السلام عليكم،
المهم هو النية الصادقة و المال يكون طيب، فكم من مؤمن ربح الدرجات العلى فقط بالنية حتى و لم يستطع التصدق لعوزه أو فقره ، مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة و السلام :
حديث عبد الله بن عباس ــ رضي الله عنهما ــ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل قال : ( إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك .. فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة ) متفق عليه ، ووجه الدلالة منه واضحة وذلك أن الهم بالحسنة أي النية إلى عملها ، فإذا عارض فعلها مانع من الموانع فإن العبد لا يحرم أجرها ، بل يكتبها الله عز وجل حسنة كاملة عنده ، وهذا على مجرد النية الصالحة وهذا فيه دليل على أن النية يثاب عليها العبد وأن لم يقرنها بالعمل ، لأن النية أبلغ من العمل ، فلو قال قائل : كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها فالجواب على ذلك أن يقال : إن فضل الله واسع ، فإن هذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة لأن القلب همام ، إما بخير وإما بشر ، فإذا هم بالخير فهذه حسنة تكتب له ، وهذا واضح في أن النية خير من العمل .
...ومنها : حديث سهل بن حنيف ــ رضي الله عنه ــ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه ) رواه مسلم ، ومثله حديث أنس ــ رضي الله عنه ــ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من طلب الشهادة صادقاً أعطيها ولم لم تصبه ) رواه مسلم أيضاً . وانتبه لقوله ' بصدق ' ولقوله ' صادقاً ' وهذا هو المراد بالنية الحسنة فبمجرد هذه النية الصادقة والعزم الماضي في طلب الشهادة أعطي صاحب هذه النية الشهادة وبلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه بين أهله وهذا ما بلغه إلا بالنية الصالحة ، وهذا يفيدك أن نية المرء أبلغ من عمله وأن العبد يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله ، وهذا واضح في الدلالة