بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصل اللهم على نبينا محمد واله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثيرا

*(هل سينقص الوباء أو يرتفع مع طلوع الثريا في النصف الثاني من شهر رمضان ؟)*
روى أحمد في مسنده (٥١٠٥) بسند صحيح على شرط البخاري عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال:
سألت ابن عمر عن بيع الثمار؟
فقال: « *نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة* ».
قلت: ومتى ذاك؟
قال: حتى تطلع الثريا.
وروى أحمد في مسنده (٢٢٨٦) عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
" *ما طلع النّجم صباحًا قطّ وبقوم عاهةٌ إلّا رفعت عنهم أو خفّت* ".
قال أبو العباس:وهو حديث حسن بمجموع طرقه وشواهده.
*قال ابن عبدالبر في التمهيد (٢/١٩٣):*
هذا كلّه على الأغلب وما وقع نادرًا فليس بأصلٍ يبنى عليه في شيءٍ، والنّجم هو الثّريّا لا خلاف ها هنا في ذلك.
*قال القرطبي في تفسيره (٧/٥١):*
وهذا الينع الّذي يقف عليه جواز بيع التّمر وبه يطيب أكلها ويأمن من العاهة هو عند طلوع الثّريّا بما أجرى اللّه سبحانه من العادة وأحكمه من العلم والقدرة.
والثّريّا النّجم لا خلاف في ذلك. وطلوعها صباحًا لاثنتي عشرة ليلةً تمضي من شهر أيّار، وهو شهر مايو.
*قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/٢٤):*
وأراد بطلوعها طلوعها عند الصّبح، وذلك في العشر الأوسط من أيّار. اهـ.
*قال أبو العباس:*
قد ذكر أكثر أهل العلم أن المراد بالعاهة في الحديث هي العاهة التي تصيب الثّمار خاصّةً، بينما ذهب بعض أهل العلم إلى أن العاهة في الحديث عامة وتشمل العاهات التي تصيب بني آدم.
*قال السمعاني في تفسيره (٦/٣٠٦):*
وقد ورد عن النّبي أنه قال: " إذا طلع النّجم رفعت العاهة عن كل بلد " وذلك مثل الوباء والطواعين والأسقام وما يشبهها.
*قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (٢/٣٥٢):*
ما طلع النّجم يعني الثريا عند الصّبح وبقوم عاهة في أنفسهم من نحو مرض ووباء أو في مالهم من نحو ثمر وزرع إلا رفعت عنهم بالكلّيّة أو خفت أي أخذت في النّقص. اهـ.
*قال أبو العباس عبد الإله العباسي:*
وبعد تتبعي لأخبار الأوبئة والطواعين في كتب التاريخ والتراجم ترجح لدي أن الحديث عام ويشمل كذلك الطواعين والأوبئة فإنها إن أصابت الناس ووافق انتشارها بينهم طلوع الثريا في العشر الأواسط من شهر مايو / أيار فإنها غالبا ما تخف وتنقص أو ترتفع بالكلية وذلك بما أجراه الله من العادة، والله أعلم.