- إنضم
- 27 يوليو 2013
- المشاركات
- 18,256
- التفاعل
- 65,684
- النقاط
- 122
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي ذر – رضي الله عنه وأرضاه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه - تبارك وتعالى - أنه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعِمْكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم. يا عبادي إنكم تُخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أَغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تَبْلُغُوا ضَري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أوَّلكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كلَّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيطُ[1] إذا أُدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه))؛ رواه مسلم[2]، وأحمد[3]، والترمذي[4] وابن ماجه[5]، وهذا حديث شريف أشرف حديث لأهل الشام ودمشق[6]. وهذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام، وأصل من أصول الدين، كان التابعون إذا حدثوا به جثوا على ركبهم من عِظمه.
.........................................
وأكبر قضية في هذا الحديث؛ أن الله – عز وجل – حرم الظلم على نفسه، وجعله بين الناس محرماً.
* قال عزَّ من قائل: {وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } [آل عمران: 108].
وقال - تبارك وتعالى -: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46].
وقال عزَّ من قائل: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49]. حرمه سبحانه وتعالى على نفسه، فلا يظلم، ولا يهضم.
والظلم أن يزيد في سيئات من لم يُسئ، والهضم أن يُنقصَ من حسنات من أحسن.
.................................................
تأتي امرأة - وهي أروى بنت أويس - فتدعي على سعيد بن زيد رضي الله عنه – أحد العشرة المبشرين بالجنة – أنه اغتصب شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم. فقال سعيد: أنا كنتُ آخذُ من أرضها شيئاً، بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال مروان: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوِّقه إلى سبع أرَضين)) فقال له مروان: لا أسألك بينةً بعد هذا. فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فَعَمِّ بَصرَها، واقتلها في أرضها. قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها، إذ وقعت في حفرة فماتت!![14].
وفي رواية: فرأيتها عمياء تلتمس الجُدُر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار، مرَّت على بئر في الدار، فوقعت فيها. فكانت قبرها!![15].
...................................................
قال أحد التابعين: إذا مررت بأرض قد خربت، وبأهلها قد تفرقوا وبأُنْسٍ قد تشعَّب، وببهاء قد تبدد، وبمال قد فني، وبصحة قد ذهبت، فاعلم أنها نتيجة الظلم.
...........................................................
روى ابن كثير في "تاريخه"، أن البرامكة، الأسرة الشهيرة الخطيرة، التي كانت تتولى الوزارة لهارون الرشيد في بغداد، بلغوا من الترف والرقي؛ أن أحدهم كان يصبغ قصره، من الداخل والخارج بماء الذهب والفضة!! فكانت تلمع قصورهم مع الشمس، فضيعوا الأموال، وسفكوا الدماء وبغوا، وطغوا، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
والرسول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه يقول: ((إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلته))[16]، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] فسلط الله على هذه الأسرة أحبَّ الأحباب إليهم، وأقرب الأقرباء إلى قلوبهم، وأصدق الأصدقاء، وهو هارون الرشيد الخليفة، فأخذهم في ليلة واحدة، فجلد كل واحد منهم ألف سوط، ثم قَطَّع أيديهم وأرجلهم، وقتلهم شر قتلة، واستولى على أموالهم، وهدَّم قصورهم، وسجن نساءهم، فدخلوا على شيخ منهم وهو يُعذب ويبكي تحت السياط، فقال له بعض العلماء: ما هذه المصيبة التي حلت بكم؟ قال: دعوة مظلوم سرت في الليل، نمنا عنها، والله ليس عنها بنائم.
.............................................................
لا تَظْلِمَنَّ إذَا ما كُنتَ مُقْتَدِراً فالظلم يرجعُ عُقْبَاهُ إلى النَدَمِ
تنامُ عيناكَ والمظلومَ مُنْتَبِهٌ يدعو عليكَ وعينُ الله لم تَنَمِ
..........................................................
لما أهين الإمام أحمد، إمام أهل السنة – رضي الله عنه وأرضاه – كان الذي سعى في سجنه، وفي ظلمه، وفي جلده، أحمد بن أبي دؤاد، أحد الوزراء المقربين من الخليفة المعتصم، فرفع الإمام أحمد يديه إلى الحي القيوم، ثم قال: اللهم إنه ظلمني فاحبسه في جسمه، وعذبه، وشرده أيَّما مشرد.
قال العلماء: فوالله ما مات، حتى أصابه الله بالفالج في نصفه، فنصف مصاب بالفالج قد مات ويبس من جسمه، ونصف حي.
دخلوا عليه وهو يخور كما يخور الثور، فقالوا: ما لك؟ قال: دعوة الإمام أحمد أصابتني؛ أما نصفي الأيمن، فوالله لو وقع عليه ذباب لكأن جبال الدنيا سقطت عليه، وأما النصف الآخر، فوالله لو قرض بالمقاريض ما أحسست ألماً.
.....................................
