- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيكون في أُمتي دجالون كذَّابون يأْتونكم بِبِدْعٍ من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم " .
ورواه مسلم في مقدمه صحيحه بلفظ :- " يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ . يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم . فإيَّاكم وإيَّاهم . لا يُضِلُّونَكم ولا يَفْتِنُونَكم "
إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
تعودت دائماً أن أُطلق العنان لقلمي ليخط على صفحات هذا المنبر الكريم ما ينشرح له صدري وينطلق به لساني ويفيض به قلبي الذي يحب لكم ما يحبه لنفسه وينصح لكم كما ينصح لنفسه ، انطلاقا من أمانة ثقيلة حُملنا إياها لنكون أمناء وحراس على عقولكم وقلوبكم في خضم فتن متلاطمه وأمواج عاتيه من البدع القوليه والفعليه .
وقد انتشر في الآونه الأخيره على الانترنت جمله من الموضوعات لأناس لبسوا لباس الاجتهاد المشبوه ، وركبوا مطية التأويل القبيح ، وأغتر بهم العامه ، وتطاولوا على المتون وافتروا على نصوص السنة النبويه بآرائهم الفاسده.
ومن هذه الموضوعات قول من قال أن ( الدجال هو التكنولوجيا ) ، وأن ( المهدي هو الدابه ) .... الخ مما خفي علينا ، والله – عز وجل – أعلم به منا .
فصل :- مالكم كيف تحكمون ... أفلا تعقلون ؟!
إن مكمن الخطوره في هذه التأويلات الفاسده والبدع القوليه الشاذه ... هي أنها تصطدم بالنقل والعقل وثوابت اللغه ، وما ذلك إلا لأنهم يفسرون القرآن والسنه النبويه برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغه ليوافقوا أهواءهم وبدعهم ، حتى وصل بهم الأمر إلى حد تطويع الألفاظ والمعاني حسب متطلبات الحضاره الغربيه الماديه ، كما يتجلى ذلك في قول من زعم أن (الدجال هو التكنولوجيا ) !!
إن الأصل عندنا هما القرآن والسنه وهما معيار على العقل ، وقلما يتعارض العقل السليم مع النقل الصحيح .
يقول شارح الطحاويه :- " إذا تعارض العقل والنقل، وجب تقديم النقل، لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفضهما رفض النقيضين، وتقديم العقل ممتنع لأن العقل قد دل على صحته السمع، ووجب قبول ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم "
ولتبيان ما أسلفناه ... فلنا أن نتصور مشهد الدجال (التكنولوجيا) وهي تقف على سفح جبل أحد في آخر الزمان وتقول :- " هذا قصر أحمد " !
ولنا أن نتخيل أن التكنولوجيا عوراء العين ... جعداء الشعر تشبه رجلا هلك في الجاهليه واسمه ابن قطن ! والأعجب أن عيسى ابن مريم ينزل في آخر الزمان ليقتل التكنولوجيا الدجاله ، ومن ثم يُري الناس دمها في حربته ! .... الخ
إن من يعتقد أن الدجال هو التكنولوجيا فقد سفه نفسه وضل الطريق واتبع هواه وشيطانه ولم يحترم عقول الناس ، فضلا عن اصطدامه بما ورد في السنة النبويه من نصوص جلية واضحه لا تقبل التأويل .
وهذا الذي يزعم أن المهدي هو ( الدابه ) ! ... فلنا أن نتخيل المهدي (الدابه) وهو يخطم الناس على انوفهم ويسمهم على وجوههم ، ومن ثم يخرج الدجال فإذا به يجد الناس على هذا الحال ، وقد عُرف مؤمنهم من كافرهم ، وميز بين برهم وفاجرهم بعلامة بارزة على الوجه ... والمؤمن يقول للكافر :- " يا كافر اقضني حقي " والكافر يقول للمؤمن :- " يا مؤمن اقضني حقي" ... فما هي الحكمه من خروج الدجال على الناس وفتنته لهم إن كان المهدي هو (الدابه) فعلا ؟ وقد علمنا فيما صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :- " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ. "
وهل سيسم المهدي (الدابه ) الدجال على وجهه ويخطم أنفه؟ أم تراه يسم عيسي بن مريم ؟ وما هي الحكمه في أن يكلم المهدي (الدابه) الناس ويحدثهم بأنهم كانوا بآيات الله لا يوقنون ؟! فقد جاء بالآيات والبينات من قبل أنبياء ورسل كثر إلى أممهم وأقوامهم ، فما كان منهم إلا أن كذبوهم واستهزؤوا بهم .
