- إنضم
- 30 نوفمبر 2014
- المشاركات
- 4,420
- التفاعل
- 26,638
- النقاط
- 122
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "
الدنيا سجن كبير والمؤمنون نزلاؤه ... منذ أن أخرج أبوهم آدم من الجنه لتبدء رحلة الشقاء والتعب ومسيرة النضال والعذاب خلف القضبان ...
ولنا أن نتصور ونسرح بخيالنا لنتصور الحياه داخل أروقه السجون ، والتي تطالعنا وسائل الاعلام المختلفه كل حين وآخر بسجناء أعلنوا إضرابهم عن الطعام والشراب ، في محاولة منهم للفت أنظار مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الحقوقيه لمعاناتهم ، ومن جهة أخرى للضغط على السلطات لتنفيذ مطالبهم ، بل إن البعض من السجناء قد يدفع حياته ثمنا لهذا الاضراب .
فلماذا لا نستشعر هذا الاضراب عن الطعام والشراب في صيامنا للفرض والنفل ؟ ... ولماذا لا نستحضر في صيامنا لشهر رمضان – إن إردنا أن نتذوق الصيام بنكهته الجديده - ، أننا نقوم بإضراب مشروع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ملحين على الله أن يعتق رقابنا من النار ؟
إن المتأمل في أحاديث فضائل صيام شهر رمضان ، يجد أن المولى – سبحانه وتعالى – رتب الثواب على من صام وقام ( إيمانا واحتسابا ) ، فالصائمون كثر .. وقليل منهم من صام إيمانا واحتسابا
ولا عجب في ذلك ... فنضال السجناء لا يؤتي أكله إلا إذا كان مقرونا بإيمان صاحبه بعدالة القضية التي يناضل من أجلها ، محتسبا ما يلاقيه من أذى وتعب ونصب ، وبما أننا سجناء ... فقضيتنا التي يجب أن لا تغيب عن آذهاننا هي (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) ، صابرين ... محتسبين
ومن السجناء والأسرى من يفتدى نفسه بكل غال ونفيس في سبيل فكاك وثاقه والنجاة برقبته .
فهل استحضرنا ذلك في الصدقات لنقتدي أنفسنا من النار ؟ كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه " ، وقال – صلى الله عليه وسلم – " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "
ولأن البعض منا – وبكل صراحه – اتخذ من دنياه جنه ومضمارا للتسابق في شهواتها والتنعم بملذاتها ، حتي صاروا سجناء لشهواتهم ورغباتهم ، فوجب التذكير والتنبيه حتي ينتفع المؤمنون .. في زمن صار البعض يؤدي العبادات المختلفه من صلاة وزكاة وصيام ... الخ كنوع من التكليف والفروض الثقيله ، التي يسارع في آدائها ليهرع بعدها إلى ما تهواه نفسه من ملذات ، حتي صاروا لا يستشعرون لذة العباده ... فلم نجد بدا من محاوله تقريب المشهد ، عسى أن تتغير الصوره في الأذهان
إن استحضار ما ذكرناه من مشاهد ومواقف يدفع بالعبد إلى الاحسان في العبادات والمعاملات ترقيا وتدرجا حتى ينتهي وصولا إلى أن يعبد الله كأنه يراه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا غاية الاحسان وكمال اللذه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "
الدنيا سجن كبير والمؤمنون نزلاؤه ... منذ أن أخرج أبوهم آدم من الجنه لتبدء رحلة الشقاء والتعب ومسيرة النضال والعذاب خلف القضبان ...
ولنا أن نتصور ونسرح بخيالنا لنتصور الحياه داخل أروقه السجون ، والتي تطالعنا وسائل الاعلام المختلفه كل حين وآخر بسجناء أعلنوا إضرابهم عن الطعام والشراب ، في محاولة منهم للفت أنظار مؤسسات المجتمع المدني والمراكز الحقوقيه لمعاناتهم ، ومن جهة أخرى للضغط على السلطات لتنفيذ مطالبهم ، بل إن البعض من السجناء قد يدفع حياته ثمنا لهذا الاضراب .
فلماذا لا نستشعر هذا الاضراب عن الطعام والشراب في صيامنا للفرض والنفل ؟ ... ولماذا لا نستحضر في صيامنا لشهر رمضان – إن إردنا أن نتذوق الصيام بنكهته الجديده - ، أننا نقوم بإضراب مشروع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ملحين على الله أن يعتق رقابنا من النار ؟
إن المتأمل في أحاديث فضائل صيام شهر رمضان ، يجد أن المولى – سبحانه وتعالى – رتب الثواب على من صام وقام ( إيمانا واحتسابا ) ، فالصائمون كثر .. وقليل منهم من صام إيمانا واحتسابا
ولا عجب في ذلك ... فنضال السجناء لا يؤتي أكله إلا إذا كان مقرونا بإيمان صاحبه بعدالة القضية التي يناضل من أجلها ، محتسبا ما يلاقيه من أذى وتعب ونصب ، وبما أننا سجناء ... فقضيتنا التي يجب أن لا تغيب عن آذهاننا هي (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) ، صابرين ... محتسبين
ومن السجناء والأسرى من يفتدى نفسه بكل غال ونفيس في سبيل فكاك وثاقه والنجاة برقبته .
فهل استحضرنا ذلك في الصدقات لنقتدي أنفسنا من النار ؟ كما ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأمركم بالصدقة ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه " ، وقال – صلى الله عليه وسلم – " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "
ولأن البعض منا – وبكل صراحه – اتخذ من دنياه جنه ومضمارا للتسابق في شهواتها والتنعم بملذاتها ، حتي صاروا سجناء لشهواتهم ورغباتهم ، فوجب التذكير والتنبيه حتي ينتفع المؤمنون .. في زمن صار البعض يؤدي العبادات المختلفه من صلاة وزكاة وصيام ... الخ كنوع من التكليف والفروض الثقيله ، التي يسارع في آدائها ليهرع بعدها إلى ما تهواه نفسه من ملذات ، حتي صاروا لا يستشعرون لذة العباده ... فلم نجد بدا من محاوله تقريب المشهد ، عسى أن تتغير الصوره في الأذهان
إن استحضار ما ذكرناه من مشاهد ومواقف يدفع بالعبد إلى الاحسان في العبادات والمعاملات ترقيا وتدرجا حتى ينتهي وصولا إلى أن يعبد الله كأنه يراه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا غاية الاحسان وكمال اللذه