يوسف عمر
عضو
- إنضم
- 19 سبتمبر 2013
- المشاركات
- 268
- التفاعل
- 119
- النقاط
- 47

لو أني أستطيع أن أعبر النهر .. إلى الضفة الأخرى ..
لكان حالي يارحمن .. افضل بكثير ...
الألوان عندي توحدت .. ليس من قلة البصر .. ولكن من طول السفر ..
فكم رغبتُ لو أرتشفتُ من نور عبير مودتك .. ما يغنيني عن هذا كله ..
وكم رغبتُ .. لو أحييتَ ما تبقى مني بأمر حنانك .. كي أستعيد به عافيتي التي ذهبت عني ..
وكم رغبت .. لو وصلت ُ إليك بتذكرة ذهاب فردية .. لا عودة فيها ..
لعلي أرى من جود فضلك .. ما تقر به عيني .. والِى الابد ...
والناس عادة يارحمن ... يبيعون ليشترون ..
فمنهم من يبيع الدنيا.. ليشتري الآخرة..
ومنهم من يبيع الآخرة .. ليشتري الدنيا ..
ومنهم من لا دنيا له كي يبيعها .. ليشتري بها من الآخرة شيئا ..
ومنهم من وقف .. على مرتبة أول سلم يوصله إلى منتهى فضلك ..
وعجز أن يخطو خطوة ... يخشى أن تزل بها القدم ..
فماذا يفعل هذا المكسور ؟
وماذا يفعل هذا العاجز ؟
وماذا يفعل هذا الذي نسى تعابير وجهه ..
ولم يعد يتذكر إلا كيف يصل ... ومتى يصل ؟؟؟
كأنني يا رحمن في حزورة ... لكني لا أظنها منخورة ...
بل هي مسرورة .. هكذا كانت بدايتها .. مسرورة ..
ومن سررته من فضل نور محبتك .. كيف لك أن تتركه بلا فضل مودتك ؟
هل أشك في نفسي ؟... نعم .. وكثيرا ..
هل أشك في قدرتك ورحمتك ؟... لا .. بل مطلقا ..
أهو القنوط ؟.. ربما ...
أهو الجنون والهلوسة ؟... نعم ربما ...
هل علي أن أصمت كي أفهم ؟
أم علي أن أفهم كي أتكلم ؟
هل الحروف تكفيني ... أم الصمت يرقيني ... ؟
أظنني ضعت ... مثل طفل صغير يحاول الوصول إلى مبتغاه..
فلا هو وصل .. ولا هو نسي لعبته ..ولا هو حاد عن الطريق ...
فاللهم أني أشكو إليك هواني على نفسي ..
فلقد وصلت إلى نقطة الصفر ... لا أنا عدت إلى طبيعتي ..
ولا أنا خطوتُ مثل الآخرين .. خطوة واحدة نحو الأمام ..
فأنا في حيز الوقوف .. وكل شيء من حولي في حيز الوقوف ..
ولا من أمر يتحرك .. إلا زمانك الذي قدرته بحكمتك على الخلق ...
أنا أعلم أن نهايتي وشيكة .. وقد تكون أقرب مما أتصور ..
وقد أزل عن الصراط .. وقد أتلاشى مثل أي أهوج ..
وقد لا اكون أي شيء مذكورا .. ولكني أكاد ارى ذلك الرماد ..
الذي تخلل عنان الصدر .. والتهم أحياء الخلايا .. وأيقظ سبات الألم ...
واللهم أغثني برحمة ٍ منك ...فلا حول ولاقوة لي إلا بك ..
اللهم لاتتركني أنسلخ من بشريتي بعد أن أحاط بي سواد اليتم ..
يا أرحم الراحمين يا الله ...
اللهم خذني منك بك إليك... وأهدني لفقه محبتك
وأسقني من أمطار الهدى والرحمة .. ما تبث في هذا البدن روح الكلمة الطيبة ..
اللهم أرحمني وأنت علي قادر.. واغفر لي وأنت الرحيم الغافر..
اللهم قد طرقت بابك وأنت بي عليم .. فلاتكلني إلى قسوة وحجر ..
واعصمني من سوء النفس والعقل .. وتصدق علي من واسع فضلك ..
وسلمني من آفات الهوى .. وأجعلني عندك من أهل التقى والنهى ..
اللهم قد فقدت بصيرتي وأنت الحليم ... وفقدت أناتي وأنت الكريم ..
وتحولت ُ إلى مسخ من زمن ٍ لم يعد موجودا .. إلا أنه حتى هذا المسخ ..
يحن إلى قطرة من حنان رحمتك ... فإن لم ترحمني .. فمن يرحمني .. وأنت أرحم الراحمين ...
لا إله إلا أنت .. وسعت رحمتك وقدرتك وحكمتك كل شيء ..
وأنا بعض ٌ من شيء .. وأنت رب كل شيء
وأنت على كل شيء قدير...
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك..
اللهم خذ بيدي .. وأهدني .. وأعصمني .. واحفظني..
وأكشف لي من محبتك ما تقر به عيني .. وتطمئن به نفسي..
اللهم لا تحل بيني وبينك .. إلا بما يرضيك ..
ولاتردني إلى الضلال بعد أن اكرمتني بهدايتك ..
وأغفر لي ولوالدي يوم يقوم الحساب.. ويطير الكتاب .. ويتفرق الأهل والأصحاب..
اللهم أجعلني طيرا من طيور مودتك .. واسقني من كرامتك
ما استعيد به عافيتي .. ياكريم يا وهاب ...