فصل :- إياكم والأصاغر
روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر .." قال ابن المبارك : " الأصاغر : أهل البدع "
وروى عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لا يزال الناس مشتملين بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم، وتفرقت أهواؤهم؛ هلكوا"
قال إبراهيم الحربي:" الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير، والشيخ الكبير إن ترك السنن فهو صغير "
إن الإيمان بأشراط الساعه وعلاماتها هو جزء لا يتجزأ من أصول الاعتقاد والإيمان باليوم الآخر ، ونحن نؤمن بما جاء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونهج صحابته المهديين من بعده في الاعتقاد والتقوى والعمل إلى يوم الدين ، من غير تأويل ولا تبديل ولا تحريف ولا ابتداع .
يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله: " قبض رسول الله وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نتبع الرأي، فإنه إذا اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا لا يتم ".
ويقول أبو القاسم الأصبهاني :- " وبعد أن تبين للناس أمر دينهم، فلا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى، ولا هدى يركبه، حسبه ضلالة فقد ثبتت الحجة وانقطع العذر فعلينا الاتّباع، لأن الدين إنما جاء من قبل الله تعالى، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة لأمته، وأوضحها لأصحابه، فمن خالف أصحاب رسول الله في شيء من الدين فقد ضلّ "
فالأصل أن المسلم مستسلم ومنقاد لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما تُفهم نصوص الشرع على وفق مراد الله ورسوله، وسلف هذه الأمة. وفهم السلف معتبر في معرفة مراد الله ورسوله، كيف لا والصحابه وتابعيهم هم خير القرون وأزكاها ، وهم أعلم بمراد الله ورسوله منا .
وواقع الحال اليوم هو أن الانترنت قد امتلئ بهؤلاء الأصاغر الذين يلبسون لباس العلم ، مستغلين جهل البعض وشغف البعض الآخر بأحاديث الفتن والملاحم وآخر الزمان .
فهم ينتهجون طريقة ( خالف تُعرف ) ابتغاء الشهره ولفت الأنظار وجذب الانتباه وحب الظهور ، وترى بعضهم يجادل وينافح عن باطله وهواه مصراً على رأيه سالكاً طريقة ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) .
فإياكم وإياهم ....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى أحمد في مسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سيكون في أُمتي دجالون كذَّابون يأْتونكم بِبِدْعٍ من الحديث لم تسمعوه أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يفتنونكم " .
ورواه مسلم في مقدمه صحيحه بلفظ :- " يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ . يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم . فإيَّاكم وإيَّاهم . لا يُضِلُّونَكم ولا يَفْتِنُونَكم "
إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام
تعودت دائماً أن أُطلق العنان لقلمي ليخط على صفحات هذا المنبر الكريم ما ينشرح له صدري وينطلق به لساني ويفيض به قلبي الذي يحب لكم ما يحبه لنفسه وينصح لكم كما ينصح لنفسه ، انطلاقا من أمانة ثقيلة حُملنا إياها لنكون أمناء وحراس على عقولكم وقلوبكم في خضم فتن متلاطمه وأمواج عاتيه من البدع القوليه والفعليه .
وقد انتشر في الآونه الأخيره على الانترنت جمله من الموضوعات لأناس لبسوا لباس الاجتهاد المشبوه ، وركبوا مطية التأويل القبيح ، وأغتر بهم العامه ، وتطاولوا على المتون وافتروا على نصوص السنة النبويه بآرائهم الفاسده.
ومن هذه الموضوعات قول من قال أن ( الدجال هو التكنولوجيا ) ، وأن ( المهدي هو الدابه ) .... الخ مما خفي علينا ، والله – عز وجل – أعلم به منا .
فصل :- مالكم كيف تحكمون ... أفلا تعقلون ؟!
إن مكمن الخطوره في هذه التأويلات الفاسده والبدع القوليه الشاذه ... هي أنها تصطدم بالنقل والعقل وثوابت اللغه ، وما ذلك إلا لأنهم يفسرون القرآن والسنه النبويه برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغه ليوافقوا أهواءهم وبدعهم ، حتى وصل بهم الأمر إلى حد تطويع الألفاظ والمعاني حسب متطلبات الحضاره الغربيه الماديه ، كما يتجلى ذلك في قول من زعم أن (الدجال هو التكنولوجيا ) !!
إن الأصل عندنا هما القرآن والسنه وهما معيار على العقل ، وقلما يتعارض العقل السليم مع النقل الصحيح .
يقول شارح الطحاويه :- " إذا تعارض العقل والنقل، وجب تقديم النقل، لأن الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين، ورفضهما رفض النقيضين، وتقديم العقل ممتنع لأن العقل قد دل على صحته السمع، ووجب قبول ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم "
ولتبيان ما أسلفناه ... فلنا أن نتصور مشهد الدجال (التكنولوجيا) وهي تقف على سفح جبل أحد في آخر الزمان وتقول :- " هذا قصر أحمد " !
