّه هلك قال له : (سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم )، وأول من يحاسب أمة محمد، وأول الأعمال حساباً الصلاة، و قضاءً الدماء .
تطاير الصحف
ثم تتطاير الصحف فيأخذون كتاباً ﴿ لا يُغادِرُ صَغِيرَةَ وَلا كَبِيرَةَ إلاّ أَحْصَاهَا ﴾ ، المؤمن بيمينه والكافر والمنافق بشماله وراء ظهره .
الميزان
ثم تُوزن أعمال الخلق ليجازيهم عليها، بميزان حقيقي دقيق له كفتان، تُثقله الأعمال الموافقة للشرعالخالصة لله، ومما يثقله : (لا إله إلا الله..)، وحُسن الخلق، والذكر : كالحمد لله ، و سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، ويتقاضى الناس بحسناتهم وسيئاتهم .
الحوض
ثم يَرِدُ المؤمنون الحوض ،من شربَ منه لايظمأ بعده أبداً ، ولكلِّ نبسًّ حوض أعظمها لمحمد ﷺ، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من المسك، وآنيته ذهب وفضه كعدد النجوم، طوله أبعدَ من أيلةَ بالأردن الى عَدَن. يأتى ماؤه من نهر الكوثر.
امتحان المؤمنين
فى آخر يوم من الحشر يَتْبع الكفارُ آلهتهم التى عبدوها ، فتوصلهم الى النار جماعات كقطعان الماشية على أرجلهم أو على وجوههم، ولا يبقى الا المؤمنون والمنافقون، فيأتيهم الله فيقول (ما تنتظرون؟)، فيقولون: (ننتظر ربنا)، فيعرفونه بساقه اذا كشفها، فيخرُّون سُجَّداً الا المنافقين، قال تعالى ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾، ثم يتبعونه فينصِب الصراط ويعطيهم النور ويطفأ نور المنافقين.
الصراط
جسرٌ ممدود على جهنم ليعبر المؤمنون عليه إلى الجنة، وصفه ﷺ بأنه ( مدحضة ٌ مزلَّة، عليه خطاطيف وكلاليبُ كشوك السعدان، .. أدق من الشعرة وأحدُّ من السيف ) مسلم , وعنده يُعطى المؤمنون النورعلى قدر الأعمال أعلاهم كالجبال وأدناهم في طرف إبهام رجله ، فيضيءُ لهم فيعبرونه بقدر أعمالهم “فيمر المؤمن كطرْف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاود الخيل والرِّكاب” , (فناجٍ مُسلم ومخدوش مرسل ومكدُوس في جهنم ) متفق عليه، أما المنافقون فلا نور لهم، يرجعون ثم يُضرب بينهم وبين المؤمنين بسور، ثم يبغُون جواز الصراط فيتساقطون في النار .
النار
يدخلها الكفار ثم بعض العصاة من المؤمنين ثم المنافقون، من كل ١٠٠٠ يدخلها ٩٩٩، لها ٧ أبواب، أشدّ من نار الدنيا ٧٠ مرة، يعظُم فيها خَلْق الكافر ليذوق العذاب فيكون مابين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام، وضرسه كجبل أحد، ويغلظُ جلده ويُبدَّل ليذوق العذاب، شرابهم الماء الحار يقطّع أمعاءهم، وأكلهم الزقوم والغسلين والصديد، أهونهم من توضع أسفلَ قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه، فيها إنضاج الجلود والصهر واللفح والسحب والسلاسل والأغلال، قعرها بعيد لو أُلقي فيها مولودٌ لبلغَ ٧٠ عاماً عند وصوله، وقودها الكفار والحجارة، هواؤها سموم، وظلها يحموم ، ولباسها نار، تأكل كل شي فلا تُبقِي ولا تذر، تغيظ وتزفر وتحرق الجلود وتصِل العظام والأفئدة.
القنطرة
قال ﷺ : ( يخلصُ المؤمنون من النار فيُحبسُون على قنطرة بين الجنة والنار , فيُقتصُّ لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذِن لهم دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) البخاري .
الجنة
مأوى المؤمنين، بناؤها فضة وذهبٌ وملاطها مسك، حصباؤها لؤلؤ وياقوت وترابها زعفران، لها ٨ أبواب، عَرضُ أحدها مسيرة ثلاثة أيام، لكنه يغُصّ بالزحام، فيها ١٠٠ درجة مابين الدرجتين كما بين السماء والأرض، الفردوس أعلاها ومنه تتفجَّر أنهارها، وسقفهُ عرش الرحمن، أنهارها عسل ولبن وخمر وماء، تجري دون أخدود، يُجريها المؤمن كما يشاء، أُكلها دائم دانٍ مذلل، بها خيمة لؤلؤ مجوفة عرضها ستون ميلاً، له في كل زاوية أهل، جُردٌ مُردٌ كُحلٌ، لا يفنى شبابهم ولا ثيابهم، لا بولٌ ولا غائطٌ ولا قذارة، أمشاطهم ذهب، ورشحهم مسك، نساؤها حسان أبكار عرب أتراب، أول من يدخلها محمد ﷺ والأنبياء , أقلّهم من يتمنّى فيعطى عشرة أضعافه، خدمها ولدان مخلدون كلؤلؤ منثور، ومن أعظم نعيمها رؤية الله، ورضوانه، والخلود .
* ملحوظة : الأحداث العظام التي يمر بها ●المؤمن ●المنافق ●الكافر متتابعةً حتي يصل إلى مثواه الأخير
 
إنضم
17 يونيو 2017
المشاركات
167
مستوى التفاعل
208
النقاط
47
حوار هادئ
لقي رجل اسمه عبدالله رجلاً اسمه عبدالنبي، فأنكر عبدالله هذا الاسم في نفسه، وقال: كيف يتعبّد أحدٌ لغير الله ﷻ ؟ ثم خاطب عبدالنبي قائلاً لـه: هل تعبد غير الله ؟!
فقال عبدالنبي: لا، أنا لا أعبد غير الله، أنا مسلم وأعبد الله وحده.
فقال عبدالله: إذًا ما هذا الاسم الذي يشبه أسماء النصارى في تسمّيهم: عبد المسيح، ولا غرابة، فإن النصارى يعبدون عيسى عليه السلام، والذي يسمع اسمك يتبادر إلى ذهنه أنك تعبد النبي ﷺ، وليس هذا معتقدَ المسلم في نبيّه، بل الواجب عليه أن يعتقد أن محمدًا ﷺ،عبد الله ورسوله .
فقال عبدالنبي: ولكن النبي محمدًا ﷺ،خير البشر وسيد المرسلين، ونحن نتسمى بهذا الاسم تبركًا وتقربًا إلى الله بجاه نبيه ومكانته عنده، ونطلب منه ﷺ،الشفاعة لذلك، ولا تستغرب؛ فإن أخي اسمه: عبدالحسين، وقبله أبي اسمه: عبدالرسول، والتسمي بهذه الأسماء قديم ومنتشر بين الناس، وقد وجدنا آباءنا على هذا، فلا تشدد في المسألة، فإن الأمر سهل والدين يسر.
فقال عبدالله: وهذا منكر آخر أعظم من المنكر الأول، وهو أن تطلب من غير الله مالا يقدر عليه إلا الله، سواء كان هذا المسؤول هو النبي محمد ﷺ،نفسه، أو من دونه من الصالحين، مثل الحسين رضي الله عنه أو غيره، وهو منافٍ للتوحيد الذي أُمرنا به، ولِمَعْنى لا إله إلا الله.
وسوف أعرض عليك بعض الأسئلة، ليتبين لك عظم الأمر، وعواقب التسمي بهذا الاسم وأمثاله، ولا هدف لي ولا مقصد إلا الحق واتِّباعه، وبيان الباطل واجتنابه، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولكن أُذكرك قبل ذلك بقول الله عزّ وجلّ:﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ وقولـه عزّ وجلّ:﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾.
عبدالله: أنتَ قلت إنك توحد الله، وتشهد أن لا إله إلا الله فهل لك أن تبين لي معناها ؟
عبدالنبي: التوحيد هو أن تؤمن أن الله موجود، وهو الذي خلق السماوات والأرض، وأنه المحيي المميت المتصرف بالكون، وهو الرزاق العليم الخبير القادر …
عبدالله: لو كان هذا هو التوحيد فقط لكان فرعون وقومه وأبو جهل وغيرهم موحدين؛ لأنهم لم يجهلوا هذا الأمر مثل أكثر المشركين، ففرعون الذي ادعى الربوبية كان يعترف ويؤمن في نفسه أن الله موجود، وهو المتصرف بالكون، والدليل قوله عزّ وجلّ:﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾. وقد ظهر هذا الاعتراف جليًا حين أدركه الغرق .
