أخ الإسلام
عضو
- إنضم
- 15 يوليو 2013
- المشاركات
- 1,515
- التفاعل
- 5,475
- النقاط
- 122
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهولكن أريد أن الفت أنتباهكم الى نقطه مهمة جداً ، لقد تحاورت مع اشخاص كثر في هذا الموضوع ومواضيع أخرى ولاحظت أمراً غريب
حيث أنني أستدل بالقران وهم يستدلون بالحديث
وهذا الأمر خطير جداً ، حيث أن المرجع هو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وأما الأحاديث فهناك المكذوب والضعيف والحسن والصحيح والمرسل والمرفوع
والبخاري من 500 الف حديث صحح قرابة 4 الآف حديث
وعن أبي سعيد الخدري أن رسوال الله صلى الله عليه وسلم قال
( لاتكتبوا عني ومن كتب عني غير القران فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)
وأن لا أقول هذا الكلام لترك الأحاديث، لكن الأولى أن ندرس كتاب الله وأن نحاول فهم آياته
والقران تبيان لكل شئ قال تعالى ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ )
هدانا الله وأياكم الى مايحبه ويرضاه
أعلم أن الموضوع تم إغلاقه والأخ أدهم 1 رد عليك ردا شافيا ومقنعا, ولكن بعد إذنه وإذن الإدارة فقد أحببت إسداء النصيحة والتوضيح
فالخطأ الذي وقع فيه الأخ مغرد, قد وقع فيه الكثير وكلنا نخطأ,ومن الواجب إسداء النصح والتوضيح لما إختلط عليه وعلى غيره
الأخ مغرد ليس الوحيد ممن يقول بالأخذ عن القرآن في الأحكام دون الإستعانة بالسنة, فقد سمعت هذا أيضا من بعض الإخوة الذين يتابعون (المتفيقهين) باليوتوب وقد شاهدت لهم بعض الفيديوهات, وأغلب هؤلاء المتفيقهين ليس لديهم إجازة من علماء ولا تعلموا العلم الشرعي, ويقولون نفس الكلام الذي ذكره أخونا مغرد
أخي الكريم مغرد لو كان لديك أبسط مستوى من العلم الشرعي, لما صدقت مثل هذه المغالطات ولعلمت أنه لايمكن الإستغناء عن السنة النبوية أبدا في كثير من المسائل الشرعية. فمثلا القرآن ذكر الصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يذكر الكيفية, فكيف ستعرف كيفية الصلاة كم عدد الركعات والسجدات والمواقيت وماذا تقرأ,وكم مرة تطوف بالكعبة وغيرها الكثير من الأحكام دون الرجوع إلى الصحيح من السنة الشريفة
بل لن تستطيع فهم الكثير من الأحكام التي ذكرت في القرآن نفسه بدون الإستعانة بالسنة النبوية.
بل كان الصحابة أنفسم وهم أشد فهما منا للغة العرب وقواعدها يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير الآيات.
في حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، عندما نزل قوله تعالى في سورة الأنعام :
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ }[82] ، قال الصحابة : " وأينا لا يظلم نفسه يا رسول الله ", فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ليس الذي تعنون ، ألم تسمعوا قول العبد الصالح :
{ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[لقمان:13] " أهـ
بل يفسر النبي الآيات بنفسه معقبا من غير سؤال من الصحابة لأن الله أمره بشرحها
ورد في حديث عقبة بن عامر الجهني أنه قال :
" خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قوله تعالى :
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ }(الأنفال:60)
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ).
أما الحديث الذي ذكرته رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ).
وهذا لايدل على منع كتابة الحديث ولايدل على التخوف من الحديث
ولماذا ذكرت هذا الحديث فقط لم تذكر بقية الاحاديث الاخرى التي أمر فيها النبي بكتابة أحاديثه:
أولا-كتبت سنة النبي في عصره:
1-النبي أول من أمر بكتابة كلامه, وأول دليل على ذلك كتابه إلى ملك الروم هرقل, وإن كان محرما إطلاقا كتابة كلام النبي كان أمر رسولة
بإيصال الكلام شفهيا.
2-عبدالله بن عمرو بن العاص كان يكتب الحديث في عهد الرسول, ولم ينكر عليه النبي ذلك وأدلة ذلك كثيرة منها حديث صحيح ذكر في البخاري
حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا أتكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه فقال: (اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق).واه أبو داود وغيره بإسناد صحيح.
أيضا مارواه البخاري في صحيحة في كتابه العلم عن أبي هريرة قال:ما أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا ماكان من عبد الله بن عمرو بن العاص
فإنه كان يكتب ولا أكتب
3- قصة إبن شاه الذي جاء من اليمن وحضر خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة مذكور في إسناد الإمام أحمد بسند صحيح, قال أبو شاه: يا رسول الله اكتبوا لي فقال: (اكتبوا لأبي شاه).
فالجمع بين الحديث الذي فيه منع وبقية الاحاديث: أنه منع التدوين لأنه خشي أن يختلط القرآن مع الحديث. لأن القرآن كان يدون في صحف أيضا وعلى الجلود. فخشي الخلط بينهم.
ثم ألا تقرأ قول الله تعالى:{ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ }(الحشر: 7) .
وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( لا أَلْفِيَنَّ أحدَكم مُتَّكِئًا على أَرِيكته يأتِيه أمرٌ مِمَّا أمرْتُ به أو نَهيتُ عنه فيقول: لا أدري، ما وجدْنا في كتابِ الله اتبعناه ) رواه أبو داود .
وعن المقداد بن معد يكرب ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه قال: ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان علي أريكته، يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، وإنَّ ما حرَّمَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما حرم الله ) رواه أبو داود .
وسبحان الله هذا الحديث دلالة على صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام:
قال الخطابي: " وفي الحديث دليل على أن لا حاجة بالحديث أن يُعْرَضَ على الكتاب، وأنه مهما ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان حجة بنفسه، فأما ما رواه بعضهم أنه قال: " إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافقَه فخُذوه، وإن خالفه فدعوه " فإنه حديث باطل لا أصل له، وقد حكى زكريا الساجي عن يحيى بن معين أنه قال: هذا حديث وضعته الزنادقة ".
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }(محمد : 33) والسنة النبوية تبين مجمل الكتاب، وتوضح ما اشتمل عليه من الأوامر، ولو ادَّعى أحد وجود تعارض بين الكتاب والسنة، فهذا يعني أن الله قد أمرنا بالشيء ونقيضه، وهذا لايصح، وإذا كان هناك تعارض ظاهري بين الكتاب والسنة فقد أزال العلماء هذا التعارض، إما بالجمع بينهما، أو حمل المطلق على المقيد, أو بالنسخ، أو العام على الخاص، أو الضعف, أ وعدم ثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما قولك:
"والقران تبيان لكل شئ قال تعالى ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ )"
والذي قصدت به قول الله تعالى في الآيتين:
1- وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) سورة الأنعام
2- وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل
وأنه سنفهم القرآن من غير العودة إلى السنة النبوية وأن كل شيء ذكر في القرآن ويمكن التشريع منه فقط
القول بهذه الشبهة يدل على جهل بالقرآن المجيد
نعم القرآن إشتمل على كل شيء, منه ماهو (مجمل), ومنه ماهو (مفصل)
اشتمل على كل قضايا الدين الأساسية، وأصول الأحكام الشرعية
وأما شرح دقائق وجزئيات الشريعة فسنة النبي صلى الله عليه وسلم جائت لذكرها
ألا نقرأ قول الله:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل:44) .