- إنضم
- 15 يوليو 2013
- المشاركات
- 1,515
- التفاعل
- 5,475
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) <سورة الإنسان: 30>
وقال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) <سورة الصافات: 96>
حدثنا أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا علي بن المديني ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (" إن الله خالق كل صانع وصنعته ") رواه الحاكم والبيهَقيُّ وابنُ حِبَّانَ وصححه، ووافقه الذهبي والألباني.
كيف يكون الإلهام من الله لعمل الخير:
فالعبد الصالح ينوي فعل الخير ويسأل الله العون والهداية, فيلهمه الله فعل الخيرات وإتباع الصواب ويوفقه لذلك, فالطريق إلى التوفيق في فعل الخيرات والإعانة عليه يكون بيد الله وحده سبحانه لا بيد غيره, فكل عباد الله لهم مشيئة وإختيار ولكنها معلقة بإختيار الله ومشيئته. وهذا أصل عظيم من أصول الإعتقاد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه: (إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه)ـ كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب، وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه، وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة، والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله".
قال ابن القيم: "إذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه".
(الفوائد لأبن القيم).
قال الأصبهاني في العظمة عن أحمد بن أبي الحواري ـ رحمه ـ الله : "التقى حكيمان من الحكماء، فقال أحدهما لصاحبه: بم عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ومنع الهم لما عزمت، فأزالني القدر وهممت فحال بيني وبين همي، فعلمت أن المستولي على قلبي غيري، قال: فبم عرفت الشكر؟ قال: بكشف البلوى لما رأيته مصروفاً عني موجوداً في غيري شكرته على ذلك، قال: فبم أحببت لقاءه؟ قال: بأصل التخيير وانتفاء التهمة قال: فما أصل التخيير وانتفاء التهمة؟ قال: لما اختار لي تبارك وتعالى دين الأنبياء والملائكة أحسنت به الظن ونفيت عنه التهمة، وعلمت أن الذي اختار لي هذا لا يسيء إلي فأحببت لقاءه".
روى أبو نعيم في الحلية عن أحمد بن يونس قال: "سئل سفيان الثوري بم عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهمة".
وقال أبو نعيم في عدة الصابرين: "من أعطي منشور الدعاء أعطي الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء، كما قيل: لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ** من جود كفك ما عودتني الطلب".
وقال أيضا في الجواب الكافي: "من ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة، فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم) ـ وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) <سورة الإنسان: 30>
وقال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) <سورة الصافات: 96>
حدثنا أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا علي بن المديني ، ثنا مروان بن معاوية ، ثنا أبو مالك الأشجعي ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : (" إن الله خالق كل صانع وصنعته ") رواه الحاكم والبيهَقيُّ وابنُ حِبَّانَ وصححه، ووافقه الذهبي والألباني.
كيف يكون الإلهام من الله لعمل الخير:
فالعبد الصالح ينوي فعل الخير ويسأل الله العون والهداية, فيلهمه الله فعل الخيرات وإتباع الصواب ويوفقه لذلك, فالطريق إلى التوفيق في فعل الخيرات والإعانة عليه يكون بيد الله وحده سبحانه لا بيد غيره, فكل عباد الله لهم مشيئة وإختيار ولكنها معلقة بإختيار الله ومشيئته. وهذا أصل عظيم من أصول الإعتقاد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم: "إذا أراد الله بعبد خيراً ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سبباً للخير الذي قضاه له، كما قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه: (إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه)ـ كما أن الله تعالى إذا أراد أن يشبع عبدا أو يرويه ألهمه أن يأكل أو يشرب، وإذا أراد الله أن يتوب على عبد ألهمه أن يتوب فيتوب عليه، وإذا أراد أن يرحمه ويدخله الجنة يسره لعمل أهل الجنة، والمشيئة الإلهية اقتضت وجود هذه الخيرات بأسبابها المقدرة لها، كما اقتضت وجود دخول الجنة بالعمل الصالح، ووجود الولد بالوطء، والعلم بالتعليم، فمبدأ الأمور من الله، وتمامها على الله".
قال ابن القيم: "إذا كان كل خير أصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجأ والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي العبد هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضلّه عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه".
(الفوائد لأبن القيم).
قال الأصبهاني في العظمة عن أحمد بن أبي الحواري ـ رحمه ـ الله : "التقى حكيمان من الحكماء، فقال أحدهما لصاحبه: بم عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ومنع الهم لما عزمت، فأزالني القدر وهممت فحال بيني وبين همي، فعلمت أن المستولي على قلبي غيري، قال: فبم عرفت الشكر؟ قال: بكشف البلوى لما رأيته مصروفاً عني موجوداً في غيري شكرته على ذلك، قال: فبم أحببت لقاءه؟ قال: بأصل التخيير وانتفاء التهمة قال: فما أصل التخيير وانتفاء التهمة؟ قال: لما اختار لي تبارك وتعالى دين الأنبياء والملائكة أحسنت به الظن ونفيت عنه التهمة، وعلمت أن الذي اختار لي هذا لا يسيء إلي فأحببت لقاءه".
روى أبو نعيم في الحلية عن أحمد بن يونس قال: "سئل سفيان الثوري بم عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهمة".
وقال أبو نعيم في عدة الصابرين: "من أعطي منشور الدعاء أعطي الإجابة، فإنه لو لم يرد إجابته لما ألهمه الدعاء، كما قيل: لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ** من جود كفك ما عودتني الطلب".
وقال أيضا في الجواب الكافي: "من ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة، فإن الله سبحانه يقول: (ادعوني أستجب لكم) ـ وقال: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).