ولكن في الحقيقة أن التوحيد الذي بعثت لأجله الرسل وأنزلت به الكتب وقُوتلت من أجله قريش هو إفراد الله بالعبادة، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والإله في (لا إله إلا الله) معناه: المعبود الذي لا تصلح العبادة إلا له.
عبدالله: وهل تعلم لماذا أرسلت الرسل في الأرض، وأولهم نوح عليه السلام؟
عبدالنبي: كي يدعو المشركين إلى عبادة الله وحده وترك كل شريك له عزّ وجلّ.
عبدالله: وما سبب شرك قوم نوح ؟
عبدالنبي: لا أعرف!
عبدالله: أرسل الله نوحًا إلى قومه لما غلوا في الصالحين: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر.
عبدالنبي: أتعني أن ودًا، وسواعًا، وغيرهم؛ أسماء لرجالٍ صالحين وليست أسماء لجبابرة كافرين؟
عبدالله: نعم هذه أسماء لرجال صالحين اتخذها قوم نوح آلهة، وتبِعهم العرب في ذلك، ودليل ذلك ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: « صَارَتِ الأوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ بَعْدُ، أَمَّا وَدٌّ فكَانَتْ لِكَلْبٍ بِدُوْمَةِ الْجَنْدَلِ، وَأَمَّا سُوَاعٌ فكَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجُرُفِ عِنْدَ سَبَأٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لآلِ ذِي الْكَلاعِ؛ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ، فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنِِ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ، فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ، حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ » البخاري.
عبدالنبي: هذا كلام عجيب !
عبدالله: ألا أدلك على ما هو أعجب منه، أن تعلم أن خاتم الأنبياء سيدنا محمدًا ﷺ،قد أرسله الله إلى قوم يستغفرون ويتعبدون ويطوفون ويسعون ويحجون ويتصدقون، ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله، يقولون: نريد منهم التقرب إلى الله، ونريد شفاعتهم عنده، مثل الملائكة، وعيسى عليه السلام، وأناس غيرهم من الصالحين، فبعث الله محمدًا ﷺ،يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه السلام، ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد حق خاص لله لا يصلح منه شيء لغيره، فهو الخالق وحده لا شريك له، ولا رازق إلا هو، والسماوات السبع ومن فيهن، والأَرَاضُوْن السبع ومن فيهن كلهم عبيده، وتحت تصرفه وقهره، بل حتى الآلهة التي يعبدونها يعترفون أنها تحت ملكه وتصرفه.
عبدالنبي: هذا كلام خطير وعجيب، فهل من دليل عليه؟
عبدالله: الأدلة كثيرة، منها قولـه عزّ وجلّ:﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ ۚ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾. وقولـه عزّ وجلّ:﴿ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٨٥﴾ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴿٨٦﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٨٧﴾ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٨﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ ﴾.
وكان المشركون يلبون في الحج بقولهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكًا هو لك، تملكه وما ملك. فاعتراف مشركي قريش بأن الله هو المتصرف بالكون، أو ما يسمى (توحيد الربوبية) لم يدخلهم الإسلام، وأن قصدهم الملائكة أو الأنبياء أو الأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم، ولذا فيجب صرف الدعاء كله لله، والنذر كله لله، والذبح كله لله، والاستعانة كلها بالله، وجميع أنواع العبادة كلها لله.
عبدالنبي: إذا لم يكن التوحيد هو الإقرار بوجود الله وتصرفه بالكون كما تزعم، إذًا فما هو؟
عبدالله: التوحيد الذي أرسلت من أجله الرسل، وأبى المشركون الإقرار به هو: إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا يصرف شيء من أنواع العبادة لغيره؛ كالدعاء والنذر والذبح والاستغاثة والاستعانة وغيرها. وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله؛ فإن الإله عند مشركي قريش هو الذي يقصد بهذه العبادات، سواء كان ملكًا أو نبيًا، أو وليًا، أو شجرة أو قبرًا، أو جنّيًا، ولم يريدوا أن الإله هو الخالق، الرازق، المدبر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده كما تقدّم، فأتاهم النبي ﷺ،يدعوهم إلى كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، وتطبيق معناها لا التلفظ بها فقط.
عبدالنبي: كأنك تريد أن تقول: أن مشركي قريش أعلم بمعنى لا إله إلا الله من كثير من مسلمي زماننا.
عبدالله: نعم، وهذا هو الواقع المؤلم، فإن الكفار الجهّال يعلمون أن مراد النبي ﷺ،بهذه الكلمة هو: إفراد الله بالعبادة، والكفر بما يعبد من دون الله والبراءة منه، فإنه لما قال لهم قولوا: لا إله إلا الله، قالوا:﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾، مع إيمانهم بأن الله هو المتصرف بالكون، فإذا كان جُهَّال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جُهَّال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من معناها، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبّر الأمر إلا الله، فلا خير في رجال يدَّعون الإسلام وجُهَّال كفار قريش أعلم منهم بمعنى لا إله إلا الله.
عبدالنبي: لكني لا أشرك بالله، بل أشهد أنه لا يخلق ولا يرزق ولا ينفع ولا يضر إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا ﷺ،لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا، فضلاً عن علي والحسين وعبدالقادر وغيرهم، ولكني مذنب، والصالحون لهم جاه عند الله، وأطلبهم أن يشفعوا لي بجاههم عنده.
عبدالله: أُجِيْبُكَ بما سبق، وهو أن الذين قاتلهم النبي ﷺ،مقرّون بما ذكرت، ومقرّون أن أوثانهم لا تدبّر شيئًا، وإنما أرادوا الجاه والشفاعة، وسبق أن دللّنا على ذلك من القرآن.
عبدالنبي: لكن هذه الآيات نزلت فيمن يعبدُ الأصنام، فكيف تجعلون الأنبياء والصالحين كالأصنام؟
عبدالله: سبق وأن اتفقنا على أن بعض هذه الأصنام سميت بأسماء رجال صالحين، كما في وقت نوح عليه السلام، وأن الكفار ما أرادوا منها إلا الشفاعة عند الله، لأن لها مكانة عنده، والدليل قولـه عزّ وجلّ:﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ ﴾ .
وأما قولك: كيف تجعلون الأنبياء والأولياء أصنامًا؟ فنقول: إن الكفار الذين أرسل إليهم النبي ﷺ،منهم من يدعو الأولياء، الذين قال الله فيهم:﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ ومنهم من يدعو عيسى عليه السلام وأمه، وقد قال الله عزّ وجلّ:﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ﴾، ومنهم من يدعو الملائكة، وقد قال الله عزّ وجلّ:﴿ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴾.
فتأمل في هذه الآيات قد كفَّرَ الله فيها من قصد الأصنام، وكفَّر من قصد الصالحين من الأنبياء والملائكة والأولياء على حَدّ سواء، وقاتلهم رسول الله ﷺ،ولم يفرق بينهم في ذلك.
عبدالنبي: لكن الكفار يريدون منهم نفعًا، وأنا أشهد أن الله هو النافع الضّار المدبر، ولا أريد ذلك إلا منه عزّ وجلّ، والصالحون ليس لهم من الأمر شيء، لكن أقصدهم أرجو شفاعتهم عند الله.
عبدالله: قولك هذا هو قول الكفار سواءً بسواء، والدليل قولـه عزّ وجلّ:﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ ﴾.
عبدالنبي: ولكني لا أعبد إلا الله، والالتجاء إليهم ودعاؤهم ليس بعبادة!
عبدالله: ولكني أسألك: هل تُقرُّ أن الله فرض عليك إخلاص العبادة له وهو حقه عليك، كما في قولـه عزّ وجلّ:﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾.
عبدالنبي: نعم فَرَضَ عليَّ ذلك.
عبدالله: وأنا أطلب منك أن تبين لي هذا الذي فرضه الله عليك، وهو إخلاص العبادة ؟
عبدالنبي: لم أفهم ماذا تعني بهذا السؤال فبين لي.
عبدالله: أصغِ لي لأبين لك، قال الله عزّ وجلّ:﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ فهل الدعاء عبادة لله عزّ وجلّ أم لا ؟
عبدالنبي: بلى، هو أصل العبادة كما في الحديث: « الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ » أبو داود.
عبدالله: ما دمت أقررت أنه عبادة لله ثم دعوت الله ليلاً ونهارًا خوفًا وطمعًا في حاجة ما، ثم دعوت في تلك الحاجة نبيًا أو ملكًا أو صالحًا في قبره، فهل أشركت في هذه العبادة ؟
عبدالنبي: نعم أشركت، وهذا كلام صحيح وواضح .
عبدالله: وهاك مثالاً آخر وهو: إذا علمت بقول الله عزّ وجلّ:﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ وأطعت هذا الأمر من الله وذبحت ونحرت له، هل ذبحك ونحرك عبادة له ﷻ أم لا ؟
عبدالنبي: نعم هو عبادة .
