- إنضم
- 13 أغسطس 2013
- المشاركات
- 3,453
- التفاعل
- 8,978
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(دمِثٌ ليس بالجافي ولا المَهين)
المقصود بالدماثة: لين الخلق في سهولة التعامل وقرب التناول من كل أحد، الكبير والصغير والمرأة والرجل والعبد والحر
، وكل الناس على اختلاف أصنافهم يجد اللين في التعامل معه صل الله عليه وسلم .
بخلاف بعضنا.. فقد يكون قريباً من أناس دون أناس،
بعضنا يكون لين الخلق مع من يعرف، لكنه صلب جاف مع من لا يعرف، فإذا جلس مع أقربائه أو أسرته و حبيه رأيت منه الابتسامة وحلو العبارة واللين والسهولة، وإذا جلس مع آخرين لايعرفهم ولا يعرفونه لايكاد يردّ الجواب ، فإذا سئل أجاب بكلمتين فيهما من الجفاف ومن الشدة مايشعر محدّثه أنه لايرغب في الاستمرارمعه في الحديث.
كان صل الله عليه وسلم يلقاه الأعرابي القادم من البادية، ويلقاه صاحبه الذي أسلم معه منذ سنوات ، ويلقاه صاحب المسألة وصاحب الهم والمكروب بمصيبة ،فالجميع يجدون عنده قدراً واسعاً من الحديث معه والجلوس معه، بل الأمة تأتي للمسجد وتأخذ بيده صل الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت يقضي حاجتها.
فهي ماجاءت إليه إلا تريد غرضًا وحاجة، فلم يقل لها إنه مشغول، أو تأتيه في وقت آخر، ولا اعتذر صل الله عليه وسلم، ولم يطلب من أصحابه النظر فيما تريده، وقد كان أي واحد منهم كفيلاً أن يؤدي لها حاجتها ، لكنه صل الله عليه وسلم لين الخلق سهل مع الكل.
هذا القدر من التعامل لايتحمله إلا ذوو النفوس الكبيرة وأصحاب الأخلاق الواسعة والصدور الفسيحة جداً !!
وقد ورث الصحابة مثل هذا الأمر بعده.. يتولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة فيكون شأنه أن يتفقد أحوال الرعية ، فيمر بين البيوت ليجد امرأة فقيرة وأخرى محتاجة وثالثة عمياء في طرف المدينة يأتي إليها كل مساء ينظف دارها ..ويطبخ طعامها وينصرف رضي الله عنه،
وعمر رضي الله عنه الذي شده الموقف وظل يراقب ويتابع، فلما خرج أبوبكر من الدار دخل عمر على المرأة العمياء وسألها: ماذا يفعل هذا الرجل عندك ولم تعرف أنه أبو بكر، وأنه أمير المؤمنين، خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم،
قالت: هذا يتعاهدني بين كل ليلة وليلة، ينظف داري ويطبخ طعامي ويغسل لباسي وينصرف جزاه الله خيرا، فتقع في قلب عمر ويقول لنفسه: أعورة أبي بكر تتبع؟ تباً لك
ويقصد: هل تريد أن تجد سقطة من رجل عظيم مثل أبي بكر رضي الله عن
الآن.. سل نفسك: من أين تعلم أبو بكر رضي الله عنه هذا المبدأ الكبير في الحياة
إنه من رسول الله صل الله عليه وسلم..
فهل يمكن لي أنا وأنت أن نتعلم هذا المبدأ في الحياة؟
فنكون بين أيدي الناس أصحاب دماثة ولين خلق،
يجد الجميع منا قدره وحاجته في التعامل مع كل الناس؟!
وعمر رضي الله عنه يرث هذا المبدأ أيضًا فيكون في خلافته كذلك،
فيأتي إلى باب يسمع عنده صوت صبية يصيحون، فيطرق الباب فإذا بامرأة وأطفال يبكون حولها، فقال: مابال الصبية؟
قالت: هؤلاء صبية يبكون جوعاً، لاجزى الله عمر خيراً،
فقال: وما شأن عمر رحمك الله؟ قالت: يتولى أمر المسلمين وما يدري عنا وعن حاجتنا
فاحتملها عمر في نفسه وقال لها: انتظريني ساعة، فخرج رضي الله عنه وقال لمولاه: احمل من كيس الطعام كذا ومن الزيت كذا والدقيق، فلما أراد عمر رضي الله عنه حملها على ظهره قال مولاه: يـا أمير المؤمنين أنا أحملها عنك فيأبى عمر رضي الله عنه ويقول: إنك لن تحمل عني العذاب يوم القيامة!!
فيذهب إلى المرأة.. فينزل الكيس عن ظهره، ويشعل النار ويطبخ الطعام ، ولا ينصرف حتى يرى الصبية وقد شبعوا وناموا ثم ينصرف.
وأنت تقرأ في الشمائل ذلك المبدأ.. إنما يراد منا فعله! فرسول الله صل الله عليه وسلم يعلمنا هذا المبدأ،
وأن من عاش لأمته فعليه أن يحيا كبير النفس كبير الخلق واسع الصدر،
وسيجد في وقته متسعاً وبركة وعونًا من الله، لأنه في عون إخوانه.