قال الذهبي في "نبلائه": "دخل أحد المشايخ من الصالحين، الأولياء، العباد، على أحد الطغاة المتكبرين، فنازعه في بعض الكلام، وأمره بالمعروف، ونهاه عن المنكر، فقام إليه هذا الطاغية فضربه على وجهه. فقال: لطمتني! أسأل الله أن يقطع يدك، قال: اعفُ عني، قال: لا والله، حتى نحتكم عند الله". قال الذهبي: "فأُثِر أنه ما مر عليه أسبوع، إلا وقد استولي على ما عنده، وأخذ قصره، وقطعت يده، وعُلقت أمام الناس"!!
.......................................................
هذا سعيد بن جبير رحمه الله، عندما قال الحجاج: لجنده: اذهبوا به فاقتلوه! ضحك وهو يتأهب للخروج مع جند الحجاج، قائلا للحجاج: عجبت من جرأتك على الله ومن حلم الله عليك، فقال الحجاج: اقتلوه.. اقتلوه، فقال سعيد: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، قال الحجاج: وجهوا وجهه إلى غير القبلة فرد سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله، قال الحجاج: كبوه على وجهه، وهنا رد سعيد: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، فقال "الحجاج: اذبحوه!! فقال سعيد: أما أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: "خذها مني يا عدو الله حتى نتلاقى يوم الحساب: اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه على أحد يقتله من بعدي" وصعدت دعوة سعيد إلى السماء، فلقيت قبولا واستجابة من الله والواحد القهار. فلقد أصيب الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بمرض عضال أفقده عقله، وصار كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكان كلما أفاق من مرضه قال بذعر: مالي ولسعيد بن جبير وبعد فترة قصيرة من قتل سعيد بن جبير مات الحجاج الثقفي شر موته، وتحققت دعوة سعيد فيه، فلم يسلطه الله على أحد يقتله من بعده.
....................................................
فما جف القطر، وما نزعت البركة، وما تباغضت القلوب، وما فسد الأولاد إلا من الظلم.
إن الظلم ظلمات في القلب، وفي القبر، وفي الحياة، وفي الآخرة.
.........................................
ولكن الأسلم لمن ظُلم؛ أن يستغفر الله، فما أصابه الظلم إلا بذنوبه، وأن يرجو الثواب والجزاء والأجر عند الله، وأن يتصدَّق بعرضه على الناس، كما فعل أبو ضمضم – صحابيٌّ جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان إذا أصبح قال: اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي؛ فمن شتمني، أو قذفني فهو في حِلّ.
عن أبي ذر – رضي الله عنه وأرضاه – عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه - تبارك وتعالى - أنه قال: ((يا عبادي، إني حرَّمت الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أَهْدِكم، يا عبادي كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعِمْكم. يا عبادي كلكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسوني أكْسُكُم. يا عبادي إنكم تُخطؤون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً، فاستغفروني أَغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تَبْلُغُوا ضَري فتضروني. ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أوَّلكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم، وآخركم، وإنسكم، وجنكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كلَّ إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص المخيطُ[1] إذا أُدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أُوفِّيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه))؛ رواه مسلم[2]، وأحمد[3]، والترمذي[4] وابن ماجه[5]، وهذا حديث شريف أشرف حديث لأهل الشام ودمشق[6]. وهذا الحديث قاعدة من قواعد الإسلام، وأصل من أصول الدين، كان التابعون إذا حدثوا به جثوا على ركبهم من عِظمه.
.........................................
وأكبر قضية في هذا الحديث؛ أن الله – عز وجل – حرم الظلم على نفسه، وجعله بين الناس محرماً.
* قال عزَّ من قائل: {وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } [آل عمران: 108].
وقال - تبارك وتعالى -: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ} [فصلت: 46].
وقال عزَّ من قائل: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49]. حرمه سبحانه وتعالى على نفسه، فلا يظلم، ولا يهضم.
والظلم أن يزيد في سيئات من لم يُسئ، والهضم أن يُنقصَ من حسنات من أحسن.
.................................................
تأتي امرأة - وهي أروى بنت أويس - فتدعي على سعيد بن زيد رضي الله عنه – أحد العشرة المبشرين بالجنة – أنه اغتصب شيئاً من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم. فقال سعيد: أنا كنتُ آخذُ من أرضها شيئاً، بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال مروان: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوِّقه إلى سبع أرَضين)) فقال له مروان: لا أسألك بينةً بعد هذا. فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فَعَمِّ بَصرَها، واقتلها في أرضها. قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها، إذ وقعت في حفرة فماتت!![14].
وفي رواية: فرأيتها عمياء تلتمس الجُدُر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار، مرَّت على بئر في الدار، فوقعت فيها. فكانت قبرها!![15].
...................................................
قال أحد التابعين: إذا مررت بأرض قد خربت، وبأهلها قد تفرقوا وبأُنْسٍ قد تشعَّب، وببهاء قد تبدد، وبمال قد فني، وبصحة قد ذهبت، فاعلم أنها نتيجة الظلم.
...........................................................
