- إنضم
- 13 أغسطس 2013
- المشاركات
- 3,453
- التفاعل
- 8,978
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اللهم صلي وسلم علي نبينا الكريم
اما بعد..
هذي الكلمات لا اقصد شخص بعينه بل لكل عضو ولكل شخص يقراها ان نصفح ونعتذر وهذا لاينقص مننا شي بل تزيد من مكنتنا وتزيد من الالفه والمحبه بيننا نريد بحياتنا اليوميه بعلاقاتنا مع اصحبنا واقاربنا
الاعتذار ثقافة وفقه وأدب وفن:
الاعتذار .. ثقافة تصف عمق الخلق الذي يتجاهله الكثيرون ، وصفة يندر من يتحلى بها، ومعان عميقة تحتاج إلى وعي وفهم ، فما أروع الحياة بوجوده وبمعانية السامية .
الاعتذار .. فقه يحتاج إلى تعلم ، إذ لا يعرفه إلا الإنسان الواعي والمدرك لمعانيه وما تتركه من أثرطيب في النفوس، فما أكثر كلمة (معليش) عند السودانيين ، فهي كلمة بمقام الاستيكة لما يعتذر منه ، فشعب السودان عفوي ومتسامح لأبعد الحدود ، وفوق هذا لا يقبل الإهانة والانكسار.
الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل الإسلامي، ينفي شعور الكبرياء، ويطرح من القلوب الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، و إساءة الظن والافتراء.
الاعتذار فن يحتاج إلى إجادة ، لأنه يحث على العمل على تحسين العلاقات وتطوير الذات.
الاعتذار .. فن له قواعده ، فليس مجرد لطافة، بل هو أسلوب حكيم وتصرف رشيد ، ومهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية ، يتكون من ثلاث نقاط أساسيه هي:
أولاً: الشعور بالندم عما صدر من تصرفات مجانبة للصواب دون مبرر.
ثانياً: تحمل المسؤولية.
ثالثاً: الرغبة الأكيدة في إصلاح الوضع.
تأصيل الاعتذار:
لقد سرد الله لنا في كتابه العزيز في أكثر من سورة قصة أبوي البشرية جمعاء حين كانا في الجنة، والقصد من ذلك أن نتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ آدم وحواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريقالاعتذار.
نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج، قال تعالى:﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
فإذا كان القدر قد سبق بالمغفرة لآدم ، فلم طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدب وتواضع وتعليم وتدريب ، أدب للحياء من الله وتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقهالاعتذار، وتدريب على الاعتراف بالذنب والتوبة.
وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لما وكز الرجل وقتله، لم يتغن ببطولته، ولم يبرر عمله، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: ﴿ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.
حتى أن بلقيس اليمن التي نشأت في بيئة وثنية ، كان لها حظ من ثقافة الاعتذار ، حينما اعترفت بذنبها، إذ قالت: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وتلك هي امرأة العزيز قدمت صفحات ناصعة البياض في الاعتذار لنبي الله يوسف في نهاية أمرها سجل لها القرآن الكريم ذلك ، قال تعالى: ﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
ورغم أن القرآن مليء بهذهالمعاني، غير أن الخريطة الدماغية عندنا تبدو مستعصية على التغيير، وغير قابلة للعلاج، فنحن نختم القرآن باستمرار، ونحن أساتذة تراوي وحج وعمرة، لكنها قراءاتعابرة، وعبادات لا توقظ عقلا، ولا تزكي نفسا، ولا ترفع خلقا!!.
ما أحوج كل امرئ منا إلى عظة أبي العلاء المعري إذيقول:
وكيف يؤمّل الإنسانُ رُشدًا **** وما ينفكّ متّبعا هـواهُ
يظــن بنفسِــه شرفًا وقــــدْرًا**** كأنَّ اللهَ لم يَخْلُقْ سواهُ!
وفي الختام أسال الله ان اكون من من يقولون الحق ويتبعون احسنه
اللهم صلي وسلم علي نبينا الكريم
اما بعد..
هذي الكلمات لا اقصد شخص بعينه بل لكل عضو ولكل شخص يقراها ان نصفح ونعتذر وهذا لاينقص مننا شي بل تزيد من مكنتنا وتزيد من الالفه والمحبه بيننا نريد بحياتنا اليوميه بعلاقاتنا مع اصحبنا واقاربنا
الاعتذار ثقافة وفقه وأدب وفن:
الاعتذار .. ثقافة تصف عمق الخلق الذي يتجاهله الكثيرون ، وصفة يندر من يتحلى بها، ومعان عميقة تحتاج إلى وعي وفهم ، فما أروع الحياة بوجوده وبمعانية السامية .
الاعتذار .. فقه يحتاج إلى تعلم ، إذ لا يعرفه إلا الإنسان الواعي والمدرك لمعانيه وما تتركه من أثرطيب في النفوس، فما أكثر كلمة (معليش) عند السودانيين ، فهي كلمة بمقام الاستيكة لما يعتذر منه ، فشعب السودان عفوي ومتسامح لأبعد الحدود ، وفوق هذا لا يقبل الإهانة والانكسار.
الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل الإسلامي، ينفي شعور الكبرياء، ويطرح من القلوب الحقد والبغضاء، ويدفع عنك الاعتراض عليك، و إساءة الظن والافتراء.
الاعتذار فن يحتاج إلى إجادة ، لأنه يحث على العمل على تحسين العلاقات وتطوير الذات.
الاعتذار .. فن له قواعده ، فليس مجرد لطافة، بل هو أسلوب حكيم وتصرف رشيد ، ومهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية ، يتكون من ثلاث نقاط أساسيه هي:
أولاً: الشعور بالندم عما صدر من تصرفات مجانبة للصواب دون مبرر.
ثانياً: تحمل المسؤولية.
ثالثاً: الرغبة الأكيدة في إصلاح الوضع.
تأصيل الاعتذار:
لقد سرد الله لنا في كتابه العزيز في أكثر من سورة قصة أبوي البشرية جمعاء حين كانا في الجنة، والقصد من ذلك أن نتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ آدم وحواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريقالاعتذار.
نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج، قال تعالى:﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
فإذا كان القدر قد سبق بالمغفرة لآدم ، فلم طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدب وتواضع وتعليم وتدريب ، أدب للحياء من الله وتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقهالاعتذار، وتدريب على الاعتراف بالذنب والتوبة.
وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لما وكز الرجل وقتله، لم يتغن ببطولته، ولم يبرر عمله، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: ﴿ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾.
حتى أن بلقيس اليمن التي نشأت في بيئة وثنية ، كان لها حظ من ثقافة الاعتذار ، حينما اعترفت بذنبها، إذ قالت: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
وتلك هي امرأة العزيز قدمت صفحات ناصعة البياض في الاعتذار لنبي الله يوسف في نهاية أمرها سجل لها القرآن الكريم ذلك ، قال تعالى: ﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ * وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾
ورغم أن القرآن مليء بهذهالمعاني، غير أن الخريطة الدماغية عندنا تبدو مستعصية على التغيير، وغير قابلة للعلاج، فنحن نختم القرآن باستمرار، ونحن أساتذة تراوي وحج وعمرة، لكنها قراءاتعابرة، وعبادات لا توقظ عقلا، ولا تزكي نفسا، ولا ترفع خلقا!!.
ما أحوج كل امرئ منا إلى عظة أبي العلاء المعري إذيقول:
وكيف يؤمّل الإنسانُ رُشدًا **** وما ينفكّ متّبعا هـواهُ
يظــن بنفسِــه شرفًا وقــــدْرًا**** كأنَّ اللهَ لم يَخْلُقْ سواهُ!
وفي الختام أسال الله ان اكون من من يقولون الحق ويتبعون احسنه