(دمِثٌ ليس بالجافي ولا المَهين)
المقصود بالدماثة: لين الخلق في سهولة التعامل وقرب التناول من كل أحد، الكبير والصغير والمرأة والرجل والعبد والحر
، وكل الناس على اختلاف أصنافهم يجد اللين في التعامل معه صل الله عليه وسلم .
بخلاف بعضنا.. فقد يكون قريباً من أناس دون أناس،
بعضنا يكون لين الخلق مع من يعرف، لكنه صلب جاف مع من لا يعرف، فإذا جلس مع أقربائه أو أسرته و حبيه رأيت منه الابتسامة وحلو العبارة واللين والسهولة، وإذا جلس مع آخرين لايعرفهم ولا يعرفونه لايكاد يردّ الجواب ، فإذا سئل أجاب بكلمتين فيهما من الجفاف ومن الشدة مايشعر محدّثه أنه لايرغب في الاستمرارمعه في الحديث.
كان صل الله عليه وسلم يلقاه الأعرابي القادم من البادية، ويلقاه صاحبه الذي أسلم معه منذ سنوات ، ويلقاه صاحب المسألة وصاحب الهم والمكروب بمصيبة ،فالجميع يجدون عنده قدراً واسعاً من الحديث معه والجلوس معه، بل الأمة تأتي للمسجد وتأخذ بيده صل الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت يقضي حاجتها.
فهي ماجاءت إليه إلا تريد غرضًا وحاجة، فلم يقل لها إنه مشغول، أو تأتيه في وقت آخر، ولا اعتذر صل الله عليه وسلم، ولم يطلب من أصحابه النظر فيما تريده، وقد كان أي واحد منهم كفيلاً أن يؤدي لها حاجتها ، لكنه صل الله عليه وسلم لين الخلق سهل مع الكل.
هذا القدر من التعامل لايتحمله إلا ذوو النفوس الكبيرة وأصحاب الأخلاق الواسعة والصدور الفسيحة جداً !!
وقد ورث الصحابة مثل هذا الأمر بعده.. يتولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة فيكون شأنه أن يتفقد أحوال الرعية ، فيمر بين البيوت ليجد امرأة فقيرة وأخرى محتاجة وثالثة عمياء في طرف المدينة يأتي إليها كل مساء ينظف دارها ..ويطبخ طعامها وينصرف رضي الله عنه،
وعمر رضي الله عنه الذي شده الموقف وظل يراقب ويتابع، فلما خرج أبوبكر من الدار دخل عمر على المرأة العمياء وسألها: ماذا يفعل هذا الرجل عندك ولم تعرف أنه أبو بكر، وأنه أمير المؤمنين، خليفة رسول الله صل الله عليه وسلم،
قالت: هذا يتعاهدني بين كل ليلة وليلة، ينظف داري ويطبخ طعامي ويغسل لباسي وينصرف جزاه الله خيرا، فتقع في قلب عمر ويقول لنفسه: أعورة أبي بكر تتبع؟ تباً لك
ويقصد: هل تريد أن تجد سقطة من رجل عظيم مثل أبي بكر رضي الله عن
الآن.. سل نفسك: من أين تعلم أبو بكر رضي الله عنه هذا المبدأ الكبير في الحياة
إنه من رسول الله صل الله عليه وسلم..
فهل يمكن لي أنا وأنت أن نتعلم هذا المبدأ في الحياة؟
فنكون بين أيدي الناس أصحاب دماثة ولين خلق،
يجد الجميع منا قدره وحاجته في التعامل مع كل الناس؟!
وعمر رضي الله عنه يرث هذا المبدأ أيضًا فيكون في خلافته كذلك،
فيأتي إلى باب يسمع عنده صوت صبية يصيحون، فيطرق الباب فإذا بامرأة وأطفال يبكون حولها، فقال: مابال الصبية؟
قالت: هؤلاء صبية يبكون جوعاً، لاجزى الله عمر خيراً،
فقال: وما شأن عمر رحمك الله؟ قالت: يتولى أمر المسلمين وما يدري عنا وعن حاجتنا
فاحتملها عمر في نفسه وقال لها: انتظريني ساعة، فخرج رضي الله عنه وقال لمولاه: احمل من كيس الطعام كذا ومن الزيت كذا والدقيق، فلما أراد عمر رضي الله عنه حملها على ظهره قال مولاه: يـا أمير المؤمنين أنا أحملها عنك فيأبى عمر رضي الله عنه ويقول: إنك لن تحمل عني العذاب يوم القيامة!!
فيذهب إلى المرأة.. فينزل الكيس عن ظهره، ويشعل النار ويطبخ الطعام ، ولا ينصرف حتى يرى الصبية وقد شبعوا وناموا ثم ينصرف.
وأنت تقرأ في الشمائل ذلك المبدأ.. إنما يراد منا فعله! فرسول الله صل الله عليه وسلم يعلمنا هذا المبدأ،
وأن من عاش لأمته فعليه أن يحيا كبير النفس كبير الخلق واسع الصدر،
وسيجد في وقته متسعاً وبركة وعونًا من الله، لأنه في عون إخوانه.