روى ابن كثير في "تاريخه"، أن البرامكة، الأسرة الشهيرة الخطيرة، التي كانت تتولى الوزارة لهارون الرشيد في بغداد، بلغوا من الترف والرقي؛ أن أحدهم كان يصبغ قصره، من الداخل والخارج بماء الذهب والفضة!! فكانت تلمع قصورهم مع الشمس، فضيعوا الأموال، وسفكوا الدماء وبغوا، وطغوا، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.
والرسول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه يقول: ((إن الله ليُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفْلته))[16]، ثم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] فسلط الله على هذه الأسرة أحبَّ الأحباب إليهم، وأقرب الأقرباء إلى قلوبهم، وأصدق الأصدقاء، وهو هارون الرشيد الخليفة، فأخذهم في ليلة واحدة، فجلد كل واحد منهم ألف سوط، ثم قَطَّع أيديهم وأرجلهم، وقتلهم شر قتلة، واستولى على أموالهم، وهدَّم قصورهم، وسجن نساءهم، فدخلوا على شيخ منهم وهو يُعذب ويبكي تحت السياط، فقال له بعض العلماء: ما هذه المصيبة التي حلت بكم؟ قال: دعوة مظلوم سرت في الليل، نمنا عنها، والله ليس عنها بنائم.
.............................................................
لا تَظْلِمَنَّ إذَا ما كُنتَ مُقْتَدِراً فالظلم يرجعُ عُقْبَاهُ إلى النَدَمِ
تنامُ عيناكَ والمظلومَ مُنْتَبِهٌ يدعو عليكَ وعينُ الله لم تَنَمِ
..........................................................
لما أهين الإمام أحمد، إمام أهل السنة – رضي الله عنه وأرضاه – كان الذي سعى في سجنه، وفي ظلمه، وفي جلده، أحمد بن أبي دؤاد، أحد الوزراء المقربين من الخليفة المعتصم، فرفع الإمام أحمد يديه إلى الحي القيوم، ثم قال: اللهم إنه ظلمني فاحبسه في جسمه، وعذبه، وشرده أيَّما مشرد.
قال العلماء: فوالله ما مات، حتى أصابه الله بالفالج في نصفه، فنصف مصاب بالفالج قد مات ويبس من جسمه، ونصف حي.
دخلوا عليه وهو يخور كما يخور الثور، فقالوا: ما لك؟ قال: دعوة الإمام أحمد أصابتني؛ أما نصفي الأيمن، فوالله لو وقع عليه ذباب لكأن جبال الدنيا سقطت عليه، وأما النصف الآخر، فوالله لو قرض بالمقاريض ما أحسست ألماً.
.....................................
قال الذهبي في "نبلائه": "دخل أحد المشايخ من الصالحين، الأولياء، العباد، على أحد الطغاة المتكبرين، فنازعه في بعض الكلام، وأمره بالمعروف، ونهاه عن المنكر، فقام إليه هذا الطاغية فضربه على وجهه. فقال: لطمتني! أسأل الله أن يقطع يدك، قال: اعفُ عني، قال: لا والله، حتى نحتكم عند الله". قال الذهبي: "فأُثِر أنه ما مر عليه أسبوع، إلا وقد استولي على ما عنده، وأخذ قصره، وقطعت يده، وعُلقت أمام الناس"!!
.......................................................
هذا سعيد بن جبير رحمه الله، عندما قال الحجاج: لجنده: اذهبوا به فاقتلوه! ضحك وهو يتأهب للخروج مع جند الحجاج، قائلا للحجاج: عجبت من جرأتك على الله ومن حلم الله عليك، فقال الحجاج: اقتلوه.. اقتلوه، فقال سعيد: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، قال الحجاج: وجهوا وجهه إلى غير القبلة فرد سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله، قال الحجاج: كبوه على وجهه، وهنا رد سعيد: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى، فقال "الحجاج: اذبحوه!! فقال سعيد: أما أني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: "خذها مني يا عدو الله حتى نتلاقى يوم الحساب: اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه على أحد يقتله من بعدي" وصعدت دعوة سعيد إلى السماء، فلقيت قبولا واستجابة من الله والواحد القهار. فلقد أصيب الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بمرض عضال أفقده عقله، وصار كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكان كلما أفاق من مرضه قال بذعر: مالي ولسعيد بن جبير وبعد فترة قصيرة من قتل سعيد بن جبير مات الحجاج الثقفي شر موته، وتحققت دعوة سعيد فيه، فلم يسلطه الله على أحد يقتله من بعده.
....................................................
فما جف القطر، وما نزعت البركة، وما تباغضت القلوب، وما فسد الأولاد إلا من الظلم.
إن الظلم ظلمات في القلب، وفي القبر، وفي الحياة، وفي الآخرة.
.........................................
ولكن الأسلم لمن ظُلم؛ أن يستغفر الله، فما أصابه الظلم إلا بذنوبه، وأن يرجو الثواب والجزاء والأجر عند الله، وأن يتصدَّق بعرضه على الناس، كما فعل أبو ضمضم – صحابيٌّ جليل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – كان إذا أصبح قال: اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس، وقد تصدقت عليهم بعرضي؛ فمن شتمني، أو قذفني فهو في حِلّ.
التعديل الأخير: