لم تنل دوقية موسكو الكبرى استقلالها الكامل عن المسلمين وتتوقف عن دفع الجزية سوى في عام 1480. وبعد ذلك بعقود قليلة، بدأ القيصر “إيفان الرهيب” سلسلة من الحروب قام من خلالها بتدمير الخانات الإسلامية الكبرى في كازان، استراخان، وسيبريا، وهو ما مدّد الحدود الروسية نحو الجنوب والغرب.
نصبت موسكو نفسها أيضاً حامية مسيحيي الشرق الأوسط، حيث إن أغلبهم من الأرثوذكس مثل الروس. (ألمح الزعيم الحالي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل إلى هذا عندما وصف الحرب الحالية في سوريا بأنها حرب مقدسة، ووصف المقاتلين الروس فيها بالمقاتلين المحبين للمسيح).
ومع نشوب الحرب العالمية الأولى، وعدت كل من بريطانيا وفرنسا الروس بأنه بمجرد هزيمة الإمبراطورية العثمانية ستكون القسطنطينية (إسطنبول حالياً) خاضعة لحكمهم، وهو الوعد الذي لم يتحقق بعد الثورة البلشفية عام 1917.
المقال كاملا:
http://m.huffpost.com/ar/entry/10185232
..........
بوتين الذي يحتفظ برسم في مكتبه لبيتر الأكبر قد استخدم التاريخ في السنوات الماضية لمنح نظامه شرعية قومية عابرة للزمن، فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأيديولوجيته الشيوعية، فهم بوتين أن تاريخ روسيا القيصرية سيكون مصدرا فعالا لبناء شرعية جديدة، وتأكيداً لتميز روسيا وتفردها التاريخي، وذريعة لمحاربة الإصلاحات السياسية والحريات العامة على اعتبار أنها محاولات غربية دخيلة على المجتمع الروسي، تهدف إلى إضعافه واستلاب هويته.
وإلى جانب التوظيف السياسي للتاريخ، فإن بوتين معجب بشخصية بيتر الأكبر، وكثير الاستحضار لها، كما أنه وضع باقة من الزهور على نصب بيتر الأكبر التاريخي في عيد البحرية الروسية في يوليو الماضي، على اعتبار أن بيتر الأكبر كان أول من بنى أسطولا بحريا فعالا لروسيا في البحر الأسود، وَمِمَّا لا شك فيه أن بوتين اضطلع على وصية الإمبراطور بيتر الأكبر التي أوصى فيها أتباعه بالمحاولة المستمرة والدؤوبة للسيطرة على (القسطنطينية ) وعلى المضي في الفتوحات حتى مياه الخليج وشواطئ الهند، معتبرا أن من يسيطر على القسطنطينية يسيطر على العالم..
توصل بيتر الأكبر إلى هذه النتيجة بعد تجربة مريرة وحروب متتالية مع الدولة العثمانية، تحالف خلالها مع الدولة الصفوية ووجه جهوده كلها باتجاه عدوهما العثماني المشترك.
المقال كاملا؛
http://m.huffpost.com/ar/entry/8706176