عبدالله: فإن نحرت لمخلوق نبي أو جني أو غيرهما مع الله، هل أشركت في هذه العبادة غير الله؟
عبدالنبي: نعم هذا شرك بلا شك .
عبدالله: وأنا مثَّلت لك بالدعاء والذبح، لأن الدعاء آكد أنواع العبادة القوليّة، والذبح آكد أنواع العبادة الفعلية، وليست العبادة مقتصرة عليهما، بل هي أعم من ذلك، ويدخل فيها النذر والحلف والاستعاذة والاستعانة وغيرها. ولكن المشركين الذين نزل فيهم القرآن هل كانوا يعبدون الملائكة والصالحين واللات وغير ذلك؟
عبدالنبي: نعم، هم كانوا يفعلون ذلك .
عبدالله: وهل كانت عبادتهم إيّاهم إلا في الدعاء والذبح، والاستعاذة، والاستعانة، والالتجاء، وإلا فهم مقرّون أنهم عبيد الله وتحت قهره، وأن الله هو الذي يدبر الأمر، ولكن دعَوهم والتجئوا إليهم للجاه والشفاعة، وهذا ظاهر جدًا.
عبدالنبي: هل تنكر ـ يا عبدالله ـ شفاعة رسول الله ﷺ،وتبرأ منها؟
عبدالله: لا، أنا لا أنكرها، ولا أتبرأ منها، بل هو ـ أفديه بأبي وأُمي ـ الشافع المشفع ﷺ، وأرجو شفاعته، ولكن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى:﴿ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ﴾، ولا تكون إلا من بعد أن يأذن الله، كما قال الله عزّ وجلّ:﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾، ولا يُشفع لأحد إلا بعد أن يأذن الله فيه، كما قال الله عزّ وجلّ:﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ﴾، وهو لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى:﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ فإذا كانت الشفاعة كلها لله، ولا تكون إلا بعد إذنه ﷻ، ولا يشفع النبي ﷺ،ولا غيره في أحد حتى يأذن الله فيه، ولا يأذن الله إلا لأهل التوحيد، فإذا تبين أن الشفاعة كلها لله، فأنا أطلبها منه فأقول: اللهم لا تحرمني شفاعته، اللهم شفع رسولك فيَّ ونحو ذلك.
عبدالنبي: اتفقنا أنه لا يجوز أن يُطلب من أحد شيء لا يملكه، والنبي ﷺ،قد أعطاه الله الشفاعة، ولأنه أعطيها فقد ملكها، وبهذا يجوز أن أطلب منه ما يملكه ولا يكون ذلك شركًا.
عبدالله: نعم هذا كلام صحيح لو لم يمنعك الله عزّ وجلّ من ذلك، حيث قال الله ﷻ :﴿ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾، وطلب الشفاعة دعاء، والذي أعطى النبي ﷺ،الشفاعة هو الله، وهو الذي منعك من أن تطلبها من غيره أيًا كان المطلوب. وأيضًا فإن الشفاعة أعطيها غير النبي ﷺ،فصحّ أن الملائكة يشفعون، والأَفْرَاط ـ وهم الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ ـ يشفعون، والأولياء يشفعون، فهل تقول: إن الله أعطاهم الشفاعة فأطلبها منهم؟ فإن قلت هذا رجعت إلى عبادة الصالحين التي ذكر الله في كتابه، وإن قلت: لا؛ بطل قولك:أعطاه الله الشفاعة وأنا أطلبه مما أعطاه الله .
عبدالنبي: لكني لا أشرك بالله شيئًا، والالتجاء للصالحين ليس بشرك .
عبدالله: هل تعترف وتقر أن الله حرم الشرك أعظم من تحريم الزنا، وأن الله لا يغفره ؟
عبدالنبي: نعم أقر بذلك، وهو واضح في كلام الله ﷻ.
عبدالله: أنت الآن نفيت عن نفسك الشرك الذي حرمه الله، فهل لك ـ بالله عليك ـ أن تبين لي ما هو الشرك بالله الذي لم تقع أنت فيه ونفيته عن نفسك .
عبدالنبي: الشرك هو عبادة الأصنام، والتوجه إليها، وطلبها، والخوف منها.
عبدالله: ما معنى عبادة الأصنام ؟ أتظن أن كفار قريش يعتقدون أن تلك الأخشاب والأحجار تخلق وترزق وتدبر أمر من دعاها ؟! هم لا يعتقدون ذلك كما ذكرت لك.
عبدالنبي: وأنا لا أعتقد ذلك أيضًا، بل إن من قصد خشبة أو حجرًا أو بناءً على قبر أو غيره يدعوه ويذبح لـه، ويقول: إنه يقربنا إلى الله زلفى، ويدفع الله عنا ببركته، فهذه عبادة الأصنام التي أعني.
عبدالله: صدقت، ولكن هذا هو فعلكم عند الأحجار والأبنية والأضرحة التي على القبور وغيرها. وأيضًا قولك: الشرك عبادة الأصنام! هل مرادك أن الشرك مخصوص بمن فعل ذلك فقط ؟ وأن الاعتماد على الصالحين، ودعاؤهم لا يدخل في مسمّى الشرك ؟
عبدالنبي: نعم هذا ما أردت.
عبدالله: إذًا أين أنت من الآيات الكثيرات التي ذكر الله فيها تحريم الاعتماد على الأنبياء والصالحين والتعلق بالملائكة وغيرهم، وكفر من فعل ذلك، كما سبق وأن ذكرت لك ذلك ودلّلتُ عليه.
عبدالنبي: لكن الذين دعوا الملائكة والأنبياء لم يكفروا بهذا السبب، ولكن كفروا لمَّا قالوا: إن الملائكة بنات الله، والمسيح ابن الله، ونحن لم نقل: عبدالقادر ابن الله، ولا زينب بنت الله.
عبدالله: أما نسبة الولد إلى الله فهو كفرٌ مستقل قال عزّ وجلّ:﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿١﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ (الأحد: الذي لا نظير له، والصمد: المقصود في الحوائج). فمن جحد هذا فقد كفر ولو لم يجحد آخر السورة، وقال الله تعالى:﴿ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ ﴾. ففرّق بين الكفرين، والدليل على هذا أيضًا أن الذين كفروا بُدعاء اللات مع كونه رجلاً صالحًا لم يجعلوه ابن الله، والذين كفروا بعبادة الجن لم يجعلوهم كذلك، وكذلك المذاهب الأربعة يذكرون في باب ( حكم المرتد ) أن المسلم إذا زعم أن لله ولدًا فهو مرتد، وإن أشرك بالله فهو مرتد، فيفرّقون بين النوعين.
عبدالنبي: ولكن الله يقول:﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.
عبدالله: ونحن نؤمن أنه الحق ونقول به، ولكن لا يُعبدون، ونحن لا ننكر إلا عبادتهم مع الله، وإشراكهم معه،وإلا فالواجب عليك حبّهم وأتباعهم، والإقرار بكراماتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع، ودين الله وسطٌ بين طرفين، وهدى بين ضلالين، وحق بين باطلين.
عبدالنبي: الذين نزل فيهم القرآن لا يشهدون أن لا إله إلا الله، ويكذبون رسول الله ﷺ، وينكرون البعث، ويكذبون القرآن، ويجعلونه سحرًا، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ونصدق القرآن، ونؤمن بالبعث، ونصلي، ونصوم فكيف تجعلوننا مثل أولئك ؟
عبدالله: ولكن لا خلاف بين العلماء كلهم أن الرجل إذا صَدّق رسول الله ﷺ،في شيء وكذَّبه في شيء أنه كافر لم يدخل في الإسلام، وكذلك إذا آمن ببعض القرآن وجحد بعضه، كمن أقر بالتوحيد وجحد الصلاة، أو أقر بالتوحيد والصلاة وجحد وجوب الزكاة، أو أقر بهذا كله وجحد الصوم، أو أقر بهذا كله وجحد وجوب الحج، ولما لم يَنْقَد أناس في زمن النبي ﷺ،للحج أنزل الله تعالى في حقهم:﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ وإن جحد البعث كفر بالإجماع، ولذلك صرح الله في كتابه أن من آمن ببعض وكفر ببعض فهو الكافر حقًا، وأمر أن يؤخذ الإسلام جملة، ومن أخذ شيئًا وترك شيئًا فقد كفر فهل أنت تقرّ أن من آمن ببعض وترك البعض كفر ؟
عبدالنبي: نعم أقرّ بذلك، وهو واضح في القرآن الكريم.