ولنا أن نتخيل أن التكنولوجيا عوراء العين ... جعداء الشعر تشبه رجلا هلك في الجاهليه واسمه ابن قطن ! والأعجب أن عيسى ابن مريم ينزل في آخر الزمان ليقتل التكنولوجيا الدجاله ، ومن ثم يُري الناس دمها في حربته ! .... الخ
إن من يعتقد أن الدجال هو التكنولوجيا فقد سفه نفسه وضل الطريق واتبع هواه وشيطانه ولم يحترم عقول الناس ، فضلا عن اصطدامه بما ورد في السنة النبويه من نصوص جلية واضحه لا تقبل التأويل .
وهذا الذي يزعم أن المهدي هو ( الدابه ) ! ... فلنا أن نتخيل المهدي (الدابه) وهو يخطم الناس على انوفهم ويسمهم على وجوههم ، ومن ثم يخرج الدجال فإذا به يجد الناس على هذا الحال ، وقد عُرف مؤمنهم من كافرهم ، وميز بين برهم وفاجرهم بعلامة بارزة على الوجه ... والمؤمن يقول للكافر :- " يا كافر اقضني حقي " والكافر يقول للمؤمن :- " يا مؤمن اقضني حقي" ... فما هي الحكمه من خروج الدجال على الناس وفتنته لهم إن كان المهدي هو (الدابه) فعلا ؟ وقد علمنا فيما صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال :- " مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ. "
وهل سيسم المهدي (الدابه ) الدجال على وجهه ويخطم أنفه؟ أم تراه يسم عيسي بن مريم ؟ وما هي الحكمه في أن يكلم المهدي (الدابه) الناس ويحدثهم بأنهم كانوا بآيات الله لا يوقنون ؟! فقد جاء بالآيات والبينات من قبل أنبياء ورسل كثر إلى أممهم وأقوامهم ، فما كان منهم إلا أن كذبوهم واستهزؤوا بهم .
فصل :- إياكم والأصاغر
روى اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة عن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر .." قال ابن المبارك : " الأصاغر : أهل البدع "
وروى عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "لا يزال الناس مشتملين بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم، وتفرقت أهواؤهم؛ هلكوا"
قال إبراهيم الحربي:" الصغير إذا أخذ بقول رسول الله والصحابة والتابعين فهو كبير، والشيخ الكبير إن ترك السنن فهو صغير "
إن الإيمان بأشراط الساعه وعلاماتها هو جزء لا يتجزأ من أصول الاعتقاد والإيمان باليوم الآخر ، ونحن نؤمن بما جاء عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ونهج صحابته المهديين من بعده في الاعتقاد والتقوى والعمل إلى يوم الدين ، من غير تأويل ولا تبديل ولا تحريف ولا ابتداع .
يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله: " قبض رسول الله وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنما ينبغي أن نتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نتبع الرأي، فإنه إذا اتبع الرأي جاء رجل آخر أقوى في الرأي منك فاتبعته، فأنت كلما جاء رجل غلبك اتبعته، أرى هذا لا يتم ".
ويقول أبو القاسم الأصبهاني :- " وبعد أن تبين للناس أمر دينهم، فلا عذر لأحد في ضلالة ركبها حسبها هدى، ولا هدى يركبه، حسبه ضلالة فقد ثبتت الحجة وانقطع العذر فعلينا الاتّباع، لأن الدين إنما جاء من قبل الله تعالى، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم، فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة لأمته، وأوضحها لأصحابه، فمن خالف أصحاب رسول الله في شيء من الدين فقد ضلّ "
فالأصل أن المسلم مستسلم ومنقاد لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإنما تُفهم نصوص الشرع على وفق مراد الله ورسوله، وسلف هذه الأمة. وفهم السلف معتبر في معرفة مراد الله ورسوله، كيف لا والصحابه وتابعيهم هم خير القرون وأزكاها ، وهم أعلم بمراد الله ورسوله منا .
وواقع الحال اليوم هو أن الانترنت قد امتلئ بهؤلاء الأصاغر الذين يلبسون لباس العلم ، مستغلين جهل البعض وشغف البعض الآخر بأحاديث الفتن والملاحم وآخر الزمان .
فهم ينتهجون طريقة ( خالف تُعرف ) ابتغاء الشهره ولفت الأنظار وجذب الانتباه وحب الظهور ، وترى بعضهم يجادل وينافح عن باطله وهواه مصراً على رأيه سالكاً طريقة ( وقد أفلح اليوم من استعلى ) .
فإياكم وإياهم ....