الإحسان كلمة جميلة يستحوذ صاحبها على قلوب الخلق ..
وعمل مخلص يجازي الله عامله بكل خير لأنه سبحانه الشكور ..
اعلم يا رعاك الله أن
الإحسان على قسمين :
- إحسان في عبادة الخالق بأن تراقب الله في كل تصرفاتك وعباداتك وتعبده كأنك تراه فإذا لم تصل لهذه المنزله استشعر أنه يراك
- إحسان منك للخلق ..
كنفع النَّاس بالمال والبدن والعِلْم والبشاشة واللطف ، وغير ذلك مِن أنواع النَّفع حتى إنَّه يدخل فيه الإحْسَان إلى الحيوان البهيم المأكول وغيره ..
فاحرص على الإحسان في عباداتك إذا قمت تناجي الله في صلاتك استشعر أنك تكلمه وهو يرد عليك ويسمعك
إذا ذكرت الله تسبيحا وتحميدا وتهليلا وتكبيرا فاذكر جلال الله ..
إذا استغفرت الله فعظمت الله وصدقت التوبة معه ..
وهكذا في باقي عبادتك من إحسان إلى إحسان ..
ثابر ثم ثابر في الإحسان للوالدين أحياءً وأمواتا ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )بالقول والفعل .. واحذر الإساءة إليهما ..
واحرص على الإحسان للأرحام والأقارب والجيران وكافة الناس حتى لمن أساء إليك وإياك أن تقابل الإساءة بالاساءة ..
ومن الأقوال الدارجة على ألسنة الناس ( اتقِ شر من أحسنت إليه ) فهذه تحتاج لمراجعة فهي ليست بآية ولا حديث نبوي !
وعند مقابلة الإساءة بالإحسان يظهر مدى إخلاصك لله .. إن كنت تريد مكافأتهم هم أم أن يكافئك الكريم الشكور جل وعلا !
تعال معي لنعرف الجــــزاااااء يا أخي :
نيل :
- محبة الله
- ورحمته ..
وغيرهما كثير ولكن حسبك بمحبته والدخول في رحمته سبحانه وتعالى :
فإذا كنت من أحباب الله ونزلت عليك رحماته فلا شقاء يواجهك وإن أصابك ضيق جاءتك الرحمة واكتنفتك وبددت مخاوفك وآلامك وأحزانك وانقذك الله من الكرب والبلاء ..
قال الله عز وجل ( إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف:56]
وقال سبحانه ( وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين)
وقال صلى الله عليه وسلم ( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجته أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً )
وقال عليه الصلاة والسلام ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: "وكالقائم الذي لا يفتر، وكالصائم الذي لا يُفطر".أخرجه البخاري ومسلم
من الثمرات أيضا للإحسان كما جاء في موقع الدرر السنية :
1- للإحْسَان ثمرة عظيمة تتجلَّى في تماسك بنيان المجتمع، وحمايته مِن الخراب والتَّهلكة ووقايته مِن الآفات الاجتماعيَّة.
2- المحسن يكون في معيَّة الله عزَّ وجلَّ، ومَن كان الله معه فإنَّه لا يخاف بأسًا ولا رهقًا.
3- المحسن يكتسب بإحسانه محبَّة الله عزَّ وجلَّ.
4- للمحسنين أجر عظيم في الآخرة حيث يكونون في مأمن مِن الخوف والحزن.
5- المحسن قريب مِن رحمة الله عزَّ وجلَّ.
6- الإحْسَان هو وسيلة المجتمع للرُّقي والتَّقدُّم، وإذا كان صنوه، أي: العدل وسيلة لحفظ النَّوع البَشَريِّ فإنَّ الإحْسَان هو وسيلة تقدمه ورقيِّه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى توثيق الرَّوابط وتوفير التَّعاون.
7- الإحْسَان وسيلة لإزالة ما في النُّفوس مِن الكدر وسوء الفهم وسوء الظَّنِّ ونحو ذلك.
8- الإحْسَان في عبادة الخالق يمنع عن المعاصي.
قال ابن القيِّم: ( فإنَّ الإحْسَان إذا باشر القلب منعه عن المعاصي، فإنَّ مَن عبد الله كأنَّه يراه، لم يكن كذلك إلَّا لاستيلاء ذكره ومحبَّته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنَّه يشاهده، وذلك سيحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها، فإذا خرج مِن دائرة الإحْسَان، فاته صحبة رفقته الخاصَّة، وعيشهم الهنيء، ونعيمهم التَّام، فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين ) .
9- الإحْسَان إلى النَّاس سببٌ مِن أسباب انشراح الصَّدر:
الذي يحسن إلى النَّاس ينشرح صدره، ويشعر بالرَّاحة النَّفسيَّة، وقد ذكر ابن القيِّم في (زاد المعاد) أن الإحْسَان مِن أسباب انشراح الصَّدر، فقال: (... إنَّ الكريم المحسن أشرح النَّاس صدرًا، وأطيبهم نفسًا، وأنعمهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق النَّاس صدرًا، وأنكدهم عيشًا، وأعظمهم همًّا وغمًّا ) .
10- الإحْسَان إلى النَّاس يطفئ نار الحاسد.
(إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحْسَان إليه، فكلَّما ازداد أذًى وشرًّا وبغيًا وحسدًا ازددت إليه إحسانًا، وله نصيحةً، وعليه شفقةً، وما أظنُّك تصدِّق بأنَّ هذا يكون، فضلًا عن أن تتعاطاه، فاسمع الآن قوله عزَّ وجلَّ: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصِّلت: 34-36] وقال: أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [القصص: 54]... هذا مع أنَّه لا بدَّ له مع عدوِّه وحاسده مِن إحدى حالتين، إمَّا أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذلُّ له، ويبقى مِن أحبِّ النَّاس إليه، وإمَّا أن يفتِّت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته إليه، فإنَّه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه ومَن جرَّب هذا عرفه حقَّ المعرفة، والله هو الموفق المعين بيده الخير كلِّه لا إله غيره، وهو المسؤول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنِّه وكرمه) .
الخلااااصة :
اجعل من أهم أهدافك في يومك وليلتك مدى حياتك
- التركيز على قلبك .. عبادات وطهارة .. لأن بأعمال القلوب يتفاضل الناس !!
- الاحسان في عبادتك لله ومن الإحسان أن تبتغي بها وجه الله والدار الآخرة
- أحسن لخلق الله .. مع احتساب الأجر من الله
والحمد لله رب العالمين