عبدالله: فإذا كنت تقر أن من صَدّق الرسول ﷺ،في شيء وجحد وجوب الصلاة، أو أقر بكل شيء إلا البعث، فهو كافر بإجماع المذاهب، وقد نطق القرآن به كما سبق، فاعلم أن التوحيد أعظم فريضة جاء بها النبي ﷺ،وهو أعظم من الصلاة والزكاة والحج، فكيف إذا جحد الإنسان شيئًا من هذه الأمور كفر ولو عمل بكل ما جاء به الرسول ﷺ، وإذا جحد التوحيد الذي هو دين الرسل كلهم لا يكفر! سبحان الله ! ما أعجب هذا الجهل!
وأيضًا تأمل أصحاب رسول الله ﷺ،حين قاتلوا بني حنيفة في اليمامة، وقد أسلموا مع النبي ﷺ،وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويصلون ويؤذنون.
عبدالنبي: ولكنهم يشهدون أن مسيلمة نبي، ونحن نقول:لا نبي بعد محمد ﷺ.
عبدالله: ولكنكم ترفعون بعض الصالحين من الأنبياء أو الملائكة أو الصحابة أو غيرهم إلى رتبة جبار السماوات والأرض، فإذا كان من رفع رجلاً إلى رتبة النبي ﷺ،كفر، وحلَّ ماله ودمه، ولم تنفعه الشهادتان ولا الصلاة، فمن رفعه إلى رتبة الله سبحانه وتعالى من باب أولى. وكذلك الذين حرقهم علي رضي الله عنه بالنار كلهم يدَّعون الإسلام، وهم أصحاب علي رضي الله عنه وتعلموا العلم من الصحابة، ولكن اعتقدوا في علي مثل اعتقادكم في عبدالقادر وغيره، فكيف أجمع الصحابة على قتالهم وكفرهم؟، أتظن أن الصحابة يكفّرون المسلمين ؟! أم تظن أن الاعتقاد في السيِّد وأمثاله لا يضر، والاعتقاد في علي رضي الله عنه يكفّر ؟
ويُقال أيضًا: إذا كان الأولون لم يكفروا إلا لأنهم جمعوا بين الشرك، وتكذيب الرسول ﷺ،والقرآن، وإنكار البعث، وغير ذلك فما معنى الباب الذي ذكره العلماء في كل مذهب « باب حكم المرتد »؛ وهو المسلم الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا أشياء كثيرة، كل نوع منها يخرج الواقع به من الإسلام، حتى إنهم ذكروا أشياء يسيرة عند من فعلها، مثل كلمة في سخط الله يذكرها بلسانه دون قلبه، أو يذكرها على وجه المزح واللعب. وكذلك الذين قال الله تعالى فيهم:﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦٥﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ ، فهؤلاء الذين صرح الله أنهم كفروا بعد إيمانهم وهم مع رسوله ﷺ،في غزوة تبوك قالوا كلمة ذكروا أنهم قالوها على وجه المِزَاح.
ويقال أيضًا: ما حكى الله عزّ وجلّ عن بني إسرائيل مع إسلامهم وعلمهم وصلاحهم أنهم قالوا لموسى:﴿اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا ﴾، وقول أُناس من أصحاب النبي ﷺ، اجعل لنا ذات أنواط، فحلف النبي ﷺ،أن هذا مثل قول بني إسرائيل:﴿ اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾.
عبدالنبي: ولكن بني إسرائيل، والذين سألوا النبي ﷺ،أن يجعل لهم ذات أنواط لم يكفروا بذلك.
عبدالله: والجواب أن بني إسرائيل والذين سألوا النبي ﷺ،لم يفعلوا، ولو فعلوا ذلك لكفروا، وأن الذين نهاهم النبي ﷺ،لو لم يطيعوه، واتخذوا ذات أنواط بعد نهيه لكفروا.
عبدالنبي: لكن لديّ إشكال آخر، وهو قصة أسامة بن زيد رضي الله عنهما حين قَتل من قال:لا إله إلا الله وإنكار النبي ﷺ،عليه وقال له: « يَا أُسَامَةُ: أَقَتَلْتَهُ بَعْدَمَا قَالَ: لا إِلَهَ إِلا الله ؟ » البخاري وكذا قوله ﷺ، « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِله إِلا الله » مسلم. فكيف أجمع بين ما قلت وبين هذين الحديثين؟ أرشدني أرشدك الله.
عبدالله: من المعلوم أن النبي ﷺ،قاتل اليهود وسباهم وهم يقولون: لا إله إلا الله، وأن أصحابه قاتلوا بني حنيفة وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويصلون، وكذلك الذين حرقهم علي رضي الله عنه. وأنت تقرّ أن من أنكر البعث كفر وحلَّ قتله ولو قال: لا إله إلا الله، وأن من جحد شيئًا من أركان الإسلام كفر وقُتل ولو قالها، فكيف لا تنفعه إذا جحد شيئًا من الفروع، وتنفعه إذا جحد التوحيد الذي هو أصل دين الرسل ورأسه ؟! ولعلك لم تفهم معنى هذه الأحاديث.
أما حديث أسامة: فإنه قَتَل رجلاً ادّعى الإسلام لأنه ظن أنه ما قالها إلا خوفًا على دمه وماله، والرجل الـمُظهر للإسلام يجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، قال عزّ وجلّ :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا ﴾ أي: تثبّتوا، فالآية تدل على أنه يجب الكف عنه والتثبت، فإن تبين بعد ذلك ما يخالف الإسلام قُتل لقولـه:﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ ولو كان لا يقتل إذا قالها لم يكن للتثبت فائدةٌ.
وكذلك الحديث الآخر: معناه ما ذكرناه، وأن من أظهر التوحيد والإسلام وجب الكف عنه، إلا إن تبين منه ما يناقض ذلك، والدليل على هذا أن رسول الله ﷺ،الذي قال:« أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ:لا إله إلا الله » البخاري وقال ﷺ، « أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلا الله » مسلم هو الذي قال في الخوارج: « فأَيْنَمَا لَقِيْتُمُوْهُمْ فَاقتُلُوْهُمْ » البخاري، مع أنهم أكثر الناس عبادة وتهليلاً، حتى إن الصحابة يحقرون أنفسهم عند رؤية عبادة هؤلاء، وهم تعلموا العلم من الصحابة، فلم تمنعهم لا إله إلا الله، ولا كثرة العبادة، ولا ادِّعاء الإسلام من القتل لما ظهر منهم مخالفة الشريعة.
عبدالنبي: وما قولك فيما ثبت عن النبي ﷺ، أن الناس يوم القيامة يستغيثون بآدم ثم بنوح ثم بإبراهيم ثم بموسى، ثم بعيسى،فيعتذرون،حتى تنتهي إلى محمد ﷺ هذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شركًا.
عبدالله: هذا خلط منك بحقيقة المسألة، فالاستغاثة بالمخلوق الحي الحاضر على ما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال عزّ وجلّ:﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾. وكما يستغيث إنسان بأصحابه في الحرب وغيرها في أشياء يُقْدَرُ عليها، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة التي تفعلونها عند قبور الأولياء، أو في غيبتهم، في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله عزّ وجلّ، والناس يستغيثون بالأنبياء يوم القيامة، يريدون منهم أن يدعو الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة أن تأتي لرجل صالح يجالسك ويسمع كلامك، وتقول لـه: ادع الله لي، كما كان أصحاب النبي ﷺ،يسألونه في حياته، وأما بعد موته فحاشا وكلا، فهم ما سألوه ذلك عند قبره، بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبر.
عبدالنبي: وما قولك في قصة إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار فاعترضه جبريل عليه السلام في الهواء، فقال: ألك حاجة ؟. فقال إبراهيم عليه السلام : « أما إليك فلا »، فلو كانت الاستغاثة بجبريل شركًا لم يعرضها على إبراهيم!
عبدالله: هذه الشبهة من جنس الشبهة الأولى، والأثر غير صحيح، ولو فرضنا صحّته فإن جبريل عليه السلام عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه فهو كما قال عزّ وجلّ فيه:﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴾ فلو أذن الله لـه أن يأخذ نار إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويلقيها بالمشرق أو المغرب لما أعجزه ذلك، وهذا كرجل غني عرض على محتاجٍ أن يقرضه مالاً ليقضي حاجته، فأبى وصبر حتى يأتيه الله برزق لا منّةَ فيه لأحد، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك التي تفعل الآن ؟!
