السلام عليكم
قال تعالى :وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا
وقال تعالى : ألَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ.
هل القرن والقرون في الآيتين السابقتين يعنيان مائة سنة ومئات السنين؟
كلا، فقرن يعني أمة، وقرون تعني أمم، فوحدة قياس عمر الأمة هي القرن، كما أن وحدة قياس عمر الإنسان هي السنة، فالإنسان والأمة يبلغان رشدهما في النسبة العمرية نفسها كل حسب وحدة قياسه، فإذا كان الإنسان يبلغ رشده في السنة ال 15 من عمره فكذلك الأمة تبلغ رشدها وهداها في القرن 15 من عمرها. فإن كان مثل يضرب لأمة الإسلام فينبغي أن يكون ذلك المثل هو إبراهيم عليه السلام، فملة الإسلام منسوبة إليه (ملة أبيكم إبراهيم)، وهو بالفعل أمة (إن إبراهيم كان أمة)، وبالفعل وجدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلا في القرءان رسما وعددا، ذكر 69 مرة، 15 مرة كتب برسم مختلف عن الرسم الإملائي، كتب هكذا (إبراهم) بدون ياء بين الهاء والميم، وردت فقط في سورة البقرة، ثم بعد ذلك إلى آخر المصحف كتب بالرسم الإملائي (إبراهيم).
ورد إسم (إبراهم) في المرة ال15 والأخيرة بهذا الرسم في الآية 260 من سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
فهاهي بينة إحياء الموتى يريها الله لإبراهيم عليه السلام فيتحول من إيمان بالغيب إلى إيمان الشهادة ، وذلك هو اليقين ، واليقين هو قمة الهدى، كذلك حال الأمة في قرنها ال15 . فالأمتان العاقلتان المكلفتان اللذان سيأتيهما البيان هما أمة الإنس وأمة الجن، يمكن أن نطلق عليهما اسم (أمتين ) أو (قرنين) ، ألم تر أن الرحمن بعد ذكره تعليم الإنسان القرءان وبيانه صاغ خطابا ثنائيا إلى الإنس والجن إلى آخر السورة ، وكم تكررت (فبأي آلاء ربكما تكذبان!!