- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 8,034
- التفاعل
- 24,205
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اقوي علاقتي بالله؟
اختصرها في هذه الجملة " اليقين التام بالله " التعلق بالخالق دون المخلوقين ،
ولا يصل العبد الى مرحلة التعلق التام بالخالق دون المخلوقين بسهولة فالأمر يحتاج الى مجاهدة النفس وكبت رغباتها وشهواتها ، وأن يكونَ العبدُ بما في يد الله أوثقَ منه بما في يد نفسه، وهذا ينشأ مِنْ صحَّـة اليقين أي اليقين التام بأن كل امور العبد بيد الله فلا يكون من أمرنا شيء إلا بإذنه ، كما قال :{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا } ، وقال : { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }.وقال : { فَابْتَغُوا عِنْدَ اللهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوه}
أن محبة الله سبحانه وتعالى الوصول إليها يسير - بإذن الله تعالى- لمن وفقه تعالى وأراد به الخير، فهي ليست أمراً بعيد المنال، وقد وضح الله عز وجل طريق الوصول إليها أتم إيضاح، فقال سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه البخاري: (وما تقرب إليّ عبدي بأفضل مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).
فهذا هو الطريق بسهولته ويسره، أن نؤدي فرائض الله علينا مخلصين فيها مبتغين بها وجه الله، وأن نؤديها على الوجه الشرعي لتكون صحيحة، فإذا أديت الفرائض: من صلاةٍ، وصوم، وزكاة مال إن كان لك مال، وحج، وعمرة، وصدقٍ في الحديث، وصلة للرحم، ونحو ذلك من الواجبات، وتركت المحرمات التي حرمها الله عز وجل عليك على اختلاف أنواعها سواءً بعينك أو بلسانك أو بغير ذلك، فأنت قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح الموصل عن قرب -بإذن الله تعالى- إلى محبة الله تعالى ورضوانه ثم أي بد ذلك نوافل الأعمال بقدر استطاعتك
ومن علامات الثقة بالله :
- قال ابن رجب: فمن حقق اليقين :
- وثق بالله في أموره كلها، ورضي بتدبيره له .
- وانقطع عن التعلُّق بالمخلوقين رجاءً وخوفاً .
- ومنعه ذلك مِنْ طلب الدُّنيا بالأسباب المكروهة .
- ومن كان كذلك، كان زاهداً في الدُّنيا حقيقة ، وكان من أغنى الناس ، وإنْ لم يكن له شيء من الدُّنيا.
- كما قال عمَّار :كفى بالموت واعظاً ، وكفى باليقين غنى ، وكفى بالعبادة شغلاً.
- وكان عطاء الخراساني لا يقومُ من مجلسه حتى يقولَ : اللهمَّ هب لنا يقيناً منك حتى تُهوِّن علينا مصائبَ الدُّنيا ، وحتى نعلمَ أنَّه لا يُصيبنا إلا ما كتبتَ علينا ، ولا يُصيبنا مِنْ هذا الرِّزقِ إلاَّ ما قسمتَ لنا.
اضاءات وتنبيهات:
- قال الحسن :إنَّ مِنْ ضعف يقينك أنْ تكونَ بما في يدك أوثقَ منك بما في يد الله - عز وجل - .
- قال ابن مسعود رضي الله عنه :إنَّ أرجى ما أكون للرزق إذا قالوا : ليس في البيت دقيق .
- وقال مسروقٌ :إنَّ أحسن ما أكون ظناً –باللـه- حين يقول الخادم : ليس في البيت قفيزٌ من قمحٍ ولا درهمٌ .
- وقال الإمامُ أحمد :أسرُّ أيامي إليَّ يوم أُصْبِحُ وليس عندي شيء .
- وقيل لأبي حازم الزاهد: ما مالُك ؟ قال : لي مالان لا أخشى معهما الفقر : الثِّقةُ بالله ، واليأسُ ممَّا في أيدي الناس .
- وقيل له :أما تخافُ الفقر ؟ فقال : أنا أخاف الفقر ومولاي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ؟!
- تعليق:
فهذا هو حال السلف عند الضيق والفقر والبلاء لأنهم يحسنون الظن بالله، وأما حالنا فنحن إذا ابتلينا أو أصابتنا المصائب أسأنا الظن بربنا، وهذا دليل على ضعف اليقين وانعدام الثقة بالله سبحانه وكل مصائبنا من وراء ذلك كما قال تعالى :{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
- قال السعدي: الظن السيئ، حيث ظننتم به، ما لا يليق بجلاله. { أَرْدَاكُمْ } أي: أهلككم { فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ } لأنفسهم وأهليهم وأديانهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم القبيح بربكم.
قال الربيع بن خيثم:إن الله تعالى قضى على نفسه أن:
-من توكل عليه كفاه، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
-ومن آمن به هداه،قال تعالى (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ).
-ومن أقرضه جازاه، قال تعالى: (إِن تُقْرِضُواْ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ).
-ومن وثق به نجاه، قال تعالى: (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِىَ إِلَى صِراطٍ مّسْتَقِيمٍ).
-ومن دعاه أجاب له،وتصديق ذلك في كتاب الله: ، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).
هذا والله تعالى اعلم
فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمني ومن الشيطان
اللهم ياحي ياقيوم، ياحي ياقيوم، ياحي ياقيوم اصلح لي شأني كله ولاتكلني لنفسي طرفة عين ولا اقل من ذلك
اللهم إني اسألك رضاك والجنة واسالك الثبات على دينك ويسر لي طاعتك واعني على نفسي والشيطان ياحي ياقيوم ياواحد يا أحد يافرد ياصمد .