واعلم أخي أن الأولين الذين بُعِث إليهم سيدنا محمد ﷺ،أخف شركًا من أهل زماننا لأمور ثلاثة:
الأول : إن الأولين لا يشركون مع الله غيره إلا في الرخاء، أما في الشدة فيخلصون الدين لله، بدليل قولـه عزّ وجلّ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾، وقولـه عزّ وجلّ:﴿ وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ ﴾ فالمشركون الذين قاتلهم النبي ﷺ يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء، وأما في الشدة فلا يدعون إلا الله وحده، وينسون ساداتهم، وأما مشركو زماننا فإنهم يَدْعُوْن غير الله في الرخاء والشدة فإذا ضاق أحدهم قال: يا رسول الله يا حسين وغيرهما. ولكن أين من يفهم ذلك؟
الثاني : إن الأولين يدعون مع الله أناسًا مقربين عنده؛ إمَّا نبيًا، أو وليًا، أو مَلكًا، أو على الأقل حجرًا أو شجرًا يطيع الله ولا يعصيه، وأهل زماننا يَدْعُوْن مع الله أُناسًا من أفسق الناس. والذي يعتقد في الصالح والذي لا يَعْصِي كالحجر والشجر أهون ممن يعتقد فيمن يُشاهد فسقه وفساده.
الثالث : إن جملة مشركي زمن النبي ﷺ،إنما كان شركهم في توحيد الألوهية ولم يكن في توحيد الربوبية، خلافًا لشرك المتأخرين، فإن الشرك واقع بكثرة في الربوبية، كما أنه واقع في الألوهية كذلك، فهم يجعلون الطبيعة مثلاً هي المتصرف في الكون من الإحياء والإماتة….. الخ .
ولعلي أختم كلامي بذكر مسألة عظيمة تفهم مما تقدم؛ وهي أنه لا خلاف أن التوحيد لابد أن يكون باعتقاد القلب، وقول اللسان، وفعل الأسباب بعمل الجوارح، فإن اختل شيء من هذا؛ لم يكن الرجل مسلمًا، فإن عرف التوحيد ولم يعمل به؛ فهو كافر معاند، كفرعون، وإبليس.
وهذا يغلط فيه كثير من الناس ويقولون: هذا حق ولكن لا نقدر أن نفعله، ولا يجوز عند أهل بلدنا وبني قومنا، ولا بد من موافقتهم ومداهنتهم خوفًا من شرهم. ولم يعرف المسكين أن غالب أئمة الكفر يعرفون الحق ولم يتركوه إلا لشيء من الأعذار، كما قال عزّ وجلّ:﴿ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
ومن عمل بالتوحيد عملاً ظاهرًا وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه فهو منافق، وهو شرّ من الكافر الخالص، لقوله عزّ وجلّ:﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾.
وهذه المسألة تتبين لك واضحةً إذا تأملتها في ألسنة الناس، فترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دنياه كقارون، أو جاهه كهامان، أو ملكه كفرعون ،وترى من يعمل به ظاهرًا لا باطناً كالمنافقين، فإذا سألته عمَّا يعتقده بقلبه فإذا هو لا يعرفه.
ولكن عليك بفهم آيتين من كتاب الله عزّ وجلّ:
الآية الأولى: ما تقدّم، وهي قوله عزّ وجلّ:﴿ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ فإذا علمت أن بعض الذين غزوا الروم مع رسول الله ﷺ،كفروا بسبب كلمة قالوها على وجه اللعب والمزاح؛ تبين لك أن الذي يتكلم بالكفر أو يعمل به خوفًا من نقص مالٍ، أو جاه، أو مداراة لأحد، أعظم ممن يتكلم بكلمة يمزح بها، لأن المازح في الغالب لا يعتقد في قلبه ما يقولـه بلسانه لإضحاك القوم، أما الذي يتكلم بالكفر، أو يعمل به خوفًا أو طمعًا فيما عند المخلوق، فقد صَدَّق الشيطانَ بميعاده ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ﴾، وخاف من وعيده:﴿ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ ﴾ ولم يُصدِّق الرحمن بميعاده:﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ﴾ ولم يخف من وعيد الجبار:﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾.
فهل يستحق من هذه حاله أن يكون من أولياء الرحمن أم من أولياء الشيطان ؟!
والآية الثانية: قولـه تعالى:﴿ مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ فلم يعذر الله مِنْ هؤلاء إلا من أكره مع كون قلبه مطمئنًا بالإيمان، أما غيره فقد كفر سواء فعله خوفًا، أو طمعًا، أو مداراة لأحد، أو مشحّة بوطنه أو أهله وعشيرته، أو ماله، أو فعله على وجه المزاح، أو لغير ذلك إلا المكره فإن الآية تدل على أن الإنسان لا يُكره إلا على الكلام والفعل، وأما عقيدة القلب فلا يكره عليها أحد، وقوله تعالى:﴿ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ ، فصرّح أن العذاب لم يكن بسبب الاعتقاد، والجهل والبغض للدين، أو محبة الكفر، إنما سببه أن لـه في ذلك حظًا من حظوظ الدنيا، فآثره على الدين، والله أعلم.
وبعد هذا كله ألم يأنِ لك ـ هداك الله ـ أن تتوب إلى ربك وتعود إليه وتترك ما أنت عليه، فإن الأمر كما سمعتَ جِدُّ خطير، والمسألة عظيمة، والخطب جَلَل.
عبدالنبي: أستغفر الله وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وقد كفرت بكل ما كنت أعبده من دون الله، وأسأل الله أن يعذرني عما سبق، وأن يصفح عني، وأن يعاملني بلطفه ومغفرته ورحمته، وأن يثبتني على التوحيد والعقيدة الصحيحة حتى ألقاه، وأسأله أن يجزيك ـ يا أخي عبدالله ـ خيرًا على هذا النصح، فإن الدين النصيحة، وعلى إنكارك ما أنا عليه؛ وهو اسمي عبدالنبي، وأخبرك بأني غيرته إلى اسم (عبدالرحمن)، وعلى إنكار المنكر الباطن الذي كنت عليه وهو المعتقد الضال الذي لو لقيت الله وأنا عليه لما أفلحت أبدًا.
ولكن أريد أن أطلب منك طلبًا أخيرًا وهو أن تذكر لي بعض المنكرات التي كثر غلط الناس فيها.
عبدالله: لا بأس، فأرعني سمعك:
* إياك أن يكون شعارك فيما اختلف فيه من كتاب أو سنة اتباع المختلف فيه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وفي الحقيقة لا يعلم تأويله إلا الله، وليكن شعارك شعار الراسخين في العلم، الذين يقولون في المتشابه:﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ﴾ ، وفي المختلف فيه، قول الرسول ﷺ، « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ » أحمد والترمذي، وقول النبي ﷺ: « فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ » متفق عليه، وقول النبي ﷺ، « وَالإثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ » مسلم، وقول النبي ﷺ، « اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ـ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ـ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالإثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ » أحمد.
* إياك واتباع الهوى فإن الله قد حذر من ذلك بقولـه عزّ وجلّ:﴿ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ ﴾.
* إياك والتعصب للرجال والآراء، وما كان عليه الآباء فإنه يحول بين المرء الحق، فإن الحق ضالة المؤمن أينما وجده فهو أحق به، قال عزّ وجلّ:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾.
* إياك والتشبه بالكفار، فإنه رأس كل بلية، قال ﷺ، « مَنْ تَشَبَّهَ بقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » أبو داود.
* إياك أن تتوكل على غير الله، فقد قال عزّ وجلّ:﴿ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾.
* لا تطع أي مخلوق في معصية الله. قال ﷺ، « لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقْ » الترمذي.
* إياك وسوء الظن بالله، فإنه عزّ وجلّ قال في الحديث القدسي: « أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي » متفق عليه.
* إياك ولبس الحلقة أو الخيط ونحوهما لدفع البلاء قبل أن يقع، أو رفعه إذا وقع.
* إياك وتعليق التمائم لدفع العين، فإنه شرك قال ﷺ، « مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ » الترمذي.
* إياك والتبرك بالأحجار والأشجار والآثار والبنايات، فإنه شرك.
* إياك والتطير والتشاؤم من أي شيء، فإنه شرك، قال ﷺ، « الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلاثًا » وأبوداود.
* إياك وتصديق السحرة والمنجمين الذين يدَّعون علم الغيب، ويظهرون الأبراج في الصحف، وسعادة أو تعاسة أصحابها، وتصديقهم في ذلك شرك، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله.
* إياك ونسبة نزول المطر إلى النجوم والفصول، فإنه شرك، وإنما ينسب لله سبحانه وتعالى.
* إياك والحلف بغير الله أيًا كان المحلوف به فإنه شرك، وقد جاء في الحديث: « مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ الله فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ » أحمد؛ كالحلف بالنبي، أو بالأمانة، أو بالعرض، أو بالذمة، أو بالحياة.
* إياك وسب الدهر، وسب الريح، أو الشمس، أو البرد، أو الحرّ، فإنها مسبة لله الذي خلقها.
* إياك وكلمة (لو) إذا أصابك مكروه فإنها تفتح عمل الشيطان، وفيها اعتراض على قدر الله، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل.
* إياك واتخاذ القبور مساجد، فإنه لا يُصَلَّى في مسجد فيه قبر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله ﷺ،قال وهو في سكرات الموت: « لَعَنَ اللهِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا ». قالت: وَلَوْلا ذَلِكَ لأبرَزُوا قَبْرَهُ. البخاري، وقال ﷺ، « إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوْا يَتْخِذُوِنَ قُبُوْرَ أَنْبيَائِهِمْ وَصَالِحِيْهِمْ مَسَاجِدَ فَلا تَتَّخِذُوْا القُبُوْرِ مَسَاجِدَ إنِّيْ أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكْ » أبوعوانة.
* إياك وتصديق الأحاديثِ التي ينسبُها الكذابون إلى رسول الله ﷺ،في الحث على التوسل بذاته أو بالصالحين من أمته وهي موضوعة مكذوبة عليه، ومنها: « توسلوا بجاهي، فإن جاهي عند الله عظيم»، ومنها: « إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأهل القبور »، ومنها: « إن الله يوكل ملكًا على قبر كل وليّ يقضي حوائج الناس »، ومنها: « لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه »، وغيرها كثير.
* إياك والاحتفال بما يسمى بالمناسبات الدينية مثل المولد النبوي، والإسراء والمعراج، وغيرهما؛ فهي محدثة لا دليل عليها عن رسول الله ﷺ،ولا صحابته الذين يحبون الرسول أكثر منّا، ويحرصون على الخيرات أشد منّا، ولو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه.
 
إنضم
17 يونيو 2017
المشاركات
167
مستوى التفاعل
208
النقاط
47
إن المتأمل في سنن الله يعلمُ أن البلاء سُنَّة من سننه الكونية القدرية، يقول ﷻ: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾، ويخطئ من يظن أن الصالحين بعيدون عن البلاء، بل البلاء دليل الإيمان، فقد سُئِلَ ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: « الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِن النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ» ابن ماجه، وهو من علامات محبة الله للعبد، قال ﷺ: « وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ » أحمد، ومن علامات إرادة الله بعبده الخير، قال ﷺ: « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » الترمذي، وهو كفارة للذنوب وإن قلَّ، قال ﷺ:« مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا كَفَّرَ اللهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا »متفق عليه. ولذلك فإن المسلم المبتلى إن كان صالحاً فالبلاء تكفيرٌ لسيئاتٍ مضت، أو رفعة في الدرجات، وإن كان عاصيًا فهو تكفير للسيئات، وتذكير بخطورتها قال سبحانه وتعالى : ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾.
أنواع البلاء:
بلاءٌ بالخير؛ كزيادة المال، وبلاءٌ بالشر؛ كالخوف والجوع ونقص المال، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾، ومنه البلاء بالمرض والموت الذي أعظم أسبابهما العين والسحر الناشئ عن الحسد، قال ﷺ:« أكثَرُ مَنْ يَمُوتُ مِنْ أُمَّتِيْ بَعْدَ قَضَاءِ اللهِ وقَدَرِهِ بالعَيْن » الطيالسي.
الوقاية من العين والسحر:
الوقاية خير من العلاج، فعلينا أن نحرص عليها، ومن أهمِّهَا:
*
تقوية النفس بالتوحيد، والإيمان بأن المتصرف بالكون هو الله، والإكثار من الحسنات.
* حسن الظن بالله والتوكل عليه، فلا يتوهم المرض والعين لأي عارض، فالوهم مرض بذاته.(١)
* إذا اشتهر عن إنسان أنه عائن أو ساحر فإنه يُجتنب من باب فعل الأسباب،وليس خوفًا.
* ذكر الله والتبريك عند رؤية ما يُعجبه، قال الرسول ﷺ: « إِذَا رَأى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِه أَو مَاله، أَوْ أَخِيْه مَا يُحِبّ، فَلْيُبَرِّك، فَإنَّ العَيْن حَقٌّ » الحاكم؛ (والتبريك قول: بارك الله لك، لا قول: تبارك الله).
* التصبُّح بسبع تمرات من (عجوة) مدينة النبي ﷺ.
* اللجوء إلى الله، والتوكل عليه، وحسن الظن به، والاستعاذة به من العين والسحر، والمحافظة على الأذكار والتعاويذ في كلِّ يوم صباحًا ومساءً (٢).
وهذه الأذكار لها تأثيرٌ يزيد وينقص بإذن الله لأمرين:
١) الإيمان بأن ما جاء فيها حقٌّ وصدقٌ، وأنه نافع بإذن الله.
٢) أن ينطق لسانه بها وتصغي إليها أذناه وقلبه حاضر، لأنها دعاء، والدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاهٍ، كما صح عنه ﷺ.
وقت الأذكار والتعاويذ: أذكار الصباح تُقال بعد صلاة الفجر، وأما أذكار المساء فإنها تُقَال بعد صلاة العصر، وإذا نسي المسلم أن يقولها أو غفل فليقُلها عند تذكُّرهِ لها.
علامات الإصابة بالعين وغيرها:
لا تعارض بين الطب وبين الرقية الشرعية ، فالقرآن فيه شفاء من الأمراض العضوية والأمراض الروحيَّة، وإذا كان الإنسان سليمًا من الأمراض العضوية فإن الأعراض تكون غالبًا على هيئة صداع متنقل، صفرة في الوجه، كثرة التعرق والتبول، ضعف الشهية، تنمُّل أو حرارة أو برودة في الأطراف، خفقان في القلب، ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين، حزن وضيق في الصدر، أرق في الليل، انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي، كثرة التجشؤ، والتنهد، حب الانعزال، الخمول والكسل، الرغبة في النوم، ومشكلات صحية أخرى لا سبب طِبَّيًا لها، وقد توجد هذه العلامات أو بعضها بحسب قوة المرض وضعفه.
ولابد للمسلم أن يكون قوي الإيمان والقلب، لا تدخله الوساوس، فلا يوهم نفسه بأنه مصابٌ بمرض ما بمجرد إحساسه بأحد هذه الأعراض، لأن الوهم من أصعب الأمراض علاجًا، وقد توجد بعض هذه العلامات عند البعض وهم أصحاء، وقد توجد ويكون السبب مرضًا عضويًا، وقد يكون السبب ضعف الإيمان، كضيق الصدر، والحزن، والخمول، فعليه مراجعة علاقته بالله.
فإذا كان المرض بسبب العين (٣) فإن العلاج بإذن الله يكون بأحد أمرين:
١)
إن عرفت العائن: فتأمره أن يغتسل، وتأخذ هذا الماء أو تأخذ من أثره (٤)، ثم تغتسل به، وتشرب.
٢) وإن جُهل العائن: فإن الاستشفاء يكون بالرقية، والدُّعاء، وبالحجامة.
وأما إن كان المرض سحرًا (٥) فإن العلاج بإذن الله يكون بأحد أمور:
١)
أن يَعلم محلَّ السحر: فإذا وجده فكَّ عُقدَهُ وهو يقرأ المعوذتين ثم يحرقه.
٢) الرقية الشرعية: بآيات القرآن وخصوصًا بالمعوذتين والبقرة، وبالأدعية، وسوف تأتي.
٣) النشرة: وهي نوعان:
أ) محرم: وهـو حَلُّ السحر بالسحر، والذهاب إلى السحرة لفكِّه.
ب) جائز: ومنه: ( أخذ سبع ورقات سدر ودقـُّها.. ، ثم القراءة عليها ثلاث مرات بسورة (الكافرون) و(الإخلاص) و(الفلق) و(الناس)، ثم جعلها في ماء، ثم الشرب والاغتسال منها، وتكرار ذلك حتى الشفاء إن شاء الله) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه.
٤) إخراج السحر: بالاستفراغ بالمسهلات إن كان في البطن، وبالحجامة(٦) إن كان في غيره.
الرقية:
شروطها: ١) أن تكون بآيات القرآن والأدعية المشروعة.
٢) أن تكون باللسان العربي، وتجوز الأدعية بغيره .
٣) الاعتقاد بأن الرقية لا تؤثر بنفسها، وأن الشفاء من الله.
ولزيادة أثرها ينبغي قراءة القرآن بنيّة الشفاء والهداية(٧) للإنس والجن، فالقرآن نزل هدايةً وشفاءً، ولا يقرأه بنيّة قتل الجنّ إلا عند تعذَر خروجه بما سبق.
شروط الراقي:
١) أن يكون مسلمًا، وأن يكون صالحًا تقيًّا، وكلما كان أتقى كان الأثر أقوى.
٢) أن يتوجه لله بصدق أثناء الرقية، بحيث يجتمع القلب واللسان، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسَه، لأن غيره مشغولٌ قلبهُ غالبًا، ولأنه لا أحد مثله يحسُّ باضطراره وحاجته، والمضطرُّون وعدهم الله بالإجابة.
شروط المرقِيِّ:
١) يستحب أن يكون مؤمنـًا صالحاً، وعلى قدر الإيمان يعظم الأثر، قال عزّ وجلّ: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾.
٢) التوجه إلى الله بصدق أن يشفيه.
٣) أن لا يستبطئ الشفاء، لأن الرقية دعاء، وإذا استعجل الإجابة فقد لا يُستجاب لـه، قال ﷺ: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي » متفق عليه.
و الرقية لها طرق:
١) قراءة الرقية مع النفث (وهو الريق الخفيف ).
٢) القراءة من دون النفث.
٣) أخذ الرِّيق بالإصبع ثم خلطه بالتراب ومسح موضع الألم به.
٤) قراءة الرقية مع مسح موضع الألم.
آيات وأحاديث يُرْقَى بها المريض:
(سورة الفاتحة)، ( آية الكرسيّ)، (آخر آيتين من البقرة) سُوَرُ (الكافرون) ، (الإخلاص)، (الفلق)، (الناس)،﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾ ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ ﴿ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴾ ﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿١١٧﴾ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٨﴾ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ﴾ ﴿ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴾ ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ﴾ ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ ﴾ ﴿ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾.
والأحاديث: (أَسْأَلُ اللهَ العَظِيْمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيْمِ أَنْ يَشْفِيَكَ) ٧ مرات (أُعِيْذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ) ٣ مرات (الَّلهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَأسِ اِشْفِ أَنْتَ الشَّافِيْ لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لايُغَادِرُ سَقَمَاً) ٣ مرات (الَّلهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا) مرة واحدة (حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوْ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيْمِ) ٧ مرات (بِسْمِ اللهِ أَرْقِيْكَِ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيْكَِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيْكِ بِسْمِ اللهِ أَرْقِيْكَ) ٣ مرات تضع يدَك على الألم وتقول:(بِسْمِ اللهِ (٣ مرات) أَعُوْذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتهِِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (٧ مرات ) ).
تنبيهات:
١) لا يجوز تصديق الخرافات المتعلقة بالعائن كشرب بوله، وأن أثره لاينفع إذا عَلِم.
٢) لا يجوز وضع التمائم من جلود وأساور وقلائد على ما يخشى وقوع العين عليه، قال ﷺ: « مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ » الترمذي، وإن كانت من القرآن ففيها خلاف، وتركها أفضل.
٣) كتابة ما شاء الله تبارك الله، أو رسم سيف، أو سكين، أو عين، أو وضع القرآن في السيارة، أو تعليق بعض الآيات في البيوت، كل ذلك لا يدفع العين، بل قد يكون من التمائم المحرمة.
٤) يجب على المريض أن يوقن بالإجابة، وأن لا يستبطئ الشفاء، ولو قيل له إن الشفاء بأدوية تؤخذ طول الحياة ما جزع، لكنه يجزع إذا طالت به الرقية، مع أن له بكل حرفٍ يتلوه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وعليه بالدعاء، والاستغفار، والإكثار من الصدقة فإنها مما يستشفى بها.
٥) القراءة الجماعية مخالفة للسنة، وأثرها ضعيف، وكذا الاقتصار على جهاز التسجيل، لأن النية لا تتحقق فيه؛ وهي شرط في الرَّاقي، وإن كان في سماعه خير، ويسنُّ تكرار الرقية حتى يُشفى إلا إن كانت تتعبه فيقلِّلها حتى لا يملَّ، أما تكرار الآية والدعاء بعدد معين فلا يصحُّ إلا بدليل.
٦) هناك علامات يُستدَلُّ بها أو بِبعضِها على أن الراقي يتعامل بالسحر وليس بالقرآن، ولا يغرُّك بعض ما يُظهره من دين، فقد يستفتح قراءته بالقرآن وما يلبث أن يغيِّر ذلك، وقد يكون ممن يعتاد المساجد للتمويه على الناس، وقد تراه يكثر من ذكر الله أمامك، فلا يغرّك هذا فتنبه!
ومن علامات السحرة والمشعوذين:
* سؤال المريض عن اسمه أو اسم أمه، لأن معرفة الاسم أو جهله لا تغير في العلاج شيئًا.
* أن يطلب شيئًا من ملابس المريض كالثوب أو الفنيلة.
* قد يطلب من المريض حيوانًا بصفات معينة ليذبحه للجنّ، وربما لطخ بدمه المريض.
* كتابة أو قراءة الطلاسم التي لا تُفهم وليس لها معنى.
* إعطاء المريض ورقة فيها مربعات بداخلها حروف وأرقام وتسمى(الحجاب).
* أمرُ المريض باعتزال الناس مدةً في غرفة مظلمة وتسمى (الحجبة).
* أمرُ المريض أن لا يمسَّ الماء مدة معينة.
* إعطاء المريض شيئًا يدفنه في الأرض، أو ورقةً يحرقها ويتبخَّر بها.
* إخبارُ المريض ببعض خصوصياته التي لا يعرفها غيره، أو باسمه وبلده ومرضه قبل أن يتكلم.
* تشخيص حالة المريض بمجرد الدخول عليه، أو بالهاتف أو البريد.
٧) مذهب أهل السنَّة أن الجنيَّ يَتلبَّسُ بالإنسي، والدليل قولـه عزّ وجلّ: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ ، وقد أجمع المفسرون أن المراد بالمس في الآية أنه الجنون الشيطاني الذي يعتري الإنسان بسبب تلبُّسِ الجنيِّ به.
تتمة: السحر:
هو موجود، وتأثيره ثابت بالكتاب والسنة، وهو حرام وكبيرة وعظيمة لقوله ﷺ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ:الشِّرْكُ بِالله، وَالسِّحْرُ… » متفق عليه. وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾. وهو على قسمين: ١) عُقَدٌ ورُقَى يَتَوصلُ بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور.
٢) أدوية تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله، ويسمى: بالصرف والعطف. فيخيل إلى المسحور أن هذا الشيء انقلب وهذا الشيء تحرك أو مشى وما أشبه ذلك. فالأول فعله شرك لأن الشياطين لا تخدم الساحر حتى يكفر بالله، أما الثاني فهو موبقة وكبيره من كبائر الذنوب. وكل ذلك يحصل بقدر الله سبحانه وتعالى.
——————————————————–
١) يذكر الأطباء والمختصُّون أن حوالي ثلثي الأمراض العضوية تنشأ من أسباب نفسية بتوهم المرض، وهو غير موجود أصلاً.
٢) انظر أذكار الصباح والمساء صفحة 120.
٣) العين: أذىً من الجن يقع بإذن الله على المعيون بسبب وصف وإعجاب من العائن حضرته الشياطين ولم يوجد مانع ( من ذكر وصلاة وغيرها)، ويشهد لذلك حديث (العين حق) البخاري، والرواية الأخرى ( ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم) أحمد، وعبّر بالعين لأنها آلة الوصف وليس لأنها هي التي تصيب بالضرر بدليل أن الأعمى يصيب غيره وهو لا ينظر إليه.
٤) الأثر: أيّ شيءٍ مسّه العائن كبقايا شربه أو أكله أو ما لمَسَهُ ، فيؤخذ منه أو يمسح بمنديل ونحوه ويزاد ماءً ثم يُصبُّ على المعيون ويشرب بعضه.
٥) السحر: عقد ورقى وكلام يُتكلم به أو يعمل شيئًا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله مباشرة، وله حقيقة؛ فمنه ما يقتل، ومنه ما يمرض، ومنه ما يمنع الرجل من وطء امرأته، ومنه ما يفرق بينهما، ومنه ما هو شرك وكفر، ومنه ما هو كبيرة.
٦) قالﷺ:(إن خير ما تداويتم به الحجامة)، وقد شفى الله بها أمراضًا عضوية، أو أمراضًا بسبب العين والسحر كالسرطان، في وقائع ثابتة..
٧) نيّة الهداية:دعوة من يسمع القرآن لدين الله وفعل الخير والكفّ عن الشر، وهذه النيّة تأثيرها عظيم بالتجربة فيتأثر الجن بالقرآن ويكفّ شرّه عن المريض سريعًا في الغالب بخلاف نيّة القتل التي تجلب تكبّره، وضرر الراقي والمريض. قال ﷺ: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) مسلم
 
إنضم
17 يونيو 2017
المشاركات
167
مستوى التفاعل
208
النقاط
47
شروط الراقي:
١) أن يكون مسلمًا، وأن يكون صالحًا تقيًّا، وكلما كان أتقى كان الأثر أقوى.
٢) أن يتوجه لله بصدق أثناء الرقية، بحيث يجتمع القلب واللسان، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسَه، لأن غيره مشغولٌ قلبهُ غالبًا، ولأنه لا أحد مثله يحسُّ باضطراره وحاجته، والمضطرُّون وعدهم الله بالإجابة.
شروط المرقِيِّ:
١) يستحب أن يكون مؤمنـًا صالحاً، وعلى قدر الإيمان يعظم الأثر، قال عزّ وجلّ: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾.
٢) التوجه إلى الله بصدق أن يشفيه.
٣) أن لا يستبطئ الشفاء، لأن الرقية دعاء، وإذا استعجل الإجابة فقد لا يُستجاب لـه، قال ﷺ: « يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي » متفق عليه.
و الرقية لها طرق:
١) قراءة الرقية مع النفث (وهو الريق الخفيف ).
٢) القراءة من دون النفث.
٣) أخذ الرِّيق بالإصبع ثم خلطه بالتراب ومسح موضع الألم به.
٤) قراءة الرقية مع مسح موضع الألم.
آيات وأحاديث يُرْقَى بها المريض:
(سورة الفاتحة)، ( آية الكرسيّ)، (آخر آيتين من البقرة) سُوَرُ (الكافرون) ، (الإخلاص)، (الفلق)، (الناس)،﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ ﴿ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ ﴾ ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ ﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ ﴿ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴾ ﴿ وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ ﴾ ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ﴿١١٧﴾ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١١٨﴾ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ ﴾ ﴿ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ ﴿٦٥﴾ قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ ﴿٦٦﴾ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ ﴿٦٧﴾ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ ﴿٦٨﴾ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ ﴾ ﴿ ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ﴾ ﴿ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ ﴾ ﴿ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ ﴿ هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ ﴾.
والأحاديث: (أَسْأَلُ اللهَ العَظِيْمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيْمِ أَنْ يَشْفِيَكَ) ٧ مرات (أُعِيْذُكَ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ) ٣ مرات (الَّلهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَأسِ اِشْفِ أَنْتَ الشَّافِيْ لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لايُغَادِرُ سَقَمَاً) ٣ مرات (الَّلهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ حَرَّهَا وَبَرْدَهَا وَوَصَبَهَا) مرة واحدة (حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوْ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيْمِ) ٧ مرات (بِسْمِ اللهِ أَرْقِيْكَِ مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيْكَِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيْكِ بِسْمِ اللهِ أَرْقِيْكَ) ٣ مرات تضع يدَك على الألم وتقول:(بِسْمِ اللهِ (٣ مرات) أَعُوْذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتهِِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ (٧ مرات ) ).
تنبيهات:
١) لا يجوز تصديق الخرافات المتعلقة بالعائن كشرب بوله، وأن أثره لاينفع إذا عَلِم.
٢) لا يجوز وضع التمائم من جلود وأساور وقلائد على ما يخشى وقوع العين عليه، قال ﷺ: « مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ » الترمذي، وإن كانت من القرآن ففيها خلاف، وتركها أفضل.
٣) كتابة ما شاء الله تبارك الله، أو رسم سيف، أو سكين، أو عين، أو وضع القرآن في السيارة، أو تعليق بعض الآيات في البيوت، كل ذلك لا يدفع العين، بل قد يكون من التمائم المحرمة.
٤) يجب على المريض أن يوقن بالإجابة، وأن لا يستبطئ الشفاء، ولو قيل له إن الشفاء بأدوية تؤخذ طول الحياة ما جزع، لكنه يجزع إذا طالت به الرقية، مع أن له بكل حرفٍ يتلوه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، وعليه بالدعاء، والاستغفار، والإكثار من الصدقة فإنها مما يستشفى بها.
٥) القراءة الجماعية مخالفة للسنة، وأثرها ضعيف، وكذا الاقتصار على جهاز التسجيل، لأن النية لا تتحقق فيه؛ وهي شرط في الرَّاقي، وإن كان في سماعه خير، ويسنُّ تكرار الرقية حتى يُشفى إلا إن كانت تتعبه فيقلِّلها حتى لا يملَّ، أما تكرار الآية والدعاء بعدد معين فلا يصحُّ إلا بدليل.
٦) هناك علامات يُستدَلُّ بها أو بِبعضِها على أن الراقي يتعامل بالسحر وليس بالقرآن، ولا يغرُّك بعض ما يُظهره من دين، فقد يستفتح قراءته بالقرآن وما يلبث أن يغيِّر ذلك، وقد يكون ممن يعتاد المساجد للتمويه على الناس، وقد تراه يكثر من ذكر الله أمامك، فلا يغرّك هذا فتنبه!
ومن علامات السحرة والمشعوذين:
* سؤال المريض عن اسمه أو اسم أمه، لأن معرفة الاسم أو جهله لا تغير في العلاج شيئًا.
* أن يطلب شيئًا من ملابس المريض كالثوب أو الفنيلة.
* قد يطلب من المريض حيوانًا بصفات معينة ليذبحه للجنّ، وربما لطخ بدمه المريض.
* كتابة أو قراءة الطلاسم التي لا تُفهم وليس لها معنى.
* إعطاء المريض ورقة فيها مربعات بداخلها حروف وأرقام وتسمى(الحجاب).
* أمرُ المريض باعتزال الناس مدةً في غرفة مظلمة وتسمى (الحجبة).
* أمرُ المريض أن لا يمسَّ الماء مدة معينة.
* إعطاء المريض شيئًا يدفنه في الأرض، أو ورقةً يحرقها ويتبخَّر بها.
* إخبارُ المريض ببعض خصوصياته التي لا يعرفها غيره، أو باسمه وبلده ومرضه قبل أن يتكلم.
* تشخيص حالة المريض بمجرد الدخول عليه، أو بالهاتف أو البريد.
٧) مذهب أهل السنَّة أن الجنيَّ يَتلبَّسُ بالإنسي، والدليل قولـه عزّ وجلّ: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ﴾ ، وقد أجمع المفسرون أن المراد بالمس في الآية أنه الجنون الشيطاني الذي يعتري الإنسان بسبب تلبُّسِ الجنيِّ به.
تتمة: السحر:
هو موجود، وتأثيره ثابت بالكتاب والسنة، وهو حرام وكبيرة وعظيمة لقوله ﷺ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ:الشِّرْكُ بِالله، وَالسِّحْرُ… » متفق عليه. وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ﴾. وهو على قسمين: ١) عُقَدٌ ورُقَى يَتَوصلُ بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور.
٢) أدوية تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله، ويسمى: بالصرف والعطف. فيخيل إلى المسحور أن هذا الشيء انقلب وهذا الشيء تحرك أو مشى وما أشبه ذلك. فالأول فعله شرك لأن الشياطين لا تخدم الساحر حتى يكفر بالله، أما الثاني فهو موبقة وكبيره من كبائر الذنوب. وكل ذلك يحصل بقدر الله سبحانه وتعالى.

——————————————————–
١) يذكر الأطباء والمختصُّون أن حوالي ثلثي الأمراض العضوية تنشأ من أسباب نفسية بتوهم المرض، وهو غير موجود أصلاً.
٢) انظر أذكار الصباح والمساء صفحة 120.
٣) العين: أذىً من الجن يقع بإذن الله على المعيون بسبب وصف وإعجاب من العائن حضرته الشياطين ولم يوجد مانع ( من ذكر وصلاة وغيرها)، ويشهد لذلك حديث (العين حق) البخاري، والرواية الأخرى ( ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم) أحمد، وعبّر بالعين لأنها آلة الوصف وليس لأنها هي التي تصيب بالضرر بدليل أن الأعمى يصيب غيره وهو لا ينظر إليه.
٤) الأثر: أيّ شيءٍ مسّه العائن كبقايا شربه أو أكله أو ما لمَسَهُ ، فيؤخذ منه أو يمسح بمنديل ونحوه ويزاد ماءً ثم يُصبُّ على المعيون ويشرب بعضه.
٥) السحر: عقد ورقى وكلام يُتكلم به أو يعمل شيئًا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله مباشرة، وله حقيقة؛ فمنه ما يقتل، ومنه ما يمرض، ومنه ما يمنع الرجل من وطء امرأته، ومنه ما يفرق بينهما، ومنه ما هو شرك وكفر، ومنه ما هو كبيرة.
٦) قالﷺ:(إن خير ما تداويتم به الحجامة)، وقد شفى الله بها أمراضًا عضوية، أو أمراضًا بسبب العين والسحر كالسرطان، في وقائع ثابتة..
٧) نيّة الهداية:دعوة من يسمع القرآن لدين الله وفعل الخير والكفّ عن الشر، وهذه النيّة تأثيرها عظيم بالتجربة فيتأثر الجن بالقرآن ويكفّ شرّه عن المريض سريعًا في الغالب بخلاف نيّة القتل التي تجلب تكبّره، وضرر الراقي والمريض. قال ﷺ: (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) مسلم
 

مواضيع ممائلة